أخر الأخبار

.

الرئيس الراحل صدام حسين .. ولعبة البوكيمون



الرئيس الراحل صدام حسين .. ولعبة البوكيمون




عراق العروبة
 أنور الحمداني



اتذكر جيداً في الربع الاول من عام 2001 ، عندما كان التلفزيون العراقي يعرض الجزء الاول من كارتون مغامرات البوكيمون ، تم ايقاف بث بقية حلقات هذا المسلسل الكارتوني ، لتدور حوله الكثير من الشائعات والروايات في الشارع العراقي ومنها ان هذا الكارتون يحمل اساءة دينية ومعناه ((وحش الجيب - أنا يهودي ))  وان امر ايقاف بثه جاء من الجهات العليا للدولة .

 وفي احد الايام وفي اثناء استضافتي لوزير التربية الراحل فهد سالم الشكرة (( رحمه الله ))  ضمن البرنامج التلفزيوني (( حوار صريح ))  في قناة  العراق الفضائية عن الواقع التربوي في العراق بظل الحصار الجائر وعرقلة تنفيذ مذكرة التفاهم مع الامم المتحدة ، وبعد جلسة ضمت رئيس مجلس ادارة القناة  القامة الاعلامية الكبيرة الاستاذ الدكتور وليد الحديثي  (( حفظه الله واعزه )) وهو من الاصدقاء الشخصيين للوزير الشكرة وخاصة في سنوات العمل في اتحاد طلبة العراق العريق  ، سأل الدكتور الحديثي الوزير الشكرة عن صحة مايدار حول كارتون البيكمون .

 فتحدث الوزير بمعلومات مثيرة قد يكون اطلاعكم عليها للمرة الاولى ، قال الدكتور فهد الشكرة (( رحمه الله )) ، نعم مايدار حول ايقاف بث المسلسل الكارتوني البوكيمون صحيح مائة بالمائة ، فقد رفُعت  تقارير من جهات دينية الى ديوان الرئاسة ومن خلال وزارة الاوقاف والشؤون الدينية  تتهم معدي هذا الكارتون بالاساءة للدين الاسلامي وانه يحمل اسماء ورموز معينة تهدف لذلك ، وطالبت هذه الجهات  الرئيس صدام حسين بالتدخل لايقاف بثه نهائياً ،

 لكن الرئيس صدام امر بالايقاف المؤقت لعرض المسلسل الكارتوني ، وبتشكيل لجنة مختصة من تربويين ورجال دين شيعة وسنة  وبرئاسة وزير الاوقاف والشؤون الدينية  الاستاذ عبد المنعم احمد صالح ووزير التربية المرحوم فهد الشكرة ، وان يقدم تقرير اللجنة المختصة الى مجلس الوزراء  مباشرة ، ونحن بأنتظار النتائج  ، مع ان الوزير الشكرة الذي اكمل جانباً كبيراً من دراسته في الولايات المتحدة الامريكية كان يشكك بما ورد من تقارير واراء حول البيكمون  ومعانية المسيئة ، متحدثاً عن امثلة كثيرة مرت عليه في حياته تخص تفسيرات خاطئة حول افلام او لعب بعينها ولم تكن دقيقة .

 بعد شهر ونصف مرت ، عدنا للقاء جديد مع الدكتور فهد الشكرة (( رحمه الله )) ، واعيد معه نفس السؤال عن البيكمون ، ولكن رده هذه المرة كان تأكيداً لرأيه السابق فقد قال لنا ، الكارتون بريء مما اتهم به ، واسم ( البوكيمون ) عند ترجمته لايحمل اية اساءة للاسلام والمسلمين ولايعني  (( انا يهودي )) ، ومضمونه ليس فيه اية ابعاد تربوية خطيرة ، والتقرير النهائي حوله تمت مناقشته في مجلس الوزراء ، وامر الرئيس صدام بحفظ الامر ، واعادة بث كارتون البوكيمون مرة اخرى .

واليوم يعود البيكمون على شكل لعبة  بأسم (( البوكيمون غو )) يقال انها تنتهك الخصوصية وقد تستخدم لاغراض تجسسية ، وهنا نحن بأنتظار ان يشكل  الرئيس فؤاد معصوم لجنة مختصة لدراسة ابعاد البيكمون عراقياً خاصة مع وصول استخدام اللعبة  للعراق ، ولكن على الرئيس معصوم ان لاينسى ان العراق عام 2001 لم يكن يجرؤ جاسوس ان يشم الهواء في ارضه وسمائه ، فيما اليوم جواسيس الانس والجان تصول وتجول في العراق واخرهم البوكيمون .



0 التعليقات: