أخر الأخبار

.

تأجيل عملية الإجلاء من حلب السورية بسبب التعنت الإيراني



تأجيل عملية الإجلاء من حلب السورية بسبب التعنت الإيراني



عراق العروبة



حلب (سوريا)- تأجلت عملية إخلاء المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بشرق مدينة حلب السورية، والتي كان مقررا أن تبدأ فجرا، ربما حتى الخميس وألقى مسؤول بالمعارضة اللوم على فصائل شيعية متحالفة مع الرئيس السوري بشار الأسد في التأخير .

وأنهى وقف إطلاق نار توسطت فيه روسيا أقوى حليف للأسد وتركيا سنوات من القتال في المدينة ومنح الرئيس السوري أكبر انتصار له في الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أعوام. وقالت مصادر في المعارضة قالت إن وقف إطلاق النار لا يزال ساريا رغم تأخير خطط الإجلاء .

وقال قيادي في جماعة نور الدين الزنكي إن السبب في تأخر تنفيذ الاتفاق هو التعنت الإيراني لكنه أكد أن الاتفاق لا يزال قائما. وكانت مصادر قد ذكرت أمس الثلاثاء مواعيد مختلفة متوقعة لبدء الإجلاء. وقال مسؤول عسكري في التحالف المؤيد للأسد إن الإجلاء سيبدأ الساعة الخامسة صباحا (03:00 بتوقيت غرينتش) بينما كان مسؤولو المعارضة يتوقعون إجلاء أول مجموعة من الجرحى قبل ذلك .

وكانت 20 حافلة تنتظر عند النقطة المتفق على الخروج منها ومحركاتها دائرة لكن لم تظهر مؤشرات على أنها ستتحرك إلى المناطق الشرقية تحت سيطرة المعارضة. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من المؤكد أن هناك تأخيرا .

واتهم مسؤولون من جماعات مسلحة متمركزة في حلب فصائل شيعية تدعمها إيران بتعطيل الاتفاق الذي توسطت فيه روسيا. ويحزم الناس في شرق حلب أمتعتهم ويحرقون مقتنيات شخصية مع استعدادهم للمغادرة خوفا من عمليات النهب من الجيش السوري والفصائل المدعومة من إيران المتحالفة معه عندما تستعيد السيطرة.

وكان مقاتلو المعارضة السورية يستعدون للانسحاب من حلب الأربعاء بعد اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى أعواما من القتال بالمدينة ومنح الرئيس بشار الأسد أكبر انتصار يحققه حتى الآن خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أعوام .

ويكلل هذا أسبوعين من التقدم السريع للجيش السوري وحلفائه مما أجبر مقاتلي المعارضة على التقهقر إلى جيب صغير جدا من المدينة في ظل الضربات الجوية المكثفة ونيران المدفعية. وباستعادة السيطرة على حلب بالكامل يثبت الأسد قوة تحالفه العسكري بينما يتمتع بدعم من سلاح الجو الروسي ومجموعة من الفصائل الشيعية المسلحة التي تدعمها إيران .

وقال فيتالي تشوركين مندوب روسيا بالأمم المتحدة في وقت متأخر من الثلاثاء في اجتماع ساخن لمجلس الأمن "حصلنا في الساعة الماضية على معلومات بأن الأنشطة العسكرية في شرق حلب توقفت... لقد توقفت، الحكومة السورية أحكمت سيطرتها على شرق حلب".

وتحظى جماعات المعارضة بدعم من الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية لكن هناك أيضا جماعات إسلامية متشددة لا تساندها الدول الغربية. ولا يزال الأسد بعيدا عن الانتصار في الحرب السورية المعقدة حتى بعد استعادة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية . 

ويواصل مقاتلو المعارضة القتال من معاقل في أجزاء أخرى من البلاد منها مناطق في الشمال الغربي وأخرى إلى الجنوب من دمشق. وقال الأسد إن الانتصار في حلب سيكون نقطة تحول في الحرب لكن يجب أن يواصل جيشه الزحف على المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وبينما يواجه تنظيم الدولة الإسلامية هزائم في شمال سوريا ويعاني من خسارة الكثير من قياداته خلال ضربات جوية ويتعرض لهجمات في العراق فإنه تمكن هذا الأسبوع من استعادة مدينة تدمر من قبضة الجيش السوري.

وتعتبر روسيا سقوط حلب انتصارا كبيرا على "الإرهابيين" وهو التعبير الذي تصف به موسكو والأسد كل جماعات المعارضة المسلحة الإسلامية المتشددة والمعتدلة التي تسعى للإطاحة به. لكن في الأمم المتحدة وصفت الولايات المتحدة العنف في المدينة المحاصرة والتي تتعرض للقصف منذ شهور بأنه يمثل "الشر الحديث".

ولحق دمار هائل بالمدينة التي كانت مركزا اقتصاديا مزدهرا ذات يوم بمواقعها الأثرية الشهيرة خلال الحرب التي قتل خلالها مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة لاجئين على مستوى العالم وسمحت بصعود تنظيم الدولة الإسلامية.

ومع تطور المعركة من أجل حلب تزايدت المخاوف الدولية إزاء معاناة ما يزيد على 250 ألف مدني كان من المعتقد أنهم ما زالوا في القطاع الشرقي الخاضع لسيطرة المعارضة قبل بدء تقدم الجيش المباغت في نهاية نوفمبر.

وفر عشرات الآلاف منهم إلى أجزاء من المدينة تسيطر عليها الحكومة أو فصائل كردية بينما انسحب عشرات الآلاف غيرهم إلى الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة من المدينة والذي تقلص سريعا في ظل تقدم الجيش.

وبعد طرد مقاتلي المعارضة من الأراضي الخاضعة لسيطرتهم في حلب تدفقت أعداد هائلة من المدنيين المذعورين والمقاتلين وسط طقس سيء وهي أزمة قالت الأمم المتحدة إنها "انهيار تام للإنسانية". وهناك نقص في الغذاء والمياه بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة بينما أغلقت جميع المستشفيات.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت الثلاثاء أن لديها تقارير تفيد بأن الجنود السوريين والمقاتلين العراقيين المتحالفين معهم قتلوا 82 مدنيا رميا بالرصاص في الأحياء التي استعادوا السيطرة عليها في شرق حلب. ونفى الجيش السوري تنفيذه عمليات قتل أو تعذيب بحق من ألقي القبض عليهم. وتقول حليفته الرئيسية روسيا إن قوات المعارضة "احتفظت بأكثر من 100 ألف شخص كدروع بشرية".

وساد الخوف شوارع المدينة، وخاض بعض الناجين في الوحل تحت المطر ليمروا أمام الجثث إلى الغرب الخاضع لسيطرة الحكومة أو الأحياء القليلة التي لا تزال في قبضة المعارضة. والتزم آخرون منازلهم انتظارا لوصول الجيش السوري. بالنسبة لهم جميعا أُضيف لرعب القصف اليومي الخوف من الاعتقال أو الإعدام بلا محاكمة.

وقال أبو مالك الشمالي الذي يسكن في حي سيف الدولة وهو أحد آخر الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة "الناس يقولون إن القوات لديها قوائم بأسر المقاتلين وتسألها إن كان لها أبناء مع الإرهابيين .

 بعد ذلك إما يتركونهم أو يطلقون عليهم الرصاص ويتركونهم ليموتوا". ووصف سكان المدينة أوضاعا شديدة السوء. وقال الشمالي إن الجثث ملقاة في الشوارع. وأضاف "هناك العديد من الجثث في الفردوس وفي بستان القصر ولا يوجد من يدفنها".





0 التعليقات: