أخر الأخبار

.

الخطأ في الكبِر لا عذر له





الخطأ في الكبِر لا عذر له 


عراق العروبة 
د. عماد الدين الجبوري 



في مقال موسوم: "أغرب ما يطرحه بعثيوا السعودية" بقلم د. موسى الحسيني، المنشورة في موقع "العراق خط أحمر" بتاريخ 28-5-2016. أستغربت من المفردات والتعبيرات الركيكة من ناحية، والنابعة من منطلقات شعورية ذاتية لا وزن للعقل فيها من ناحية أخرى. والعنوان الرئيس الذي يجهل فيه نحوياً بين الفعل والأسم لجمع المذكر السالم، تعني إن صاحب المقالة الدكتور مستواه إبتدائي. 

عندما إنتحر أرنست همنغواي، كان بسبب إدمانه على شرب الخمر، حيث أثرت على مقدرته الفكرية والكتابية، فوضع حداً لحياته. ويبدوا أن موسى الحسيني الذي أعرفه منذ سنين طويلة، قد أثرت فيه معاقرة الخمرة حتى وصل لهذيان الكتابة. وإلا ما وضع سطوره الكتابية بلغة فآجأتني كثيراً، كأنها ليست لكاتب كانت له منزلة في التحليل العقلي والإستدلال المنطقي، سيما في الفكر السياسي القومي. لا أدري ما الدافع أو الخفايا التي جعلت من موسى الحسيني أن يهبط إلى هذا المستوى الرذيل، سوى إنه يرتكب التناقضات التي تقلل من قيمة أفكاره، وتبعد عنه قرآئه، بل وتكشف زيفه أكثر.

فالهجوم على المجاهد عزة الدوري، أو حزب البعث العربي الإشتراكي، سبقتها مواقفه الذي يقر فيها بدور وأهمية البعث في النضال العربي . 

يحق للحسيني أن يرمي سهامة نقده إذا كانت موزونة ومدروسة، حيث نستفاد منها ونتعلم؛ أما أن يطلق العنان على هواه، ويرمي الآخرين بألفاظ كيفما يشاء، فذلك ليس من حقه، والرد عليه واجب أخلاقي وأدبي. وتمنيت أن يكون الرد وفق حجج عقلية ومنطقية، لكن مقالته خالية من هكذا شكل رصين. لذا أرد عليه من المفهوم الذي هو كتبه، فأقول: أن لا عب كرة القدم العالمي المعروف بأسم بيليه والذي يلقبونه: "الجوهرة السوداء"؛ جراء ما وصل إليه من علوٍ راقٍ في هذه اللعبة الرياضية التي رفع فيها بلاده البرازيل، وضاعفت له المعجبين بالملايين حول العالم، فهل يحق لنا أن نعيب عليه كونه كان "صباغ أحذية" في طفولته؟ متى كان العمل الشريف مأخذاً لكي نعيب عليه أصحابه؟ وماذا نقول عن وزراء ومعممين المنطقة الخضراء الذين أنت كتبت عنهم بأشد الكلمات، كونهم فاسدين ومفسدين، لصوص وحرامية، قتلة ومجرمون طائفيون. 

إن هجوم الحسيني على العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والمجاهد عزة الدوري بالقدر الذي فيه تخبط واضح، حيث يدغم المفردات ويطلق التهم من أجل صالح النظام الإيراني. فهل صدرت لنا السعودية فِرق الموت في بداية الإحتلال الأمريكي، ثم بثت المجاميع الطائفية المسلحة التي فتكت وما زالت تفتك بالنسيج الإجتماعي العراقي .

أليس أنت مَنْ قُلت: إن السيطرات العسكرية التي تطلب من العبور سب آل البيت، هم إيرانيون، وأن أهل السُّنة لا يشتمون آل البيت، لكنها الفتنة الطائفية. فكيف أصبحت الآن إيران دولة حميمة ، توجب عليك الدفاع عنها ، وعن مشروعها الذي بدأت القوى العربية مجابهته ؟ أين فكرك القومي الذي أمضيت عمرك بالفناء فيه؟ أهكذا تنهيه بالإصطفاف مع الصفويين الذين تعرفهم حق المعرفة، أنهم يكرهون ويمقتون العرب والعروبة. وبعد رحلة العمر الطويلة، وسنوات الغربة الأليمة، أن تقف بجانب الأعداء، فالخطأ في الكِبر لا عذر له.





0 التعليقات: