أخر الأخبار

.

هي حرب تحطيم وترويض المجتمعات السنية!



هي حرب تحطيم وترويض المجتمعات السنية ! 



عراق العروبة
طلعت رميح



هي حرب تحطيم المنظومة القيمية كاملة للكتل والتجمعات السنية، وهي حرب تعتمد استراتيجية طرد للسكان من أرضهم .

وهي حرب تجري بطرق وأساليب إجرامية لإكراه تلك الكتل السكانية على اكتساب منظومات قيمية جديدة، تجعل الإنسان السني في موضع الانكسار والخوف والانكفاء على النفس والبحث عن مجرد الحصول على بعض من المياه أو التطلع للحياة في خيمة بدلا من العيش في العراء، فلا يكون مالكا ولا قادرا على امتلاك الأرض أو الحفاظ عليها، بل هي حرب تستهدف إفقاد الإنسان السني – كإنسان - مجرد الشعور بالانتماء للأرض والمنظومة القيمية التي نشأ عليها، وهم يجبرونه على أن يتعود على ترك الأرض خوفا والترحال تحت لهيب نيران القتل بالحرب وتحت شعور الإذلال بالتعذيب الوحشي .

وهي حرب تغيير البيئة الاجتماعية، الاجتماعية المستقرة – السابقة - للكتل السكانية السنية، عبر تغيير نمط حياتها بفعل حياة اللجوء والتشرد في خيام، لإكساب الإنسان السني عادات ومنظومات جديدة تحت ضغط القهر والقتل، وهي حرب لإرجاع الإنسان – السني- خطوات للوراء في حياته المجتمعية والإنسانية، إذ تستهدف صناعة جيل أو أجيال من غير المتعلمين ليسود الجهل ويعم – فالآن يصل عدد اللاجئين في سوريا والعراق إلى نحو 20 مليون - وهي حرب إفقاد تلك الكتل مجمل القدرات الاقتصادية ولمنعهم من المشاركة في الحياه الاقتصادية للمجتمعات (في سوريا والعراق خصوصا)، وفى بنية أجهزة الدولة بكل مؤسساتها .

وهي حرب إذلال للرجال أمام النساء والأطفال، حيث يجري فرزهم وإذلال رجولتهم أمام زوجاتهم وأبنائهم، وفي بعض الأحيان يجري ذبحهم لإشاعة الخوف وتعميق حالة الترويض لدى النساء والأطفال – باعتبار الرجال حماتهم - والأمر يجري تعظيم نتائجه عبر انتهاك الحرمات أمام الأزواج والأبناء والآباء، لينزعوا صفة قدرة الرجل على توفير الحماية لأسرته، وهي حرب تجعل النجاة بالنفس من الموت والقتل أمنية الإنسان، وهكذا فإن البعد الاجتماعي للحرب هو أهم الأهداف وأبرز المقومات فيما يجري .

وهو ما يتطلب وجود خطه مختلفة – مضادة - لمنع تحقيق أهداف هذا النمط من الحرب .

لقد صارت أبعاد الحروب الجارية واضحه سياسيا وعسكريا وعلى صعيد تحالفات قوى العدوان وتشابك مصالحها، إلا أن البعد الاجتماعي لا يزال يشهد تعاملا من بوابات الإنقاذ والإغاثة، دون خطة مضادة تتناسب مع طبيعة الحرب التي هي حرب على المجتمعات لا على القوى والجماعات السياسية أو العسكرية .

هي حروب تستهدف تغيير البنية العقلية والنفسية للسني العربي، وتستهدف استبداله بنمط آخر، غير ذاك المقاوم والمواجه للاحتلالين الأمريكي والإيراني، في كل قيمه ومكامن نفسه ومعالم قوته ونشاطه الاقتصادي وعلى صعيد تمسكه بأرضه وحمايته لأسرته والدفاع عنها .

لقد جرى البحث طويلا وكثيرا عن الأهداف السياسية والعسكرية للحروب الأمريكية الإيرانية الجارية في مختلف الدول العربية، غير أن الطابع الحقيقي للحرب - وهو واحد ومشترك في جميع الحالات – جميعها .

إنها حروب تفكيك وترويض المجتمعات السنية، وإن شئنا الدقة هي حروب تحطيمها ككتل سكانية، وإنهاء لكل منظوماتها الشاملة سواء على صعيد توزعها الجغرافي أو منظوماتها القيمية أو الاقتصادية والاجتماعية، لوقف عملية إعادة انتاج حالة التمسك بالمنظومة القيمية المستقلة، أو لعدم انتاج حالة المقاومة وإفقاد مقومات جريانها مجددا، عبر انهاء وجود كتل سكانية ذات خصوصية عقائدية وثقافية وانسانية ومجتمعية .

الهيئة نت 



0 التعليقات: