أخر الأخبار

.

قواعد اللعبة بين إيران وإسرائيل.. التحالف الغادر!!



قواعد اللعبة بين إيران وإسرائيل.. التحالف الغادر!!



عراق العروبة
أنمار نزار الدروبي




مابين إرهاب داعش وإجرام الميليشيات المدعومة من إيران والمنتشرة في أكثر من دولة عربية، وبين تداعيات القضية الفلسطينية ، تمكن المخطط الصهيوني_الفارسي من جعل العالم العربي  يعيش فوق صفيح ساخن .

العلاقة القذرة أقل مايقال عن كل مايجري خلف الكواليس من لقاءات واتفاقيات بين إسرائيل وإيران، سواء كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبتوجيه مركزي من الولايات المتحدة الأمريكية.. تحولت هذه العلاقة الخطيرة إلى سيناريوهات مرعبة ومسلسل جحيم أدى إلى كل الصراعات والاقتتال الحاصل اليوم في المنطقة العربية وبطريقة الدمار الشامل .

قضية الإرهاب الذي تعاني منه المنطقة العربية ودول الإقليم والذي وصل إلى الكثير من دول العالم ،أوروبا، أمريكا ، ولكن لم نسمع إلى اليوم عن أية عملية إرهابية داخل الأراضي الإيرانية أو داخل إسرائيل ؟!

إذن كيف نفهم تاريخ العلاقة الخطيرة بين إسرائيل وإيران وماهي أبرز خفايا وأسرار هذه العلاقة وهل يوجد وكما تدعي هذه الأطراف كذبا وزورا خلاف أو صراع أيديولوجي بينهم ؟!

أولا.من خلال دراسة أعدها مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية حول تاريخ العلاقات الاسرائيلية_ الإيرانية..ان لدى طهران علاقات وثيقة بإسرائيل منذ عقود وكانت على مرحلتين .

1. العلاقات الاسرائيلية الإيرانية قبل ثورة الخميني والتي استفادت منها إيران، حيث حصلت على سلاح من دولة الاحتلال الإسرائيلي علاوة على إقامة المشروعات الزراعية والصناعية، وكان مقابل ذلك ان حصلت إسرائيل على النفط الإيراني في حرب 1973 .

2. التعاون الإسرائيلي_الإيراني بعد الثورة عام 1979..لقد استمر التعاون بين البلدين في العديد من المجالات أهمها التسليح ، حيث كانت إسرائيل المصدر الأول لسلاح إيران في الفترة من عام 1980 إلى 1985، وذكرت (هاآرتس) تقريرا داخليا لوزارة الدفاع الإسرائيلية بأن الحكومة الإسرائيلية عقدت صفقات عسكرية مع حكومة طهران تم بموجبها تزويد إيران (85000) قناع للغازات السامة من شركة شانون للصناعات الكيميائية بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية!!

ثانيا..التحالف الغادر أو حلف المصالح المشتركة..عنوان الكتاب للدكتور(تريتا بارسي) أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هوبكينز .. يعتبر هذا الكتاب من أخطر ماكتب عن الأسرار والخفايا في العلاقات الامريكية_الإسرائيلية_الإيرانية .

يحلل بارسي العلاقة الثلاثية المعقدة التي تربط بين هذه الدول الثلاثة ويؤكد فيه على حقيقة العلاقة مابين إسرائيل وإيران التي تدور خلف الكواليس، ويبين الكاتب أن مايسمى بالخلاف الآيديولوجي بينهما هو عبارة عن (خرافة) . وكشف الكتاب عن اقتراح ايراني على شكل وثيقة سرية أرسلتها حكومة طهران إلى واشنطن وإسرائيل تتضمن مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حالة تمت الموافقة عليها..وفقا لبارسي فأن هذه الوثيقة كان قد علم بها في العام 2003 عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقلها إلى وزارة الخارجية الأمريكية.. وكانت المفاجأة الكبرى بهذا العرض الايراني؟!

1. إستعداد إيران تقديم اعتراف بإسرائيل كدولة شرعية!! وقد سبب ذلك إحراجا كبير لجماعة المحافظين الجدد!!

2. أكدت الوثيقة على ان حكومة طهران مستعدة لتقديم كل الضمانات اللازمة والتطمينات المطلوبة لإسرائيل ، وأن لاتأخذ التصريحات والشعارات الصادرة من رجال الدين في إيران بعين الاعتبار كونها عبارة عن ظاهرة صوتية لاتأثير لها في السياسة الإيرانية .

3. تتعهد إيران بوقف الدعم المقدم للمجموعات الفلسطينية المعارضة والضغط عليها لإيقاف عملياتها ضد المدنيين الإسرائيلين .

4. عرض ايراني وبشفافية كاملة والتأكيد على أنها لاتطور أسلحة الدمار الشامل والالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل تام وبدون قيد .

بالإضافة إلى أمور أخرى ذكرت بالوثيقة ، لكن من المفارقات التي يذكرها الكتاب أيضا ان اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من الأوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينات بأن لاتأخذ التصريحات والشعارات الإيرانية الدينية بعين الاعتبار .

ثالثا..البحر الأحمر والهيمنة الفارسية _الإسرائيلية !!

أشارت بعض التقارير التي نشرت في وقت سابق ان كلاً من إيران وإسرائيل إتفقتا وبصورة سرية بضرورة السيطرة على البحر الأحمر وبسط نفوذهما العسكري من خلال إنشاء قواعد بحرية..في إشارة إلى كتاب(صدق النبوة) لأساتذي الكاتب سعدون المشهداني الذي يوضح فيه كيفية قيام النظام الإيراني و بسرية تامة من بناء قاعدة بحرية عسكرية على البحر الأحمر وباتفاق مع أريتيريا وإسرائيل ونجحت أيضا بتحويل ميناء(عصب) الاريتيري إلى قاعدة إيرانية ، وان الفرع الأفريقي في قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني تولى هذه المهمة مع قوات البحرية الخاصة في الحرس الثوري الإيراني .

في الجانب الآخر كشفت صحيفة(معاريف) الإسرائيلية نقلا عن وكالة (ستراتفور) النقاب عن معلومة مفادها ان إسرائيل تمتلك قواعد عسكرية في أريتيريا تضم وحدات بحرية تتعاون مع السفن الإيرانية وقامت بنصب أجهزة تنصت اسرائيلية داخل السفن الحربية الإيرانية المتواجدة في البحر الأحمر .

رابعا..صحيفة يدعوت أحرنوت ذكرت بأن أكثر من 30 مليار دولار حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل إيران وتؤكد على أن 200 شركة إسرائيلية تقيم علاقات تجارية مع إيران وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة .

خامسا..الجالية اليهودية في إيران وصلت إلى 40 الف يهودي مع وجود أكثر من 35 معبد للديانة اليهودية منتشرة بين العاصمة طهران والمدن الأخرى وكل هؤلاء يتلقون تعليماتهم من مرجعهم في إيران الحاخام (يديديا شوفط) وتستفيد إيران من يهودها بمثابة لوبي ضغط على الإدارة الأمريكية .. بينما أهل السنة في طهران عددهم مليون ونصف ولايسمح لهم بالصلاة في مساجدهم .

أخيرا.. يقول(جون الترمان) مدير برنامج الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية : بأن إيران ليست لها قضية كبرى ضد إسرائيل ، وأن الصراع مع إسرائيل كان ومازال قضية عربية وليس فارسية .



0 التعليقات: