أخر الأخبار

.

ماذا يحدث في الفلوجة؟


ماذا يحدث في الفلوجة؟



عراق العروبة 
خالد عبدالله الزيارة



تحدثت في مقال سابق بعنوان "لماذا حمص عن ألف مدينة"، عن مدينة حمص فذكرت "هل تعلمون أن حمص تحوي ثاني أكبر مقبرة في الإسلام بعد البقيع في المدينة المنورة، وهي مقبرة الكتيب ؟؟ وهل تعلمون أن حمص مدفون بأرضها الطاهرة 400 صحابي من صحابة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ، ولهذا يكن لها النظام كل ذلك الحقد والكراهية ".

ضمن مناقشتي مع صديقي العراقي الدكتورعادل المفرح طلب مني تخصيص مقالتي اليوم للحديث عن مدينة الفلوجة الصامدة، بعد أن أصبحت قضيتها مثار اهتمام العالم أجمع والمجتمعات الدولية والأمم المتحدة والدول العربية فكلهم مسئولون عن كل ما حدث ويحدث فيها من انتهاكات حقوق الإنسان ، واذا كان هذا العالم أصلا بالفعل يبحث عن السلام والأمان لدول العالم فأين هم عن حل أزمة سوريا ؟ وأين هم عن حل أزمة العراق؟ .

ومن هنا ومن نفس الموقع أتساءل أيضا لماذا الفلوجة ؟ يقول صديقي : الفلوجة عاصمة مثلث أهل السنة في العراق، بها أعلى نسبة محجبات في العراق كله ، وبها أكبر عدد من حفظة القرآن في العراق كله ، بها أكبر نسبة متعلمين من أساتذة الجامعات، لان بها أقل نسبة اعتداءات جنسية أو حوادث اغتصاب أو ممارسة الفاحشة ، وأغلب علماء وقادة الجيش العراقي السابق من الفلوجة ، بها أكبر عدد من المساجد في كل العراق ، بها أكبر عدد من المدارس والمعاهد الدينية ، بها أكبر عدد من محفظي القرآن الكريم .

الفلوجة معقل أهل السنة تاريخياً وتاريخها يتعدى 3000 سنة ، وهذا مبرر حلقة الشر لما تتعرض له من حرب إبادة لأهلها التي صب عليها الاعداء جام شرورهم فهي بالإضافة الى ذلك كونها معقل المقاومة ضد التحالف الدولي وقت غزو العراق ، فهذه المدينة الصامدة هي من أهانت التحالف الدولي ومن بعده أمريكا وأذاقتهم مر الهزيمة.

الفلوجة هي المدينة الوحيدة التي استسلم الجيش الامريكي أكثر من مرة بها ، ولذلك لهم ثأر تاريخي عند الفلوجة ، أهل هذه المدينة هم من تسببوا في إنسحاب بربطانيا وفرنسا والدانمارك وهولندا وغيرهم من التحالف .

بقاء الفلوجة هو بقاء لأهل السنة في العراق ، والحشد الشعبي هو من يتقدم القوات المعتدية حاليا ومهمته دخول المدينة متنكرين، ليقوموا بحرق المساجد وكتاتيب القرآن والمعاهد والمدارس الدينية وحرق بيوت العائلات الداعمة لأهل السنة بها .

هاهي مدينة الفلوجة العراقية تعيش الان نفس مأساة حمص السورية فما يحدث في حمص هو نفسه ما يحدث في الفلوجة وهو امتداد لتلك الجرائم .. الأوضاع في مدينة الفلوجة تفاقمت بشكل مريع ومأساوي فما يحدث في هذه المدينة التاريخية ليست وليدة اليوم، بل هي متواصلة منذ أكثر من عامين ولكنها تفاقمت بعد نزوح الكثير من أبنائها قبل بدء المعركة الاخيرة .

يتوقع المراقبون أن مدينة الفلوجة ستشهد كارثة إنسانية كبيرة إن التزمت الحكومة والأطراف المعنية الصمت تجاه عمليات النزوح الجديدة جراء العمليات العسكرية التي تشهدها المدينة، ولابد من الاستعداد والتحضير لإيواء العوائل النازحة من أهالي الفلوجة، فتلك العوائل التي نزحت في الأشهر الماضية تعاني بشدة من إهمال وتقصير .

الفلوجة هي آخر ما تبقى من كرامة الحكام والعلماء والشعوب العربية وسيظل سقوطها عارا يطارد الأمة مثل عار ضياع فلسطين وضياع سوريا .



0 التعليقات: