ارض العراق اصبحت رقعة شطرنج تلعب فوقها ( امريكا – ايران ) ؟
عراق العروبة
د . خالد القره غولي
العراق من البلدان التي عانت من التدخلات الخارجية لدول الجوار ودول أخرى لها تأثير كبير على هذه الدولة بعيدة اا جغرافيا لكنها قريبة جدا عما يدور من أحداث ، فمن الأمور الثابتة للسياسة الأيرانية في العراق اليوم وتواجد وتجوال قواتها ومليشياتها العسكرية الكبرى وقادة عسكريين وامنيين في كافة دوائر ووزارات ومحافظات الدولة العراقية الجديدة !
هذا ( المقال الطويل ) كان مشروعاً لكي ينشر في كتاب خاص , لكننا ارتأينا أن ينشر في الصحف والمواقع الالكترونية العزيزة الغراء إسهاما منا في الوقت الحاضر لان البعض من الزملاء والمسؤولين الكبار في عراقنا الآن ينزعجون ويتذمرون من الكتابة عن ( إيران ) لأسباب تكاد أن تكون معروفة لدى الجميع فضلاً عن الإهمال الواضح من قبل الزملاء الأعزاء رؤساء التحرير في المواقع الالكترونية والصحف بعدم التطرق إلى مثل هكذا مقالات كونها كريهة للأسباب عسى أن تكون مفيدة في الوقت نفسه وفي ذات الوقت ومن واجبنا يجب التطرق والبحث والكتابة والتأكيد حول هذا الموضوع لكي يعرف أبناء هذا العالم قصة أبناء المدن العراقية الصامدة ، لفرط ما يعانون أبناء هذا الشعب العراقي اليوم في كل ساعة ودقيقة وثانية من تدميرٍ مبرمج وضياعٍ لا حصر له لمعالم مدن هذا البلد العجيب الهادئة الجميلة التي تقع على مفترق طرقٍ تبدأ من الشرق والغرب ومن الشمال والجنوب ولا تنتهي إلا في بيوتهم العامرة بالقلوب الكريمة ، هذا كان قبل الاحتلال الهمجي الغاشم ، واليوم نروي لكم قصةَ أهل العراق صباحاً ومساءً وهم يوزعون ابتساماتهم ويخزنون ذكرياتهم الطويلة في هذا البلد , ولأنه الشارع ألعراقي يريد أن يتحدث عن نفسه ، سنترك لكم النظر والتبصر وأنتم تتابعون هذا الموضوع مقدمين اعتذارنا لهفواتٍ تاريخية قد ترد هنا أو هناك ، سنتجاوزها مستقبلاً بمقترحاتكم بإذن الله .
للعراق حكايات وأسرارٌ تدفنها الريح في يومٍ اغبر، تتفنن القصص الحزينة بدعوة المرايا إلى نورٍ فضي ونخيلٍ أسهب سرداً عند أولِ ممرٍ لقطيعٍ تائه يبحث عن سهلٍ قديم , أؤشر بمبضعٍ ناعم وطريقٍ العراق على كل الخطوات التي مرَّ بها أجدادنا العظام بدءاً من هذه القطعة المخضبة بالحنين وحتى آخر بقعة في هذا البلد العزيز , من هنا أشدُّ ذكرياتي إلى مياسم اقتضبها رَوح الهموم ولا زال العديد من شرفاء هذا العالم يدعون إلى توحيد العلاقة بين الشعبين الإيراني والعراقي بينما يسعى ( الإيرانيون ) ومع الأسف الشديد اليوم إلى بعثرة أية جهود أو محاولات لملمة شمل الأمة الإسلامية اعتبارا من العلاقات العراقية الإيرانية وهي تمر بأصعب وأدق ظرف مصيري يحيط به الغموض من كل جانب .
حكايات المواطن العراقي الفقير المسكين الذي لا حول له إلا الاستماع ولا قوة إلا الرضوخ , في هذا الوقت ترتفع أصواتٌ من الأغلبية واقصد تحديداً المواطنون البسطاء لتوحيد الصفوف ورأب الصدع وترقيع الشقوق لان ما يحيط بالأمة العراقية ومستقبلها يكاد أن يكون كابوساً حل عليها , فمن بين احتلال العراق وخطوات المتلاعبين بالقوت السياسي لجعل إسرائيل دولة جارة أو شقيقة يبرز في الواجهة الخطر الإيراني المحدق بدولة العراق والخليج العربي وعدم تفويت دقيقة واحدة كفرصة للإيرانيين لتثبيت دعائم نفوذهم وتقوية الدعامات العسكرية والاقتصادية لان حلماً ما يراود الإيرانيين بان أمريكا لا بد أن ترحل من المنطقة عاجلاً أم آجلاً وبذلك تخلو ثلث آبار العالم من النفط ونصفه من الاحتياطي من حماية حتى ولو كاذبة وحينها سيبدأ إسقاط الدول الخليجية بالهواتف النقالة وليس بدخول دبابات وقصف طائرات وهذا ليس فلماً خيالياً آو حلماً لا يمكن تحقيقه فدول الخليج العربي وحتى الدولة القوية فيها غير قادرة على التصدي لأي محاولة لاحتلال الخليج العربي وجزره وشبه جزره ودوله وإماراته , والمصالح هي التي تحكم فيما سيحصل وليست القبل والزيارات المكوكية الكاذبة أمام أجهزة الأعلام من قبل بعض الوزراء والحكام والقادة والأمراء والملوك ، أعود مرة ثانية إلى القادة في إيران واقصد السلطة المركزية لا الشعب الإيراني الأصيل الذين يترنمون بحكاية الغزو لبلادهم في عام
( 1980 ) والذي لم يدم أكثر من ثمانية أعوام تغيرت فيها السياسة الاستراتيجية الدولية والى الأبد جراء هذا الحدث ، العراق أصبح بلداً مقسماً إلى ألف جزء في الكواليس وتستطيع أي مجموعة أو عصابة من احتلال أكبر جزء فيه بشرط عدم المساس بالأحزاب الإقليمية والقومية وحكومتنا الرشيدة , وجيشه أحيل على التقاعد وأسلحته ما صلح منها هرّب إلى إيران وما تبقى ودمر أصبح سقوفا للمواشي , والإيرانيون ما زالوا يرددون أن العراقيين يشكلون خطراً كبيراً ، الشعب العراقي يتلوى ويتألم من الاحتلال الأمريكي الإيراني منذ تسعة سنوات وإيران أصبحت اليوم صداع مزمن في رأس العراق ومع الأسف وشديد الأسف تظهر بين الحين وأخرى تصريحات غير مسبوقة لمسؤولين ووزراء إيرانيون يهاجمون شعب العراق .الأمراض والأوبئة والفساد الذي أطبق على شعبنا من كل جانب العراقيون يعانون من شراء مياه صالحة للشرب والبطالة تفتك بشبابهم جراء الفساد الذي أنتشر بين وزارات الدولة والإيرانيون يهلهلون للدمار الذي حل في جارهم المسلم !
وليس عيباً أن يعاني شعبنا ما يعانيه كونه محتل من كل دول العالم وليس من أمريكا وحدها الشماتة والضغينة والحقد ليس من شيمة الشجعان نقولها للحكام في إيران ونذكرهم بان سكة الاحتلال قد انتهت ، وبدلاً من التباكي على الغزو العراقي ومزاعم الدعوة إلى تقسيم العراق وعدم إخراجه من طاولة سيطرتكم وان لا يتناسوا مفاجئات المستقبل وعيون الدول الكبرى المسلطة على أبوابهم وآنذاك لا ينفع الندم أيها الإيرانيون , أو تناسى الإيرانيون عندما كان خيرة شباب العراق يتساقطون شهداء دفاعا عن البوابة الشرقية للوطن العربي أثناء الحرب العراقية الإيرانية على مدى ثمانية سنوات , ونسي أو تناسى الإيرانيون بأن هم أول من سيكون له نصيب من التدمير فيما إذا استطاعت الدول الكبرى أن تغزو المنطقة بشكل فعلي , كان العراق يدافع دفاعا مستميتا طوال ثماني سنوات ضد الزمر الإيرانية التي مثلت ولا تزال تمثل جوارا صعبا يضمر لكل ماهر عربي الحقد والكراهية , ونحن نقول للقادة في إيران بأن الدنيا دوّارة وهذه قطعا ليست المرة الأولى التي يمر فيها العراق بمثل هذه المحن وبتآمر وتواطؤ مع الاحتلال الايراني ..
الاحتلال الأمريكي قد رحل هذا إذا سلموا من ضربات العراقيين الشرفاء الشعب العراقي الغاضب , أما الايرانيين فهم أجبن من أن يصمدوا أمام ضربات قدرات الشعب العراقي الأصيل وصدقوني إن من يحميهم الآن ولو بشكل غير مباشر البعض من ساسة العراق ، عليهم لعنات الله وكوارثه وزلازله وبراكينه ، يسعون إلى تدمير العراق وبأخس وأجبن الطرق ومنها نشر الأمراض عن طريق حليفهم الفاسد فساد عقيدتهم وأنفسهم الحاقدة على العراق وأحب في نهاية مقالي هذا أن انصح الملالي في إيران و أزلام وأقزام سلطتكم التي كشرت أنيابها واعترفت وأكدت للعالم أنها الدولة التي ساهمت وساعدت في تخريب العراق وذبحت أكثر من مليوني عراقي وتشريد أكثر من خمسة ملايين وأكد بعض الوزراء من كيفية إحداث الشغب وحرق الدوائر ونهب الممتلكات , والتاريخ والزمن بيننا نحن نذكر لا ننصح , الإيرانيون الذين كانوا يتربصون بإشارة ولو كانت صغيرة للإشادة بدورهم التاريخي المخزي فيما يسمى بتحرير العراق في التاسع من شهر نيسان عام ( 2003 ) وجدوا أنفسهم أمام خطابات من أعلى مستويات الدولة العراقية الفاقدة للشرعية تتجاهل الدور الإيراني سلباً أو إيجاباً ومع ذلك حاول الإعلام الإيراني إثارة المسائل لحالة الخوف التي يعيشها الإيرانيون نتيجة إقرارهم الدفين بمدى الجريمة التي ارتكبوها في حق العراق وتاريخ العراق ..
المسألة ليست كما يظنها الإيرانيون فالعراقيين وبعد أن تخلصوا من الاحتلال الأمريكي وجدوا أنفسهم اليوم غارقين في مشاكل جمة بسبب التراكمات التاريخية والمراحل العصيبة في تحرير وطنهم من الاحتلال الإيراني وحتى أن طويت صفحة نهائياً سيبقى العراقيين يتذكرون أن بلاءهم من الإيرانيون ، ثم محاولة قطع أرزاقهم إضافة إلى تدمير دوائرهم ووزارتهم التربوية والتعليمية وحرق تاريخهم ونهب ثرواتهم وأثارهم ، ثم هي إيران التي كانت صاحبة الدعم اللوجستي الأول لاحتلال العراق وتكبيد العراقيين شعباً وأرضاً مزيداً من الجراحات وأصبحت هذه الدولة مع الأسف الإسلامية اكبر مسببي الكوارث في العراق , تعلمنا أن التاريخ يكرر نفسه في مواقف كثيرة ، وهذا ما لم يفهمه الإيرانيون ، فكيف بنا اليوم وقد وضع الإيرانيون أنفسهم في جحر ضب أن خرجت من جحرها قتلت وأن بقيت في جحرها قتلت , أنها تسجل للتاريخ سيعود لنفسه وستكون الثانية قوية تذكيراً بما فعل السفهاء بنا ولنا عودة.
تابع القراءه »
العمائم العدوانية!!
عراق العروبة
د . صادق السامرائي
تنتشر في وسائل التواصل الإجتماعي وفي محطات التلفزة العديد من العمائم العدوانية المنافية لبديهيات الأمور , وتتحدث بخرافية وهذيانية وغبائية منقطعة النظير , وتتعجب كيف لوسائل الإعلام أن تتجرأ وتقدمها للمشاهدين , وكيف لذي عقل أن يحاورها ويطرح عليها أسئلة ويأتيه الجواب الساذج المقرون بالتراهات.
عمائم مضمخة بالبهتان والضلال , وتدّعي تمثيل الإسلام والقول بلسان الدين والقرآن , والناس من حولها تستمع وتتفاعل مع ما تطرحه من هذيان.
ويبدو أن لهذه العمائم أسواق رائجة ومستمعين يهللون لها ويقلدونها ويتبعونها ويرتعون في مرابعها ويقدسونها , فهي كالأصنام التي يتعبدون في ظلالها.
ولا نلومنها مادام الناس تستمع لها وتشجعها على الإمعان بالضلال والدجل والأفك المبين , الذي يتكلمون بموجبه وفقا لهواهم وما ينمي إستثماراتهم وعائدات خطاباتهم المعممة بالعدوان.
وليس من الصواب التحدث عن العقل والمنطق والعلم في أوساط تلهث وراء الدجالين المتاجرين بالدين , الذين يأخذون الناس إلى سقر وكأنهم منومون بما يُحشى في رؤوسهم من أفيون البلاء والدمار والخراب والنقمة من الحياة التي يحتكرونها.
فالواقع يشير إلى أن العمائم لها دورها السلبي المروع في الحياة الإجتماعية في الدول المسلمة , لغياب الروادع والقانون الذي يحاسب ويواجه ويضع النقاط على الحروف , فمن المسؤولية والوطنية والعدل والغيرة على الدين أن تتم محاكمة هؤلاء ووضعهم على المحك , لأنهم يضللون ويستعبدون الناس بأكاذيبهم وإثارة عواطفهم لتسخيرهم لأجندات مسخرين لتنفيذها.
فلا يمكن تصديق ما يطرحونه وتفسيره إلا أنه واجب يقومون به ويحصلون على أموال ومحفزات عليه , فهم وكما تفضحهم قسمات وجوههم ولغتهم الجسدية , يكذبون ولا يقتنعون بما يقولون , وكأنهم يمثلون ويؤدون دورهم في مسرحية إمتهان الناس وإستعبادهم.
وعليه فالمطلوب محاكمتهم ومعاقبتهم وفضحهم , وعلى الناس أن تعود إلى عقلها وتبتعد عن الإصغاء لهؤلاء ومواجهتهم بالحجة العلمية والدليل الواضح.
إنهم أعداء الدين وأهله , وليسوا إلى الإسلام بصلة , فهل لنا أن نحرر الإسلام منهم؟!!
تابع القراءه »
الرموز الوطنية تموت ولكنها تبقى حية في الذاكرة التأريخية
عراق العروبة
علي الكـــاش
قال تعالى في سورة الفجر27/30 ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي)).
لم أتشرف بلقاء الرمز الوطني وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم سوى مرة واحدة خلال الحرب العراقية الإيرانية في القاطع الأوسط من ساحة العمليات ولمدة ساعة فقط، ولكن في بعض الأوقات قد تكون لهذه المناسبة الوحيدة عطر لا يزول، فقنينة العطر حتى ان خلت من العطر تبقى رائحتها زكية، بقيت المناسبة محفورة في الذاكرة لا تُمحى مهما تعدت السنون، وتوالت الحوادث.
غالبا ما يعرف الضباط العراقيون بالصرامة والإلتزام بالضوابط العسكرية وربما يفرضونها حتى على أسرهم، مثلا عند تناول الطعام لابد أن تكون الأسرة مجتمعة كلها، ويبدأ الأب بقوله تفضلوا، وعدم جواز القيام من المائدة إلا بعد إنتهاء الجميع من الطعام علاوة على القيافة والإناقة والنظافة والترتيب وغيرها من العادات المستعارة من التقاليد العسكرية، وهذا ديدن ضباط الجيش، بالطبع نقصد الجيش العراقي البطل قبل الغزو الامريكي الغاشم، وليس جيش الدمج والميليشيات الحالي.
ميزة البطل الهمام سلطان هاشم او بالأحرى هي مجموعة من المزايا جعلته محط أنظار جميع من عمل معه من الضباط وضباط الصف والمراتب وعلى حد سواء، إنها نفس صفات الأب المحب لأبنائه جميعا لا يميز بين كبيرهم وصغيرهم، ويسهر على سلامتهم وراحتهم، وأكثر ما يهمه تأمين السلام والأمان لهم، وطيبة القلب هذه سجية طبيعية، وليست عادة مكتسبة عند هذا الرمز الوطني الراحل، فقد فطر عليها ولازمته طوال حياته، والسمة الأخرى كان زاهدا وإيمانه بالله كبيرا، وهذا الإيمان انعكس بشكل ما على معيته، فالسلامة دائما ترافقهم خلال مصاحبتهم له او العمل بمعيته حتى في أشد الأوقات واصعبها كالمعارك الشرسة، كنٌ معه تكون في طمأنينة وأمان وراحة بال، هذا ما أكده من رافق مسيرته المليئة بالبطولات والمواقف الوطنية.
السمة الأخرى هي الإبتسامة التي لم تفارقه، وهذه الإبتسامة هي التي تثير العجب، فمن المعروف في المعارك الشرسة غالبا ما يكون القائد متحمسا وعصبي المزاج، ومتوتر الأعصاب، سيما عندما يكون الخطر محدق بمصير الوطن ومن الصعب تحديد الموقف بالإنتصار او الهزيمة في المعركة، لكن هذا القائد الفذ لم تفارق وجهه الإبتسامة وهو يقود المعارك الضارية، معنوياته عالية تجعل الضابط والجندي الذي يعمل بمعيته يشعر بأمان كبير، كأنه بإمرة أحد الرجال الصالحين ممن ترعاه السماء، وتظلله بالعناية والقوة. وبعدغزو الكويت كانت توجيهات الرئيس العراقي الراحل (صدام حسين) لسلطان هاشم لا تتعدى بضعة أسطر، لأنه كما يقول المثل العربي إرسل حكيما، ولا توصهِ، فهو أعرف من غيره بأنه يمثل وجه عراق الحضارات، واي ضعف او تخاذل سيقلل من هيبة العراق وليس شخصه فحسب، لذا كان موقفه بالخيمة لا يقل بطولة عن موقفه في المعارك، فقد مثل العراق خير تمثيل، وأثار إعجاب خصومه حسب اعترافاتهم.
لم يتوقع العراقيون ان يكون سلطان هاشم حبيس السجن ويكون مساره من السجن الى القبر، فهو قائد ينفذ الأوامر الصادرة له من الجهات العليا، ولا يمكن للقائد ان يتمرد على تلك الأوامر، فالقانون العسكري واضح في نصوصه ولايقبل الجدل في هذا الصدد، وهذا الأمر لا يقتصر على العراق بل على كل جيوش العالم، وكنا نتوقع ان قوات الإحتلال ستفرج عن وزير الدفاع بعد إجراء التحقيقات الأصولية، ولكن من المؤسف ان قوات الإحتلال الأمريكي سلموا كلابهم المسعورة هذه النخبة من الرموز الوطنية لتنهش في لحومها، قوات الإحتلال تعرف جيدا ان عملاء ايران سينتقموا شر إنتقام من الرموز العسكرية من قادة وعلماء وطيارين، ليس لأنها حاربوا القوات الأمريكية، فهذا غطاء يخفي أمر أجلٌ واعظم، وهو انهم قدموا كأس السم للخميني المقبور فجرعه على مضض، وقد أتت ساعة الإنتقام من هذه الرموز، وفعلا في الشهور الأولى من الإحتلال تم إستهداف ما يقارب (500) عالم وقائد وطيار عراقي، وجثث الطيارين وسمت بعلامة (هذا مصير كل من قصف جزيرة خرج)، وكانت الأصابع تشير بما لا يقبل الشك الى قوات غدر من فيلق بدر، علاوة على الحرس الثوري الايراني الذي رافقهم في القدوم الى العراق بعد الإحتلال، فما بالك بوزير الدفاع العراقي وهو من القادة الذين كانوا يمثلوا كابوسا مخيفا للخميني والحرس الثوري الايراني، فقد كان النجاح ملازما له في معظم المعارك التي خاضها مع العدو الايراني.
ما أن استتب الأمر لشيعة السلطة حتى جعلوا وزارة العدل من حصتهم، وجعلوا إدارة السجون من حصة الميليشيات المتطرفة التي مارست أشد أنواع العنف والتعذيب والقمع مع السجناء سيما الرموز الوطنية، لا يوجد في سجون العراق رحمة ولا انسانية ولا احترام للشرع الإسلامي، حتى الدواء منعوه عن السجناء وجلهم مرضى وكبار السن، علاوة على وجبة طعام واحدة وعقوبات لا يصدقها العقل، تجعل المرء يقف مذهولا هل إدارة السجون والعاملين فيها هم من البشر حقا؟ والعراقي لا يُعرف عنه هذه القساوة والحقارة في التعامل مع السجناء، ولكن ستكتشف الحقيقة عندما تعلم ان إدارة السجون يديرها التوابون، وهم السجناء العراقيون الذين تبرأوا من العراق وانتموا عقائديا الى ولاية الفقيه، وكانوا أشد من الفرس في تعاملهم اللاانساني مع اقرانهم السجناء العراقيين، وهذه حقيقة سبق ان نوه عنها الكثير من الأسرى العائدين. التوابون لهم سجل وتأريخ طويل في ممارسة التعذيب، لذا فقد كان وجودهم في السجون العراقية هو إمتداد قمعي لوجودهم في السجون الايرانية، انهم أبالسة بهيئة بشر.
كان المغفور له سلطان هاشم مريضا بالقلب ومنعوا عنه الدواء، بل منعوا ذويه من زيارته هو وبقية اقرانه من السجناء الأبطال، وهذه حالة شاذة لا نجد لها شبيها إلا في السجون الايرانية، لا غرابة فالذئاب تقتدي بالذئاب، والقرود تقتدي بالقرود، كان الإنتقام رغم مرور ما يقارب عقدين من الزمان يجري على قدم وساق في السجون، أي حقد دفين في قلوب المشرفين على السجون! هل يمكن أن ينزع السجان كل الصفات الإنسانية ويتصرف كوحوش الغاب؟ ثم كيف تسمح النفس بأن تمارس القمع والتعذيب مع رجال مسنين هم بعمر أجدادك؟ وكيف يعقل ان يعامل السجانون المرضى من السجناء الذين يعانون من الأمراض القلبية والمزمنة بعنف وقسوة، حتى الشيطان لا يفعل هذا، عليكم لعنة الله والتأريخ.
هناك أمور تثير الريبة، يتشدق بها شيعة السلطة بأنهم يعملوا على طرد قوات الإحتلال الامريكية من العراق، بمعنى انهم يعادون الأمريكان، وسبق ان شهدنا مسرحية جرت على مسرح مجلس النواب قام بجميع الأدوار شيعة السلطة، إنتهت بالتصويت على طرد قوات الإحتلال الامريكي من البلاد، بالطبع المسرحية عرضت بعد مقتل المقبور الجنرال سليماني ورفيقه في درب الإرهاب ابو مهدي المهندس، السؤال المحير: طالما أنتم يا شيعة السلطة تحاربون الأمريكان، اليس من المفروض عليكم إطلاق سراح جميع من قاتل عدوكم الأمريكان؟ بل وتكرموهم سيما وزير الدفاع وبقية القادة العسكريين. كيف تقاتل الأمريكان من جهة وتسجن من قاتل الأمريكان من جهة أخرى؟ اي انفصام في العقل السياسي هذا؟
لكن ما هي جريمة سلطان هاشم.
ـ التمسك بالثوابت الوطنية، ومقاومة الإحتلال الأجنبي ورفض التدخل الخارجي في شؤون الوطن من أي طرف كان، والعمل وفق المصلحة الوطنية العليا، تنفيذا للأوامر الصادرة من الجهات العليا بأمانة.
ـ لم يملٌ ولم يكلُ من الدفاع عن العراق وتأمين حدوده وحمايته من العدوان الخارجي، لأنه على يقين تام بأن العراق مستهدف دائما وأبدا من قبل الأعداء الذين يرومون تقسيمه وابتلاعه، سيما الجارة الشرقية اللدود.
ـ أثبت جدارة منقطعة النظير في كل المواقع التي شغلها، ودافع عن العراق بقوة وشهامة، ولم يتزحزح عن القيم العسكرية قيد أنملة. وكان مثال الضابط النموذجي، والرمز الوطني الذي ترفع له القبعات بإحترام.
ـ كان من جملة الفريق الهمام الذي أعد كأس السم الذي جرعه الخميني، وأودى بحياته بعد عام تقريبا.
ـ الثبات والشجاعة ورفعة الرأس خلال جلسات المحكمة، كان أشبه بأسد في قفصه، تحاكمه القرود، لم يبدِ أي ضعف او هوان، كأنه هو القاضي ومن يحاكمه هم المتهمون.
ان مثل هذه الجرائم من وجهة نظر العملاء والخونه تستحق الاعدام بالطبع.
اقول ويل لأمة تضع ابطالها في السجون وترضى بحكم العملاء والخونة وأصحاب المجون.
ويل لأمة تسجن وتعذب ابطال حروبها ممن صانوا الوطن وحققوا النصر المبين، وتقيم نصبا ولوحات تخلد فيها الأعداء المنهزمين. وويل لأمة تزعم بمحاربة قوات الإحتلال الأجنبي، وتسجن وتقتل من حاربوا نفس قوات الإحتلال الأجنبي. وويل لأمة يحكمها الأشرار ويعتقل ويقتل فيها الأخيار. وويل لأمة تخلد الجنرال سليماني العدو الغاشم، وتقتل الأسد الهصور سلطان هاشم.
كلمة لحكام المنطقة الخضراء: في روسيا وعدد من الدول الأوربية والآسيوية وغيرها توجد تماثيل لرموز وطنية وعالمية مثل غاندي ونهرو وديغول وهوشيمنه وجيفارا، لكن هل وجدتم نصبا واحدا لعميل خان بلاده؟ احفظوا الجواب لأنفسكم الضالة، فإن موت أي رمز وطني في سجونكم هو لطخة عار ستلاحقكم واولادكم واحفادكم على مدى الدهور.
في الخاتمة
نسأل الله تعالى أن يقرن روحه الطاهرة بفاتحة السعادة، وخاتمة الشهادة، ويجعل منزلته منزلة الصحابة الأبرار، والتابعين الأخيار، ونسأله عزّ وجل أن يلهم ذويه واصدقائه ورفاق دربه من الضباط والجنود الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون.
رحم الله تعالى أَبُا الحسَن علي بن علي السلميُّ بقوله:
إِيَّاكَ وَالظُّلْم لَا تَكْلَفْ بِهِ شَرِها
إِنَّ الظَّلُوْمَ عَلَى حَدٍّ مِنَ البهمِ
نَامَتْ عُيُوْنُكَ وَالمَظْلُوْمُ مُنْيَتُهُ
يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللَّهِ لَمْ تَنَمِ
تابع القراءه »
سلطان هاشم المقاتل الذي لم يخسر معركة
عراق العروبة
فارس البكوع
سلطان هاشم عضيب الحمد من أهالي راس الجادة في الموصل هكذا نعرفه ونعرف عائلته ونحن في محلة او منطقة قريبة على منطقتهم ، لم التقى به مباشرة او التحدث اليه ولكن شاهدته لأكثر من مرة في منطقتهم القديمة ومحل متواضع لأشقائه وابناء عمومته وأصدقائه يتواجد فيه اثناء تمتعه بالإجازات وكذلك في الجامع الذي شيده واخوته في صلاة الجمعة عندما يكون في الموصل ولي علاقات طيبة مع شقيقه الصغير الرياضي وبطل الاركاض القصيرة سعد الله ومع أبناء عمومته الذين يمتهنون الاعمال الحرة وليس لهم علاقة بالوظيفة العامة وهم أناس تغلب عليهم الطيبة والتواضع وبعيدينا كل البعد عن التكبر بحيث عندما تتكلم مع احدهم وكإنك تتكلم مع شخص تعرفه منذ زمن وفي هذه البيئة ومن هذه الارومة نشأ سلطان هاشم .
واكيد الذين بأعمارنا ممن ادركوا حرب الخليج الأولى والثانية وايام الحصار ومن بعده الاحتلال الأمريكي قد فرضت علينا ظروف تلك المرحلة الزمنية الاطلاع على الكثير من الأمور العسكرية وبتفاصيلها بحكم السوق للخدمة العسكرية الإلزامية او الاحتياط او من خلال الانخراط والتطوع في الجيش فضلا عن المتابعة لوسائل الاعلام والعلاقات الاجتماعية مع الأقارب والأصدقاء ممن كانوا في قواطع القتال ومنهم من ذهب للقاء ربه ونحسبه عند الله شهيدا او من بقي على قيد الحياة او من غادرنا الى دار البقاء ان يكون لهذا الجيل ثقافة عسكرية لو بسيطة بحيث يعرف هيكلية القوات المسلحة وقواطع عملياتها فضلا عن الامراء والقادة ، ونعود بالحديث عن المرحوم سلطان هاشم احمد والذي كان عند بداية الحرب مع ايران أوائل ثمانينيات القرن الماضي امرا لاحد أفواج اللواء الخامس (مشاة) وكانت رتبته العسكرية لا تتعدى رتبة مقدم ركن ، ولا اريد التحدث عن المعارك التي خاضها او مواقفه الإنسانية وكيفية تعامله مع جنوده وضباطه ، فلحد كتابة هذه السطور لم نسمع من جندي او ضابط ممن خدموا معه التكلم عنه بسوء ومع ذلك سأورد ما كتبه عنه قادته ممن كان المرحوم سلطان هاشم بإمرتهم واترك التعليق للقارئ الكريم .
يقول الفريق اول الركن نزار عبد الكريم الخزرجي في كتابه (الحرب العراقية – الإيرانية 1980 – 1988) مذكرات مقاتل ما نصه:
{اللواء الركن الفريق الأول الركن فيما بعد سلطان هاشم احمد واحد من الضباط الشجعان الذين عملوا بإمرتي وكان حرفيا ومهنيا تدرب على الحروب الجبلية ومارس قيادة القطعات فيها حتى وصل الى منصب قائد فليق، عمل بمعيتي في الأركان العامة معاونا لرئيس الأركان للميرة (الاسناد اللوجستي)، ثم عمل معاونا لرئيس الأركان للعمليات فرئيسا لأركان الجيش فوزيرا للدفاع. اسرته القوات الامريكية بعد الغزو وسلمته للحكومة التي نصبتها }.ص356 من الكتاب.
ويقول عنه كذلك { كان اللواء سلطان هاشم احمد من الضباط الجيدين جدا له خبرة ومعرفة بالعمل والقتال في المناطق الجبلية ويمتاز بالصدق والاستقامة ودماثة الخلق. كان محبوبا من مرؤسيه واقرانه، لكنه كان متأثرا بالأساليب التي ورثها عن امرين وقادة عمل بإمرتهم ومعظمهم من المحافظين في النهج والفكر العسكري} انتهى الاقتباس من كتاب الخزرجي فأي وصف هذا واي اشادة هذه ومن من من الفريق الأول الركن نزار الخزرجي الذي نشأ نشأة حزبية وعسكرية معا في حين المرحوم سلطان هاشم لم يكن كذلك وعند استعراضي لكتاب الخزرجي وجدته يذكر سلطان هاشم لأكثر من 20 مرة ، ولا اريد ان ازيد وأضيف على شهادة قائد عسكري استراتيجي بحق ضابط عمل بإمرته يكفي المرحوم سلطان عندما يوصف (بالجيد جدا والصدق والأمانة والاهم انه محبوب من مرؤوسيه وليس رؤسائه فقط وانما من معيته ) لله درك يا أبا احمد .
اما الفريق اول الركن هشام صباح الفخري يقول في مذكراته التي أصدرها بداية الالفين من القرن الماضي بعد الإشادة بكفاءة سلطان هاشم المهنية ما نصه (ويتمتع بحسن الطالع). هذه الإشارة او الجملة جعلتني ابحث عن ما يقصده المرحوم الفخري بها وما يعنيه فوجدت من خلال التتبع لمسيرة المرحوم سلطان هاشم انه لم يخسر معركة وانه ما دخل في معركة الا وحسمت لصالحه وصالح قطعاته التي يقودها لذلك زجت به القيادة العسكرية والسياسية السابقة في كافة قواطع العمليات من الشمال الى الجنوب ، ويذكر لي احد العاملين معه في معارك سومار بداية الحرب وكانت المنطقة جبلية وكان الرئيس الأسبق يتابع المعركة من مرقب ومن خلال ناظور وشاهد ضابط يحمل صندوق العتاد ويتسلق المرتفع لإدامة المعركة وتزويد الجنود بالعتاد فطلب الرئيس معرفة الضابط ومنصبه وبعد الاتصالات تبين ان الضابط هو امر فوج في اللواء الخامس ويدعى سلطان هاشم ومن هنا وحسب قول محدثي بعدها تم تكريمه وبدأ نجمه يلمع ويصعد ، هذا هو سلطان هاشم احمد لم نسمع عنه الا كل الخير ممن عملوا معه ودليلنا اليوم والبارحة خلال استلام جثمانه والصلاة عليه وتشييعه الذي لم يشهد مثله العراق ، نم قرير العين يا أبا احمد فمن صلى عليك ومن تبعك الى قبرك ومن ترحم عليك ودعى لكم بالخير ملايين البشر ومن كل انحاء العراق والعالم ثوابها عند الله كبير لك الرحمة وتعازينا لأهلك ومحبيك.
تابع القراءه »
شهيد يبشر بزلزال!
عراق العروبة
د . أنمار نزار الدروبي
سلطان كنت وخالدا تبقى وحيّا شاهدا
يا خاتم الأبطال في سِفرِ العراق مُبجلا
ودعتنا شهما وصنديدا بصبرك شامخا
والعار للعملاء أذناب المجوس مكللا
قدرٌ علينا القادسيّة أن تتكرر كلما غدر الزمان وعاد أحفاد علوج الفرس ليعبثوا فسادا ومكرا وحقدا . قال نبيّنا العربي الكريم مُحمّد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام , إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده .
ويقول الشاعر العربي محمود درويش" لم يمت أحدٌ تماما، تلك أرواح تُغيّر شكلها ومقامها "
هكذا ودّعنا خالد بن الوليد في صورة سلطان هاشم الطائي , رحيلك أيها الفذ الجسور إيذانا بولادة خالد آخر وألف صنديد لأمة القرآن . شهد الزمان بكل وقائع التاريخ على أن من أسروك يا نجل الأحرار بأنهم جبناء خونة عبيد المحتل الغادر.
يا سيادة الفريق هنيئا لك فقد انتصرت في معركة الشرف وزيّنت نينوى الحدباء بقامتك العالية، الآن يحق أن تنام قرير العين مدثرّا بثرى سهول الرافدين .أبشر يا سيادة الفريق والله لقد تبعثر الأنجاس وهم يجرون أذيالهم الى الهزيمة المحققة الكبرى، ستشهد المزابل على نتانة جيفتهم , وستشهد الانسانية كلها على فضح سفالتهم وفسادهم والجرائم التي تستروا على بشاعتها .
يا سيادة الفريق هنيئا لك فقد انتصرت في معركة الشرف وزيّنت نينوى الحدباء بقامتك العالية، الآن يحق أن تنام قرير العين مدثرّا بثرى سهول الرافدين .أبشر يا سيادة الفريق والله لقد تبعثر الأنجاس وهم يجرون أذيالهم الى الهزيمة المحققة الكبرى، ستشهد المزابل على نتانة جيفتهم , وستشهد الانسانية كلها على فضح سفالتهم وفسادهم والجرائم التي تستروا على بشاعتها .
تابع القراءه »
داء الطائفية!!
عراق العروبة
د . صادق السامرائي
الطائفية إضطراب سلوكي خطير يصيب البشر في كافة المجتمعات وعلى مر العصور , وتلعب التأويلات والتفسيرات الدينية دورها في إطلاق جذوته وتعزيزه عبر التكرار وتوالي الأجيال.
وهو حالة من التشويش والتشويه للسلوكيات المنتظمة المتعارف عليها بين البشر , فيتحقق عدم الإنتظام بأنواعه ومعطياته.
ولا يُعرف الدافع الحقيقي لميل البشر نحو الطائفية , لكن البعض يرى أن العدوانية الكامنة تجد لها ما يسوّغها , للتعبير عن طاقتها ومنطلقاتها فتتخذ من الطائفية وسيلة لتبرير هذه العدوانية السافرة الفتاكة.
ولا يخلو دين عرفته البشرية من الطائفية , مما يؤكد أنها نزعة كامنة وتجد منافذها في الأديان , بإمتطائها لتأويلات وتفسيرات وفتاوى تغذي العدوان وسفك الدماء.
فالطائفي يرى أنه قد إمتلك الحقيقة المطلقة , والتي لا يعرفها حقا ولا يدري معانيها , لكنه عاطفيا وإنفعاليا ينتمي إلى حالة قد تكون وهمية أو متصورة , تساهم في تأجيج عدوانيته ضد الآخر المفترض أو المتصور.
ومن الممكن الإستثمار في هذه النزعة المروعة وتأهيلها لتكون قوة قاهرة ضد الفرد ومجتمعه.
ومن المعروف أن العديد من القوى وعلى مر العصور قد إستثمرت نزعات العدوان وأدْيَنتها , وأسهمت بتدمير المجتمعات المستهدفة وتحويلها إلى موجودات تأكل نفسها وتقضي على وجودها.
وتلعب العمائم المُسخرة لهذه الغاية عن دراية أو عن غفلة , دورها في تأجيج السلوك الطائفي وأدلجته , وضخه بمعاني منافقة لكي تجني ما ترغب.
والعديد من العمائم لا تدري بأنها تقوم بتدمير ذاتها وموضوعها , لأن عواطفها طاغية وإنفعالاتها متمادية , وعقلها يكون مطية لما فيها من الأجيج الإنفعالي الفتاك.
فهل من دواء يا أمة يعقلون؟!!
تابع القراءه »
مصطفى الكاظمي احذر.. في طهران ستكون أمام خطر!
عراق العروبة
هارون محمد
لو قرأ مصطفى الكاظمي، بتمعن، ما صرّح به الدبلوماسي الإيراني المقرب من الحرس الثوري، وفيلق قدس، أمير موسوي، يوم (السبت) وفيه يتهم (شخصيتين عراقيتين) بالتورط، في اغتيال، قاسم سليماني ومساعده أبو مهدي المهندس، في مطلع كانون الثاني الماضي، قرب مطار بغداد، فإن أول إجراء، يجب أن يتخذه، إذا كان يفهم في السياسة، وشعابها وملابساتها، إلغاء زيارته المقررة إلى طهران، في رسالة إلى الايرانيين، مفادها، اسحبوا ألسنتكم، وأسكتوا أبواقكم.
ولا يحتاج قارئ تصريحات موسوي، إلى بحث أو عناء في معرفة (الشخصيتين العراقيتين)، اللتين اتهمهما بالتورط في اغتيال سليماني والمهندس، فالمبتدئ في السياسة، يعرف أنه يقصد، برهم صالح ومصطفى الكاظمي، برغم أن الإيرانيين تكشفت لهم، معلومات تفصيلية، تفيد أن الأمريكان كانوا يرصدون جنرالهم، ويراقبون تحركاته، منذ العام 2006، واقتربوا من اغتياله في العام الثاني، وهو يسلك طريقاً برياً، في زيارة إلى السليمانية، للقاء رئيس الجمهورية، وقتئذ، جلال طالباني، ولكن صرخة (نو)، التي أطلقها الرئيس جورج دبليو بوش، أوقفت العملية، ونجا سليماني من موت محقق.
لا ندافع عن برهم صالح والكاظمي، وهما أضعف حلقة، في السلطة والحكم، وآخر من لهما القدرة على المشاركة بعملية من هذا النوع، والإيرانيون يعرفون ذلك، ولكنهم يسعون إلى إخفاء عجزهم، والتستر على الاختراقات الأمريكية، الداخلة فيهم طولاً وعرضاً، بإلقاء التهمة على الخاصرة الرخوة في بغداد، والمضحك في تصريحات موسوي، أنه يتهم (موظفين عراقيين) آخرين، يصفهم بـ(المهمّين)، تعاونوا في قتل الاثنين، ويقول: إن أسماءهم موجودة لدى الحكومة الإيرانية، التي ستبحث هذا الموضوع مع الكاظمي، خلال زيارته المتوقعة إلى طهران، وهذه إشارة إلى أن الإيرانيين، حددوا جدول أعمال الزيارة، منذ الآن، وقبل الشروع بها، واقتصروها على بند واحد، فقط لا غير، وبذلك يكونون قد سدوا الطريق على ضيفهم المرتقب، في بحث ملفات عالقة، وقضايا أخرى.
وتاريخياً وسياسياً، فإن القيادة الإيرانية، التي يقودها ملالي ومعممون، تعمد دائماً إلى التدليس، وتهرب من مواجهة الحقائق، ولديها قدرة هائلة على قلب الوقائع، رأساً على عقب، وقد لاحظها العالم أجمع كيف تعاطت مع ملف اغتيال جنرالها (القوي)، كما كانت تسميه، وأطلقت عليه مؤخراً، لقب (قائد السلام) وهو طوال عمره الوظيفي، كمسؤول عسكري، لم يتعامل مع مفردة اسمها (السلام) أو أخواتها، وإنما كان الدم، عنوان اهتماماته، والحرب أفضل خياراته، وله صولات وجولات في قتل الأبرياء والمدنيين، في العراق وسوريا، متجنباً الاشتباك مع الارهابيين، لأنه كان يبحث دائماً، عن معارك صغيرة، لا يخسر فيها شيئاً، وهذه سمات القادة المتخاذلين.
والإيرانيون لا يريدون الاعتراف، أن طائرة أمريكية صغيرة مُسيّرة، من مسافة آلاف الأميال، اصطادت جنرالهم، المكشوف في سفراته، والمفضوح في تحركاته، وإنما يريدون إضفاء هالة من القداسة عليه، وتضخيم عملية اغتياله، وكأن الجميع اشترك في قتله، برغم أنهم يعرفون أن العملية برمتها لم تستغرق غير ثلاث ساعات، وكان بمقدور المهندس الأمريكي، الجالس وراء جهاز (الكومبيوتر)، في مبنى الكونغرس بواشنطن، أن يقتله في مطار دمشق، كما ذكرت تقارير صحفية أمريكية، ولكن تعليمات صدرت إليه، أن يُقتل في بغداد، مع مساعده، الذي استقبله ورافقه، أبو مهدي المهندس، على طريقة، اصطياد عصفورين برصاصة واحدة، وكل هذه المعلومات، تعرف بها طهران، من ألفها إلى يائها، ولكنها تتغابي وتُكابر، وتُشرك كثيرين فيها لتصوير العملية وكأن سليماني كان يقاتل في معركة حربية كبرى، ولا تريد ان تعترف، أن قذيفة، حجمها أصغر من كرة قدم، أحرقته ولم تُبق منه غير خاتمه الفضي، الذي تحول إلى اللون الأسود.
ومرة أخرى، ليس حرصاً على حياة الكاظمي، وهو يستعد لزيارة طهران، التي تتهمه في قتل سليماني، ولكن السؤال، الذي يقفز على السطح هو : ماذا سيجني من الزيارة، غير التهديد والترغيب، والتقريع والترهيب!.
في إحدى جلسات مجلس الوزراء السابق، برئاسة عادل عبدالمهدي، قرأ الأخير على الوزراء، بفرح غامر، رسالة وصلت إليه، من الرئيس الإيراني روحاني، وفيها يُعلّق على زيارة برهم صالح إلى طهران، ويقول بالنص: (لقد أراد برهم أن يبحث معي، قضايا سياسية تهم البلدين، فأوقفته عند حدّه، وقلت له، هذا ليس من اختصاصك، وإنما من اختصاص، الأخ المجاهد عادل عبدالمهدي، فلا تضيع وقتك ووقتي)، لاحظوا اللغة، التي يتحدث بها، رئيس جمهورية، هو في حقيقته، مجرد (مراسل) عند الولي الفقيه، علي خامنئي، مع نظير له (عراقي) شئنا أم أبينا، فكيف يكون الموقف مع الكاظمي، الذي يحسبه الإيرانيون، تلميذاً لبرهم؟!.
تابع القراءه »
صابر الدوري.. بطل من ذاك الزمان
عراق العروبة
علي الكــــاش
ان المخاوف التي تنتاب ما يسمى بالحكومة العراقية من تردي ألاوضاع الداخلية تشير بوضوح الى أن مجرى الرياح في العراق بدأ يتخذ اتجاهات معاكسة لرغبة السفان وطاقمه ولابد من وضع حد للعبث بمقدرات السفينة، فرياح السموم أخذت تقلق الشعب العراقي وهو يرى نفسه على في لج عميق يهدده بالغرق، فلا بصيص نور في المنارات ترشد التائهين، فكل الطرق في العراق تؤدي الى الطوفان. وبدلا من قيام الحكومة بمعالجة الموقف المتردي بشكل عام، وكسب ود الشعب فإنها ما تزال تنتهج مبدأ العنجهية والغطرسة تجاهه، وهذا الصفات ليست وليدة الصدفة او المرحلة، بل إنها مستمدة من اسيادهم في ولاية الفقيه، ونظرتهم الدونية الى العرب عموما، كأنهم بناة الحضارة، وليس من خربوها، وسفكوا دماء البشر، وانتهكوا الحرمات، ومع ان الإسلام نقلهم نقلة نوعية من نار المجوس الى رحاب الإيمان، لكن العلة ما تزال متجذرة في الحكام على أقل تقدير.
ان قيام الحكومة بتوسيع دائرة التآمر وهو تآمر مكشوف ومرهون بظروف متغيرة لا يمكن الأعتداد بها، تتجاوز طاقة التحمل عند الشعب العراقي، و تثير ردود فعل متفاوتة على الصعيد الوطني والعربي والدولي، فقد اصبحت ادارة البلد عبئا كبيرا على الشعب، كما أن ثقتهم بالحكومة صارت في مهب الريح، المشاكل تحولت من تل الى جبل، ومن ساقية الى بحر، ولا معالجة صادقة لما يجري، فلو تركنا الوضع الإقتصادي والصحي والخدمي والثقافي جنبا لأنه الدخول فيه أشبه بضياع طفل بين أحراش كثيفة وعالية فلا هو قادر على ايجاد السبيل، ولا أحد قادر على إرشاده اليه، وتحدثنا عن الجانب الإنساني فقط، نجد ان السجون العلنية والسرية مليئة بالأبرياء، وعلى الرغم من قرار إطلاق سراح السجناء وغالبيتهم من ضحايا وشاية المخبر السري والرموز الوطنية والأبرياء وفق المادة/ 4 إرهاب (تخص أهل السنة فقط) فإن الميليشيات التي تبسط نفوذها على إدارة السجون ترفض اطلاق سراح الأبرياء الا بعد دفع رشاوي كبيرة، والقضاء أضعف من أن يؤدي دوره في ترسيخ العدالة، ولو بنسبة العشر، قضاء مسيس وصفه العميل الايراني (هادي العامري) بقوله" ابن أمه (القاضي) الذي لا يخضع للتهديد". في بلد يمارس الجواسيس والعملاء نفوذهم في تركيع القضاء لا يمكن ان تقوم للبلد قائمة، فالعدل أساس الملك، ولكن من اين لقضاتنا الضمير ان كانوا يخافوا من هو في الأرض ولا يخافوا من هو في السماء! عندما يبيع القاضي شرف المهنة، فالتأريخ سوف لا يرحمه، والشرع سينبذه، والشعب سيزدريه، وخازن النار سيأويه.
من المؤسف ان يكون كبار رموز العراق في السجن، وكبار رموز العمالة خارجه، من المؤسف ان يكون الرجل الوطني داخل السجن، والذيل العميل خارجه، ومن العيب ان يحاكم العميل الرمز الوطني ويدمر حياته، ومن العيب على القضاء أن يصدر امرا، لا ينفذ من قبل الوحدات الإدارية الدنيا، ومن العار ان ينام المدعي العام وفي السجن من أتعب السهر جفونه، ومن العار على رئيس الوزراء ان لا يلبِ رغبة الشعب في إطلاق سراح الرموز الوطنية، الذين تهمتهم العلنية محاربة الغزاة، والباطنية محاربة الغزو الفارسي للعراق خلال الحرب العراقية الايرانية.
انه من عجائب هذا الزمن الذي ازدهرت فيه العمالة والإرهاب والقمع والفساد والمخدرات والرشاوي والتزوير ان تزعم القوى الشيعية الحاكمة بأن هدفها الرئيس هو طرد قوات الإحتلال الامريكي من العراق، مع ان قوات الإحتلال هي التي جلبت هؤلاء الجواسيس والعملاء والذيول من ايران ولبنان وسوريا والولايات المتحدة واوربا وسلمتهم ادارة البلد، كانوا عبيدا يعتاشون على عمولات من المخابرات الأجنبية، وصاروا اسيادا يتحكمون بثروات البلد، والأعجب منه انهم بدلا من تكريم الرموز الوطنية التي حاربت قوات الإحتلال الامريكي التي يطالبون بطردها، بإعتبار ان الرؤية والهدف واحد، فان الرموز الوطنية لا تزال قابعة في السجون، لا أفهم ولا غيري يفهم كيف تزعم انك تحارب الامريكان، وترفض اطلاق سراح من حاربهم؟ هل هناك من يحل لنا هذا الطلسم؟
الأعجب منه ان الذين جاءوا على ظهور الدبابات الامريكية البارحة، هم أنفسهم اليوم يطالبون بطرد القوات الامريكية، وهم انفسهم الذين يرفضوا اطلاق سراح رموز العراق كالفريق الركن صابر الدوري وسلطان هاشم وعبد الواحد شنان آل رباط وغيرهم من رموز العراق الوطنية. ان الشعب العراقي بإستثناء الذيول يطالب بإطلاق سراح رموزه الأبطال، وليس هذا فحسب بل الإعتذار منهم وتكريمهم وتعويضهم عن سنوات الظلم التي قضوها في السجن، فهم ابطال ونشامى وغيارى رغما على انوف الغارقين في وحل العمالة، كما ان غالبيتهم وصلوا الى سن الشيخوخة، ولا نفهم ما الغرض من ابقائهم في السجن، ولماذا رسمت الحكومة العميلة مسيرتهم من السجن الى القبر؟ كما حصل مع البطل الهمام عنوان فخر العراق سلطان هاشم رحمه الله واسكنه فسيح جناته؟ والله انه لعار ما بعده عار في جبهة الحكومة العراقية والرئيس العراقي والبرلمان والقضاء والمدعي العام الذين وقفوا عاجزين أمام هذه القضية الإنسانية، وبيدهم الحلٌ والربط.
كي لاتضيفوا عارا جديدا على مسلسل عاركم، اطلقوا سراح البطل العراقي صابر الدوري، سيما ان محكوميته انتهت، وكفاكم ظلما، فدعوة المظلوم تصل الى أعنان السماء، ويا ويلكم من غضب الجبار، ويا ويل ابنائكم واحفادكم من غضب الشعب العراقي، نضم صوتنا الى اصوات شيوخ العشائر على الرغم من ان المبادرة جاءت متأخرة كثيرا، ولكن ان تأتي خير من ان لا تأتي، ولابد للشيوخ الكرام من الإصرار على تنفيذ مطلبهم ومقابلة رئيس الوزراء والمدعي العام لتنفيذه، وكذلك الضغط على القضاء الذي لا نعرف سبب صمته عن العبث والسخرية بعدم تنفيذ قرارته من زمرة لم تسمع بشيء اسمه الإنسانية أو العدالة.
نهيب بالأقلام الشريفة مؤآزرة مبادرة الشيوخ الكرام، وتحفيز بقية الشيوخ ممن لم ترد اسمائهم في القوائم بأن ينضموا الى قافلة المجد والكرامة، لا تنسوا التأريخ يسجل وسيأتي اليوم الذي يُخلد فيه الإنسان من عدمه.
تابع القراءه »
الكورونا وصلف الجاهلين!!
عراق العروبة
د . صادق السامرائي
الصلِف: مّن إدّعى ما فوق قدره عجبا وتكبرا
الصُلفاء أو الصلِفون يتحدون وباءً أخْبَرُ العلماء بسلوكه يجهلون , ومنه حذرون , ولمواجهته يجتهدون ويستحضرون طاقات العلم , ويوظفون جهود كل عليم , ولا يزالون في حيرتهم يتخبطون.
ولا حيلة لمواجهته إلا نداء ” الوقاية الوقاية فلا علاج”!!
وترانا أمام جهلة أصلاف في بُقلهم يعمهون , وبضلالهم يتمرغون , ويدعون الناس إلى ما يناهض الحياة والدين , ويحسبون أنهم بأفكهم سينتصرون على وباء شدّادٍ مَكين.
أولئك الذين سيتقدم إليهم الوباء بصولاته المميتة وغاراته المبيدة وسيحيلهم إلى عصف مأكول , ولينقذهم بهتانهم ودجلهم المشين.
تتطوّح الرؤوس الغادرة على مقصلة الكورونا , وتتخبط العمائم المتاجرة بالدين , وتتهاوى على فراش الوجيع والقصاص العادل الأمين , الذي سينجي العباد من شرهم اللعين.
وكأن هذا الوباء رحمة للعالمين!!
العديد من البَقلة خطبوا بالناس وشجعوهم على عدم الإلتزام بشروط الوقاية والمحاذير المطلوبة , فألقوا الناس في تهلكة الوباء , وحسبوا أنه لن ينالهم , لكن العدالة الإلهية لها دورها وحضورها , وعليها أن تقتص منهم وترديهم في الثرى لأنهم أعداء الحق المبين.
وعدالة كورونا تقتضي مداهمة الرؤوس الصلفة والقضاء عليها , لتخليص الناس من شرورها ونواياها السيئة وتطلعاتها الخسيسة الجائرة.
ولسوف يتدحرجون على سفوح الهوان والذل الكمين.
وإنها لعنة الناس عليهم أجمعين!!
وما الله بغافل عما يعملون!!
تابع القراءه »
ملابسنا تعكس هويتنا
عراق العروبة
ادهم ابراهيم
في كل مرة نختار الملابس التي نرتديها بعناية ، لكونها تمثل الرسالة التي نريد توصيلها للاخرين . اضافة الى انها تعكس وسامتنا وهويتنا الشخصية.
إن إرسال رسائل ذات مغزى من خلال اللباس هي إحدى الوسائل المهمة لتأكيد شخصيتنا والتي من خلالها ننجز اعمالنا اليومية ، ونتوسم منها النجاح في مسيرة حياتنا وتحقيق اهدافنا .
لقد كانت للملابس وظيفة أساسية ومفيدة تتمثل في تغطية البدن وحمايته من الأنظار ، ومن تأثير قساوة المناخ ، ثم تحولت من الإطار الوظيفي العملي هذا إلى هوية تعبر عن شخصيتنا وتوجهاتنا .
اللباس والهوية
في بداية القرن الماضي ، كتب الفيلسوف والعالم الاجتماعي جورج سيميل أن الموضة لها هدفان: التعبير عن النفس بشكل فردي من خلال الملابس . . والرغبة بالانتماء إلى مجموعة ما ، وهذا هو الجانب الاجتماعي منها .
اللباس الذي نرتديه يلفت الانتباه من النظرة الأولى، ومن خلاله يمكن معرفة مستوى الشخص الذي يلبسه في أي مكان .
والزي العصري يعكس ثقافة الإنسان وهويته والمحيط الذي يعيش فيه وكذلك نمط حياته . اما الزيَّ التراثي فيمثل انتماءه الاجتماعي والتاريخي والديني .
يرى بعض الشباب والشابات ان الزي التراثي التقليدي قد ولى عصره ، ويبقى استخدامه ضمن قاعات المعارض والعروض الفنية، أو في بعض المناسبات الوطنية والحفلات الثقافية .
ان ما نرتديه من ملابس يتأثر بعمرنا وجنسنا وطبقتنا الاجتماعية والفكرية والمستوى الاقتصادي .
اي ان الملابس تعبر عن ما نحن عليه في الواقع .
وتعد الأزياء على مر الزمان سجلاً يحفظ بين طياته عادات الأمم وتقاليدها . والأزياء أهم وسيلة للكشف عن تراث الشعوب بمختلف الأزمان وإن اختلفت أشكالها وألوانها، وهي بذلك تعبـر عـن مراحـل تاريخية مهمة .
إننا نعلم جيدا ان اختيار الملابس التي نرتديها سيؤثر على إدراك الناس لنا ، وكيف نرى انفسنا من خلالها .
ولكن هل بالامكان الحكم على الناس من خلال ملابسهم ؟ وكيف يرانا الآخرون من خلالها .
ولهذا من المهم أن ننتبه للملابس التي نرتديها لانها اصدق تعبير عن شخصيتنا وذواتنا .
الموضة
ان اغلب دور الازياء والموضة يصممها الرجال ، فهل يصمم الرجال الموضة للنساء على وفق احتياجاتهن لابراز شخصياتهن وانوثتهن . ام ان هناك من يحاول الكشف عن مفاتن النساء تحت مسمى الموضة ،فيتم تصميم الملابس الفاضحة ، المنافية للذوق العام احيانا ؟
وعلى العموم فان مسألة الحشمة او العري تعود الى مدى تقبل الناس لها .
احيانا تجري النساء وراء الموضة بغض النظر عن ارائهن وافكارهن . واحيانا تلبس النساء ملابس مخالفة للموضة العصرية كالنقاب مثلا !
وفي هذه الحالة فان بعض المجتمعات لاترى في النقاب مجرد ملابس شخصية او تراثية كملابس الهنديات او اليابانيات ، وانما ينظر الى ماوراء هذه الملابس ، فهناك رجال وافكار متطرفة تدفع النساء الى ارتداء مثل هذه الملابس . ومن ذلك يرى البعض ان النقاب مظهر عدائي اكثر مما هو زي نسائي .
وبالمقابل فان الملابس الفاضحة تدل على نوع مستهجن من النساء الراغبات في عرض اجسادهن دون مراعاة لنظرة المجتمع او البيئة السائدة . وفي كلتا الحالتين يصبح الزي نشازا ويعطي رسائل متناقضة وغامضة !
وهذا ينطبق على الرجال ايضا من خلال الملابس الذكورية او القريبة من ملابس النساء مع الاكسسوارات واقراط الاذن والاساور والاحذية الغريبة ، والوان القمصان او الاثواب ، وكثير من الناس يرونها معيبة لاتليق بالرجال .
ولذلك فان الموضة او الزي عبارة عن الإدلاء ببيانات عن أنفسنا وهوياتنا وتوجهاتنا الحقيقية .
بعض النساء يرتدين الحجاب لتغطية رؤوسهن وشعرهن .
ويُنظر إلى الحجاب على أنه علامة على التواضع ، ورمزًا للعقيدة الدينية ، ولكن لا يتفق الجميع مع هذا الرأي .
ولم تسلم ملابس السباحة من هذا الجدل حيث نجد في الشواطئ خليطًا متنوّعًا من الملابس، وتختلف مساحات التعرّي من شخص لآخر حسب معتقداته وبيئته ومقدار الحريّة التي يضعها لنفسه أو حتى ما يفرض عليه غصبًا من المجتمع .
نشاهد اليوم دورا للأزياء خاضعة كليا لسيطرة الشركات.. هذه الشركات التي تنتج الموضة تعتبرها صناعة كغيرها من المنتجات الرائجة .
وعلى العموم فأن المظهر العام والشكل المناسب الجميل يعكسان السلوك الحضاري لأي رجل او امرأة فمن يكون انيقاً بين مجموعة من الناس نتوقع منه الاناقة في سلوكه ، وهذا الانسان يكون محط اعجاب وثناء الجميع .
وهكذا نرى ان الملابس تعكس شخصية الانسان وجزء من هويته بشكل كبير .
تابع القراءه »
الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران وتركيا ؟ تشكل تهديدا لأمننا القومي داخل العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا
1:37:00 ص 0 التعليقات
حارة كل من إيدو إلو
عراق العروبة
مهدي شاكر العبيدي
طبعت لنا دار نشر معروفة ببغداد نحجم عن تسميتها الآن لاعتبارات خاصة قد لا أعيرها شأناً في غدٍ تالٍ لو تقطّعت بيننا الأسباب ، قلت صدر لنا عنها كتابان هما (سجالات مفتوحة) و (كتابات عراقية) ، و كانا بالأصل كتاباً واحداً لولا أن السيد الناشر إرتأى أن قراءته ستكون صعبة لو تداوله القارئ بحجمه الضخم ذاك ، فصيرناه كتابين و انصعنا لرغبته في إيثار ما يعرف الآن بحجم كتاب الجيب بدعوى أنه هو المرغوب فيه في الوقت الحاضر ، كما لم نتردد في موافاته ب14 ورقة خضراء أي ألف و أربعمئة دولار و هي كلفة الطبع لكليهما.
و أشهد أن العشرين نسخة التي تسلمتها منهما جيدة عموماً من ناحية الاخراج و التغليف و تلافي الأخطاء ، لولا أن فاته تصويب و تعديل و تسوية الأبيات الشعرية في الصفحتين 68 و 69 من الكتاب الأول ، فقد شابها الانمساخ و اضطراب الوزن و ما يقصر كلامي عن تحديده ، علما أن أعواماً مضت و الدار توالي اصداراتها التي يتكشف من خلالها مدى مراسها لشؤون الطباعة و تنامي تجربتها في هذا المضمار ، فقد جاوز تعداد مطبوعاتها 330 كتاباً قبل عامين ، و عمد ذووها لمشاكلة أقرانهم الناشرين في كل بلدان العالم للتحذير من نشر جزءٍ من كتابٍ يطبعونه و يصدر عنهم أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع أو نقله على أي نحو … ألخ ، و يكون ذلك في الصفحة الثانية من كل كتاب ، و في التحذير ذا ثمة ايحاء مهم و خفي للمؤلف بخطورة ما يكتب و علو شأنه و قوة تأثيره في مجتمعه من خلال أفكاره و آرائه ، و بالتالي فإن ما مدون في الصفحة نفسها من معلومات أخرى بشأن سمعة ذويها في نظر المثقفين ، فحسبهم أن توسعت شهرتهم خارج البلد بتعدد مكاتبهم في بعض المدن العربية و ربما الأجنبية مما يجِبُ عنهم أي إفتراءٍ أو شين.
و رغم هذا الضرب من تشويق الأدباء و استدراجهم للتعامل مع دار النشر و العهدة لها بطبع مؤلفاتهم ففي رأيي أن كتاباً يطبع حديثاَ اذا لم تعرضه للمارة بسطيات شارع المتنبي ببغداد فكأنه ما طٌبع و لا خير فيه. شأن ذينك الكتابين اللذين ما سمع بهما أحدٌ من معارفي و لازمهما الاعراض و الصمت و اقترنا بهما ، و لا الاغضاء لأنه يقتضي أن يكون المقبل على الكتاب ذا درايةٍ و علمٍ به.
و عنّ لي أن استفسر بعد مدة عن كيفية توزيعهما و تداول الأيدي لهما في المحافظات و كمية المطبوع و سعر النسخة الواحدة و هل جاءتهم المرتجعات و ما نصيبي من صافي المبيع بعد خصم كلفة النقل و اثابة جهد الموزع لأني لا أبخس جهد أحد يسدي لي صنيعاً فالدنيا فانية ليس فيها ما يستحق التعلق به و التلهف عليه كما يقول الزهاد و أهل التصوف ، و أتى الجواب متضمناً اعترافاً بالتقصير من ناحية الدعاوة لهما و أنهما وزعا في بعض المحافظات ، طيب هذا كلام جيد و جميل فأين مستحقاتنا إذا جاوزت كمية المطبوع النسخ المقدمة للدوائر المسؤولة لاستحصال رقم الإيداع ، و أخيراً يأتي اللا جواب على طلبي الأخير هذا ، و التخلص منه الى النفي البات في عدم تسلم الناشر أربعين نسخة من كتابٍ قديم لي محمولة إليه بيد شخصٍ مبعوث من قبلي بدعوي أن لا علم له بها ، و الشخص يقول أنه سلمها الى أبي حيدر ، و أبو حيدر ينكر ذلك ، فبمن نصدق؟ هنا ينقطع التواصل بيننا من طريق الهاتف الذي لا يرد ربما بسبب منع التجوال و الامتثال للحظر لاستفحال الوباء.
إنا لفي زمنٍ ترك القبيح به من أحسن الناس إكرامٌ و إجمالُ
أجل أنه زمن يستدعي النعي على شجن العالم لفرط ما ساده من انتهاكٍ و استباحة ، قد لا يغنيك عنهما تعللك بأفكوهة غوار الطوشي “حارة كل من إيدو إلو”، بدءأً من 09 نيسان 2003 في العراق العزيز الغالي.
تابع القراءه »
“إذا تغير السلطان تغير الزمان”!!
عراق العروبة
د . صادق السامرائي
قول عربي مأثور , والمقصود بالسلطان نظام الحكم , لأنه هو الذي يقيم دعائم الحكم وبموجبه تمضي الحياة في البلاد بين العباد.
والمعنى أن نظام الحكم السياسي في أي مجتمع هو الذي يقرر قيمة وسلوك ذلك المجتمع , و ” الناس على دين ملوكها” , فإذا كان نظام الحكم سيئا صار المجتمع كذلك والعكس صحيح.
والناس في زماننا رعاع الكراسي , فما يفعله الكرسي تفعله الناس , وهكذا دواليك تتحرك قوافل الحياة ومسيرة التواصل بين الأجيال.
فالناس لا تقرر مصيرها بل أن الكراسي هي صاحبة القرار.
هذا المفهوم الذي يبدو غريبا أو غابرا , ينطبق على المجتمعات بأنواع أنظمتها السياسية وطبيعتها , فلا فرق بين المجتمعات إلا بأنظمتها السياسية وآليات حكمها , وكل مجتمع على هدى نظامه السياسي يتفاعل ويكون.
وفي واقعنا الذي يصادر حقوق الإنسان وقيمته , وأنظمته السياسية تفتخر ببناء السجون والمعتقلات وأقبية التعذيب وميادين الإعدامات , ماذا يُرتجى من الشعب , وكيف سيكون الواقع الذي هو فيه؟
في بلد من بلداننا لم يُنجز نظامه السياسي على مدى عقدين غير السجون والمعتقلات , وأعدم من الشعب ما لم تعدمه جميع الأنظمة السياسية التي سبقته , وترى العمائم فيه متسلطة متبخترة متبرجة بدين.
والأمثلة عديدة في جميع الأزمان , وعندما نتابع مسيرات الإمبراطوريات يتبين أن واقعها يتبدل مع تبدل سلاطينها , وهذا ما جرى في الدولة الأموية والعباسية والعثمانية وما بينها وقبلها وما بعدها , وحتى في الأنظمة الجمهورية التي سادت الواقع العربي في النصف الثاني من القرن العشرين.
وتجدنا اليوم أمام أنظمة حكم تسلطت على المواطنين بشتى الوسائل , وبإسم الديمقراطية التي تحوّلت إلى تجارة مربحة , وبإسم الدين الذي فتك بالدين.
ولهذا يتم وضع الأشرار في كراسي الحكم للنيل من الشعب , وتحويل المجتمع إلى خنادق شرور متناحرة.
فهل لنا أن نضع أخيارنا في الحكم؟!!
تابع القراءه »
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)