أخر الأخبار

.

المقال الكامل بأجزائه الأربعة ، هل يستخدم الجينوم لمواصلة تزوير التاريخ ؟




هل يستخدم الجينوم لمواصلة تزوير التاريخ؟



عراق العروبة
صلاح المختار

نقلاً عن شبكة البصرة





ننشر النص الكامل لمقالة المفكر صلاح المختار ، بأجزائها الأربعة ، تسلسلاً ، نظراً لأهميتها كدراسة منهجيّة للبحث والتثقيف .


هل يستخدم الجينوم لمواصلة تزوير التاريخ؟ 1 

ايضاحان قبل البدء: الايضاح الاول هو ان التاريخ عموما وتاريخ العرب خصوصا الذي ندرسه ونعرفه مزور ولا يطابق ما حصل في العالم منذ الاف السنين ومن زوره هو الغرب الاستعماري كي يتطابق التاريخ مع خططه الاستعمارية اللصوصية لذلك فمن الضروري ترك معلومات التاريخ الرسمية ولو مؤقتا عند قراءة هذا التحليل للوصول الى الحقائق المخفية عمدا، والايضاح الثاني هو ان الجينوم هو المجال الذي يبحث في الجينات واصول البشر وتطورهم وهو مجال علمي ولكن هل بقي العلم بعيدا عن التزوير الغربي؟ الجواب كلا فقد حصلت البشرية المعذبة على الكثير من الوثائق والادلة التي تثبت بان الاوربي الاستعماري،خصوصا البريطاني والفرنسي وفرعه المشوه الامريكي، قد زور طريقة عرض المكتشفات والمخترعات العلمية وكيفية وضع اسماء وتعريفات لها عمدا وبطريقة مناقضة للحقائق الموضوعية، وستجدون الادلة هنا. السؤال الرئيس هنا هو: كيف زورت الصهيونية والغرب الاستعماري تاريخنا وتاريخ العالم وتستخدم الجينوم الان لمواصلة تزوير التاريخ البشري عامة وتاريخ العرب خاصة ولماذا ؟ 

قبل فترة قصيرة ظهر تقرير بريطاني ورد فيه ما يلي: أظهرت أول خريطة بشرية، نشرها موقع "ناشيونال جيوغرافيك"، أن دولاً عربية عدة، ينحدر سكانها من أصول غير عربية وابرزها مصر حيث يقول التقرير ان العرب في مصر لايتجاوز عددهم جينيا اكثر من 17% بينما 68% من المصريين تعود أصولهم إلى شمال إفريقيا، في حين أن أصول 56% من الإيرانيين ليست فارسية بل عربية. الأبرز في خريطة التاريخ البشري كان إيران، التي تروج لنفسها على أنها "الأمة الفارسية"، حيث أشارت تحليلات الـ"دي إن إيه" إلى أن 56% من الإيرانيين من أصول عربية، وأن 24% منهم تعود أصولهم إلى جنوب آسيا، بينما باقي الإيرانيين هم أقليات من أصول وأعراق ومنابت مختلفة . 

في هذه الفقرة نجد ضربتان: ضربة قاتلة للعرب وهي انكار عروبة مصر لانها ثلث الامة عدديا وجزءها الحيوي الجاذب لبقية الاقطار، فاخراجها من نطاق الهوية العربية تجريد للعرب من الثقل الرئيس لهم، وهذا التقرير يأتي تتويجا متوقعا لمسلسل طويل من التأمر المتواصل على وحدة مصر وتقدمها وهويتها العربية والاعداد لانكار عروبتها، والخطورة في هذا التقرير انه طرح بصفته (وثيقة علمية) تستطيع تضليل الناس بالاعتقاد ان الجينات لاتكذب وهذا صحيح ولكن الذي يكذب هو من استخدم المعلومات الجينية بكيفية عرضها وتقديمها وتسمية الاشياء المتعلقة بها وهنا نرى اللعبة والحيلة، مع تأكيدنا بان المعلومات الجينية المكتشفة لم تنقض عروبة مصر ابدا كما سنرى وانما مورست حيلة شكلية لامرار ما قد يبدو حقيقة علمية مجردة من الغرض السياسي والعقائدي لكنه في الواقع عمل عقائدي وستراتيجي وسياسي بكل ما تعنيه هذه المصطلحات من معان، وهنا نرى دور الحيل وهو خلط الاوراق خصوصا الخلط بين الشيء واسمه حيث ان الشيء ثابت ولكن اسمه متغير وغائي ومن اختيار المتحيز والمعادي للعرب والذي يخفي اهدافا تخدمها هذه التسميات . 

جاء التقرير اذا ليدعم ويكمل كل الخطوات التخريبية المنجزة منذ عام 1956 ضد مصر وتاريخها وهويتها، ولكي يبدو التقرير متوازنا وجه ضربة للفرس ايضا بانكار فارسية اسرائيل الشرقية – ايران - وتأكيد ان 56% من سكانها جيناتهم عربية وان الفرس في الحقيقة ليسوا اكثر من فتات السكان فيها، ولئن كانت الضربة الموجهة للعرب قاتلة لمحاولتها اخراج مصر من نطاق العروبة فان الضربة التي وجهت للفرس ينطبق عليها المثل القائل (ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب) لانها ضربة افتراضية كما في الانترنيت لا اثر فعلي وواقعي لها، وهي نظرية لم يسبقها اي مسلسل غربي صهيوني لتدمير اسرائيل الشرقية والغاء هويتها الحالية بل بالعكس فالقرن العشرين والقرن الجديد شهدا دعما غربيا صهيونيا لسيطرة الفرس على قوميات اخرى وتثبيت ادعاءتهم الاستعمارية في غزو الاقطار العربية ومعاداتها . 

فالضربة للفرس مجرد لمسة غزل عادية لاقيمة عملية لها ولن تخل بقوة وتوازن اسرائيل الشرقية ولا تقلل من حدة تطرفها العنصري المعادي للعرب بل على العكس سوف تنكر هذه النتيجة حتما وتعتبرها تزويرا للتاريخ وتدفع عنصرييها للمزيد من التطرف ولكن ليس ضد من كشف الحقيقة الجينية اي الغرب بل ضد العرب لان التقرير يؤكد بان 56% من السكان فيها عرب فكأن من وضع التسميات الجينية يريد وضع قطط في كيس واحد وغلقه عليها كي تتعارك حتى الموت . 

يواصل التقرير فيقول: أما الآخرون فهم من أصول ومنابت مختلفة وغير عربية. وفي لبنان، فإن 44% من السكان فقط من أصول عربية، فيما 14% من الناس أصولهم يهودية، و10% من آسيا، و5% من أصول أوروبية. وفي تونس، فإن الوضع أغرب بكثير مما هو عليه في مصر ولبنان، حيث العرب في البلاد لا يشكلون سوى 4% فقط من السكان، بينما الغالبية الساحقة أي 88% أفارقة. فيما شكلت بريطانيا مفاجأة أخرى للباحثين، فبينما يعتقد الناس أن معظم سكانها من المهاجرين ذوي الأصول المختلفة، فقد تبين أن 69% من سكان بريطانيا هم من الأعراق الأصلية التي استوطنت في بريطانيا العظمى وأيرلندا . (شبكة قناة العربية 16-1-2017) 

هنا وكما في الفقرات السابقة نلاحظ الحيل ففي حين يخرج التقرير اكثر من ثلثي العرب من نطاق الهوية العربية وهي مصر والمغرب العربي والسودان باطلاق تسمية (شمال افريقيين) عليهم وليس عرب فانه يعترف بعروبة لبنان والكويت مثلا! فما مغزى هذا الاعتراف؟ انه مكمل لما ورد في الفقرات الخاصة بمصر واسرائيل الشرقية فالحيلة نراها في الاعتراف بعروبة الاقطار العربية الصغيرة عدديا ولكنه ينكر عروبة الاقطار العربية الكثيرة عدديا، وهذا امر واضح جدا من التقرير ويفضي الى النتيجة المطلوبة وهي اسقاط مشروعية نضالهم من اجل وحدتهم القومية وتقزيمهم وتسهيل خضوعهم . 

للوهلة الاولى تبدو هذه المعلومات يقينية لانها صدرت عن جهة علمية وبناء على بحوث علمية ولكن عند التدقيق فيها نجد ان هناك حيلا كثيرة استخدمت لمواصلة تزوير تاريخ العالم عموما وتاريخ العرب خصوصا، فكيف تم ذلك؟ هل مصطلح (شمال افريقيين) المستخدم لوصف اصول مصر والمغرب العربي علمي وعملي ومناسب ام انه وسيلة تزوير الهوية الوطنية والقومية؟ كيف استخدمت التسميات لاجل امرار حيل تزوير التاريخ الانساني عموما والتاريخ العربي خصوصا؟وهل بدأت الحضارات حقا قبل حوالي ثمانية الاف عام في العراق ومصر ام وجدت قبلها حضارات (سادت ثم بادت) ولا نعرف عنها شيئا الان سوى الاساطير؟ ومن ولماذا يصر على ابقاء الاساطير كما هي مع وجود مؤشرات تؤكد بان معلومات كثيرة توفرت تثبت قيام حضارات مزدهرة قبل اكثر من عشرة الاف عام تحول الاطار الاسطوري الى حقيقة تاريخية؟ وهل لمكان وشعب تلك الحضارات صلة بتعمد الاخفاء والتزوير؟ 

ولكي نجيب على هذه التساؤلات وغيرها لننظر فيما تم الاعتراف به من قبل نفس علماء الغرب في تقاريرهم الجينية السابقة : 

1- في مقال لي حول نفس الموضوع نشر في عام 2014 بحلقتين الاولى عنوانها (المستشرقون وعروبة العراق) 1 نشرت يوم 25-7-2014 والثانية بنفس العنوان نشرت يوم 27-7-2014 وكلاهما نشرتا في شبكة البصرة وغيرها من الشبكات ووسائل الاعلام، استشهدت بما ذكرته الدكتورة باتريسيا بالاريسك من جامعة ليستر البريطانية والتي شاركت في بحث جيني مهم وقالت (ان سيطرة القادمين من الهلال الخصيب قد يعود لكونهم من المزارعين الذين كانوا اكثر جذبا للنساء. وقالت بالاريسك ان دراسة الحمض النووي لهؤلاء الرجال اظهر لنا ان اصولهم الوراثية تعود الى المزارعين المهاجرين عن طريق التركيز على كروموسوم واي(Y) الاكثر شيوعا في القارة الاوروبية الذي يحمله حوالي 110 مليون من الرجال في اوروبا. واضافت ان 80 بالمائة من كرموسوم واي الموجود لدى الرجال في اوروبا يعود الى المزارعين الذين هاجروا الى القارة.) ويؤكد تقرير البي بي سي على ان الهجرة من الهلال الخصيب – الى اوربا- بدأت قبل ما بين 10 و40 الف عام.المصدر: الخميس، 21 يناير/كانون الثاني، 2010، BBC العربي . 

2-ي قول الاكاديمي والباحث الجزائري المعروف د.عثمان سعدي في مقال له عنوانه (سكّان شمال إفريقيا الأصول الحضاريّة 2) ما يلي: حدثت هجرات عربية عديدة لشمال إفريقيا لم يسجلها التاريخ، ويقر هذا حتى بعض المؤرخين الأوروبيين كويليام لانغر، وغابرييل كامبس الذي يعيدها إلى ما قبل الألف الثامنة قبل الميلاد، وبوسكويه. G.H Bousquetالذي يقول : “وعلى كل حال يوجد ما يجعلنا نقتنع بأن عناصر مهمة من الحضارة البربرية، وبخاصة اللغة أتت من آسيا الصغرى عن طريق منخفض مصر، في شكل قبائل تنقلت في هجرات متتابعة، على مدى قرون عدة، في زمن قديم لم يبتّ في تحديده” [ 7] 

يتابع الباحث عثمان سعدي فيقول: لقد حدثت هجرات قحطانية من جنوب الجزيرة العربية، قبل آلاف السنين، والذي سجله التاريخ هجرة الكنعانيين الفينيقيين في منتصف الألف الثانية قبل الميلاد، حضروا فأقاموا مدنا ساحلية تجارية، وأخرجوا عن طريقها بني عمومتهم الأمازيغ من العصر الحجري وأدخلوهم التاريخ، وأسسوا إمبراطورية قرطاج الذي يعتبر تأسيسها تزاوجا بين الكنعانيين والأمازيغ. فهي إمبراطورية كنعانية أمازيغية. فملحمة حنّا بعل العابرة لجبال الألب ساهم فيها الأمازيغ، فقد كان سلاح الفرسان بجيشه أمازيغي، يقوده الفارس الأمازيغي مهر بعل. وحضارة قرطاج هي مكتشفة الحروف الهجائية وناشرتها بالقرن الثامن قبل الميلاد في أوروبا، فالحروف باللغات الأوروبية تسمى حتى الآن [ألف باء]. قال ويل ديورانت عن الكنعانيين الفينيقيين العروبيين ورسالتهم الحضارية بالعالم: “أقاموا لهم حاميات في نقط منيعة علي ساحل البحر المتوسط، أقاموها في قادز، وقرطاجنة، ومرسيليا، ومالطة، وصقلية، وسردانيا، وقورسقة، بل وفي انكلترا البعيدة. واحتلوا قبرص، وميلوس، ورودس، ونقلوا الفنون والعلوم، من مصر، وكريت، والشرق الأدني، ونشروها في اليونان، وافريقيا، وايطاليا، واسبانيا؛ وربطوا الشرق بالغرب بشبكة من الروابط التجارية والثقافية، وشرعوا ينتشلون أوروبا من براثن الهمجية”. [8] 

ويشير عثمان سعدي الى ما توصل اليه باحث اخر في نفس الموضوع فيقول: العالم اللغوي الجزائري عبد الرحمن بن عطية في كتابه الأخير بالفرنسية، المعنون بـ “العرب والهندو أوروبيون: هل تكلم الهندو أوروبيون العربية في الأصل”، والصادر في الجزائر سنة 2008، يثبت فيه من خلال المؤرخين الأوروبيين والنقوش المكتشفة بأوروبا، بأن اوروبا قبل غزو القبائل الهندو أوروبية في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، كانت تتكلم اللغات العروبية، (أي السامية وفقا للمصطلح الغير العلمي). فقد انتشرت اللهجات العروبية ابتداء من الأكادية، فالبابلية، فالكنعانية وغيرها . ويذكر: “أن لاروس الكبير الموسوعي يضع النقوش الفينيقية ابتداء من الألف الثالثة ق.م ويحدد أن نقوش النصوص الهوريغليفية البابلية تحمل تواريخ بين 2100 و1600 ق. م، المحفوظة على حجارة أو برونز بحروف توحي بالهوريغليفية المصرية وأخرى بالأبجدية الفينيقية”. ويذكر بن عطية أن وادي الهندوس يضم شعوبا تحمل اسم [عربيتا]، كما تحمل شعوبا بالبنجاب بباكستان اسم [عربي] مثلما أورد المؤرخ L.de la Vallée-Poussin الذي يؤكد أن هذه الشعوب ليست هندو أوروبية. ويقول بن عطية بأن اللغة العروبية الأمازيغية كانت منتشرة بالقوقاز وإيبيريا ويسميها اللغة البربرية الإبيرية.. [11] 

ولقد وجد نقش كنعاني فينيقي في البرازيل في [بارايبا] سنة 1874م، ويذكر المؤرخون بأنه كتب في القرن السادس قبل الميلاد. وقد تمكن العالم السوري المتخصص في الخطوط العروبية أي العربية القديمة الأستاذ الدكتور بهجت قبيسي من قراءة للنقش وتحويله إلى حرف الجزم العدناني. [12])! شبكة البصرة 30 تشرين الاول 2012 و2- صحيفة رأي اليوم 5-11-2014. هل هذه مفاجئة لكم ايها العرب ان تكتشفوا ان اجدادكم سادوا بلغتهم وحضارتهم في اوربا والقارة الامريكية بشمالها وجنوبها وقبل ما بين 10 و40 الف عام؟ هل اقتصر وجود العرب في اوربا وسيادتهم هناك على البشر ام انهم نقلوا اليها حتى حيواناتهم وزرعهم ؟ 

يتبع .


هل يستخدم الجينوم لمواصلة تزوير التاريخ؟ 2


في الفقرات السابقة هناك ادلة على ان اللغة التي كانت مستعملة في اوربا قبل وصول الهندو اوربيون قبل المسيح بمائتي عام تقريبا هي اللغة العروبية بكافة لهجاتها المحلية مثل البابلية والاكدية والكنعانية والقبطية والامازيغية، كما يسميها الباحث عثمان والباحث عبدالرحمن وكلاهما بربريان جزائريان يؤكدان في كافة بحوثهما ان البربر او الاومازيغ اصلهم عرب ومن اليمن وانهم توغلوا في اوربا قبل اي هجرة اليها من قبل السكان الاوربيين الحاليين معتمدين على اثار ونقوش موجودة الان واعترافات خبراء اوربيين معروفين. بل ان هناك من يذهب ابعد فيترجم كلمة اوربا (Europe) على انها تعني (عروبة) وهذا امر يحتاج لبحوث علمية وعملية اكثر لاثباته او نفيه . 

3- ونشرت صحيفة الشرق الاوسط (15-6-2008) تقريرا مهما يقول ما يلي : أفاد باحثون في العلوم الجنائية بجامعة كوبنهاغن، درسوا بقايا جثامين في موقعين قديمين لدفن الموتى يعودان الى العصر الحديدي، بأنهم اكتشفوا شخصا يبدو انه يعود الى أصول عربية! كان العلماء الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة «أميركان جورنال أوف فيزيكال أنثروبولوجي» المتخصصة بعلم الإنسان، قد دققوا في أجداث الأموات المدفونين في القسم الجنوبي من جزيرة زيلاند الدنماركية، حيث توجد مقبرتا بوغبيجغارد وسكوفاغارد، اللتان يعود تاريخهما الى ما بين (0 و400) سنة قبل الميلاد. وحسب لينيا ميلتشور من فريق البحث في الجامعة، الذي اشرف على الدراسة، ان الباحثين حللوا الحمض النووي....وعثروا على خصائص جينية لدى رجل أشارت الى أنه يعود الى أصول عربية.) انتهى . 

وهنا نشير الى فيلم امريكي معروف بطله انتونيو بانديرا واسم الفيلم)المقاتل الثالث عشر(وفيه يلعب دور سفير الدولة العباسية الى اسكندنافيا التي كانت تعيش في حالة تخلف مرعب فقام بتوعيتهم ونشر النظافة والثقافة بينهم وعلمهم فنون الحرب الحديثة . 

4- هل وصل العرب الى اوربا قبل ما بين 10و40 الف عام وتركوا بصماتهم الجينية في اكثر من 80% من سكانها فقط كما تؤكد نتائج البحوث الجينية ام انهم ايضا منحوها ثروة حيوانية كبيرة القيمة؟ من المفارقات المحزنة والمفرحة انه حتى ابقار اوربا اصلها عربي وهي مفخرة عدة دول اوربية تصدر مشتقات الالبان التي تعد من اهم مصادر دخلها، كيف وصلت الابقار العربية الى اوربا واستقرت هناك؟ ذكرت دراسة علمية حديثة، لمعهد العلوم البيولوجية بجامعة مدينة "ماينتس" الألمانية، أن الأبقار الموجودة حالياً في أوروبا، تعود إلى أصول عربية، انتقلت إلى وسط وغرب القارة الأوروبية، قبل نحو ستة آلاف عام.وقالت الدراسة، التي نشرت الجمعة، إن أصول البقر وأنواعه المختلفة، كالوعل والغزال، الموجود في أوروبا، تعود إلى منطقة الشرق الأوسط، خاصة مناطق في سوريا وشرق تركيا، بالإضافة إلى عدد من دول الخليج العربي. وذكرت الدراسة أن باحثو المعهد الألماني، توصلوا إلى نتيجة بأن هذه الأبقار لم تكن موجودة في القارة الأوروبية، كما أنها لا تنتمي لسلالة "البقر الوحشي"، التي انقرضت من أوروبا، قبل نحو 400 عام . 

وقال بيان، وزعه المعهد: "لقد ثبت للجنة علمية تابعة للمعهد، بالتعاون مع لجنة أيرلندية ألمانية مشتركة، قامت بإجراء بحوث حول أصول الجينات الخاصة بهذا الحيوان، بأن البقر وأنواعه الموجودة في أوروبا الوسطى، والجزيرة البريطانية، واسكندنافيا، لا تعتبر من سلالة البقر الوحشي."ووفقاً للتقرير، فان هذه الحيوانات انتقلت إلى أوروبا قبل حوالي ستة آلاف عام، وبالتحديد بعد العصر الجليدي، حيث جاءت من تلك المناطق، لتستوطن ألمانيا وأوروبا الوسطى.وحسب الباحثين، فإن جزم العلماء يؤكد بأن الحيوانات الداجنة الأخرى، مثل الخراف والماعز، يرجع أصلها هي الأخرى، إلى الاقطار العربية في الشرق الأوسط وتركيا، حيث لم تكن موجودة أيضاً في أوروبا. المصدر: 

http://arabic.cnn.com/2007/scitech/4....jpg_-1_-1.jpg 

هذا الاكتشاف العلمي ماذا يعني تحديدا؟ انه يعني عدة حقائق لا تدحض: اولها حقيقة ان الابقار والكثير من حيوانات اوربا الحالية اصولها عربية بلا شك وما يترتب عليها، وهو الاهم، ان من نقلها الى اوربا هم عرب فليس منطقيا ان تكون هي من انتقلت الى اوربا خصوصا وان الادلة الاخرى المعترف بها تؤكد بان العرب وصلوا اوربا قبل فترة ما بين 10 و40 الف عام وفي هجرات متتابعة او متقطعة وقبل وصول الانسان الابيض اليها بعشرات الالاف من السنين. وهذا ما تحاول اوربا الاستعمارية اخفاءه! 

5- هل هذا كل شيء وصل من ارض العرب الى العالم البعيد عن الجزيرة العربية؟ كلا فمنذ عدة سنوات أثبت علميا أن أفضل أنتاج قمح فى العالم هو القمح الذى يزرع فى المكسيك وتبين تاريخيا بواسطه علماء الأثار والمخطوطات أن بذور القمح المكسيكى كانت تزرع فى مصر ونقلت من مصر القديمه فى أوانى وزرعت فيها.) . 

هذه التقارير تؤكد بان العرب وصلوا الى جنوب ووسط اوربا قبل ظهور المسيحية بالاف السنين وصارت جيناتهم فيها سائدة بنسبة 80% ثم وصلوا الى شمال اوربا وتركوا بصماتهم الجينية هناك، وان ابقار وماعز وخراف اوربا بما في ذلك بريطانيا، وقمح امريكا اللاتينية اصولها عربي ونقل من منطقة الخصب وهي وادي الرافدين ووادي النيل والشام والمغرب العربي، انها حقائق جينية ثابتة ولم نكتشفها نحن ولم نعلنها نحن بل هم من اعلنوها لانهم عاجزون عن انكارها بعد ان اكتشفت وصار مستحيلا اخفاءها ولكنهم ولخبثهم وانانيتهم المفرطة فسروها بطريقة تضيع على العرب حقهم ودورهم الانساني. في ضوء ذلك ما الذي يفرض نفسه علميا وعمليا ويدحض كافة ما يناقضه؟ اهم وابرز الحقائق هي ان العرب في هجراتهم التي لم تبدء بعد العصر الجليدي الاخير قبل حوالي 12 الف عام فقط بل حصلت هجرات عربية قبل ذلك بالاف السنين، وفي تلك الفترة لم تكن كل الارض مغطاة بالثلوج فقد تخللتها وكما تؤكد الاثار المادية عصور دفيئة قصيرة او طويلة سمحت بانتشار البشر انطلاقا من الوطن العربي (العراق والشام ومصر) الى المغرب العربي ومنه الى اوربا . 

وهنا نتوقف قليلا لنوجه الضربة القاضية للنظرية التي تنكر الاصل العربي للمغرب العربي: فلكي يصل العرب الى اوربا لابد ان يمروا قبل ذلك وبالاف السنين بالساحل الجنوبي للبحر الابيض المتوسط من تركيا الى موريتانيا، لسبب بسيط جدا وهو ان طرق العبور الى اوربا تنحصر فيما يسمى اليوم بايطاليا واليونان وفرنسا واسبانيا وتركيا، والاخيرة كانت لم تشهد بعد وصول الاتراك لها وكانت مسكونة بقبائل عربية عراقية، فكان منطقيا وعمليا تأكيد انهم استوطنوا المغرب العربي الاف السنين واقاموا فيه حضاراتهم المتعددة قبل انتقالهم الى اوربا وتسييد جيناتهم وهويتهم اللغوية هناك. والا علينا ان نسأل من اين مروا الى اوربا في زمن لم تكن فهي طائرات تنقل المسافرين جوا ؟ 

وهذه الحقيقة تدعمها اللقيات الاثرية ونظم الري القديمة، كما كشف الباحث اللامع د. احمد سوسة المختص بنظم الري القديمة، والتي تؤكد بان خط الهجرة الكبيرة الاخيرة تاريخيا ابتدأت قبل اكثر من 12 الف عام من اليمن الى الفرات الاوسط اي سوريا واستقر العرب هناك الفي عام وبعدها نزلت جماعات منهم الى جنوب الفرات اي العراق واسست حضارات العراق المعروفة، بينما سارت جماعات اخرى الى المغرب العربي واستقرت هناك واسست حضارات فينيقية امازيغية ملتحقين بعرب الموجات الاقدم، ويضيف باحثون اخرون منهم د. عثمان سعدي بان هجرات اخرى حدثت واخذ العرب ينتقلون الى اوربا ويتوغلون فيها تدريجيا حتى وصلوا اسكندنافيا. علما بان المؤرخين المنصفين مثل الذين استشهدنا بهم يؤكدون بان هجرات عربية اقدم كثيرا حدثت خلال فترات بين 12 و40 الف عام . 

وهناك نظرية تقول بان الانسان الاول نشأ في جنوب افريقيا وهناك نظرية اخرى تقول بان الانسان الاول نشأ في اثيوبيا ولكن كلا النظريتين تؤكدان على ان الانسان الاول هاجر من افريقيا الى العراق ومنه الى سواحل البحر الابيض المتوسط الجنوبية ومن هناك انطلق الى اوربا وبقية قارات العالم، وفي كل الاحوال فان هناك اجماعا على ان الهجرات الى اوربا انطلقت من اقطار عربية هي العراق وسوريا ومصر وان نظرية ظهور الانسان الاول في افريقيا تحتاج لاثبات لانها مجرد نظرية وضعها غربيون وعلينا ان نشكك بكل ما دون الغرب عن التاريخ لانه تزوير وطمس للحقائق . 

اذا الحقيقة المذكورة ترسخ الاقتناع بان العرب وصلوا في هجرات سابقة للتاريخ المكتوب والمعترف به الى المغرب العربي واستقروا فيه الاف السنين قبل الانتقال الى اوربا، في هجرات متتابعة ونشروا لغتهم وحضارتهم هناك والتي تعود جذورها الى جنوب الجزيرة العربية، فمن المنطقي عدم الهجرة مجددا الا بعد الاستقرار ومعرفة طبيعة المناطق القريبة ومقارنتها بالتي سكنوا فيها ثم الهجرة، خصوصا وان العربي المنطلق من الصحراء او من منطقة جدب وفقر وشحة موارد، وهذا هو الدافع الاجباري للهجرة، كان لا يعرف البحر وسمى المحيط الاطلسي ب(بحر الظلمات) لغموضه وحجمه الضخم مقارنة بانهار العراق، وبناء عليه يمكن تأكيد ان العرب وصلوا المغرب العربي في فترات تتراوح بين 10 و40 الف عام وليس مع الفتح الاسلامي . 

الحضارات وابداع البشر يعود لفترات اقدم من التاريخ المكتوب من قبل مؤرخين اوربيين لم يكن فيها الانسان بدائيا كما يصوره تاريخ العالم الذي يقول بان الحضارات بدأت تظهر بعد انتهاء العصر الجليدي الاخير اي قبل حوالي 12 الف عام. والان يشهد الغرب خصوصا امريكا موجة عارمة من البحث عن اسرار واسباب وجود اثار اعمارها ترجع الى الاف السنين قبل التاريخ المعروف خصوصا بعد ان عثر على اثار كالاهرامات المصرية واثار بعبلك في لبنان وفي امريكا اللاتينية وافريقيا تشبه اهرامات مصر وتعود لعشرات الالاف من السنين وليس لعشرة الاف عام فقط، كما عثر على مواد ليست من صنع الانسان ولا يمكن صنعها الا بادوات متقدمة جدا وعمرها ايضا اكثر من 12 الف عام . 

ولدينا مثال ساطع : ما تمت معرفته بالتصوير الجوي هو ان الجزيرة العربية التي نراها الان صحراء جدباء كانت قبل انتهاء العصر الجليدي منطقة غابات مطيرة وانهار كثيرة وقامت فيها حضارات مجهولة كتابيا وان كنا نرى بعض اثارها المادية شاخصة حتى الان، ولكن ابرز اثارها واهمها اطلاقا هو اللغة العربية والتي تعد وبحق لغة منطقة مزدهرة وخضراء ومتقدمة وليست لغة صحراء بالاصل واهم سبب هو ان اللغة اي لغة لاتنشأ ولا تتوسع الا بفضل الاختراعات او اكتشافات الاشياء والتي تحتاج لتسميتها فليس معقولا ان تسمي شيئا لايوجد ما يقابله ماديا، ودائما تسمية شيء تعني انه وجد او اكتشف ويحتاج لتسمية فما سر اللغة العربية والتي تعد وبلا اي منافس اللغة الاغنى بالمفردات في العالم وتبلغ 12 مليون مفردة (بينما اوسع لغة بعدها هي الانكليزية وتبلغ مفرداتها 600 الف مفردة) والتي تصف كل كلمة حالة معينة وهي سمة لا توجد الا في اللغة العربية كقاعدة عامة ؟ 

في بيئة مزدهرة كبيئة الغابات والمناطق الخضراء تظهر الحيوانات والطيور والحشرات البرية والبحرية بالاف الانواع والاشكال وتخترع الاف الادوات وكل هذه الاشياء تحتاج لاسماء. وهنا نجد انفسنا بأزاء سؤال منطقي: هل توجد في الصحراء حيوانات وحشرات وطيور كثيرة ام انها قليلة جدا مقارنة بغابات في مناطق مطيرة؟ اذا اول ادلة ان اللغة العربية لم تكن اصلا لغة صحراء هو ثرائها ووجود الاف الاسماء لمخلوقات لا توجد في الصحراء وانما توجد فقط في مناطق مطيرة خضراء. وهذا يؤكد اضافة للقيات مادية كثيرة ان الجزيرة العربية كانت منطقة حضارات سادت ثم بادت بسبب التصحر ولدينا اساطير كثيرة وقصص زاخرة باحداث تروى كأنها اساطير لكنه في الواقع بقايا تاريخنا المغدور، فدعونا نتخيل ماذا حصل في الجزيرة العربية قبل 30 الف عام مثلا! 

يتبع .

هل يستخدم الجينوم لمواصلة تزوير التاريخ؟ 3

هنا نرى مجال التزوير واضحا بحصر تاريخ العالم بما كتبه الغربيون فقط وتجاهل او تقزيم تاريخنا وتاريخ العالم الثالث وتشويهه او تزويره ولعل من اسوء اشكال التزوير الحالية هو الترويج الامريكي لفكرة ان الاثار الكثيرة والتي لا يمكن صنعها حتى بادوات عصرنا الحالي كاهرامات مصر والكتل الصخرية المنحوتة والضخمة جدا في لبنان وفي امريكا اللاتينية هي نتاج حضارات غير ارضية اقامتها مخلوقات غير بشرية! فلكي يواصلوا التعتيم على ما حصل فعلا في الماضي السحيق بعد اكتشاف اثار ولقيات لا يمكن تفسير وجودها في ذلك الوقت وفقا لما كتب في التاريخ الذي قال بان الحضارات بدأت بسومر ومصر روجوا لنظرية الاصل الكوني لحضارات بائدة مجهولة الهوية وهي نظرية تحقر الانسان وتضلله وتزجه في ازقة خانقة لوعيه . 

ما نجده الان من اثار ولقيات اعجازية من صنع البشر ولكن في حضارات مندثرة لا نعرف عنها شيئا وعدم المعرفة متعمدة من قبل من كتب تاريخ العالم وهم الاوربيون والامريكيون لان تلك الحضارات تتمركز في مناطق هويتها غير اوربية ولا امريكية بل عربية ومن ما يسمى العالم الثالث الان والذي صور من قبل الغرب على انه متخلف وان من صنع حضارات منه سابقا كالعرب العراقيين والمصريين والشاميين والمغاربة فقدوا قدراتهم بعد ظهور الاوربي الابيض الذي فاق في ذكاءه كل الاجناس الاخرى! وهنا في هذا الترويج العنصري الزائف مكمن السر في التعتيم على الحضارات البائدة ومحاولة منع معرفة من بناها فعلا وما هي انجازاتها . 

ولكي تستمر عملية منع الضحايا من النهوض مجددا يجب منع استخدامهم لقوتهم مرة ثانية وافضل وسيلة هي انكار وحدة هويتهم القومية وفرض قصص تاريخية تافهة او مزورة عنهم وعن العالم، ومن بين اهم الوسائل كما رأينا تعمد فرض هوية جغرافية لتحل محل الهوية الحضارية والثقافية والتي تشكل اهم مميزات الانسان، لان المكان الجغرافي لا يمنح هوية وانما الثقافة والحضارة هي التي تشكل هوية البشر . 

التسميات في الخريطة الجينية هي مكمن التزوير للواقع التاريخي فلكي تقزم حقيقة تم الاعتراف بها وهي ان العرب وصلوا اوربا قبل 40 الف عام وتنكر عروبة المغرب العربي ومصر – وهي من اهم شروط تعاظم قوة العرب حاليا - كان ضروريا انكار عروبة المغرب العربي ومصر وتزوير تاريخهما وهويتهما القومية العربية، وكانت لعبة الاسماء خير وسيلة فاطلقت تسمية بشرية ولكنها اسطورية وهي السامية – نسبة الى سام بن نوح - على الكتل البشرية العروبية، مثلما اطلقت تسمية مكانية لا تفصح عن هوية سكانية وهي (شمال افريقي) او (افريقي)، فحينما تقول شمال افريقيا وتنسب مصر – في اصولها السكانية - والمغرب العربي له وتخفي الهوية العربية تختلق تناقضا مصطنعا بين الهوية السكانية الحضارية والثقافية والطبيعة الجغرافية وهو تناقض اهم وظائفه اخفاء واقع الثقافة والحضارة، لقد وصل العرب الى المغرب العربي قبل الاسلام بالاف السنين كما ثبت بالادلة المادية واللغوية والجينية وليس فقط اثناء نشر الاسلام ورسخوا وجودهم وثقافتهم ولغتهم هناك وامتزجوا بالسكان الاصليين هناك ولم يعد بالامكان تمييزهم عنهم . 

واللغة العربية قبل الاف السنين كانت لغات عربية ونحن نطلق عليها الان اللهجات العربية، وكلها تنتمي لشجرة واحدة هي اللغة العربية الام والتي انتشرت في اغلب قارات العالم القديم بما في ذلك اوربا وامريكا الشمالية وامريكا الجنوبية، بل هناك ادلة تدعمها المخطوطات التي عثر عليها في اماكن مختلفة من الكرة الارضية والمقارنات اللغوية على انها اصل كل اللغات البشرية الحالية، وتكمن عظمة الهجرات العربية في ان العرب لم يستقروا في اوربا فقط بل عبروا المحيط الاطلسي منها الى امريكا الجنوبية والشمالية كما تؤكد مصادر كثيرة وقبل وصول كريستوفر كولمبس اليها بقرون وربما بالاف السنين . 

وبالاضافة لدليل القمح المصري في المكسيك فهناك اثار مصرية تعود لالاف السنين مدفونة في مغارات في الجراند كانيون في صحراء امريكا! وكانت قبائل من السكان الاصليين في امريكا اي الهنود الحمر تتكلم اللغة العربية قبل وصول الاوربيين اليها، وهناك قصة معروفة وهي ان قرية جبلية في المكسيك منعزلة عن الحضارة وتعيش هناك منذ الاف السنين يتحدث سكانها اللغة العربية باللهجة اليمنية وهي تؤكد انها تعيش في القرية من الاف السنين . 

اما مصر فقد انكرت عروبتها من قبل من رتب المعلومات الجينية مؤخرا وطرح فكرة ان اصل مصر ليس عربيا بل من شمال افريقيا! وهذا تزوير فاضح وهنا نعرف الهدف المزدوج لتسمية شمال افريقيا فبالاضافة لاستبعاد عروبة المغرب العربي فانه يخرج مصر من نطاق العروبة بنسبها الى منطقة جغرافية وليس الى هوية قومية، فاذا استخدم مصطلح شمال افريقيا لمنح هوية غير تاريخية، والهوية في جوهرها نتاج انساني تاريخي حضاري وثقافي، فان المغرب العربي يصبح افريقيا وليس عربيا، كما ان نسبة هوية مصر الي افريقيا او شمالها ينفي تلقائيا عروبة مصر ويحل محل الانتماء الحضاري والثقافي تسمية جغرافية لا هوية لها، مع ان اللغة القبطية هي فرع من فروع اللغة العربية وما تسميات ملوك الفراعنة العربية - كالعزيز مثلا - الا احد الادلة على عروبة مصر الفرعونية . 

والهدف الستراتيجي الخطير هنا هو ان اعتبار المغرب العربي ومصر والسودان افريقية وليست عربية يؤدي الى اخراج اكثرية العرب من دائرة العروبة وهكذا تتقزم الامة العربية بكل ما تعنيه كلمة تقزيم من معنى وينهار المشروع النهضوي العربي وهو اهم اهداف الصهيونية والاستعمار الغربي، بهذه الخريطة وتسمياتها يريدون سلبنا ثلثي الامة واخراجهما من نطاق قوتها وفعلها. وبالعكس وفي حالة اعطاء تسمية انسانية حضارية وثقافية وهي العروبة وليس جغرافية فان تسمية المغرب العربي ومصر والسودان تصبح مطابقة لواقع الهوية الفعلية والحضارية، وبذلك تكتمل مقومات الامة العددية والحضارية وتتشكل وتتكامل عوامل نهضتها وقوتها ووحدتها الشرعية والحتمية، وهذا ما يصطدم بالخطط الغربية القديمة والمتجددة مثل خطة بنرمان وخطة المؤتمر الصهيوني الاول . 

اما الاعتراف بان اصول اسرائيل الشرقية – ايران - عربية فهي لعبة اخرى فلكي تطبّع وتفرض وتنشر قصة ان مصر ليست عربية ويبدو ذلك حكما علميا موضوعيا يجب ذكر ان اغلبية اسرائيل الشرقية اصلها عربي، وهذا الاعتراف لا قيمة له لان الاصل هذا محي تماما وحلت محله هوية اخرى فارسية بالتطبيع القسري حتى لو كانت الاصول الجينية عربية، فالانسان في النهاية يتطبع بالبيئة بغض النظر عن اصوله الجينية، وبهذه العملية المزدوجة، انكار عروبة مصر والمغرب العربي وذكر عروبة اسرائيل الشرقية الجينية، يحقق الغرب هدفين جوهريين خطيرين ومدمرين لهويتنا القومية العربية وهما: الهدف الاول ضرب عروبة مصر والسودان والمغرب العربي وهي عملية معاصرة لنا وتتم الان وتبرز خطورتها ونتائجها الان واهمها نسف قواعد اقامة اي وحدة او تضامن عربي بأخراج اكثر من ثلثي الامة من نطاق الانتماء لها، والهدف الاخر منحنا حقيقة جينية لا قيمة لها الان لانها فقدت اي تأثيرات عملية فما قيمة ان تكون اصول اسرائيل الشرقية عربية وهي تعادينا وتقاتلنا وتحتل اراضينا وبطريقة اخطر واوسع واعمق مما تفعله اسرائيل الغربية ؟! 

جوهر اللعبة اذا هو: يعطونا ما لا يمكن الحصول عليه (اسرائيل الشرقية) ويأخذون منا ما هو بين ايدينا والثقل الاكبر من وجودنا وهويتنا (مصر والسودان والمغرب العربي). هذه هي عبقرية العدو عندما يخطط لتدميرنا والتي نجحت في امرار تلفيقات تحت غطاء علموي مبهر! اما هدف انكار عروبة المغرب العربي وتقديم ادلة علموية – وليس علمية - على صحة الاطروحات الغربية الصهيونية خصوصا الفرنسية القائلة بان المغرب العربي كان امازيغيا ولم يكن عربيا فهو تزوير مزدوج في تسمية المغرب العربي بشمال افريقيا وبنسب الامازيغ لغير اصلهم العربي وافتعال تناقض في الهوية بين العروبة والامازيغية مع انهما هوية واحدة عند البحث والتدقيق حضاريا خصوصا لغويا وهو ما اثبتته البحوث الجينية ودراسات الاكاديميين العرب من اصول امازيغية مثل عثمان سعدي . 

ولكي نطلق نكمل دحض كل تشويه لاطروحاتنا القومية العربية لابد من عرض البديهيات التالية : 

1- مثلما يعد التلاقح الجيني احد اهم اسباب قوة الانسان وصحته بعكس زواج الاقارب الذي يضعف الانسان، فأن تلاقح الحضارات والاصول والجينات من اهم مصادر حيوية وتقدم الامم. وبفضل ذلك تعلم العربي مبكرا في اسرته التي تضررت من زواج الاقارب او الزواج الداخلي Endogamy، فلجأ الى الزواج الخارجي Exogamyلتقوية النسل وتجنب الامراض الوراثية. وهنا نجد اصل تجاوز ورفض المفهوم العنصري والدموي للقومية العربية ولتعريف العربي وثبتنا في صلب هويتنا القومية العربية المفهوم المحمدي القائل ليست العربية بأحدكم من أب وام وإنما هي باللسان، فمن تكلم بالعربية واحب العرب فهو عربي، وبغض النظر عن اصله الجيني ولهذا تجد العربي اسمرا واسودا وابيضا من موريتانيا الى عمان مرورا بالسودان ولبنان. واستنادا لهذه الحقيقة لا يهمنا الاصل الجيني للانسان بل يهمنا موقفه والتزامه الفعلي والخريطة الجينية الاخيرة لا تغير ولن تغير من هويتنا وتلاحمنا شيئا وبغض النظر عن كل ما احيطت به من حيل والعاب لغوية . 

ويترتب على الموقف العقائدي المذكور ان العرب ومثل كل الشعوب ليسوا انقياء الاصل الجيني بل هم خليط متجانس تكفل الزمن الطويل والتعايش والتلاقح ورباط الهوية الدينية واللغوية والقبلية جعله هوية مشتركة ولحمة اجتماعية، وفي اطار هذا المفهوم تسقط النظريات الغربية عن الاصول العنصرية والدموية للامازيغ والعراقيين والمصريين وكافة التنوعات البشرية التي تشرفنا بوجودها في جيناتنا وتكويننا الانساني، فنحن في النهاية بشر من اصل واحد هو ادم والقانون الانساني الاول المعترف به قديما وحديثا هو قانون التعايش والاندماج بين الاجناس والحضارات والثقافات والاصول وليس التمزق والتشرذم، ففي كل الحضارات عبر التاريخ التقت مجاميع بشرية مختلفة الاصل لكنها تمازجت واندمجت ونتج عنها مكون جديد طبيعي واصيل لحمته هوية حضارية ازاحت كل الاصول العرقية السابقة للاندماج البشري . 

الغرب والصهيونية اللذان يريدان اعادة تشكيل الامم في العالم الثالث عموما وفي الوطن العربي خصوصا بتنفيذ مخططات لتفكيكه على اسس عنصرية وطائفية، قد لا يدركان بأن ذلك سوف يجر جرا الى اعادة تشكيل الدول الغربية قبل غيرها، خصوصا امريكا واسرائيل الغربية، لانها مقارنة بقوة لحمة امم الشرق العريقة كالامة الصينية والامة العربية، كيانات تتعرض للشيخوخة والتفكك التلقائيين كما يلاحظ علماء الاجتماع في تلك البلدان، ويمكن تعريضها للمزيد من التفكك في حالة اعادة تعريف البشر على اسس جينية وليس حضارية وثقافية . 

يتبع .


هل يستخدم الجينوم لمواصلة تزوير التاريخ؟ 4 

2- الكذب والتلفيق ينقض العلم مثلما يهدم الاخلاق، وبناء عليه نجد اننا امام بديهية لا يمكن التخلص من جبريتها وهي ان العالم او المثقف، ولانه غير الجاهل او الامي، اذا كذب نسف صدقيته وزرع الشك لدى الناس عموما في كل ما يقوله حتى لو كان صحيحا، والسبب هو انه اذا اصيب احد بداء الكذب فانه يصبح (طبيعة ثانية) مكتسبة لديه يمارسها كما يمارس اي شيء اخر بلا تردد وفي كافة المجالات وليس في مجال واحد حينما يرى ان ذلك يخدم اهدافه الشخصية او العامة مع ملاحظة ان المثقف يتعمد جعل الكذب يبدو كأنه حقيقة ولهذا يتعمد اعداد الكذب بطريقة مدروسة . 

وهنا نرى النتيجة: من يزور احداث الحاضر لابد انه يزور ويكذب اكثر حول الماضي لان ذلك اسهل بكثير لغياب امكانية رؤية الماضي بتفاصيله وملابساته واضطرارنا لرؤيته من خلال المؤرخ او الراوي، فالذي يزور الان وبحضورنا ونحن نعرف الحقائق هل يمكن تخيل سوى انه عندما يتناول الماضي يكذب بوقاحة اشد؟ وتأسيسا على هذه البديهية نشير الى ان من كتب التاريخ هو الاوربي الغازي والمستعمر ولخدمة استعماره وليس لاظهار الحقائق ولكي يكسب معركة ترويج الاكاذيب كان لابد له ان يتظاهر بالموضوعية العلموية من خلال اعلان تسعة حقائق موضوعية ودس كذبة واحدة معها لامرارها . 

ولو نظرنا الى واقعنا الان ماذا نرى؟ نرى وعد بلفور الذي قام على كذبة وقحة وهي (ان فلسطين ارض بلا شعب وتعطى لشعب بلا ارض اي اليهود)! رغم ان الشعب العربي الفلسطيني كان موجودا في فلسطين منذ الاف السنين وقبل وصول اي يهودي اليها من مصر الفرعونية، فلفقت الكذبة هذه لاقناع العالم بان ارضا بلا شعب اذا عطيت لشعب بلا ارض فانها ستفيد الشعب الذي لا ارض له ولن يلحق الضرر باحد!!! وهذه الكذبة تسببت في اخطر صراع في الوطن العربي وموت الملايين بسببه وتهجير قسري لاكثر من خمسة ملايين فلسطيني وحدوث حروب وازمات طاحنة . 

الاكاذيب الاخرى التي مهد بها لغزو العراق بلغت العشرات وكانت ابرزها اتهامه بامتلاك اسلحة دمار شامل وفبركة افلام واعداد شهود زور ومواد سامة لاثبات ذلك ثم اتهامه بوجود علاقة مع بن لادن، وغيرها ولكن ثبت وباعتراف الحكومة الامريكية والبريطانية - واخر شواهد ذلك تقرير تشيلكوت - والذي اعترف بان تلك الاتهامات كانت اكاذيب لفقت عمدا لتوفير حجج غزو العراق! وما يجب الانتباه اليه ان هذه الاكاذيب المعاصرة اقترنت بتلفيق ادلة تبدو صحيحة في البداية ولمن لا يعرف الحقيقة ودعمها بطرق تكنولوجية وعلمية لاجل منع الاعتراض ودحض حجج من يعترض . 

من ابرز سمات الغرب، بقادته وخبراءه واعلامييه ومؤرخيه، تلفيق الاكاذيب وتزوير الوقائع فهل ممارسة الاكاذيب وبصورة منتظمة امامنا الان ونحن الشهود على كذب التلفيقات تمنح الغرب شهادة الموضوعية عندما يكتب التاريخ او يقدم الحقائق العلمية دون الشك بصحتها او بطرق عرضها؟ كل تاريخ الاستعمار الغربي من غزو امريكا الشمالية وامريكا اللاتينية وجنوب افريقيا واستراليا وابادة ملايين السكان الاصليين عمدا وغزو فلسطين والعراق وتفجير اخطر كوارثنا وهي ما سمي ب(الربيع العربي) نقول كل تاريخ الغرب يؤكد بان الكذب هو احد اهم اعمدة سياساته ونظرته اليه على انه ضرورة اساسية لكسب الحرب. ولهذا فان ما كتبه تحت تسمية التاريخ والعلم هو في الواقع ليس التاريخ الحقيقي ولا الحقيقة العلمية، بل الصورة التاريخية الملفقة او الصورة العلموية المضللة والتي تخدم الاستعمار وتلحق ضررا بالشعوب المضطهدة من قبله خصوصا انه يمتلك وسائل غسل ادمغة المليارات من البشر الان عبر الانترنيت وغيره . 

واذا كنا لايمكننا ان نثق بمن يزور الحاضر او الماضي القريب الذي عشناه فهل يمكننا تجاهل انه مستعد اكثر لتزوير الماضي الابعد وهو الاكثر غموضا بحكم بعده الزمني واخفاء ما يعرفه عنه من حقائق لاتخدمه وهو الذي يملك وسائل التنقيب والبحث ومتفوق علينا وعلى غيرنا في امتلاك تلك الوسائل ؟ 

3- ومن مظاهر التزوير لتاريخنا الحضاري ولاصولنا تعمد طمس دورالعرب فيه، فمثلا عندما يأتي ذكر عالم اصله غير عربي عاش وابدع في ظل الدولة العربية المتقدمة في العهدين الاموي والعباسي وكلاهما جزء من تاريخنا القومي المشرف، يتعمد المؤرخ او الخبير الغربي القول بانه كان (فارسيا) او (افغانيا)! رغم انه عاش في الوطن العربي وتربى وابتكر وابدع بفضل الحضارة العربية ولغتها وثقافتها! والمفارقة البارزة هي ان نفس الخبير او المؤرخ الغربي عندما يتناول مبدعا عربيا في اصله يقول (العالم المسلم) ويتجنب ذكر هويته العربية وينسبه لدينه ليس حبا بالاسلام بل كرها بالعرب، وهذه ملاحظة جوهرية تفضح الهدف العنصري او الاستعماري للمستشرقين والخبراء الغربيين . 

وما يكشف بصورة حاسمة تعمدهم تزوير هوية المبدعين في التاريخ العربي من العرب او من ابدع من غير العرب بفضل ولادته او عيشه طوال عمره في الوطن العربي وتشبعه بما قدمته له الحضارة العربية من علم ومصادر وتربية وجود امثلة معاصرة تدعم حجتنا وتحسم بقوة لا راد لها مسألة هوية المبدعين في عصور النهوض القومي العربي الاموي والعباسي، ففي منطقة تسمى وادي السيليكون Silicon Valley وتقع في ولاية كاليفورنيا الامريكية وهي منطقة خبراء المعلوماتية الاشهر في العالم والذين تفتخر بهم امريكا وهم مصدر تفوقها التكنولوجي، تزيد نسبة ذوي الاصول الاجنبية وغير الامريكية عن 80% وهم من اصول هندية وباكستانية وعربية ومنهم مؤسس شركة ابل ستيف جوبز واصله عربي سوري، ولكن هل ينظر العالم كله خصوصا الغرب الى هؤلاء على انهم عرب وباكستانيين وهنود؟ ام انه يعتبرهم امريكيين حتى اذا ذكرت اصولهم؟ الجواب واضح جدا فهؤلاء ابدعوا وقدموا انجازاتهم التكنولوجية والعلمية في امريكا وتحت تأثير بيئتها المشجعة ولولا البيئة الامريكية المشجعة على الابداع لما ابدعوا وطوروا بنفس المستوى . 

فهل يختلف الانسان الذي ابدع في ظل الحضارة العربية في مختلف مراحلها اذا كان من اصول فارسية او افغانية عن ستيف جوبز كي يشار الى انه كان فارسيا او افغانيا ليجرد العرب من اي فضيلة؟ هنا نلاحظ العداء العنصري او الاستعماري للعرب متجليا في انكار حقيقة ان من ابدع اثناء عصور الحضارات العربية كان عربيا –حتى لو كان من اصل غير عربي - لانه ولد وعاش في بيئة عربية وكتب بالعربية وابدع فيها فكان عربيا بالانتماء الحضاري الاختياري ولم يعد فارسيا او افغانيا تماما مثل السوري الاصل ستيف جوبز والاف الهنود والباكستانيين في وادي السيلكون والذين اصبحت هويتهم امريكية ولم يعودوا هنودا او عربا . 

5- هناك حقيقة تاريخية بارزة جدا لابد من معرفتها وهي ان مئات الالاف من العرب هاجروا في مراحل مختلفة من الجزيرة العربية والعراق وسوريا الى العالم الخارجي لنشر الاسلام وقبله لاغراض اخرى كما اثبتت الخرائط الجينية المشار اليها، وهؤلاء استقروا في مختلف القارات والبلدان ومنها بلاد فارس وافغانستان وشبه القارة الهندية ووصلوا الصين شرقا واسكندنافيا غربا واندمجوا في تلك المجتمعات، ولكنهم كانوا يعملون ويعيشون مستخدمين اللغة العربية في انتاجهم الفكري والعلمي، وقرات كتابا يقتصر على ذكر اسماء العوائل العربية في الهند دون شروح ويقع في اكثر من 300 صفحة وهؤلاء هاجروا الى الهند في حقب مختلفة ومنهم من عرفني بنفسه - اثناء عملي الدبلوماسي في الهند - قائلا انه من سلالة عمر بن الخطاب او من نسل ابو بكر الصديق او من نسل ال البيت . 

المستشرقون الغربيون وغلاة الفرس والصهاينة عملوا على طمس كل عمل وانجاز حضاري قام به العرب في التاريخ بطرق ذكية مرت على من ظنوا بان اغلب علماء ومبدعي الحضارة العربية كانوا من اصول غير عربية رغم ان عشرات الالاف من العرب اطلقت عليهم اسماء مدنهم غير العربية او اسماء الدول غير العربية التي عاشوا فيها مع انهم عرب بالاصل مثل اطلاق لقب (الفارسي) على عوائل عربية عاشت في بلاد فارس او لقب الافغاني على عوائل عربية اخرى عاشت في افغانستان...الخ. المسألة هنا هي ان الغربي والفارسي عندما يكتب عن تاريخ العرب يتعمد تشويه صورتهم بطرق عديدة منها انكار الاصل العربي للكثير من العلماء والمبدعين الذي ظهروا في بلدان غير عربية في عصور مختلفة . 

6- ومن حيل المستشرقين الغربيين الاخرى استخدام تسمية اسطورية لوصف حالات تاريخية واقعية فالسامية تسمية لقصة اسطورية وليست واقعة تاريخية لهذا تستخدم لوصف اللغات العربية والاعمال التي قام بها العرب ونسب كل انجازاتهم الى الساميين وليس للعرب واعتبارهم مجرد جزء من الساميين وليس كلهم مع ان كل من وصف خطأ بانه سامي كان عربيا بما في ذلك اليهود لان اليهودية ديانة وليست قومية وهو ما تؤكده الخرائط الجينية والواقع الفعلي لليهود الاصليين وليس لمن حسب عليهم لاحقا . 

7- عربت الاندلس بسرعة لسبب عملي وهو ان العرب استقروا في الاندلس في هجرات سابقة للفتح الاسلامي بالاف السنين لهذا استقبل عرب الاندلس العرب الفاتحين على انهم ابناء عمومتهم وقومهم. وهذا ينطبق على مصر والمغرب العربي ايضا فلولا وجود هجرات متعددة قبل ظهور المسيح بالاف السنين لما وجدت اللغة العربية بكافة لهجاتها مجالا للانتشار في تلك الاقطار . 

8- ان وجود الابقار والحيوانات ذات الاصول العربية والخطوط والكتابات العربية في بريطانيا يدحض ما ورد في الدراسة الاخيرة من ان بريطانيا حافظت على اصولها الجينية لان العرب وصلوا اليها بموجات متعاقبة وكبيرة واستقروا فيها . 

9- احدى اهم الحقائق هي ان الحضارات العربية لم تبدأ بسومر وبابل والفراعنة والفينيقيين وقرطاجة فتلك حضارات حديثة نسبيا اذا ما قورنت بحضارات سادت ثم بادت خصوصا في جزيرة العرب عندما كانت منطقة خضرة ومياه واخطر واهم تركاتها التي تثبت وجود حضارات مزدهرة فيها هي اللغة العربية التي تتألف من 12 مليون كلمة بينما الانكليزية 600 الف كلمة والفرنسية والروسية والالمانية اقل بكثير فهل يمكن ان تكون هذه اللغة لغة صحراء ومنطقة جدب ام لغة حضارات مزدهرة اذا تذكرنا ان كل كلمة لاتخترع وتضاف الى اللغة الا اذا كان هناك مايقابلها ماديا ؟ 

10- الفكرة المركزية: العلماء الغربيون لا يستطيعون تبديل الحقائق مثل وجود الجينات العربية في اكثر اوربا ولكنهم يستطيعون تزوير التسميات لاجل انكار الاصل العربي لمصر والسودان والمغرب العربي فيطلقون اسم شمال افريقيا بدل اسم المغرب العربي، مستبدلين الهوية بالمكان وهو استبدال مضلل، ثم يقولون ان جينات هذه الاجزاء من الوطن العربي شمال افريقية وان الجينات العربية قليلة هناك في تجاهل تام لما اعترفوا به وهو ان الجينات العربية تسود حتى الان في اوربا بين الرجال وبنسبة اكثر من 80% فكيف تسود في اوربا من دون ان تسود اولا في المغرب العربي مع انه المعبر الوحيد للعرب الى اوربا؟! هذه هي اللعبة المموهة بغطاء علموي. انه (صدام الحضارات) طبقا للمفكر الامريكي صموئيل هنتنغتون بكل ما يعنيه المصطلح من معنى وتطبيقات ميدانية .



0 التعليقات: