الاثنين، 29 مايو 2017

مانشستر وبراك والجفرة.. الكيل بمكيالين



مانشستر وبراك والجفرة.. الكيل بمكيالين


عراق العروبة
د . مصطفى الهونى


الأسبوع المـاضي تعرضت مـدينة مانشستر ببريطانيا لعمل إرهابي دنيء، أدى إلى أكثر 22 قتيلا وعدد كبير من الجرحى، وشعرنا جميعا بفداحة الحدث، وحقيقة كانت الأحاسيس والمواقف تشجب العمل الإرهابي الذي أدى إلى سقوط أبرياء لا ذنب لهم .

وفي نفس الأسبوع تعرضت منطقة براك جنوب ليبيا لهجوم عسكري بين فئتين؛ كلتاهما من البغاة الذين لا يريدون التوقف عن استعمال أرض الجنوب ميدانا لتصفية حسابات الجنوب ليس طرفا فيها . وكانت النتيجة سقوط أبرياء من المدنيين تجاوز عددهم العشرات وخلال نفس الأسبوع وحتى الآن تتعرض منطقة الجفرة وسط ليبيا وبوابة الجنوب لوابل من قاذفات (حوالي 20 غارة) تجاوزت أهدافها المعسكرات والمطار لتصل إلى المناطق الآهلة بالسكان، وتوقفت الحياة في المنطقة فلم يعد بالإمكان إيصال الوقود أو المواد الغذائية والأدوية، وتعرضت المباني والمزارع والبشر والحيوانات لهذه الهجمات غير المبررة على الأقل من جانب أبناء الجفرة .

السادة المتربعون على كراسي السلطة في ليبيا سارعوا لشجب الاعتداءات على مانشستر وأبدوا عميق أسفهم ومشاركتهم لحكام بريطانيا بدءا من المملكة إلى الحكومة والشعب البريطاني “الشقيق”.

أما بالنسبة للاعتداءات على براك الجنوب الليبي “المحتل” فقد صدرت بيانات خجولة حذرة من المجلس الرئاسي ولا شيء آخر . 

وبالنسبة للجفرة والتي لم تكـن في مدى نظر السادة المتجملين على كراسي البرلمان والجيش والمجلس الرئاسي ومجلس الدولة والمؤتمر، فلـم تصدر منهم أي إشارة لما يحدث ولعلهم يبحثون في الخارطة أين تقع الجفرة هل هي في الإسكيمو أو في جنوب شرق آسيا ؟

هذا ما نسميه الكيل بمكيالين، بل لعله النظر من الأمام إلى الخارج وإعطاء الظهر وبخلف إلى الداخل. وأنا هنا سأخرج من حالة الاعتدال والاتزان التي تلصق بنا نحن أبناء الجفـرة، لأقـول لأبنـاء منطقتي الموضوع يا سـادة يدفعنا إلى تشكيل “قوة” للجنـوب. فالـذي أسمعـه خـلال هـذا الأسبـوع، حتى مـن بعـض الأجانب، أنـه مـا لم يكن لك تواجد على الأرض (تـواجد عسكري) فلن تجد أحدا يستمع إليك أو يضعك في أي معادلة سـياسية أو غيرها. إذا كـان الأمر كذلـك سنضطر إلى تحـويل الفكـرة إلى مـوقـف وتحـرك، ولا يعتقـد أحد أن المـوضوع لا يمكن تحقيقه، فالتجارب تدلنا على أن ما تم تشكيله على الساحة الليبية يوضح الطرق والأساليب. كنـا ومـازلنا لا نسعـى لتحقيق تواجد عسكري، ولكن المضطر قد يلجأ إلى أي شيء لإنقاذ نفسه وأهله .

للجالسين على الكـراسي ادرسـوا التـاريخ والجغرافيا.. وتدبروا… قبل فوات الأوان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق