اين انت ياسرمد ؟
اين انت ياسرمد ؟
عراق العروبة
سرمد عبد الكريم
اتصل بي خلال الاسبوع الماضي عشرات الاخوة والاصدقاء , يسالون اين انا ولماذا غائب
هذه الفترة عن الكتابة او الظهور بالفضائيات .
طبعا ان اتصالات الاخوة والاخوات , تفرح القلب وتسعده وبنفس الوقت تشعرني بذنب
كبير إتجاه مسؤليتي امام ابناء امتي واهلي في العراق ولذلك كتبت اليوم معتذرا موضحا عن الاسباب
منها الشخصي ومنها العام .
اما الشخصي فلن اوضحه وسيأتي اليوم القريب لتعرفوه بانفسكم بعيدا عن الرتوش او كما يسميها
بعض الكتاب ( البهارات ) , وهنا سترتفع المصداقية حتما .
اما العام وهذا علي توضيحه بدقة , لانه من حق الجميع معرفته فالظروف الدولية والاقليمية والمحلية
السياسية تعقدت لدرجة اضاعت اتجاه البوصلة حتما , ونظرا لتدخل المال التجاري بتحليلات المحللين
السياسيين , ولذلك فضلت الاعتذار لفترة عن الظهور بالفضائيات وعدم نشر الكتابت رغم اني مستمر بالكتابة
لنرى تاثير مال التجار برسم الصورة .
اما الوضع العام فاقسمه لعدة اقسام :
- الوطني :
هذا القسم يخص الجانب الوطني العراقي , وهنا يجب ان انبه مرة اخرى ان مايجري اليوم على ارض
العراق الحبيب وضد شعبه الابي الكريم , هو امر طبيعي وتحصيل حاصل , كنتائج مباشرة وغير مباشرة
للاحتلالين الامريكي والايراني بمساندة للاسف كونية , وبدون وجه حق .
فكل مايجري اليوم هو متوقع بل برأي الشخصي لازالت المستويات التي وصل لها الانحطاط والتدمير والحرق
دون المستوى المخطط له من قبل الادارتين الامريكية والايرانية .
والاهداف كانت في حينها كانت عبارة عن تدمير ممنهج لكل عناصر الحياة بشرا وحضارة وارجاع العراق عدة قرون للوراء
كما ابلغ جيمس بيكر المرحوم طارق عزيز في اخر لقاء لهما في جنيف قبل بدء عمليات التدمير الممنهج والتي وصفتها
لاحقا كوندليزا رايس بمصطلحها الشهير (الفوضى الخلاقة ) , والتي لازالت هذه الفوضى تدب في كل مجالات الحياة
بالعراق , وانتقلت بعدها لدول الجوار وبالتاكيد ستنتقل قريبا جدا لشريك امريكا بالعدوان على العراق (ايران) ,
التي ستحترق وتتفكك قريبا جدا .
اما ماهو الجديد في العراق , فالجديد القديم داعش ونهايتها لان مهمتها انتهت بالعراق وهي تعمل على مد يدها
الاخطبوطية باتجاه اخر , بناء على تعليمات واشنطن وطهران وحسب تقدير الموقف الذي سيقدمه وزير الخارجية
الامريكية الجديد تيلرسون لمجلس الامن القومي الامريكي , الذي بدوره يكلف الجهات ذات العلاقة امريكيا وخارجيا
للتنفيذ وحسب سياقات ترامب الجديدة .
فنهاية داعش لايعني ابدا نهاية الفوضى والتدمير والقتل في العراق , بل هو انتقال لمرحلة جديدة من الفوضى لان ملف
العراق لازال مفتوحا امريكيا , وعند متابعة تصريحات الرئيس الامريكي الجديد ترامب , حول عائدية النفط العراقي
وملكيته للولايات المتحدة , وانه لايوجد بلد اسمه العراق وان سيادته امرا مضحكا , وان الفرصة ستعود للقوات
المسلحة الامريكية لوضع يدها على النفط العراقي , وترك الباقي كما حدث بالضبط عند بدء الاحتلال الامريكي
للعراق حيث بقت الحقول العراقية النفطية تنتج بكفاءة عالية وتمت حراسة مبنى وزارة النفط العراقية ومؤسسة
تسويق النفط العراقي (سومو) , لتسلم من اي عبث بينما فتحت ابواب كل الوزارات والمؤسسات للنهب المنظم
الممنهج وتحت حماية قوات الاحتلال ومنها المتحف العراقي , فيما تم نهب الاموال العراقية وكنوزها (النمرود مثلا )
بأيادي امريكية واسرائيلية وايرانية مباشرة ولازالت هذه المؤسسات تعاني لحد الان .
فاذن القصة لازالت مستمرة يذهب رئيس ويأتي رئيس , فمنذ كلنتون الديمقراطي الذي شرع قانون (تحرير العراق ) سيء السيط
لاحتلال العراق من قبل بوش الابن الجمهوري , لاكمال التدمير من قبل اوباما الديمقراطي والان ترامب الجمهوري
يكمل المهمة باتقان لانه تسلم الملف العراقي من سابقه كما تسلم الشفرة النووية فالشفرة النووية ليست اخطر من العراق
الذي تفجر العالم , بعد احتلاله .
اما المسرحيات السياسية العراقية , فاقول على الجميع ان يخجل , بعد ان استهزء ترامب بسيادة العراق علنا
فعن اي انتخابات نتكلم , وعن اي تسويات نتحدث , ايعقل من حرق ودمر واستولى واغتصب يقوم بتسوية
تاريخية اليوم ومن قبل من ؟
من قبل احد شركاء الاحتلال الرئيسية .
اطمئن الجميع , لن يتغير شيء ابدا , فالحرب مستمرة , والقتل والاعتقالات مستمرة والسجون جاهزة ومنصات الاعدام
حاضرة , والتهجير الداخلي والخارجي دائم وربما بعناوين جديدة وتضاف للمهجرين شرائح جديدة , ولااستغرب
الشيعة هدفا جديدا , مثل السنة والمسيحيين سابقا والاكراد والتركمان لاحقا ! ... لان المطلوب افراغ العراق
من شعبه وتاريخه وهويته الواضحة , هكذا تنص فوضى كوندي ولانعلم هل ان التبديل المتوقع للعراق شعبا وهوية
سيتم من قبل شعوب اسيا (اختصاص كوندي اسيا ) , ام من منطقة اخرى الله اعلم .
-العربي
اتضحت الرؤية الان للاشقاء العرب ان داعش مهمتها الاساسية الغاء حدود سايكس بيكو , والتهيوء لرسم حدود
لااعلم هل ستكون (تيلرسون - لافروف) , اقصد هل سيلحق وزير الخارجية الامريكية الجديد للاسهام برسم الحدود
الجديد للمئة سنة القادمة , ام ننتظر عدة سنوات اخرى , وهذا تقرره توقيتات القضية العراقية المدرجة ضمن ملف
العراق الذي تسلمه ترامب من اوباما , والملف العالمي من مؤسسة بيلدرز العالمية والمنظمات السرية التابعة لها
وانا شخصيا اعتقد نحتاج على الاقل 5 سنوات اخرى لنرى نتائج اللعبة الدولية
وهذا مايفسر التصرفات التركية بالمنطقة وتصريحات اردوغان التي تشير ان الخارطة يتم رسمها الان ويجب ان
تكون تركيا حاضرة .
اما كوندي وفوضاها الخلاقة التي ضربت تونس واليمن ومصر والسودان وليبيا , وحاولت ان تهز الاردن والسعودية
لكن فطنة القيادة بالبلدين ابعدتهما عن الحرائق المباشرة ولكن التاثيرات غير المباشرة بالتاكيد وصلت , فداعش مخلوق
اميبي وهمي مثل الشبح يتحرك بالريموت كونترول , وبفضل التقنية الحديثة والعولمة , وربما محرك الريموت يجلس
في مكان بالعالم , ربما في بنك تابع للبيلدرز او الماسونية او شركة ما , كما انتقل تيلرسون وزير الخارجية الامريكية
الجديد من رئاسة مجلس ادارة تنفيذي لواحدة من اكبر شركات العالم (شركة إكسون موبيل النفطية) لمنصب وزير الخارجية .
فالموضوع لعبة يتم
ممارستها على احجار الشطرنج وما ظهر منها ليست سوى قمة جبل الجليد فقط اما قاعدته تمتد في كل انحاء العالم
ولايستطيع اي قبطان بحري مهما كانت كفائته وخبرته تقدير وسع قاعدة هذا الجبل .
النضال يجب ان يتحول الان لاعلان احتلال العراق رسميا لنطالب بتحريره رسميا وحتى لايستهزء بسيادتنا لا ترامب ولا غيره .
لكل دواء تاثيرات جانبية (سايد افكت) , وداعش عندما تم اختراعها , لم يتوقع احد في (البيلدرز) تاثيراتها الجانبية
ستكون مدمرة بشكل لايمكن السيطرة عليه بحيث ضربت كل انحاء العالم عدا بلدين (ايران و اسرائيل )
واصبحت اوربا هدفا مباشرا , ويحاول الان ترامب التخندق داخليا داخل الولايات المتحدة متصورا انه يستطيع
الابتعاد عن شرر داعش المتطاير اذا ابتعد بالولايات المتحدة للداخل .
في مراجعة تذكيرية فقط , ان كل مؤسسات وشركات العالم الجديد الامنية مثل (بلاك ووتر ) وغيرها دخلت للعراق
بجوازات سفر من جمهورية فرسان مالطا !!! الجمهورية الاصغر (بناية واحدة بالفاتيكان ) والاهم بالعالم , الدولة التي لديها سفارات في معظم
دول العالم والوطن العربي والعضو المراقب بالامم المتحدة , السؤال المهم لماذا منتسبي هذه الشركات دخلوا العراق المحتل
بجوازات فرسان مالطا ؟
كذلك اذكر بتاسيس القاعدة , التي اعترفت هيلاري كلنتون بان المخابرات الامريكية اسست وسلحت ومولت هذه القاعدة
وان امريكا طلبت من حلفاءها تسهيل سفر منتسبي القاعدة لافغانستان , هذا فقط للتذكير!!
واذكر ايضا ان خلال الحملة الانتخابية للرئيس ترامب اعلن وبشكل واضح ان (داعش) اسستها هيلاري كلنتون عندما كانت
وزيرة للخارجية وان اوباما هو الراعي لها !!!!
انا هنا اذكر فقط واترك الربط للقاريء الكريم
انا اقول وبشكل واضح (القاعدة , تنظيم الدولة داعش ) هي اسماء فقط لمنظمة واحدة هي نفسها (الحرس الثوري الايراني )
مثلا وهي نفسها حزب الله اللبناني وسليماني هو نفسه بن لادن والظواهري والبغدادي هو نفسه حسن نصر الله
كلهم مكلفين بمهمات من نفس الجهة بادوار مختلفة .
ولااعلم هل رئيس جمهورية فرسان مالطا له دور على الاقل بالتنفيذ ؟
ولذلك اقول نهاية داعش لايعني نهاية الارهاب , فنهاية الارهاب يجب ان تكون بقرار دولي بحل كل المنظمات الاجرامية بالعالم
من احزاب ومليشيات وجيوش ومافيات رسمية وشبه رسمية , والا عند دحر داعش بالعراق نتوقع ظهور دواعش اخرين
في كل مكان وتحديدا الخليج العربي .... داعش انجزت مهمتها بافراغ خزائن دول الخليج بشراء الاسلحة وفتح القواعد
العسكرية لكل دول العالم وبمبالغ وميزاينيات يتحملها المواطن العربي , بينما الجوع والاهانة تفتك بكل العرب .
لنتخيل فقط ان اثمان صفقات هذه الاسلحة والمعارض العسكرية حولت للاستثمار في مستقبل شبابنا العربي
كيف سيكون شكل المنطقة بعد عقدين او ثلاثة بجامعات ومراكز بحوث ومنتديات علمية وثقافية وتدوين تراثي
حضاري تاريخي علمي , مستبعدين الدفع الغربي باتجاه الفكر الثيوقراطي المتعصب , بل باعادة تدوين علمي
لتاريخنا الجميل بعيدا عن التعصب والغلو .
فتوظيف الماضي وتراثه في خدمة الحاضر والمستقبل لا لحرق الشباب وطموحاتهم وامالهم .
متى مافكر القادة العرب , ان عليهم مسؤولية بتوفير سكن كريم لكل شاب ليشكل اسرة متماسكة وفرصة عمل
تؤمن معيشة كريمة معقولة لابناء هذه الامة وتمويلها من خيرات هذه الامة التي لم تبخل على ابناءها بشيء .
متى مافكر القادة العرب ان مسؤولياتهم تخرج خارج حدودهم القطرية وليست بلدهم اولا بل شعارهم يجب ان يكون امتنا اولا
لانحلت كل مشاكل الامة .
وانا اؤمن ان المنظومة الامنية لاي قطر ليست بوزارات الدفاع والداخية والمخابرات ,
بل المنظمة الامنية الحقيقية مسؤولية وزارات التربية والتعليم والشباب والمراة , وان مجالس الامن القومي يجب ان تشكل
من هذه الوزارات , وان الوزارات الاخرى عليها توفير المناخ المناسب لرعاية الاطفال والشباب والنساء لا العكس
الجيوش تحرق امال الشباب وحياتهم وانهاء مستقبلهم بالحروب التي صار واضحا انه لايوجد
فيها جيش منتصر وجيش خاسر , فكلنا خاسرين وبكفاءة .
نصحيتي لكل الملوك والقادة العرب
اهتموا بوزارات الشباب والتربية والرياض والنساء واعتبروا هذه الوزارات هي السيادية و الاخرى هي الخدمية والله الموفق
لعن الله العقارب بالوانها والدكتورات المزورات ال .. !
عاش العراق وشعبه العظيم
عاشت الامة العربية المناضلة
وفق الله ملوكنا وقياداتنا لمافيه خير الامة
والله الموفق .
0 التعليقات: