من واقعة ساحة التحرير وما حولها
من واقعة ساحة التحرير وما حولها
عراق العروبة
علي السوداني
في البدء عليَّ الكتابة أن كل أسباب الثورة ضد الحرامية والخائنين في المحمية الخضراء، هي متوفرة ومعلنة وتكاد تصيح، وهي على نفس الحال والوضوح منذ أن جاء الوحوش الأمريكان والانكليز ومن والاهم أو صار بسطالاً بأرجلهم، وزرعوا تلك المنغلة الفاسدة التي يبدو أن لا شبيه لها فوق سطح الأرض كلها. نحو أربع عشرة سنة من النهب والرشوة والخيانة والأمية وشحة الخدمة وفقدان الكرامة وانتاج أفسد بلد على وجه الكون، والمهانة والذلة التي أصبحت معها صيحة " هيهات منا الذلة " مثل نكتة بائسة بائتة لا تجلب الحماسة والقوة حتى لقائليها، وكأننا امام حالة فصام شعبي كبير .
لقد خرج مئات الاف المتظاهرين هذه المرة، وهم يحملون شعاراً واحداً فقط، يتعلق بتبديل مفوضية الانتخابات وقانونها من أجل ضمان نزاهتها وصدقيتها، وهذا هو الخطأ والأمر العجيب، لأنّ الناس النخبة والعامة تعرف أن الانتخابات القادمة كما هي البائدة، هي عبارة عن تمثيلية ديمقراطية سخيفة لن تبدل حتى قشور المشهد، وان العملية سيتم تزويرها بسلطة القوة وسلطة الدولار وسلطة العمائم المقمّلة التي تقود الحكم والحاكم من الكرسي الخلفي .
من وحي واقعة ساحة التحرير الدامية الخانقة، فإن كل يوم يمر من أيام العراق الأمريكي الايراني التخادمي الفاسد حدّ النخاع، يثبت حقيقة مزعجة مرة حنظلاً وهي ان الأحزاب والتيارات والتنظيمات الدينية التي وضعت الدين على دكة مزاد البيع، هي التي بمقدورها تحريك الناس واخراجهم ملايين مملينة الى الشوارع لو أرادت، اما ما يسمى بالتيارات المدنية والقومية واليسارية والشيوعية، فهي لا تتجاوز دور الكومبارس الثانوي الذي يملأ ثقباً صغيراً في مشهد الاحتجاج الكبير .
سنختم مكتوبنا هذا بتعريف رحيم للدين وعبادة الله، علّه ينفعكم ويطهّركم من هذا الانقسام الرهيب، ويعينكم على الثورة التي ستكنس الفاسدين الخائنين كلهم، وستنتج عراقاً يتمناه الجميع. صلّوا خمس صلوات في اليوم. صوموا شهر رمضان. حجّوا مشروطية أن لا تكون كلفة الحجّ مأخوذة من خبز العائلة الشحيح. اعطوا الفقراء ما تيسّر من فيض مالكم. كونوا مثل الدنيماركيين والنرويجيين والسويسريين والنيوزلنديين، طاهرين متخففين من الكذب والنفاق والرشوة والخيانة، وصفات مرذولة أخرى. لا تنصتوا أبداً إلى ضلالات وقصص وخرافات وزيادات وكلاوات عمائم الشيطان الملونة، لأن آدميتكم وجوهر دينكم وربّكم الواحد وعبادتكم الخالصة، لن تحتاج إلى تفاسير الفتنة أو حكايات التـاريخ المندرسة. أحبوا واحترموا جيرانكم، حتى لو كانوا على غير دينكم .
0 التعليقات: