متى يستفيقـــــــــــــــون ؟
متى يستفيقـــــــــــــــون ؟
صباح ناهـــي
هل تنام الشعوب كما نام أهل الكهف قرونا ؟، وهل من مؤشرات على نومها ؟ ومتى تستيقظ لترى ما حلّ بها من طوفانات، ومن كوارث؟، وكيف تتعامل مع الزمن الذي صحت فيه حينها ؟ وكم يسمح التأريخ في ظل تجاربه بوقت لنومها ؟
ومن يأذن على استيقاظها ؟
وللذين يجدون في ما تقدم تهويمات أو تساؤلات ليست في محلها، من حقهم أن يعترضوا نظريا، لكن الحاصل علميا أن بعض الجماعات والأقوام والشعوب تموت سريريا أمام تحديات فرضت عليها وقد تركن لنوم يطول أو يقصر، معنويا وعقليا .
الشعوب غير المواكبة لما يحدث من حولها، والمتغيرات التي تتسارع في ميادين عديدة، وهي لا تراها فإنها غائبة أو مغيبّة، أو هي تفضل أن تتدثر كي لا تراها أو تسمع فيها لأنها غير قادرة على مواكبة ما يحدث اليوم في علوم الجينات والأقمار الصناعية واكتشاف الكون والكواكب، والمسابير التي تغزو الفضاء وصناعة الصواريخ، والهندسة الوراثية وسواها مما يشغل العالم، لا يهم الكثير من الأقوام على ما يبدو ولا يجدون فيه ما يثيرهم بل يبدون غير مهتمين أصلا بما يحدث وكأنه يحدث في غير كوكبهم أو أزمانهم، هناك شعوب لاهية بالخزعبلات والتهويمات غير مهتمة لنتائج مختبرات غيرها، ولا تدرك أن ذلك قد يهددها ويزلزل الأرض من تحتها أو يجعلها تنقرض، والغريب أنها لا تنتج حتى طعامها أو شرابها، إن بعض الاكتشافات والمخترعات تقلب حياة الناس قطعا سواء في الخير أو الشر، فكم من أقوام لا تعرف بعد ماذا نستخدم اليوم من مخترعات تسهّل حياتنا، نحن الذين مَنّ الله علينا أن نعيش ببلدان تواكب العالم في وقت لا يعرف الكثيرون أن الحكومات وجدت من أجل توفير الخدمات للناس .
وأن أوقات العمل يحكمها القانون ، وأن الرواتب تدفع للموظفين عبر البنوك، وأن الهواتف لا تمنح إلا بوثيقة رسمية كي يحسن الأشخاص استخدامها، وأن الشرطة في خدمة الشعب. وأن التعليم حق للجميع بل يفرض على العائلة والمجتمع أن يعلموا أولادهم، وأن من واجبات الدولة توفير الأمن والأمان، وفرض احترام جوازها كوثيقة تعريفية دالة للشخص أينما حلّ وارتحل ولا يمزقه عند أول حدود يدخلها ليصبح لاجئا !
وأن الدولة لا تكرس نفسها للغيبيات، ولا للسرقات، وتقاتل الخارجين عن القانون ولا تؤسس الميليشيات بل تدرب أبناءها للدفاع عن وجودها في مؤسستها النظامية .
أليس أن بعض البلدان لا تعرف كل ذلك وتكتفي ببناء السجون، وخيام اللاجئين الذين يتكاثرون كل يوم، وتفقد المليارات في نزف مستمر، وتشتري إبر مورفين ليناموا أو يلطموا على حظهم العاثر ؟
0 التعليقات: