مؤشرات مفرحة
عراق العروبة
ضرغام الدباغ
في هذه الأيام الرمادية وصفاً وفعلاً، اليوم الذي يمر بلا أنباء سيئة سواء كانت خاصة أم عامة، يوماً مشرقاً، والألماني حين يفتح صندوق البريد ولا يجد رسالة يهتف من كل قلبه (Good sei dank) شكراً لله، فالمتوقع الآتي بالبريد هو على الأرجح سيئ، فإما أن يكون: قائمة مستحقة الدفع، أو إنذار، أو غرامة أو مراجعة عاجلة لإحدى الدوائر التي لها علاقة بالدفع والمدفوعات والعياذ بالله .
فأن تسمع أو تقرأ في هذه الأيام ألمكفهرة أخباراً تفرحك هو شيئ ممتع، وقد حدث أني تسلمت أخباراً أفرحتني، وبالنسبة لي المفرح الشخصي هو عندما يكون على علاقة بالنشر والناشرين، ولو أنني منذ مدة طويلة لم أعد أستفيد بفلس واحد مما أكتب وأنشر، وكنت في مطلع الثمانينات من القرن المنصرم قد نشرت ثلاثة كتب، أحدها في بيروت وواحد صدر عن دار آفاق عربية في بغداد، وآخر عن الدار الوطنية في بغداد أيضاً، ويومها كان المؤلف (إن كان عمله رائجاً) يعود عليه بربح مبالغ طيبة، وبالإضافة لكتاب آخر ترجمته عن الألمانية، وصرفت لي مكافأة مجزية، ومنذ تلك العهود الذهبية لم نعد نستفيد مادياً، بل الكسب هو معنوي فقط، أن ينشر كتابك وينتشر ويستفيد الناس .... فقط .
الفضل لمحنة المؤلفين هذه تعود إلى الأنترنيت، وقبل أيام رأيت بأم عيني حوالي عشرة كتب لي تباع في الانترنيت، ووجدت كتباً أخرى للتنزيل المجاني بصيغة (PDF) وأكثر من ذلك، فقد ترجمت إحدى كتبي للإنكليزية دون علمي، وكتبت رسالة مهذبة جداً للناشر أطلب منه أن يرسل نسخة واحدة بالثمن ...! ولكنه لم يفعل ذلك ..!
قبل أيام (نحن في مطلع ديسمبر/ كانون الأول / 2018) علمت أن شخصية عامة محترمة، مثقفة، يجمع ما ينشر لي من مقالات حتى تلك التي يجدها في الفيسبوك (أنشر عادة مقالة كل ثلاثة أيام)، وشاب آخر ابلغني أن يجمع كتبي ويقرأها بشغف، وشاب أخبرني أنه شاهد مقابلات لي في اليوتيب مرات عديدة، وآخر يخبرني بأنه يائس جداً، ولا يشعر ببصيص من أمل، إلا عندما يقرأ ما أكتب ... يا إلهي لقد أفرحني هذا جداً.... ومرة كنت أسير في شارع ببرلين، استوقفني شاب عربي وقال لي " هل أنت د. ضرغام الدباغ ؟ ". فلما أجبته بالإيجاب، قال لي جملة بالكاد تحملتها " قال لي أنت إنسان جيد (وامتدحني) ولكن الله يخليك لا تنهار أنت أيضا أمام المغريات أو التهديدات...! "، فأجبته " أقسم لك ولكل من يعرفني أني سأبقى عند حسن ظنكم بي حتى آخر لحظة من حياتي ".
واليوم ... 6/ ديسمبر ــ كانون الأول / 2018، أخبرني معهد يدرس اللغة الألمانية للطلبة العرب، أنهم يدرسون ثلاث قصائد للشاعر الألماني الكبير برتولد برشت ويقدمونني هكذا : " ثلاث قصائد للشاعر برتولد بريشت ترجمها للعربية د. ضرغام الدباغ هي" شقيقي كان طياراً " وقصيدة " جنرال، دبابتك عربة قوية " وقصيدة " أبني الصغير يسألني ". وفي الترجمة ومقاربتها هو مفيد جداً، والدكتور ضرغام الدباغ هو سياسي عراقي معروف، وعالم علوم السياسية ، وكان قد درس في ألمانيا " .
وهناك إشارة إلى بحث كنت قد كتبته ونشرته منذ سنوات على موقع ثقافي تونسي عن الشاعر والمسرحي الألماني برتولد بريشت، أعدكم بأني سأقدمها لكم يوماًعلى صفحات الفيسبوك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق