أخر الأخبار

.

مصطفى الكاظمي احذر.. في طهران ستكون أمام خطر



مصطفى الكاظمي احذر.. في طهران ستكون أمام خطر!


عراق العروبة
هارون محمد




لو قرأ مصطفى الكاظمي، بتمعن، ما صرّح به الدبلوماسي الإيراني المقرب من الحرس الثوري، وفيلق قدس، أمير موسوي، يوم (السبت) وفيه يتهم (شخصيتين عراقيتين) بالتورط، في اغتيال، قاسم سليماني ومساعده أبو مهدي المهندس، في مطلع كانون الثاني الماضي، قرب مطار بغداد، فإن أول إجراء، يجب أن يتخذه، إذا كان يفهم في السياسة، وشعابها وملابساتها، إلغاء زيارته المقررة إلى طهران، في رسالة إلى الايرانيين، مفادها، اسحبوا ألسنتكم، وأسكتوا أبواقكم.

ولا يحتاج قارئ تصريحات موسوي، إلى بحث أو عناء في معرفة (الشخصيتين العراقيتين)، اللتين اتهمهما بالتورط في اغتيال سليماني والمهندس، فالمبتدئ في السياسة، يعرف أنه يقصد، برهم صالح ومصطفى الكاظمي، برغم أن الإيرانيين تكشفت لهم، معلومات تفصيلية، تفيد أن الأمريكان كانوا يرصدون جنرالهم، ويراقبون تحركاته، منذ العام 2006، واقتربوا من اغتياله في العام الثاني، وهو يسلك طريقاً برياً، في زيارة إلى السليمانية، للقاء رئيس الجمهورية، وقتئذ، جلال طالباني، ولكن صرخة (نو)، التي أطلقها الرئيس جورج دبليو بوش، أوقفت العملية، ونجا سليماني من موت محقق.

لا ندافع عن برهم صالح والكاظمي، وهما أضعف حلقة، في السلطة والحكم، وآخر من لهما القدرة على المشاركة بعملية من هذا النوع، والإيرانيون يعرفون ذلك، ولكنهم يسعون إلى إخفاء عجزهم، والتستر على الاختراقات الأمريكية، الداخلة فيهم طولاً وعرضاً، بإلقاء التهمة على الخاصرة الرخوة في بغداد، والمضحك في تصريحات موسوي، أنه يتهم (موظفين عراقيين) آخرين، يصفهم بـ(المهمّين)، تعاونوا في قتل الاثنين، ويقول: إن أسماءهم موجودة لدى الحكومة الإيرانية، التي ستبحث هذا الموضوع مع الكاظمي، خلال زيارته المتوقعة إلى طهران، وهذه إشارة إلى أن الإيرانيين، حددوا جدول أعمال الزيارة، منذ الآن، وقبل الشروع بها، واقتصروها على بند واحد، فقط لا غير، وبذلك يكونون قد سدوا الطريق على ضيفهم المرتقب، في بحث ملفات عالقة، وقضايا أخرى.

وتاريخياً وسياسياً، فإن القيادة الإيرانية، التي يقودها ملالي ومعممون، تعمد دائماً إلى التدليس، وتهرب من مواجهة الحقائق، ولديها قدرة هائلة على قلب الوقائع، رأساً على عقب، وقد لاحظها العالم أجمع كيف تعاطت مع ملف اغتيال جنرالها (القوي)، كما كانت تسميه، وأطلقت عليه مؤخراً، لقب (قائد السلام) وهو طوال عمره الوظيفي، كمسؤول عسكري، لم يتعامل مع مفردة اسمها (السلام) أو أخواتها، وإنما كان الدم، عنوان اهتماماته، والحرب أفضل خياراته، وله صولات وجولات في قتل الأبرياء والمدنيين، في العراق وسوريا، متجنباً الاشتباك مع الارهابيين، لأنه كان يبحث دائماً، عن معارك صغيرة، لا يخسر فيها شيئاً، وهذه سمات القادة المتخاذلين.

والإيرانيون لا يريدون الاعتراف، أن طائرة أمريكية صغيرة مُسيّرة، من مسافة آلاف الأميال، اصطادت جنرالهم، المكشوف في سفراته، والمفضوح في تحركاته، وإنما يريدون إضفاء هالة من القداسة عليه، وتضخيم عملية اغتياله، وكأن الجميع اشترك في قتله، برغم أنهم يعرفون أن العملية برمتها لم تستغرق غير ثلاث ساعات، وكان بمقدور المهندس الأمريكي، الجالس وراء جهاز (الكومبيوتر)، في مبنى الكونغرس بواشنطن، أن يقتله في مطار دمشق، كما ذكرت تقارير صحفية أمريكية، ولكن تعليمات صدرت إليه، أن يُقتل في بغداد، مع مساعده، الذي استقبله ورافقه، أبو مهدي المهندس، على طريقة، اصطياد عصفورين برصاصة واحدة، وكل هذه المعلومات، تعرف بها طهران، من ألفها إلى يائها، ولكنها تتغابي وتُكابر، وتُشرك كثيرين فيها لتصوير العملية وكأن سليماني كان يقاتل في معركة حربية كبرى، ولا تريد ان تعترف، أن قذيفة، حجمها أصغر من كرة قدم، أحرقته ولم تُبق منه غير خاتمه الفضي، الذي تحول إلى اللون الأسود.

ومرة أخرى، ليس حرصاً على حياة الكاظمي، وهو يستعد لزيارة طهران، التي تتهمه في قتل سليماني، ولكن السؤال، الذي يقفز على السطح هو : ماذا سيجني من الزيارة، غير التهديد والترغيب، والتقريع والترهيب!.

في إحدى جلسات مجلس الوزراء السابق، برئاسة عادل عبدالمهدي، قرأ الأخير على الوزراء، بفرح غامر، رسالة وصلت إليه، من الرئيس الإيراني روحاني، وفيها يُعلّق على زيارة برهم صالح إلى طهران، ويقول بالنص: (لقد أراد برهم أن يبحث معي، قضايا سياسية تهم البلدين، فأوقفته عند حدّه، وقلت له، هذا ليس من اختصاصك، وإنما من اختصاص، الأخ المجاهد عادل عبدالمهدي، فلا تضيع وقتك ووقتي)، لاحظوا اللغة، التي يتحدث بها، رئيس جمهورية، هو في حقيقته، مجرد (مراسل) عند الولي الفقيه، علي خامنئي، مع نظير له (عراقي) شئنا أم أبينا، فكيف يكون الموقف مع الكاظمي، الذي يحسبه الإيرانيون، تلميذاً لبرهم؟!.

0 التعليقات: