أخر الأخبار

.

القضية الكردية تحت مجهر دوائر المخابرات العالمية




القضية الكردية تحت مجهر دوائر المخابرات العالمية






عراق العروبة
سرمد عبد الكريم





منذ اكثر من ثلاثة اسابيع , ودوائر المخابرات العالمية في نقاش مستمر عن القضية 
الكردية بشكل عام , وقضية كردستان العراق بشكل خاص . 
ومن معلوماتنا المتواضعة تاكد لنا ان هناك نقاشات مستفيضة تجري الان , في كل الدول ذات 
العلاقة بالقضية الكردية . 

قد يتوقع القاريء الكريم ان السبب هو التحسس التركي لتواجد كردي مسلح غرب الفرات 
بسوريا , او ربما داعش و العمليات العسكرية الدولية الجارية في الموصل او في سوريا . 
لكن السبب الحقيقي لهذه النقاشات هو انشغال قسم رسم الخرائط في جمهورية فرسان مالطا 
الغامضة , فهناك يتم رسم خارطة العالم ل 100 سنة القادمة وخصوصا منطقتنا المضطربة 
بعد نفاذ وانتهاء صلاحية (سايكس بيكو) وكما وضحنا سابقا هل ستسمى الخارطة الجديدة 
ب (تيلرسون - لافروف) , فليس من الممكن تقدير بقاء وزيري خارجية امريكا وروسيا لحين 
تجهيز المعاهدة الجديدة للتوقيع , لانه لازالت الخارطة غير مكتملة وتحتاج لبعض الوقت . 

ماذا بخصوص المنطقة الكردية وهو مثار بحثنا اليوم ؟ 

كردستان وكما هو معروف موجودة في تركيا و العراق وسوريا وايران وجزء من روسيا 
والشعوب الكردية موزعة على هذه المناطق , وقد عانت هذا الشعوب من الاضطهاد والحرمان 
طيلة العقود السابقة ودخلت في نزاعات مسلحة تختلف شدتها من مكان لاخر , وتعرض قادتها 
للمطاردة والاعتقال ومنهم معتقل منذ فترة طويلة كزعيم بي كي كي حزب العمال الكردستاني 
عبد الله اوجلان فلازال معتقل في تركيا منذ فترة طويلة . 
ولم تكن هذه المنطقة بعيدة عن التنظير الارهابي المتطرف , بل احتكت وتفاعلت مع القاعدة 
وداعش والشيوعية وغيرها بشكل واضح . 

ومن الملاحظ لم تحصل الشعوب الكردية على حقوقها لحد الان الا في العراق , حيث 
تفهمت قيادة العراق ابان الحكم الوطني لخصوصية القضية الكردية وتم منح الاكراد العراقيين 
حكما ذاتيا متطورا بموجب اتفاقية اذار الشهيرة والتي اصبح فيها الكرد شركاء حقيقيين 
في العراق , بينما ظلت الشعوب الكردية في المنطقة تعاني الاضطهاد والحرمان . 

لكن سوء تقدير القيادة الكردية قبيل واثناء وبعد الاحتلال الامريكي للعراق , ودفع هذه القيادة 
باستمرار لاعتماد مبدا الفيدرالية في مؤتمرات المعارضة العراقية سيئة السيط , والدفع المستمر 
اثناء كتابة الدستور العراقي (المكتوب اصلا من قبل اسرائيل ) (نوح فيلدمان ) , لاعتماد 
الفيدرالية لتعزيز سلطات الاكراد بالعراق , وهم في طريقهم للاستقلال الناجز مستفيدين 
من ازدواجية المنافع العراقية والذاتية في وقت واحد لبناء مرتكزات الدولة الكردية المنتظرة. 
والاستيلاء على تسليح فيلقين عراقيين كاملين وتطوير امكانية الميلشيات الكردية عدة (البيشمركة) 
وعدد لتصبح فيما بعد جيشا كبيرا قويا , دخل اللعبة الدولية في الحرب ضد داعش مستفيدا 
من الدعم العسكري الاقليمي والدولي . 

وقد تصورت القيادة الكردية بان الحل هو بالاصرار على الفيدرالية , املا بتقسيم العراق 
فيما بعد لتصبح كردستان العراق بمامن من خطر وجود عراق واحد قوي ! 
لكن المشكلة التي تواجه الاكراد اليوم هي ليست العراق , فالعراق اليوم يخضع لاحتلال 
مركب شكلا ونوعا نادرا في التاريخ السياسي , ولايشكل ابدا اي خطورة على مستقبل اعلان 
الدولة الكردية وامكانية عيشها . 

ولا الخطر قادم من تركيا , رغم جدية القيادة التركية والرئيس التركي اردوغان على عدم 
ابداء اي نوع من المرونة تجاه الاكراد الترك , لان هذا الامر ببساطة يهدد وجود الدولة 
التركية نفسها , ولامن ايران حيث المنطقة الكردية لم تبرد وظلت ساخنة طيلة العقود الماضية . 

بل الخطر الحقيقي ياتي من حلفاء الاكراد انفسهم وخاصة اسرائيل والولايات المتحدة واوربا 
فهذه الدول بنظرتها الاستراتيجية بعيدة المدى , لاتريد ابدا استقرار المنطقة , لان الاستقرار 
بكل عناوينه بالنهاية سيهدد وجود اسرائيل , فالتطور الطبيعي والعلمي والاقتصادي سيصعب 
حتما امكانية استمرار حياة الدولة العبرية طبيعيا . 

وان حالة الاضطراب سواء قرب كردستان او في الخليج العربي هو هدف مستمر بذهن مخططي 
السياسة الدولية , لان بالحقيقة الاستقرار في هذه المناطق هو العدو الحقيقي لهذه الدول . 

فحالة الاضطراب والفوضى وعدم الاستقرار بالخليج وكردستان هو منجم الذهب الحقيقي 
ومصدر الثروة الكبرى , لشركات الاسلحة العالمية الكبرى وشركات صنع الاعتدة التي 
تتحكم اليوم باتجاه البوصلة الاقتصادية والسياسية العالمية , ولدينا مثال قريب بتاكيد الرئيس 
الامريكي ترامب بتجهيز الجيش الامريكي بافضل الاعتدة بالعالم , والسؤال هنا لماذا 
يؤكد ترامب الان على الاعتدة لاكبر قوة عسكرية بتاريخ العالم وياترى اين سيتم استخدام 
هذه الاعتدة ومتى ؟ 

انا في مقالات سابقة حذرت ان قرار افراغ العراق وسوريا من السكان هو قرار استرتيجي دولي 
ولذلك نرى انا مايسمى بمنظمات حقوق الانسان اصابها الخرس والعمي ازاء مايجري من تهجير 
اجرامي في العراق (الموصل و الانبار ) وسوريا . 

وكنت قد حذرت ايضا ان موجات الهجرة القادمة هي موجات شيعية وكردية وتركمانية ولايحتاج 
من يقوم بالتهجير لسبب , فالاسباب جاهزة وهي عادة تكون تحت يافطة الاستقرار والارهاب 
ولااحد في العالم ولا في اكبر مراكز البحوث العالمية يستطيع تعريف مصطلح الارهاب , لان 
التعريف من المحرمات الدولية , لان المصطلح يجب ان يبقى مفتوح ليخدم اغراض اجهزة 
المخابرات العالمية . 

لناتي على مثال بسيط , تم استخدام سلاح دمار شامل (غاز الاعصاب في اكس ) لاغتيال 
شقيق الرئيس الكوري الشمالي , مر الخبر مرور الكرام حيث تمت عملية الاغتيال في منطقة 
توصف بالباردة امنيا ومستقرة نوعا ما والسؤال هنا من اين اتى غاز الاعصاب وكيف تم تمريره 
في مطار فيه اجراءات امنية فعالة , ولماذا غاز الاعصاب والان وبالتاكيد القاعدة وداعش 
بعيدين جدا عن الاتهام بهذه القضية . 

هذا الحادث مؤشر خطير , بان اسلحة الدمار الشامل صارت منتشرة بالعالم وتخترق كل الخطوط 
الامنية الحساسة بالعالم , بل وتصل لشخصيات (في اي بي) وبسهولة . 

لماذا نتكلم عن هذه الحادثة , الا يعد هذا العمل عملا ارهابيا وبامتياز ؟ لماذا مر عليها الاعلام 
مرور الكرام ... هذا المثل يبين فقط ان مصطلح الارهاب هو مصطلح سياسي وليس مصطلحا 
امنيا. 

نرجع لموضوعنا في المنطقة الكردية وقربها وضح الاعلام استخدام الاسلحة الكيمياوية بالموصل 
هذا يوضح ان المنطقة مهيئة لكل شيء , واندحار داعش لايعني ابدا انتهاء التهديد الكيمياوي 
بل انتهاء داعش سيفتح ابواب التهديد على مصراعيها , ومؤشرنا الان حملة واضحة 
من كتاب المقالات الدوليين على مناقشة مصير الحياة السياسية في المنطقة الكردية , ومناقشة 
الفساد والمنافسة السياسية التي تطورت لاشتباكات مسلحة في بعض المناطق وبعض الاحيان 
تحول اجهزة الامن الكردية الرسمية وغير الرسمية لاجهزة لحماية الحكام مستخدمة الوسائل 
المحرمة دوليا في المطاردة والاعتقال وطرق العمل وبتشجيع من الدول الكبرى وبمعونة 
خبرات اسرائيلية ودولية بغية توريط السياسيين الاكراد بجرائم واضحة , يتم استخدامها لاحقا 
بتحييد طبقة وشريحة من القيادات الكردية السياسية , وهذا اسلوب تم استخدامه بدقة مع عدد 
من الشخصيات العالمية المعروفة من تجار اسلحة وقادة دول وزعماء احزاب وقادة ثورات 
وثوار في مختلف بقاع العالم وافضل مثال مصر والرئيس مبارك الذي تم تبرئته من قتل المتظاهرين 
بعد 6 سنوات من الاعتقال . 

وكل ذلك يجب ان لاننسى اين يتم التخطيط , واؤكد هنا ان ما كان يردد عن سي اي ايه وام اي 5 و 6 
والكي جي بي والموساد وغيرها , ثبت بالمطلق انها اجهزة تنفيذ وليست اجهزة تخطيط , فالتخطيط 
السياسي العام يجري بالبيلدرز ومنظماتها السرية , اما خطط الاعداد والتنفيذ الامني الاستراتيجي 
يجري في دهاليز الفاتيكان , في اصغر و اخطر دولة بالعالم (جمهورية فرسان مالطا ) . 

والفرسان المالطيين مهتمين جدا للاسف , بتوصيل الفوضى الخلاقة للمنطقة الكردية , فلنلاحظ 
كيف ان مستويات العنف تتصاعد في كردستان التركية , وكيف الادارة التركية تتصرف بالرد 
الحازم عسكريا وسياسيا على اي نشاط سياسي او عسكري كردي في شمال سوريا او حتى شمال العراق 
وعينها لاتغفل ابدا على كردستان الايرانية . 

اما الداخل التركي فهناك حزم بعدم ارخاء اليد الامنية العسكرية في كل الجنوب التركي . 
اما لماذا فتصريحات الرئيس اردوغان واضحة جدا (خارطة المنطقة يتم رسمها الان 
ولن نقبل ان نكون بعيدين بينما يتم تحديد مصيرنا ), والسؤال من الذي يرسم ومن الذي يحرك 
؟ 
تركيا تريد المشاركة في رسم خارطة حدودها وخصوصا الجنوبية والغربية ولذلك هي حاضرة 
وتريد التعويض عما لحق بها من غبن خلال رسم واعداد سايكس بيكو 

اخيرا وخلاصة القول : ان الذي خرب الامن بمنطقتنا مستمر بالتخريب وتوجهت البوصلة 
الان لمنطقة كردستان , وكذلك الشيعة في العراق وايران , بدات الان الاقلام التي جعلت 
من الاسلام هدفا معاديا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق , هي نفسها الان بدات تؤشر 
ان الاكراد والشيعة عوامل اضطراب وعوامل سلبية على الامن العالمي وهنا بداية التطبيق 
والتنقيذ , كما جرى اثناء الربيع العربي وتدمير العراق و سوريا . 

اتمنى ان اكون مخطئا 
والله اعلم .



0 التعليقات: