أخر الأخبار

.

الشيخ عبدالكريم محمد بياره .. نموذجاً لعراقي أصيل


(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
الشيخ عبدالكريم محمد بياره .. نموذجاً


عراق العروبة
د . سعد الدوري

نكتب اليوم عن نموذج اصيل لكردي عراقي هو الشيخ عبد الكريم بن محمد بن فاتح بن سليمان المدرس المشهور ( الشيخ عبد الكريم بيارة) مفتي العراق الاسبق فقيه ومفسر واصولي ومتكلم لغوي والمولود مطلع القرن العشرين في (بيارة )احدى قرى شمالنا الحبيب والمتوفي في عام ٢٠٠٥ وهو في الاقامة الجبرية في مسجد سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد من قبل قوى الاحتلال الامريكي وخونة العراق وعملاؤهم خوفا من افتتان الناس به والتفافهم حوله واعطاء زخم اضافي للمقاومة العراقية الباسلة حينها .

لقد كان لهذا الرجل الصالح رحمه الله عناية خاصة بتربية النفس وصقلها وتهذيبها من الشوائب والتجرد نحو الزهد والصبر على العبادات ليسموا بخلقه وعلمه الذي ذاع صيته في بلاد المسلمين عامة بحيث كان يفد ُ اليه طلاب العلم للتزود من علمه ..، وقد شاءت الصدف والاقدار ان يزوره وفد من علماء مسلمي الهند وليتوجهوا له بالطلب الملح بالقدوم معهم الى بلادهم ليترأس الجامعة الاسلامية مقابل اغراءات مادية سخية فما كان من هذا العراقي الكردي الأبي الاّ بالاجابة الصادقة الصريحة (( إن معلقتين من شوربة سيدنا الشيخ في الصباح تساوي كنوز الدنيا ومافيها )) (١) . ليرفض مغادرة العراق اعتزازا بتربته وتعلقه باوليائه والصالحين الراقدين في هذا البلد .. 

قول هذا الرجل الكردي الصالح وردّه هذا لم يأتِ من فراغ فحب الوطن حق اليقين وانه شعبة من شعب الايمان وهو أثرُ طيب تعلمناه من معلمنا ونبينا محمد الف الصلاة والسلام عليه عندما غادر مكة كارها لا راغبا الى المدينة المنورة وهو يقول( والله انك لأحب البلاد الى الله وأحب ارض الله اليّ ) .

فحب الوطن غريزة فطرية في النفس البشرية الذي عاش وترعرع فيه وهذه الغريزة موجودة عند كل انسان ناهيك عن سائر المخلوقات الاخرى .

ان خيانة الوطن قبيحة ويالها من قبح ؟!وتزداد قبحا في وقت الشدائد والمحن خاصة ،، عندما يتكالب المتكالبون لنشر الفتن والفوضى فيستغل خائن الوطن ذلك وينضم الى ركب المغرضين ويتباهى بذلك جهارا نهارا في وقت يتلاحم مجتمعه لصد الفتن ويتراصَ ابناؤه لحماية وطنهم من الشرور والمحن ،،، فما أقبح هذا الخائن الذي يتذرع بالعقائدية العنصرية والطائفية والمذهبية تحقيقا لمآرب خارجية ومخططات بات عامة الناس يلمُ بمفرداتها فمَن لاخير له في وطنه لاخير له في دينه ...

فللمهرولين وراء المخططات المرسومة مسبقا لتمزيق الوطن نقول اهتدوا الى قول رب العزة (( ياايها الذين امنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لايهدي القوم الظالمين))... 

هذه تذكرة متواضعة اتخذنا من كردي وطني اصيل نموذجا هو الشيخ عبد الكريم بيارة رحمه الله للذين تولوا امورنا في بغداد واربيل بعد الاحتلال واختلفوا لعنتٍ وصلفٍ في انفسهم او مآرب اخرى دبرت في ليل وللاخرين الذين دمرت مدنهم وهجرت عوائلهم وغيّبوا شبابهم نقول ان تمزيق العراق وتفتيته كما يراد له الان لايخدم سوى اصحاب ذات المخطط الذي به تم تنصيبكم حكاما على اهل العراق وتوليكم امورهم وبهم علت اصواتكم ؟؟!!

عسى ان تتذكروا وتتعظوا ولكن هيهات ،..!

بلادي وإن جارت علي عزيزة
واهلي وإن ضنوا علي كرام 

(١) لمن لم يذق الشوربة في مرقد سيدنا الشيخ هو تقليد متبع من مئات السنين تطبخ صباحا ليتناولها الناس للتبرك وللفقراء لسد الرمق .

0 التعليقات: