الجمعة، 1 مارس 2019

تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول تطورات الأوضاع في القطر السوداني الشقيق



تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول تطورات الأوضاع في القطر السوداني الشقيق




عراق العروبة
أ . د . أحمد شوتري





تعليقاً على إقدام السلطة السودانية على إعلان حالة الطوارئ، وتعليق الحصانات القانونية والنقابية، أدلى الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور أحمد شوتري بالتصريح الآتي :


مع دخول الانتفاضة الشعبية في السودان شهرها الثالث، أقدمت السلطة الحاكمة على اتخاذ جملة إجراءات من ضمن ما تعتبره خارطة طريق لحل الأزمة. هذه الإجراءات التي تمثلت بإعلان حالة الطوارئ وفرض منع التجول وتعيين أمنيين على رأس حكومات الولايات، لم تكن مفاجئة لكل الذين يتابعون الوضع في السودان عن كثب. فالنظام الذي كان يعمل لتمرير تعديل دستوري يمكن رئيسه تمديد ولايته التي طوت عقودها الثلاثة، أعاد إنتاج نفسه من خلال التغييرات التي أحدثها في هرمية السلطة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية. وبهذه التغييرات كشف النظام عن طبيعة الدولة وهي دولة أمنية بامتياز تعاملت أجهزتها مع الحراك الشعبي بالقمع وعدم الاستجابة للمطالب الشعبية المحقة والمشروعة، بحيث لم تكن طبيعتها لتسمح لها بالتعامل مع الجماهير المنتفضة باعتماد آليات الحل السياسي الذي يوفر شبكة أمان وطني للسودان كدولة، وشبكة أمان اقتصادية واجتماعية ومعيشية للشرائح الأوسع من الشعب التي تعاني فقراً مدقعاً وانعداماً لكل مقومات الأمن الحياتي .

إن النزول إلى الشارع رغم قرارات السلطة بمنع التجول، وضع طرفي الصراع أمام اختبار صراعات الإرادات. إرادة الجماهير المنتفضة في مواجهة إرادة سلطة الدولة الأمنية،التي ظنت أنها بما أقدمت عليه يمكنها شق صفوف المعارضة السياسية من جهة،وإن زيادة قمعها سيدفع الحراك إلى الإنزلاق نحو العسكرة من جهة أخرى.فإذ بها تواجه بإصرار من قوى الحراك على سلميته والتمسك بمضمون المشروع السياسي الذي شكل الارضية المشتركة للقوى الوطنية التي تريد الانتقال بالسودان من نظام الدولة الأمنية إلى نظام الدولة المدنية،دولة المواطنة والمساواة في الحقوق والواجباتوالحريات العامة .

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تدين أساليب القمع التي أودت بحياة العشرات واعتقال المئات من المناضلين ومنهم قادة الحركة الوطنية والنقابية والمهنية وفي طليعتهم مناضلو حزب البعث العربي الاشتراكي الذين يتصدر صفوفهم الرفيق المناضل علي الريح السنهوري، الأمين العام المساعد للحزب أمين سر قيادة قطر السودان، ترى بأن التغييرات السلطوية الأخيرة لن تزيد الحركة الشعبية وقواها الوطنية إلا صلابة وتصميماً على استمرار نضالها حتى إسقاط المنظومة الحاكمة التي كانت تحكم بالواسطة وإذ بها تتقدم للحكم مباشرة .

ولهذا فإن إسقاط الدولة الأمنية في السودان، هو رسالة توجه لكل النظم الذي تديرها الدولة الأمنية،ورسالة أيضاً لإسقاط منطق التأبيد في السلطة وكأن الشعوب في الوطن العربي باتت تفتقر لقادة وطنيين قادرين على قيادة البلاد إلى بر الأمان السياسي الوطني والاجتماعي .

كل التأييد لانتفاضة جماهير السودان لأنها أعادت الاعتبار للحراك الشعبي العربي الذي انطلق للتغيير بآليات النضال الديموقراطي لإقامة الدولة المدنية وتحقيق تداول السلطة وديمقراطية الحياة السياسية .

تحية لمناضلي الحزب الذين يتصدرون الصفوف الأمامية في قيادة الانتفاضة .

الحرية للمناضلين المعتقلين من كل الطيف السياسي والنقابي، وعلى رأسهم مناضلو الحزب وأمين سره الرفيق المناضل علي الريح السنهوري ولتتحرك القوى الحية في هذه الأمة لتقديم الإسناد المعنوي والسياسي للجماهير التي انتفضت في السودان والتي تلاقي في حراكها جماهير الجزائر ضد التأبيد السلطوي .




الناطق الرسمي باسم القيادة القومية 

لحزب البعث العربي الاشتراكي 
د. أحمد شوتري 
في 28/2/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق