الاثنين، 21 نوفمبر 2016

محاكمة ألماني بعد تشبيهه اللاجئين بالكلاب ومنعهم من دخول محله


ألماني يحاكم بعد تشبيهه اللاجئين بالكلاب ومنعهم من دخول محله



عراق العروبة
علاء جمعة




برلين ـ  حكمت محكمة مدينة فونزيدل في جنوب ألمانيا السبت على صاحب محل تجاري ألماني علق على شباك محله لافتة تقول «فليبق اللاجئون خارجا» ونشر بالقرب منها صورة كلب .

وعلق صاحب محل في مدينة صغيرة بولاية بافاريا لافتة على شباك محله يمنع فيها اللاجئين من دخول المحل . ووضع صورة كلب في اللافتة كنوع من الإساءة حيث قضت المحكمة على صاحب المتجر بدفع غرامة مالية لصالح روضتي أطفال وفقا لصحيفة بيلد الإخبارية.

المحكمة دانت الرجل بتهمة التحريض على الكراهية، وقال القاضي رولاند كاستنر أثناء النطق بالحكم إن «جوهر المسالة كان صورة الكلب» وما ينطوي عليه من إهانة لفئة اجتماعية. ووافق القاضي على رأي محامي الادعاء العام الذي كان قد ذكر في لائحة الاتهام «أن صاحب المحل وضع مجموعة سكانية بجانب كلب، باعتبارها مجموعة غير نقية ينبغي منعها من دخول محلات بيع المواد الغذائية».

وحكمت المحكمة على صاحب المحل بغرامة مالية مقدارها 1800 يورو يدفعها لصالح روضتين للأطفال. وإذا أمتنع صاحب المحل عن عمل ذلك ترتفع الغرامة ضده إلى مبلغ 4950 يورو. وكان المدعي العام قد طالب بغرامة مقدارها 6600 ضد صاحب المحل. أما محامي صاحب المحل فطالب ببراءة موكله مذكرا بقانون حماية حرية التعبير. وذكر أن موكله لم يقصد أن ينتقص من مستوى مجموعة من البشر.

وكانت محكمة المانية أخرى قد بدات في وقت سابق في محاكمة ألماني متهم أقر بذنبه بإلقاء زجاجة مملوءة بمادة سائلة حارقة عبر نافذة إلى نزل لاجئين، مبررا فعلته هذه بأنه أراد فقط «ترويع اللاجئين» .

وبعد أشهر من شن حريق متعمد على نزل لاجئين في إقليم أوبربفلاتس بولاية بافاريا الألمانية أقر شاب 25/ عاما/ بارتكابه الجريمة. حيث صرح في المحكمة «أردت ترويع اللاجئين». ولم يصب خلال ذلك أي شخص من بين التسعة أشخاص المقيمين بالنزل، وكان من بينهم طفلان؛ لأن الزجاجة الحارقة التي صنعها الجاني بنفسه لم تشتعل .

وحذرت الحكومة الألمانية مرارا من تنامي معاداة الأجانب، حيث صرح رئيس المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة بألمانيا، هولغر مونش، من نوع جديد من العنف ضد طالبي اللجوء، مبديا ـ في مقابلة مع مجموعة صحف فونك قلق السلطات بالدرجة الأولى من نوعية العنف المتزايد .

وحسب المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة فإن غالبية الجناة من الرجال وينحدرون بنسبة 80 بالمائة من نفس المنطقة التي ارتكبت فيها الجرائم . وحسب مونش ليس لدى المكتب حاليا أية معلومات عن وجود هياكل إقليمية لليمين المتطرف عابرة للمناطق تنظم هجمات تستهدف اللاجئين، مؤكدا أن ذلك يتم في إطار محلي، «لكن في كل الأحوال نرى ـ ولا يجب أن نستبعد ـ خطر تشكل هياكل إجرامية أو حتى إرهابية. إننا نأخذ الأمر على محمل الجد»، يقول مونش .

إضافة إلى ذلك يعرب رئيس مكتب مكافحة الجريمة عن الشعور بالقلق إزاء ارتفاع وتيرة العنف اللفظي من خلال جرائم الكراهية في شبكة الإنترنت، «ونحن نفترض أن العنف اللفظي يكون مقدمة لهجمات على اللاجئين ـ فاللغة تسبق الجريمة غالبا». 

وكشف مونش أن تم في عام 2015 رصد ارتفاع عدد الجرائم على الشبكة العنكبوتية إلى ثلاثة إضعاف بحيث بلغ 3000 حالة. وكشف مونش أن عدد الحرائق لنزل لاجئين بلغ منذ بداية العام الحالي 45 حريقا .

من ناحية أخرى طالب رئيس المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة بمضاعفة الاستعانة بالأئمة في مواجهة الإسلاميين. ويرى مونش خطر استغلال السلفيين الراديكاليين لأوضاع اللاجئين في ألمانيا، مشيرا إلى أن الشباب الذكور يبحثون عن ما يربطهم بدينهم فيتجهون إلى المساجد لممارسة شعائرهم الدينية، ما يجعلهم عرضة للوقوع في براثن التطرف، و»الأنشطة المتطرفة في المساجد تبعث على القلق لدينا».



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق