أخر الأخبار

.

الحشد الفارسي المجوسي في الفلوجة



الحشد الفارسي المجوسي في الفلوجة


عراق العروبة 
الدكتور غالب الفريجات




ما يدور على أرض الفلوجة يشكل جريمة العصر الذي يفقد فيه كل القيم الإنسانية منذ إغتصاب فلسطين على أيدي الصهاينة، فكانت عملية إغتصاب شعب على مرأى ومسمع الإنسانية المتوحشة التي تبيح القتل والتشريد بالجملة، منذ أن إمتهن الإنسان القتل مع بداية الخلق، فأباح لنفسه قتل أخيه الإنسان من أجل تحقيق مصالحه وإرضاء لذاته وأنانيته .

جريمة ما يجري اليوم على أرض الفلوجة تحت ذريعة محاربة داعش عملية قتل ممنهجة من فريق الاجرام الدولي الامبريالي الصهيوني الفارسي المجوسي، كل يريد أن يأخذ ثأره من الفلوجة، لإنها رمز الصمود والمواجهة، فهي من مرّ غ أنف الامريكان في الوحل مع الاحتلال، وهي من يمثل العراق الذي تعيش الهلوسات اليهودية في الذهنية الصهيونية للإنتقام منه، منذ نبوخذ نصر وحتى صدام حسين، وهو من يمثل عراق القادسيتين اللتين كانتا عنوان عروبة مؤمنة في وجه فارسية رخيصة حاقدة .

نفهم أن الامبريالية والصهيونية عدوتا الإنسان في كل زمان ومكان، فماذ يفسر لنا عملاء المجوس وملاليهم الذي يتخندقون معهم في خندق ما يسمى الممانعة والمقاومة في تدمير سوريا العروبة ؟، والتحالف الفارسي المجوسي مع الامبريالية والصهيونية تحت يافطة محاربة داعش، وهل ما يسمى بالحشد الشعبي و قوات قاسم سليماني بعيدتا عن ذهنية داعش وسلوكيتها الطائفية ؟، فما الفرق بين طائفية الملالي وطائفية داعش، فكلاهما يقتل الإنسان على الهوية، وكلاهما لا يقيمان وزناً لقيم إنسانية ؟.

جريمة الفلوجة أن لكل هؤلاء ثأر عندها، ولها الفخر أن يكون لها هذا التاريخ، فهو تاريخ البطولة، وليس بتاريخ العمالة والخيانة، كما هؤلاء الذين يتستابقون تحت مسمى الحشد الشعبي الطائفي، وتفخر الفلوجة أنها تحمل لواء المقاومة، فالاصلاح لن يتحقق إلا بماقاومة، ومكافحة الفساد على أرض العراق لن تتم إلا بالمقاومة، وهل هناك فساد أكبر من عملية احتلال وطن على أيدي عملاء نهبوا الثروة، وسرقوا السلطة، فتحول العراق من حال إلى حال ؟ .

الفلوجة تذبح من الوريد إلى الوريد، وهاهو عالم الخسة والنذالة يصمت كصمت الاموات في القبور، وهاهي دول تتدثر بالعروبة، وأخرى بالاسلام لا تحرك ساكناً، فلا العروبة حركت فيهم مشاعرهم الميتة، ولا الاسلام دق على رؤوسهم المتعفنة، فخانت هذه الدول عروبتها واسلامها، فماذا بقي لها من الوجود بعد أن تجردت من هويتها، وإنسلخت عن تاريخها ؟، فلا هوية ولا تاريخ ولا وجود، حجارة شطرنج تحركها مصالح أعدائها لتقضي على كل معاني الوجود والحياة فيها، نامت حتى عن الحياة، وتكلست عن الحركة، فلم تعد تسمع لها صوت ولا حركة، فغطت في نوم أبدي، تنتظر ساعة الرحيل إلى مثواها الأخير .

لله درك أيها الفلوجة، يا مدينة المساجد والبساتين، فأنت مدينة الإيمان ومدينة الحياة، ولأنك هكذا فأنت مدينة الاسود والابطال، ومن لها تاريخ بنصاعة تاريخك فإنها تعي تماماً أن التاريخ يقاتل مع أهله وأصحابه، وكل هؤلاء الذين احتشدوا اليوم للقضاء عليك بلا تاريخ، وهم بلا هوية، فالثبات الثبات في وجه كل هؤلاء شياطين الارض وأعداء الله، وما النصر إلا من عند الله، والله ناصر لعباده الذين هم في خندق الدفاع عن الحق والخير والجمال الذي يفتقده كل هذا الرهط الشيطاني الذي يحتشد اليوم في مواجهتك .

الفلوجة ستسطر بطولات خارقة، وستقدم للعالم دروساً في التضحية والفداء، وهي لن تقبل أن يمر هؤلاء الاوغاد على أجساد شجعانها، لأنها على يقين إما النصر أو الشهادة، وكلاهما ديدن كل مناضل يذود عن وطنه ويعمل على حماية عرضه،وهو على يقين من مات دون أرضه أو عرضه أو ماله فهو شهيد، فهنيئاً لمن يطلب الشهادة وينالها، وهنيئاً لمن يسطر تاريخه بأحرف من نور، وهل هناك أجمل من المقاومة في وجه من خارت في جسده وضاعت روحه عن الحديث عن المقاومة؟.

الفلوجة لن تهزم، وهي لن تنكسر أمام أعدائها، وهي تقاتل بكل بسالة، وإن إنحنت فهي لن تركع، لأنها على يقين أن لها جولات وصولات مع كل هؤلاء الذين دفعت بهم الخسة والنذالة أن ينالوا من صمودها .

حيّا الله الفلوجة بصمودها، وببطولة أبنائها، وبمآذنها، وببساتينها، وبكل قيم الأرض وتعاليم السماء.





0 التعليقات: