أخر الأخبار

.

حارة كل من إيدو إلو



حارة كل من إيدو إلو


عراق العروبة
مهدي شاكر العبيدي




طبعت لنا دار نشر معروفة ببغداد نحجم عن تسميتها الآن لاعتبارات خاصة قد لا أعيرها شأناً في غدٍ تالٍ لو تقطّعت بيننا الأسباب ، قلت صدر لنا عنها كتابان هما (سجالات مفتوحة) و (كتابات عراقية) ، و كانا بالأصل كتاباً واحداً لولا أن السيد الناشر إرتأى أن قراءته ستكون صعبة لو تداوله القارئ بحجمه الضخم ذاك ، فصيرناه كتابين و انصعنا لرغبته في إيثار ما يعرف الآن بحجم كتاب الجيب بدعوى أنه هو المرغوب فيه في الوقت الحاضر ، كما لم نتردد في موافاته ب14 ورقة خضراء أي ألف و أربعمئة دولار و هي كلفة الطبع لكليهما.


و أشهد أن العشرين نسخة التي تسلمتها منهما جيدة عموماً من ناحية الاخراج و التغليف و تلافي الأخطاء ، لولا أن فاته تصويب و تعديل و تسوية الأبيات الشعرية في الصفحتين 68 و 69 من الكتاب الأول ، فقد شابها الانمساخ و اضطراب الوزن و ما يقصر كلامي عن تحديده ، علما أن أعواماً مضت و الدار توالي اصداراتها التي يتكشف من خلالها مدى مراسها لشؤون الطباعة و تنامي تجربتها في هذا المضمار ، فقد جاوز تعداد مطبوعاتها 330 كتاباً قبل عامين ، و عمد ذووها لمشاكلة أقرانهم الناشرين في كل بلدان العالم للتحذير من نشر جزءٍ من كتابٍ يطبعونه و يصدر عنهم أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع أو نقله على أي نحو … ألخ ، و يكون ذلك في الصفحة الثانية من كل كتاب ، و في التحذير ذا ثمة ايحاء مهم و خفي للمؤلف بخطورة ما يكتب و علو شأنه و قوة تأثيره في مجتمعه من خلال أفكاره و آرائه ، و بالتالي فإن ما مدون في الصفحة نفسها من معلومات أخرى بشأن سمعة ذويها في نظر المثقفين ، فحسبهم أن توسعت شهرتهم خارج البلد بتعدد مكاتبهم في بعض المدن العربية و ربما الأجنبية مما يجِبُ عنهم أي إفتراءٍ أو شين.

و رغم هذا الضرب من تشويق الأدباء و استدراجهم للتعامل مع دار النشر و العهدة لها بطبع مؤلفاتهم ففي رأيي أن كتاباً يطبع حديثاَ اذا لم تعرضه للمارة بسطيات شارع المتنبي ببغداد فكأنه ما طٌبع و لا خير فيه. شأن ذينك الكتابين اللذين ما سمع بهما أحدٌ من معارفي و لازمهما الاعراض و الصمت و اقترنا بهما ، و لا الاغضاء لأنه يقتضي أن يكون المقبل على الكتاب ذا درايةٍ و علمٍ به.

و عنّ لي أن استفسر بعد مدة عن كيفية توزيعهما و تداول الأيدي لهما في المحافظات و كمية المطبوع و سعر النسخة الواحدة و هل جاءتهم المرتجعات و ما نصيبي من صافي المبيع بعد خصم كلفة النقل و اثابة جهد الموزع لأني لا أبخس جهد أحد يسدي لي صنيعاً فالدنيا فانية ليس فيها ما يستحق التعلق به و التلهف عليه كما يقول الزهاد و أهل التصوف ، و أتى الجواب متضمناً اعترافاً بالتقصير من ناحية الدعاوة لهما و أنهما وزعا في بعض المحافظات ، طيب هذا كلام جيد و جميل فأين مستحقاتنا إذا جاوزت كمية المطبوع النسخ المقدمة للدوائر المسؤولة لاستحصال رقم الإيداع ، و أخيراً يأتي اللا جواب على طلبي الأخير هذا ، و التخلص منه الى النفي البات في عدم تسلم الناشر أربعين نسخة من كتابٍ قديم لي محمولة إليه بيد شخصٍ مبعوث من قبلي بدعوي أن لا علم له بها ، و الشخص يقول أنه سلمها الى أبي حيدر ، و أبو حيدر ينكر ذلك ، فبمن نصدق؟ هنا ينقطع التواصل بيننا من طريق الهاتف الذي لا يرد ربما بسبب منع التجوال و الامتثال للحظر لاستفحال الوباء.

إنا لفي زمنٍ ترك القبيح به من أحسن الناس إكرامٌ و إجمالُ

أجل أنه زمن يستدعي النعي على شجن العالم لفرط ما ساده من انتهاكٍ و استباحة ، قد لا يغنيك عنهما تعللك بأفكوهة غوار الطوشي “حارة كل من إيدو إلو”، بدءأً من 09 نيسان 2003 في العراق العزيز الغالي.

0 التعليقات: