أخر الأخبار

.

بابل ليست عنوان حضارة فحسب بل عنوان تحدي




بابل ليست عنوان حضارة فحسب بل عنوان تحدي



عراق العروبة
الدكتور غالب الفريجات


بابل حضارة غرست عمقها في التاريخ، وحددت موقعها في أكثر من جانب، فهي حضارة حمورابي أبو القانون، والحدائق المعلقة، وهي حضارة تحدي في الصراع العربي الصهيوني منذ القدم، فقد إنتصر فيها نبوخذنصر على اليهود في فلسطين، وكان السبي البابلي الذي كشف علاقة الفرس باليهود منذ أن أقدم كورش الفارسي، وخلّص اليهود من السبي وأعادهم إلى فلسطين، كان ذلك الحبل السري في العلاقة الفارسية اليهودية، والذي استمر حتى يومنا هذا في زمن ملالي الفرس المجوس، الذين أفتى الخميني بأحقيته باستيراد السلاح من الكيان الصهيوني للعدوان على العراق لثماني سنوات، وهو يدعي الاسلام .

بابل اشعاع حضارة وردت في القرآن الكريم دستور المسلمين الذين يدعي الملالي بأنهم مسلمون، ومع ذلك يريدون طمس اسمها لارضاء أصدقائهم اليهود، فاليهود لا زال السبي البابلي يؤرقهم، وجزء من حقدهم على العراق حتى يومنا هذا بسبب السبي من جهة، ولأنهم على يقين أن دمار مملكتهم التي بشر بها القرآن لن يكون إلا من الشرق، كما هو تحرير فلسطين من الغزاة أياً كان لونهم ودينهم وعرقهم لن يكون إلا من الشرق، فهذا هو صلاح الدين من العراق الذي أنهى الوجود الصليبي في فلسطين، وهاهي صواريخ صدام حسين جاءت من العراق، وأنهت اسطورة الاستراتيجية الصهيونية القائمة على نقل المعركة خارج حدود فلسطين المحتلة، وما زال الزمن ممتداً من نبوخذ نصر حتى صدام حسين مروراً بصلاح الدين... الخ .

لن يفرح الصهاينة كثيراً في الغاء اسم بابل، فمازالت بابل شامخة كشموخ حضارتها، ولن يتمكن الملالي من تقديم آيات الفرح لليهود في الغاء اسم بابل، فبابل ليست اسماً سهلاً، بابل غيّرت عقلية اليهود من أتباع دين رباني إلى أتباع هلوسات حاقدة على الله وخلقه وعباده، فمن كتب لهم كتابهم كان هذا النفر الحاقد في بابل، فحقدوا على الشجر والحجر والإنسان والحيون،فعبثوا فيما جاءت به تعاليم سيدنا موسى عليه السلام .

يظن ملالي الفرس واهمين وخائبين إن في مقدورهم الغاء هذا السجل الحافل لحضارة بابل ودورها، وخاصة علاقتها بالصراع مع اليهود أحبابهم وأصدقائهم، ومن أجل ذلك يقومون بالغاء اسم محافظة بابل باسم مدينة الحسن أو الحسين، يظنون أنهم بذلك سيمررون هذا الاسم على أتباعهم من الطائفة الشيعية، والتي يتوهمون أنها بدون وعي عربي بالكامل، متكئين على من هواه فارسي من هذه الطائفة الكريمة، فهذه الطائفة تمتلئ جنباتها بالعروبة، ومشبعة نفوسها بالتاريخ، وهي ليست منزوعة من عراقيتها ولا من عروبتها، فأنّا لهم ذلك، والعراق بجناحيه يستطيع هزيمة الفرس، وقد صنع العديد من الهزائم لهؤلاء المجوس الحاقدين، وكان آخرها معارك شرق البصرة على قوات الخميني، الذي ظن واهماً أنه يستطيع أن يلحق العراق بحضارة فارس المندثرة .

يقولون التاريخ يقاتل مع أبنائه، فهذه بابل، وهذا العراق لهما تاريخ مجيد قبل الاسلام بابي الأنبياء سيدنا ابراهيم، وبحضارة بابل، وما بين النهرين، وبعد الاسلام بالفتوحات العربية لكل بلاد فارس، فكان جند العراق وأبناؤه طليعة الجيش العربي الاسلامي القادم من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التاريخ يؤكد على هزيمة الفرس على أرض العراق لخمس مرات فيما بين القادسيتين، فهل يعي هؤلاء الحاقدين على العروبة والاسلام أن في مقدورهم بالهلوسات الدينية التي ابتدعوها على غرار هلوسات بني صهيون أن يهزموا تاريخ العراق ويمسحوا تاريخ بابل .

لم يتمكن الملالي مواجهة العراق، ولن تكون لهم الغلبة في مثل هذه الايام لولا أن أسيادهم في واشنطن وتل ابيب قد سلموهم العراق لقمة سائغة بعد غزوه واحتلاله، ولكن هيهات هيهات أن يطول زمن هؤلاء على أرض العراق، وأن يتمكنوا من طمس حضاراته، ويلغوا تاريخه،فالعراقيون مروا بأصعب وأقسى مما هم فيه اليوم، فنهض العراق بأبنائه وأعاد تاريخه ومجده، وصنع دوره في كل المواجهات، سواء أكانت في معارك المواجهة في فلسطين وسيناء والجولان، أو في معارك المواجهة مع ملالي الخميني وأتباعه، التي تجرع فيها الخميني كأس سم الهزيمة، فلينتظر الملالي لتجرع كأس سم الهزيمة مرة أخرى، فمهما طال الزمن فمصيرهم الخزي والعار على أيدي العراق والعراقيين، وليس الزمن ببعيد عندما ينهض العراق بجناحيه .




0 التعليقات: