الثلاثاء، 16 يوليو 2019

أصداف : نحو عملة رقمية عربية


أصداف : نحو عملة رقمية عربية


عراق العروبة
وليد الزبيدي



قد يعترض الكثيرون على فكرة إنشاء عملة عربية إلكترونية، لكن دراسة المقترح من قبل المختصين في الميدان الاقتصادي والتقني قد تشجع على التوسع بهذه الفكرة وربما تفتح نافذة جادة للعمل على ذلك، وفي حال نضجت الفكرة وحقق المشروع أهدافه الاقتصادية، قد يفتح نوافذ أخرى لا تقل أهمية عن الجانب المالي .

الفشل في ميدان يشجع على البحث عن ميادين وقنوات أخرى لتحقيق هدف منشود، أقصد الفشل الذي لحق بالعرب خلال ما يقرب من قرن، وعدم قدرتهم على لملمة أشلاء الأمة رغم ظهور مشاريع وأفكار عديدة وصلت جميعها إلى طريق مغلق، وعدم وجود بارقة أمل سياسي على هذا الصعيد يدفع بكل الحريصين على حاضر ومستقبل الأجيال للبحث عن منافذ وقنوات أخرى قد تحقق الهدف أو تقترب منه على أقل تقدير، وأعتقد أن المشاريع الاقتصادية أكثر واقعية من الأفكار والمشاريع السياسية.

لقد فشلت جميع الجهود السياسية لتوحيد أوروبا، لكن وحدة العملة، حققت تقدما كبيرا في ميدان الوحدة الأوروبية، حيث بدأ أول الجهود للوصول إلى هذا الهدف منذ العام 1951 عندما تأسس أول تجمع أوروبي ضم ست دول أوروبية هي: فرنسا وألمانيا ولوكسمبورج وبلجيكا وهولندا وإيطاليا، وسعت المجموعة لتشكيل نواة الوحدة الأوروبية وبدأت مجموعة للفحم والصلب، حتى شهدت تسعينيات القرن العشرين انطلاق الاتحاد الأوروبي وعملته الموحدة اليورو. بمعنى أن المشروع الاقتصادي كان المسار الأفضل لهذه الوحدة.

يشجع ظهور العملات الإلكترونية الخيال السياسي العربي على طرق مثل هذا الباب عسى أن يفتح نافذة للتعاون الحقيقي، والتفكير بعملة إلكترونية عربية والبحث في هذا المشروع وتطويره، خصوصا أن مقومات مثل هذه العملة متوفرة في بلداننا، فهناك ثروات طائلة، ومؤسسات مصرفية عريقة ولديها خبرات مالية واسعة، كما أن لدينا آلاف المبرمجين المتخصصين في ميدان التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى الخبرات المصرفية التي يزخر بها الوطن العربي، أي أن البنية التحية لهذا المشروع جاهزة ومتكاملة ولسنا بحاجة لأي مساعدات خارجية.
إن العالم يتجه بقوة إلى عالم العملات الرقمية التي يرى الخبراء أنها العمود الفقري للاقتصاد العالمي في المستقبل القريب، وبعد أن حققت عملة البتكوين الرقمية سمعة عالمية رغم تراجع قيمتها في السوق، فقد ظهر مشروع عملاق جديد متمثلا في عملة ليبرا التي أعلنت عنها شركة فيس بوك مع عدد آخر من الشركات العملاقة، وفي الواقع قد تكون فيس بوك ورئيسها مارك زوكيربرج بعيدين عن سوق المال، لكن هذا لا يمنع من الخوض في غمار العملات الرقمية طالما البنية التحتية متوافرة بقوة والمتمثلة برأس المال وخبراء التقنيات والحاجة أصبحت ماسة لهذه العملات .

عسى أن نجد دولنا العربية وقد أعلنت عن عملة رقمية كما سارت الصين على هذا المسار، وربما يكون ذلك أفضل الطرق لقوتنا وتقاربنا الحقيقي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق