أخر الأخبار

.

تقليداً لسياسات تل ابيب

تقليداً لسياسات تل ابيب

مواطنو بابل يستهجنون عزلهم عن الانبار بالخنادق


عراق العروبة

العباسية نيوز 


على غرار سياسة اقامة الجدران العازلة بين الكيان الصهيوني والاراضي الفلسطينية التي تنفذها الحكومات الاسرائيلية، من اجل تمزيق جغرافية فلسطين التاريخية وقطع كل الاواصر والعلاقات بين ابناء الشعب الواحد على غرار هذه السياسة العنصرية بدأت الجهات المسؤولة في عدد من المحافظات العراقية بحفر الخنادق وتشييد الجدران الكونكريتية بدعوى القضاء على العمليات المسلحة ومنع تسلل المسلحين إلى المناطق الاكثر امناً وهدوءاً.

البداية كانت من بغداد واعتباراً من عام 2004 اي بعد عام واحد على الاحتلال الامريكي حيث تحولت العاصمة إلى غابة من الاسفلت من خلال زرعها بالحواجز الكونكريتية العملاقة التي تفصل الاحياء البغدادية بعضها عن البعض الآخر وتشويه جمالية المدينة وطمس معالمها الاصيلة.. وهكذا لم تعد بغداد هي المدينة المترامية الاطراف المفتوحة على كل الفضاءات ودون موانع مهما كانت متواضعة أو بسيطة..

والان جاء دور المحافظات الاخرى لتطبيق النموذج الشيعي في التقسيم والعزل السكاني الذي طبق في بغداد ومرة أخرى بدعوى وضع حد للعمليات المسلحة المتنقلة بين المحافظات المجاورة حيث بادر محافظة كركوك إلى حفر الخندق إلا أن محافظة كركوك ما تزال تشهد تصاعداً في التفجيرات والعمليات المسلحة وفشل في حماية اي جزء من اجزاء كركوك..

وبدوره قرر مجلس محافظة بابل حفر خندق يعزل المناطق الواقعة شمالي المحافظة عن عامرية الفلوجة التابعة لمحافظة الانبار وبنفس الحجج السابقة أي حماية مدن بابل من هجمات المسلحين القادمين من المحافظة المجاورة.. 

ويرى باحثون اجتماعيون، أن أخطر ما في هذه السياسة الانفصالية هو وضع حدود نفسية صارمة تعزل بين ابناء البلد الواحد وتخلق بينهم مشاعر سلبية من التوجس والشك والريبة والخوف المتبادل فالعراقيون لم يعرفوا عبر تاريخهم الطويل سوى العيش المشترك والتنقل الامن بين مختلف المدن لانهم جميعاً ينتمون إلى العراق الواحد وطن المحبة والاخوة والتسامح..

وبعيداً عن الاجراءات السلطوية التي ترمي إلى تمزيق وحدة العراق أرضاً وشعباً فان للمواطنين رايهم الواضح الذي يتمثل في رفض واستهجان هذه الخطوات الانفصالية التي تعمق التباعد بين الاخوة والاشقاء في كل ارجاء الوطن.. يقول فيصل الجبوري من سكنة مدينة الحلة: استغرب قرار مجلس محافظة بابل بحفر خندق يفصل المحافظة عن الانبار لانه بذلك يساهم في تحويل المحافظة إلى جزيرة منعزلة ومنغلقة عن المناطق القريبة منها والتابعة لمحافظة الانبار.

اما الحاج ابراهيم النفاخ ويعمل تاجر اقمشة في الحلة وله العديد من المحلات المنتشرة في المدينة فانه يرفض بدوره عزل محافظة بابل عن محافظة الانبار مؤكداً أن الاواصر والعلاقات بين المحافظتين المتجاورتين عريقة من خلال التعامل والتبادل التجاري وهناك تكامل في تبادل المنتجات التي تشتهر به المحافظتان.

واكد الحاج ابراهيم النفاخ ان الخندق العازل المزمع انشاءه سيلحق اضراراً فادحة بالحركة التجارية بين المحافظتين وسيؤثر بشكل سلبي على قطاع واسع من العاملين في القطاع الخاص..

وفي الختام دعا إلى اعادة النظر في حفر الخندق واللجوء إلى اجراءات اخرى لا تتسبب في الحاق الضرر الكبير بابناء المحافظتين..

وبالمحصلة هناك رفض شعبي وجماهيري شامل لسياسة حفر الخنادق واقامة الحواجز الكونكريتية للفصل بين المحافظات لأثارهما السلبية المدمرة على وحدة العراق سكانياً وجغرافياً وبما يخدم مصالح الحكومة وتوجهات تقسيم العراق وتدمير نسيجه الاجتماعي التاريخي .

0 التعليقات: