أخر الأخبار

.

جهلة العصر وقانون الغاب


جهلة العصر وقانون الغاب

عراق العروبة
نزار السامرائي


لو أن الولي الفقيه الإيراني علي خامنئي يمتلك الحد الأدني من الخبرة والوعي السياسيين مع قليل من توجهات الإعلام، لأصدر أمرا فوريا للإيرانيين المقيمين في العراق تحت عنوان حكام له، وفرضهم على رقابه قادة مليشيات ووزراء، لأصدر أمرا يمنعهم من تبني مواقف بلاده وبلادهم بصورة علنية وسمجة على النحو الذي عرفناه في المدة الأخيرة، كي تكون خطبهم ومواعظهم أكثر قبولا ولا تستفز ضمائر العراقيين ومشاعرهم وآذانهم، وكي يحافظ على آخر خيط يربطهم مع العراقيين وهو خيط المذهب ومواكب اللطم، ولكنه والحمد لله لم يفعل وهذا في مصلحة العراق والعراقيين، خشية من بقاء بعضهم مخدوعين حتى اليوم بالعمائم السود والبيض .

كثير من هؤلاء الإيرانيين ونتيجة حمقهم وغبائهم، أضافوا من عندهم مواد وفقرات وتفسيرات إلى قرار مجلس الأمن الدولي 598 لسنة 1987 وزعموا وجود فقرة خاصة تتعلق بالتعويضات ولا أعرف من أين جاء بها "خبراء القانون الدولي العظام" من المعممين الذين لا يحسنون أكثر من فتاوى النفاس والجنابة وعلى الأغلب لا يستطيعون البت فيها ما لم يستخرجوا كتبهم الصفراء والعودة إليها .

أنا فرحت كثيرا لهذا الحضيض الذي صار إليه من طالب بالتصدي للعقوبات على إيران، والمنزلق الذي وقع فيه هؤلاء الفرس عندما دافعوا عن بلدهم بهذه الحماسة التي لم يتكلم بها خطيب جمعة طهران، ولم يشر إليها جواد ظريف لأنهم يعرفون عدم وجود نص على ذلك، ولو علموا ما تأخروا لحظة واحدة في المطالبة بها وبالفوائد المترتبة عليها .

أما الحديث عن ترليون و100 مليار دولارأو غيرها من تعويضات يراد منها مساعدة إيران في أزمتها الحالية والتي طالب بعض ممن كان لم يحلم حتى بترديد رقمها في أحلامه وباتت تخرج من فيه وكأنها تحصيل حاصل، فيبدو أن أمرهم بالحديث عن ذلك قد صدر من دون تقدير نتائجها العكسية لأنها تبعث برسالة إلى كل من ما زال يظن أن إيران دولة تحترم جيرانها وتريد إقامة علاقات متوازنة معهم ، من أصدر هذه التوجيهات لسقط المتاع ممن لم يجدوا فرصتهم في بلدهم فراحوا يبحثون عنها في العراق وبلدان أخرى عساهم يحصلون على تلطيف من سيدهم، ويبدو أن جهات متنفذة في إيران قد وعدتهم بحصة من خمس المبلغ المطلوب، كما يبدو أن هناك وعدا بترقية درجتهم إلى مواطن من درجة خمس نجوم بعد أن ظل ردحا من الزمن مجرد خادم ذليل على بوابة أحد المعممين من الدرجة الثالثة .

فلا تبتئس أخي العراقي الحقيقي العراقي الأصيل عندما تكتشف بمحض الصدفة أناسا يحملون جنسية بلد آخر وولاء مطلقا له فهذا من حسن حظ العراق وحسن حظ العراقيين .

0 التعليقات: