الجمعة، 20 يناير 2017

دروس في التربية الحزبية




حزب البعث ومقومات الشخصية الحزبية




عراق العروبة
منشورات الطليعة العربية في تونس



يتسم حزب البعث العربي الاشتراكي ، بقدرته على التطوير ، تطوير ذاته و تطوير الواقع من حوله .و من الواضح أن التطوير الذاتي شرط لتطوير الواقع ، لأنه لا يمكن لحزب أن يقود واقعاً متغيراً باستمرار ، إذا كان هو نفسه غير قادر على تطوير فعالياته الداخلية بالشكل المناسب .

فالحزب له ديناميتان، داخلية وخارجية، الداخلية تعنى بتفعيل ايقاع البنى الحزبيةالداخلية، اما الدينامية الخارجية فتعنى بمستوى تأثير الحزب في المجتمع والدولة بوجه عام .

والديناميات الداخلية قسمان ، قسم يركز على العلاقات بين المؤسسات الحزبية ، وهو عادةً مايحدده النظام الداخلي . وقسم آخر ، وهو هام جداً ، يركز على بناء شخصية البعثي القدوة ،الشخصية التي تمثل في فكرها ممارساتها وحياتها كلها جوهر الحزب ورسالته في تعزيز مسارات النهضة العامة ……….

واذا كان نمط العلاقات بين المؤسسات او الهيئات الحزبية محدد بوجه عام في النظام الداخلي ، بحيث يمكن تقويم هذه العلاقات وفق المعاير التي تتضمنها مواد هذا النظام ، إلا أن تقويم الشخصية الحزبية يكون اكثر صعوبة ، وخاصة أن الحزب لم يضع حتى الآن معايير محددة بقياس مدى الالتزام بهذه الشخصية عند الرفاق الأعضاء .

في هذه الدراسة الموجزة تحديد لأهم المقومات التي يجب أن يتمتع بها العضو حتى يكون شخصية بعثية قدوة " بشكل فعلي . وكلما اقترب الرفيق في فكره وثقافته وسلوكه من هذه المقومات ، أضحى أقرب الى الشخصية الحزبية القدوة. والعكس بالعكس .

إن التأكيد على بناء الكادر النوعي ، مع الحفاظ على جماهيرية العضوية الحزبية ، يعتبر واحداً من مهمات الحزب الاولى في هذه المرحلة التي يخضع فيها كل شيء حولنا الى ايقاع تغييري سريع ……

وهذه الدراسة ترسم المعايير فقط . لكن ، لابد آليات محددة تسهم في انتقاء الكوادر النوعية وفق الماعيير الواردة. ويجب ان تشمل هذه المعايير نوعين من الآليات :

الأول آليات انتقائية، وهي التي تمكن القيادة من انتقاء الرفاق الذين لديهم الاستعداد والحماسة كي يصبحوا كادراً نوعياً متميزاً في العمل الحزبي …..

والثاني آليات تطويرية ، وهي التي تمكن القيادة من تطوير القدرات الذاتية عند هذه الكوادر ، وتثقيفها، ورعايتها وفق برامج محددة ……

مقومات الشخصية الحزبية

الشخصية الحزبية ركن أساسي من أركان الحزب , و هو ركن محوري يجمع بين ثلاثة أبعاد , البعد الفكري و التنظيمي و السلوكي , و هي الأبعاد التي تمثل كلية الحزب و تحدد توجهاته و سياسته..

فالحزب فكر و تنظيم و سلوك . و الشخصية الحزبية المثلى هي تلك التي تعكس فكر الحزب و تلتزم بقواعده التنظيمية و تسلك سلوكاً بعثياّفي جميع أحوالها و نشاطاتها ..

و لا بد للشخصية الحزبية من امتلاك عدد من السمات الأساسية كي تكون جديرة بحمل لواء الحزب , و خاصة في مراحل البناء الشامل و التطوير . ففي هذه المراحل تتصاعد حيوية الحياة العامة , ما يتطلب تصاعداً أكبر في حيوية الحياة الداخلية للحزب و في دينامية أدائه و نشاطه . و هذه الحالة لا يمكن أن تقوم إلا عبر تعزيز التزام الشخصية الحزبية بأخلاقيات السوك الأمثل و مقوماته .

و تقسم المقومات الأساسية للشخصية الحزبية إلى قسمين , أخلاقية عامة , و نضالية ..

المقومات الأخلاقية العامة

هذه المقومات هي أساس السخصية الحزبية , ووجودها ضروري لقيام المقومات الأخرى , الفكرية و السلوكية . و هي مقومات يجب أن يتحلى بها كل إنسان سواء مان حزبياً أو لم يكن كذلك . لأنها تعبر عن المعايير الاجتماعية و الثقافية العامة السائدة في المجتمعات . و ثقافتنا العربية أكدت باستمرار على هذه المقومات باعتبارها لازمة لصيرورة الحياة و صحة الفرد و المجتمع النفسية و الأخلاقية .

و من الواضح أن هذه المقومات ضرورية للحزبي باعتبارها قواعد أخلاقية لا يمكن لأي شخص أن يدخل الحزب إن لم يتحل بها .

و من أهم المقومات الأخلاقية العامة :

– الصدق : علاقة بين الإنسان و الحقيقة , و هي علاقة إيجابية و طردية , فكلما زاد صدق الإنسان ازداد اقترابه من الحقيقة .

و الحقيقة مطلوبة لذاتها و مطلوبة لجدواها . فعبر الحقيقة تستقيم العلاقات . و الالتزام بالحقيقة له معنيان , فهو بحث و إظهار . و الشخصية الحزبية يجب أن تلتزم بالبحث عن الحقائق , و من ثم التعبير عنها و إظهارها دون أي تمويه أو إخفاء .

– النزاهة : علاقة بين الإنسان و الأشياء , و هي علاقة عكسية , فكلما ازدادت النزاهة ابتعد الإنسان عن التمسك بالأشياء . و النزاهة تعني تفضيل القيم على الأشياء , لأن من يحب تملك الأشياء يصبح ضعيفاً أمامها , و قد يستسلم لها و يصبح منقاداً لحب التملك …

و الشخصية البعثية يجب أن تكون نزيهة , أي أن ترتفع بأخلاقياتها عن مستوى الأشياء كي تكون قادرة على تنفيذ المهام الموكلة إليها , و كي لا تكون ضعيفة أمام إغراءات الحياة ..

– الإخلاص : سمة أساسية من سمات السخصية الحزبية بوجه عام , و الشخصية الحزبية بوجه خاص . و الإخلاص يقتضي أن يضع البعثي التزامه الحزبي في المكان الأول على سلم أولوياته , كما يقتضي قبول المهام الحزبية بكل مضامينها دون إتفاقية .

– التضحية : من أهم مقومات الشخصية الحزبية . و هي أساس العطاء و البذل . و تقتضي أن يجند البعثي جميع طاقاته الوجدانية و الفكرية و المادية و الجسدية من أجل أهداف البعث و الشعب . و التضحية تبلغ أسمى معانيها في الشهادة من أجل قضايا الأمة و حرية الوطن ..

– التوا ضع : قيمته تدل على احترام الأخرين و نبذ الاستعلاء عليهم . و هي قيمة ترفض كل ما في النفس الإنسانية من حب للظهور و النفاج و الإدعاء و الاستهتار بالأخرين .

– الأمانة : علاقة بين الإنسان و بين غيره من الناس , و الأشياء , و الحقائق . و هي من القيم المركبة و الأساسية بين القيم الأخلاقية . فالأمانة باعتبارها علاقة مع الأشياء تقتضي احترام ملكية الغير حتى ولو كانت في حيازة الشخص بشكل مؤقت . و باعتبارها علاقة مع الأخرين تقتضي احترام شخصيات الأخرين و حفظ أسرارهم و أعراضهم . و باعتبارها علاقة مع الحقائق تقتضي نقل الحقائق بصدق دون تزوير أو إخفاء ..

– الدماثة : علاقة بين الإنسان و الأخرين . و تقتضي الرقة و البشاشة و الليونة و القدرة على خلق المناخ المريح للأخرين , و الأدب في استخدام الألفاظ و التعابير ..

المقومات النضالية :

إذا كانت المقومات الأخلاقية العامة سمات يجب أن تتجلى في جميع البشر سواء كانوا حزبيين أو غير حزبيين , فإن المقومات النضالية تخص الحزبيين لأنها ترتبط بالتزامهم الحزبي . ولما كان الدخول إلى الحزب دخولاّطوعياّ كان الالتزام بالسمات النضالية ضرورياً كي تكتمل الشخصية الحزبية . و السمات النضالية تقسم الى قسمين , عقائدية و سلوكية ..

1-*المقومات العقائدية : هي تلك السمات التي ترتبط* بفكر الحزب و أنموذجه التنظيمي و من أهمها :

– التثقيف الذاتي : من المهم أن تقوم الشخصية الحزبية بتثقيف ذاتها , عن طريق التفاعل مع برامج التثقيف الحزبي داخل المؤسسة الحزبية , وعن طريق التعاطي المستمر مع القضايا الثقافية و السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية . فالثقافة مركب بنيوي للشخصية الحزبية , وهي المركب الواسع الذي ليس له حدود , و مهما استقى المثقف من نبع الثقافة فإنه لن يرتوي أبداً , ما دامت المادة الثقافية معيناً لا قرار له , محيطاً لا شطآن له .


– المعرفة : لا بد أن تلتزم الشخصية الحزبية بالجهد المعرفي كي تستطيع أن تصل إلى الحقائق . فالمعرفة هي اكتشاف بنى الواقع و قوانينه . و هي المرحلة الأولى , الضرورية , للوعي و الالتزام .

– الوعي : الوعي علاقة فكرية بين الإنسان و العالم من حوله . و الوعي لا يقف عند حدود المعرفة و إن كانت المعرفة ركناً ضرورياً من أركان الوعي . الوعي هو الربط بين مادة المعرفة و بين الحاجات الإنسانية و طرق إشباعها . و الوعي يعطي المعرفة إطارها الإديولوجي , ‘ذ أن المعرفة قد تكون حيادية , أما الوعي فليس حيادياً بسبب استناده الوثيق إلى النمط القيمي للإنسان . و يمكن القول باختصار أن الوعي أدلجة المعرفة , أو هو جعل المعرفة منحازة لنظام من القيم و المعايير .

– الالتزام : إذا كان الوعي مرحلة أعلى من المعرفة , فإن الالتزام مرحلة أعلى من الوعي . و الالتزام يعني الاستعداد للقيام بأي نشاط يحقق مضامين الوعي . إنه إيمان و قبول بما ينتج عن الوعي من تشكيلات فكرية , و الاستعداد للقيام بما يتطلبه هذا الإيمان من مهام .

الالتزام يعني تحويل الوعي إلى نهج حياة و عمل , و كذلك تحديد أساليب النشاط و اتجاهاته كي يخدم عملية تحقيق الأهداف .

2-*المقومات السلوكية :

-*السلوك داخل الحزب : يعد السلوك البعثي الأمثل ضرورة من ضرورات الحياة الداخلية للحزب . فهو يضمن صحة هذه الحياة , و يعزز جدواها , و يقوي اقتصاد الوقت , و الاستفادة القصوى من الجهود , و يقي الحزب من الأمراض المعروفة كالإنتهازية و التكتل و التعصب و غيرها من الأمراض .

ويتطلب السلوك البعثي الامثل ما يلي :

1.*الاستناد المطلق في السلوك الى القيم الاخلاقية العامة والى السمات العقائدية المذكورة.

2.*أن ينسجم في سلوكه مع عقيدته الحزبية….

3.*أن ينطلق البعثي من ان انتماءه للحزب مسؤولية وليس امتيازاً.

4.*ان يبتعد عن الفردية والشخصنة والانتهازية والوصولية والتكتلية.

5.*ان يبتعد عن التعصب والانتماء الفئوي بكل انواعه ، والاتكالية ، والارتجالية ، وان يؤمن بالعمل الجماعي المنظم.

6.*تركيز النقاش على القضايا المعروفة والابتعاد عن النقاش غير المجدي .

7.*الالتزام بالحقيقة الموضوعية في النقاش دون عناد او تشبث بالرأي ، والالتزام بأدب الخطاب ، وبالقدرة على الحوار والمشاركة و التفاعل مع الاخرين.

8.*احترام انظمة الحزب وتسلسل قيادته وشخصياته الاعتبارية ورموزه…..

9.*عدم الكلام أو المداخلة دون اذن .

10.*الروح الرفاقية في التعامل مع الرفاق داخل الاجتماعات وخارجها …..

11.*الالتزام بأصول الديمقراطية المركزية ، وبأصول النقد والنقد الذاتي .

12.*على المسؤول القيادي ، أياً كان مستواه ، احترام شخصيات الرفاق في الجهاز الحزبي و آرائهم ، ومنحهم الفرصة للتعبير عن عذه الآراء بحرية تامة.

13.*على المسؤل القيادي ، أياً كان مستواه ، ان يكون بشوشاً وليناً مع رفاقه ، وان لا يتخذ من المسؤولية القيادة ذريعة للاستعلاء عليهم .

السلوك في الحياة العامة :

تهتم الاحزاب بمجمل الشؤون العامة او فلنقل الحياة العامة. وهذا المفهوم يمثل الواقع المعاش بكل مكوناته العامة . الحياة العامة دائرة متكاملة تشمل عدداً من المجالات او المكونات التي تتفاعل فيما بينها تفاعلا دينامياً، ويؤثر كل مكون على غيره،حيث من الصعب احياناً ايجاد الحدود او الفواصل بين هذه المكونات في حركيتها المستمرة . فالمكونات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقيمية تعطي في تفاعلها واقعاً معاشاً ، تعمل الاحزاب على فهمه ووعيه وتغييره نحو الافضل . وبهذا تختلف الاحزاب عن المنظومات االاخرى في ان تأثيرها شمولي ،

بينما يكون تأثير المنظومات الاخرى قطاعياً أو جزئياً . ومن جهة اخرى فإن سمات الشخصية الفاعلة في أي منظومة من هذه المنظومات قد لا تؤثر تأثيراً مباشراً على الواقع الخارجي (خارج المنظومة ) ، بينما هناك رابطة ضرورية بين سلوكية الشخصية البعثية داخل التنظيم وخارجه ( في اطار المجتمع عموما ).

وعلى سبيل المثال يعطي العامل أو المهندس الكفء أفضل ما في شخصيته المهنية داخل المصنع أو المشروع الإنشائي , لكن هذه السلوكية الجيدة و المناسبة ليس لها أي علاقة مباشرة بسلوكية هذا المهندس في الحياة العامة .

فقد يكون هذا الهندس في حياته العامة منزوياً و غير ودود و لا يتمتع بعلاقات جيدة مع جيرانه أو أصدقائه . هذا لن يضير أدائه المهني المحدد داخل مؤسسته الإقتصادية .

أما البعثي فإن سلوكه داخل التنظيم و خارجه وجهان لعملة واحدة . فلا يمكن للمناضل البعثي الملتزم أن يكون منفرداً أو منعزلاً في حياته الإجتماعية , لأن " مهنته النضالية " تتخطى العمل داخل الحزب إلى العمل بين الجماهير و في المجتمع بشكل عام .

و في هذا المجال يجدر التركيز على ما يلي :

1-*في مجال المجتمع بوجهه العام :

1.*على البعثي أن يعتبر نفسه قدوة في السلوك و الأخلاق الحميدة في مكان عمله و سكناه و في المجتمع بشكل عام . فغالباً ما يقوّم الناس الحزب , ليس عبر افكاره و سياسته فحسب , و إنما أيضا ً عبر سلوك أعضائه و أخلاقياتهم . و خاصة أن الأعضاء على تماس مباشر و يومي مع الناس في جميع أماكن العمل و الحياة ..

2.*على البعثي أن يظهر اهتمامه بقضايا الناس المهنية و المعيشية , و أن يساعدهم في حلها , و يتعاطف معهم دون منة أو استعلاء , و أن يعتبر ذلك من ضمن مهامه الحزبية , لأن البعث وجد من أجل المجتمع و قضاياه ..

3.*على البعثي أن يوثق علاقاته بالناس من حوله , و أن لا يستعدي أحداً , إلا أعداء الشعب و الوطن . و عليه أن يعرف جميع الناس في محيط عمله و دائرة سكناه دون تصنع أو تدخل في حياتهم الخاصة .

4.*و عليه أن يلتزم بالقيم السائدة فب المجتمع و بتقاليده الإيجابية . أما التقاليد البالية و السلبية فعليه انتقادها بأسلوب مرن و مقبول ..

5.*و أن يتخلص في سلوكه من المعايير العشائرية و المذهبية و الطائفية , و أن يلتزم بفكر الحزب منهجاً و أسلوب حياة ..

6.*و أن ينمي بين الجماهير روح التعاون و المشاركة و الألفة , و أن يشارك في أفراح من حوله و أحزانهم و فعالياتهم الاجتماعية و الفنية و الثقافية .

7.*و أن يؤكد في سلوكه و حديثه أهمية الوحدة الوطنية و الانسجام بين جميع أفراد المجتمع دون تمييز .

8.*و أن يلتزم في عمله بالنزاهة و الكفاءة و قيم العمل , و أن يعارض الفساد و الهدر و التسيب و الروتين .

9.*على البعثي أن يكسب أصدقاء للحزب في وسطه الإجتماعي و المهني , و يوسع دائرة هذه الصداقة باستمرار و ذلك عبر ما يبديه من دماثة في الخلق , و حسن في السلوك , و الود و الدفء . و أن ينقل إليهم أفكاره و يشرح سياسته بشكل ودي و بسيط دون خطابية أو أستذة .

10.*على البعثي أن يشعر الجماهير بأنها ليست كتلة منفعلة ،و إنما لها دور هام في الشأن العام و في مسيرة تحقيق أهدافها .

*2 . في مجال المنظمات الشعبية و النقابات المهنية :

تمثل المنظمات الشعبية الرابط المنظم بين الحزب و الجماهير . و هي تحول دور الجماهير من مجرد شعار إلى آليات و صيغ منظمة و ملموسة ، تظهر آثارها بوضوح على مستوى السلطة و المجتمع …….

لذلك فإن المنظمات و النقابات تهيئ وسطاً مناسباً لنشاط الحزبيين و فعالياتهم . وتظهر مدى التزامهم بحزبهم و بقيم عملهم . ومن اهم مقومات السلوك البعثي في هذا المجال ما يلي :

1.*أن* يؤكد على الرابط بين العمل المطلبي والعمل السياسي .

2.*أن يكون مثالاًفي احترام أنظمة المنظمات و النقابات و التقيد بأصول العمل النقابي .

3.*أن يكون فاعلاً و نشيطاً في مجال العمل النقابي .

4.*أن يكون مثال التواضع و عدم الاستعلاء.

5.*أن يؤيد ما يطرحه رفاقه البعثيون في المنظمات و النقابات تنفيذاً لسياسات الحزب ، و لكن دون تمييز على الآخرين.

6.*أن يؤكد على وحدة العمل النقابي بين جميع الفعاليات الاجتماعية (العمال – الفلاحين – الطلاب – النساء – الشبيبة …إلخ….).

3. في مجال السلطة و أجهزة الدولة :

الحزب في علاقته مع السلطة يأخذ دور قيادة الدولة ، إضافة إلى قيادة المجتمع . و قد اكد المؤتمر القطري العاشر ، و المؤتمرات التي سبقته ، على ضرورة أن تكون هذه العلاقة واضحة و سليمة ، بحيث لا يسيطر الحزب على أجهزة الدولة و ينفي استقلاليتها ، ولا تسيطر* أجهزة الدولة على الحزب بحيث يذوب الحزب في آلياتها .

و العلاقة بين الحزب و السلطة لا يمكن حلها عبر الأنموذج النظري و الفكري فحسب ، بل إن السلوكية الحزبية للرفاق العاملين في أجهزة الدولة تؤثر على هذه العلاقة سلباً أو إيجاباً . و فيما يلي أهم مقومات هذه السلوكية :

1.*الالتزام الكامل للرفاق الحزبيين بمفهوم الحزب للعلاقة بينه و بين السلطة .

2.*الرفاق الحزبيون في أجهزة السلطة هم الطليعة الحزبية فيها ، لذلك يجب أن يلتزم سلوكهم بمفهوم الطليعة بكل ما تتضمنه من مضامين ، كالمشاركة ، و التعاون ، و عدم الاستعلاء و احترام الكفاءات ، و تقدير جهود الآخرين ……

3.*أن يعطي الرفيق كل طاقاته لمسؤولياته في أجهزة الدولة ، بحيث يكون مثالاً للمسؤول الملتزم بالمصالح العامة و الخير العام .

4.*أن لا يعتبر نفسه بديلاً عن غيره من العاملين في أجهزة الدولة لمجرد أنه بعثي .

5.*أن يحترم التراتبية في الإدارة و أجهزة السلطة حتى و لو لم يكن المسؤولون عنه من البعثيين ….

6.*أن يحترم أنظمة الإدارة و مؤسسات السلطة و آليات عملها ، و أن يلتزم بها كأي موظف آخر …

7.*أن يؤمن بأن السلطة وسيلة لتحقيق أهداف الشعب و ليست هدفاً بحد ذاته …

8.*أن يقبل المسؤوليات و المهام المسلكية دون تذمر أو استعلاء أو تميز عن الآخرين …

9.*أن يكون مثالاً للكفاءة و النزاهة و الحرص على المال العام ،و على ممتلكات المؤسسة التي يعمل بها ، و أن ينبه زملائه إلى عدم الاسراف في استهلاك الطاقة و المياه و القرطاسية و غيرها …

10.*أن يكافح بك لما أوتي من طاقة جميع أشكال الفساد و الهدر و الوصولية و النفعية و جميع الأمراض المسلكية الأخرى …

11.*أن يسهل مراجعة المواطنين و يحل قضاياهم و يحترم كرامتهم ، و ان يكافح الروتين و يؤكد على إقتصاد الوقت في المؤسسة التي يعمل بها…

12.*أن لا يتصرف و كأنه مميز عن غيره أو أنه محمي من المساءلة المسلكية لأنه حزبي …

13.*أن لا يتحصن وراء الحزب أو السلطة لحماية نفسه و التنصل من المساءلة .

14.*أن يلتزم بالقرارات و التوجيهات الحزبية في إطار الجهاز الذي يعمل فيه ، و أن ينسق مع رفاقه البعثيين في مكان عمله …

منشورات الطليعة العربية في تونس .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق