رسالة الى المدعو مقتدى محمد الصدر ....
رسالة الى المدعو مقتدى محمد الصدر ....
عراق العروبة
المرجع حسين المؤيد
أراك هذه الأيام تنثر رسائل تُكتَب لك ، توجهها لهذا الطرف تارة و لذاك الطرف تارة أخرى ، من موقع الفوقية و تمجيد الذات ، فبلغ بك الإنتفاخ حدا تحسب نفسك الرخيصة في موقع المرشد الأعلى في العراق ، و قد غرّك اتّباع ضعاف العقول لك و خوف ضعاف القلوب منك و طمع ضعاف النفوس فيك ، تتشدق بالعراق و أنت البلاء الذي فتك به ، و تتحدث عن شعب العراق و أنت أحد أهم أسباب هوانه و بؤسه .
قل لي بربّك إن كان لك معبود غير هواك : بأي خصيصة و أي مسوّغ تسلطت على العراق و شعبه فأفسدت و أهلكت و جنيت ؟ ما أنت سوى واحد من آلاف طلبة الحوزة الفاشلين في الدراسة ، فهل تفتّقت عبقرية لك و أنت تقرأ المتون ؟ و هل أشير لك بالبنان كأستاذ ناجح يتباهى الطلاب بالتلمذ على يديه ؟ و هل نبغ لك صيت بالتقدم في الدرس يتحدث به أساتذة الحوزة و طلابها ؟ و الجواب لا .
هذا فضلا عن أن تكون واصلا مرحلة البحث الخارج أو متخرجا منها بدرجة اجتهاد أو تكون من ذوي التأليفات النافعة و الكتب القيّمة . هل أنت من العقول المفكرة فيما يتصل بإدارة المجتمعات البشرية و تنمية الموارد ؟ الجواب لا .
هل أنت الدماغ السياسي المليء بالثقافة السياسية و خبرة السياسي المحنك العارف بدهاليز السياسة و آلياتها ؟ الجواب لا . هل أنت المناضل الذي قضى عقودا من حياته في النضال السياسي و الإجتماعي و عرك الحياة بعجرها و بجرها ؟ و الجواب لا .
إذن بأية ميزة تسيّدت و بأية خصيصة تسلّطت ؟
من هوان الدنيا على الله أن يتحكم مثلك بمقاليد بلد قامت فيه أول حضارة في المجتمع البشري ، يتحكم لأن قطيعا من البهائم في صورة بشر يتبعونه في السراء تبعية عمياء لا لشيء إلا لأنه ابن محمد الصدر في سياق ثقافة شيعية زنديقة تقدّس الأشخاص ، و تلعب بمصائر طائفتها و مقاديرهم العناوينُ التي ما أنزل الله بها من سلطان .
نعم ، أقولها و بملء الفم ، لقد تسلطت في الوقت الضائع و الظرف المائع و الحال الفاقع فأوجدت جيش المهدي بدلا من إيجاد الإستقرار و هادنتَ الإحتلال بذريعة تعليمات المرجعية و لم ترفع بوجه المحتل فوهة بندقية إلا حين خفت أن تخرج من المولد من دون حمص ، و كنت مع المشروع الطائفي و من أبرز أعمدته ، و أمعنت في ترويع السنة و تهجيرهم و احتلال مساجدهم و قتل شبابهم ، و كذلك في ابتزاز الشيعة و التسلط عليهم .
و أما الدولة و مؤسساتها فحدث عن الحواسم و لا حرج و كنت و لا زلتَ فوق الدولة و قوانينها . و أما الفساد ، فيجب أن تبدأ ملفاته بك ، و أما قمع الحريات فأنت جُذَيلُها المحكك . تفاعلت في نفسك مشاعر الثأر و الإنتقام فكنت أحد معرقلي المصالحة الوطنية ، بينما لم تحرّك كرامتك - و هي مفقودة في الواقع - شعرة من إبهام رجلك ، فوضعت يدك بيد أعداء أبيك و محاربيه و قتلته الحقيقيين من عمائم الشيعة في إيران و العراق تغليبا للطائفية .
تلبس أقنعة التقية و تتفنن في كلماتها الخادعة ، بينما أنت لا تحسن جملة مفيدة من دون لحن . تبيع الأقوال و تخلط الأوراق و تتاجر بالدين و الوطنية . تمجّد بالعراق و أنت أحد خاطفيه ، و تدعو للتكنوقراط و لستَ منهم ، فيا عجبا إذا كانت التكنوقراطية مقومة لمناصب الوزراء و المدراء ، فكيف بمن في مثل وضعك في البلد ؟ ألا يجب أن يكون من التكنوقراط أو بمستوى مماثل ؟
إذا كانت قد حلت لك الدنيا فلن يصفو لك كدرها ، و إذا لم تتب و ترجع لله خارجا من عظائم ذنوبك ، فسيلاحقك عارها و تنتظرك نارها .
0 التعليقات: