أخر الأخبار

.

لماذا صدام، ولماذا الإحتفال بتخليد ذكرى استشهاده؟!



لماذا صدام، ولماذا الإحتفال بتخليد ذكرى استشهاده؟!


عراق العروبة
محمد عوض





يحق لأي شخص أن يتسائل، والتساؤل دليل على الوعي، لنبدأ أولا عن صدام ماذا يمثل؟
صدام ليس للبعث فحسب، بل هو لكل العرب، ولكل من يرى فيه التحرر الإنساني من أبناء العالم ...

قد يكون للبعض وجهات نظر إزاء مواقف أو أفعال، لكن في البدء يجب تنحية جوانب الإختلاف، والفكير بصدق، والنظر في القواسم المشتركة و الثوابت، ثم لتكون بعد ذلك بناء الرأي من كل الجوانب بصورة موضوعية وليس انفعالية.

صدام إنسان أولا، بعثي وعروبي، قبل كل شيء، فكل مواقفه انطلاقا من هذه المبادئ وليس غيرها، ومن أراد ان يعرف البعث يجب أولا الرجوع إلى المصادر الفكرية والأدبية له... والنظر إلى الفكر ومدى التطابق مع الممارسة، مع الأخذ في الإعتبار العوامل السياسية والإجتماعية... إلخ، والتي قد تشوش على الأمر حتى يبيت غير مفهوما لدى البعض!
ولنضع أسئلة...

هل كان صدام حسين عنصريا؟؟
هل كان يدعو إلى التفرقة؟؟
هل كان حاقدا؟؟
هل كان انتقاميا؟؟
في الحقيقة ليس لكل ذلك أثر، لأنه إن كانت تنطبق فيه أحدى تلك التهم، لما واجه (حرب كونية) لإسقاط النظام الوطني الحاكم في العراق والذي كان على رأسه....
ولينظر أي شخص عاقل، بمقارنة مبدئية صادقة، بين العراق في عهده وبين الديمقراطية الاميركية التي صدرتها، كيف حال العراق من بعده؟؟؟؟!
هل صدام أسقطه شعبه بثورة؟؟؟

في الحقيقة لا، بل حربا كونية بقيادة أميركا وكل قوى الشر، لإسقاط نظام البعث، هذه سياسة أميركا الستراتيجية، لا تريد نظام وطني قومي وحدوي يحكم أي قطر من الأقطار العربية، فإذا كان ثمت أحد معجب بالسياسة الأميركية وأفعالها فهذا أمر آخر... 

ويكاد كثير ما زال لا يعلم أنه يوم إسقاط ذلك التمثال للشهيد القائد بعد الغزو بواسطة جنود أميركيين وبعض ممن يقال انهم عراقيين، لا يدري كثير أن الشهيد وقتها كان على بعد أمتار معدودة من هذا الحدث، ويعلم تماما من هؤلاء الذين بأسفل التمثال ويدعون أنهم عراقيين، في محاولة بائسة منهم لتصوير أن الشعب يقف في صف الإستعمار...
وما زلنا نستغرب من بعض المثقفين والمتنورين أنهم يصدقوا مثل هذه الأشياء، فهل لأن عقولهم تستوعب مثل هذه الألاعيب الطفولية ، أم لشيء في نفوسهم!!؟
ماذا جرى لحزب البعث بعد احتلال العراق؟؟
جرى بقانون أصدره بريمر تجريم البعث وسن قانون باسم اجتثاث البعث، وتعرض فيه ما تعرض البعثيون من قتل وتهجير وتصفيات واستشهد أكثر من 160 ألف بعثي بعد غزو العراق، وتم استهداف مخابراتي صهيوأميركي واضح لكل البعثيين على امتداد الوطن العربي والعالم .

ما هو نتيجة غزو العراق وقانون أجتثاث البعث ؟؟
تم تشكيل مقاومة عراقية مسلحة بقيادة المجاهد عزت ابراهيم نائب مجلس قيادة الثورة، ونائب الشهيد صدام ، وكانت لأول مرة في التاريخ تبدأ مقاومة استعمار بمجرد الغزو وفي نفس اليوم، وكانت النتيجة بالعام 2011 اضطرت الادارة الأميركية لسحب قواتها من العراق تجر أذيال الخيبة بعد الخسائر المادية والبشرية التي تلقوها من المقاومة والبعث بمعية جماهير الشعب العراقي !
وما زالت المقاومة العراقية إلى اليوم تكافح أذناب الإستعمار من الصفويين الفرس، حتى التحرير الشامل لكامل التراب العراقي .

والنتيجة أن السي آي إيه وجورج بوش وأوباما وتوني بلير وكولن باول، كلهم قدموا اعتذارات صريحة وضمنية عن الذنب الذي اقترفوه تجاه العراق وشعبه، واعتراف صريح بأن كل ما كانوا يروجونه من أكاذيب إنما كانت بهدف إسقاط القيادة الوطنية للعراق.... هذا كلام مثبت من الذين روجوا حملات تشويه وشيطنة البعث وصدام، وطالما أن الفاعل إذا اعترف بذنبه غير مجبرا، فلماذا يحاول البعض طمس هذه الحقائق والاستمرار في التشويه ؟؟؟

والنتيجة أن البعث وقيادته، سواء في العراق أو باقي أقطار الأمة العربية في كل يوم يثبت مدى التزامه بخطه السياسي ومواقفه الوطنية النابعة من تطلعات الجماهير...
ونقولها بملء الفم، أن البعث سيعود لكي يحكم العراق، ومعه كل الشرفاء والوطنيين قوميين ووطنيين، ممن قاوموا الإستعمار والتزاموا بمواقفهم ومبتدئهم تجاه أرضهم وشعبهم .

كل ما تم سرده هو لتوضيح بعض الحقائق حول البعث، لكي تتضح الصورة للبعض... ولن تكفي كتب ومجلدات لفضح كل محاولات تجريم البعث وقيادته،،، ونجزم أن كثير من الناس، يعلمون كل أو أغلب ذلك، إنما يستمرون في نفس الأسطوانة المشروخة، إما لأسباب مخابراتية واضحة، أو عدائات تقليدية عفا عنها الزمن وولى!
لنعود مرة أخرى للقيادة العراقية الوطنية التي أسقطها الإحتلال،،،
ألم يسقط صدام 39 صاروخ في قلب تل أبيب، وتحدى من يكملها أربعين صاروخ ولم يفعلها أحد إلى اليوم .

ألم يعش العراق في نعيم وأمن وأمان، حتى في ظل الحصار الإقتصادي الجائر..
ألم يكن العراق قبلة للعلم، يأتي إليه الطلاب لنهل العلوم من شتى أنحاء العالم...
ألم يكن العراق بنظامه الوطني سدا منيعا للإرهاب، والصهيونية وإيران...
والكثير الكثير والذي لن تكفينا هذه المساحة الضيقة لتناوله كله.

إذا كان البعض يعتقد أن البعث وصدام كان يدعم العرب لوحدهم فهو واهم، بل كل دول العالم، وكل الحركات التحررية الصحيحة سواء في أقريقيا وحتى أميركا اللاتينية.
كما قلنا من يريد أن يعرف البعث ليكن نزيها مع نفسه ويلتزم الحياد والموضوعية لكي يخرج بنتيجة، هل البعث عنصري؟؟؟ هل كان يدعم حركات عنصرية؟؟، هل يعمل لمصلحة نفسه؟؟؟ ستكون النتيجة من حيث المفهوم البعثي أو الممارسة (لا) على اي حال...
هل نحن وحدويين أم انفصاليين، اعتقد بأن الشعار المثلث للبعث يعبر عن ذلك في اهدافه في الوحدة والحرية والإشتراكية.
وحدة الوطن ووحدة الأمة ووحدة أي مكان في العالم .
حرية الوطن وحرية الأمة وحرية العالم من الامبريالية والاستعمار والقهر.
اشتراكية الإنسان العربي التي تنهض به وتكافح الراسمالية الطفيلية في الوطن والعالم .
هذا هو البعث وهذه عقيدته التي يعرفها ويؤمن بها الطفل بفطرته السوية قبل الكبير.

نحن الآن وكما كنا وسنظل، ندعوا إلى الوحدة، وكل ما فيه مصلحة البلاد والشعب وتطلعاته، مثبتين لكل الركائز الوطنية الصحيحة بمواقفنا ونضالنا مع شعبنا وكل قواه الحية .
ندعوا لأن نتوحد، إلى كلمة سواء مع من يريدون إسقاط هذا النظام، نريد تقريب وجهات النظر، الاتفاق وليس الاختلاف، نبذ التعصب والتطرف في الطرح، نبذ الأحقاد الواهية، يدا بيد لإسقاط النظام ...

لا أحد يحتكر المواقف، ولا أحد يمتلك صكوك وطنية، لكن بالرغم من ذلك، الحق أبلج والباطل لجلج، والحقيقة لامعة مهما سادت الظلمة وطغت، إن أي محاولة للإنفصال هو موقف غير وطني ومشبوه، وكل من يقف في صف الإنفصال عليه أن يراجع نفسه، فالله يوحد بين الناس ويتآلفوا وينبذوا ما يفرقهم، لياتي البعض ويزرع الأحقاد في قلوب الناس ويعمل لفصلهم، هل لعاقل أن يستوعب أن هذا عمل يمثل شعب وموقف وطني، أمر يرفضه السماء وتنبذه الأرض، ليأتي شخص ما ويقبله بل ويروج له !!!...

الآن نضيع زمننا في ترهات وجدل واختلافات عفا عنها الزمن، وشعبنا مطحون ومسحوق، لا أمن ولا أمان ولا طعام ولا ولا ولا، ونحن ما زلنا في أنا وأنت وأنتم وهم ونحن بدلا من أن نوحد موقفنا ونرص صفوفنا ونتكل على الله لإسقاط هذه العصابة المتأسلمة.

لنكن يدا بيد، لقيام وطن ديمقراطي قوي ومؤمن وناهض، وطن بما تحويه الكلمة من معنى، خال من الحروب والميليشيات والمرتزقة، بناء جيش وطني على أسس صحيحة وعقيدة قويمة...
كان الله في عون الشعب...
وكان الله في عوننا ونحن ما زلنا في أنا وأنت !!

وسنظل نحتفل بصدام طالما ظل وسيظل في قلوب محبيه وقلوب الشرفاء والأحرار في الوطن والأمة والعالم، صدام رمز قومي وإنساني خلده التاريخ... قبل أن نخلده نحن .




0 التعليقات: