تربية الجيل .. وتحديات تعدد مصادر التغذية
تربية الجيل .. وتحديات تعدد مصادر التغذية
نايف عبوش
حتى وقت قريب، كانت الأسرة والبيت، هما المصدر الأساسي في تربية وتنشئة الجيل ، وغرس القيم الدينية ، والأخلاقية ، والاجتماعية ، في نفوس الناشئة ، بالإضافة إلى المحيط الاجتماعي ، الذي يُحيط بالجيل في المنزل ، وفي الشارع ، وفي السوق ، والأماكن العامة .
ثم ما لبثت أن جاءت المدرسة ، لتكون المصدر الثالث للتغذية ، حيث يقضي فيها الطالب جل وقته ، ويتزود منها بالمعلومات وفق المنهجية المقررة ، بالإضافة إلى ما يقتبسه بالاحتكاك المباشر، من سلوكيات ، من معلميه ، وزملائه .
ومع تسارع معطيات التطور، وحلول ثورة الإتصال والمعلوماتية ، كأحد أهم إنجازات العصرنة ، فقد لعبت وسائل الإعلام ، المرئية منها، والمسموعة ، والمقروءة ، دوراً مؤثراً ، فى تغذية الجيل ، بانماط شتى من المعارف، والثقافات .
وبدخول الشبكة العنكبوتية للمعلومات (الإنترنت) في الاستخدام، فقد صار مصدر التغذية مفتوحاً أمام الجيل، بكل فئاته العمرية ، في كل الاتجاهات ، وبدون قيود . وبذلك تعددت مصادر التغذية ، وتشعبت وسائلها ، وتنوعت معطياتها .
ومن هنا فقد بات الجيل يواجه تحديات معقدة في التلقي، والتزود بمعطيات التثقيف ، والتربية ، والتعلم ، تصل إلى حد التناقض أحياناً، وبالشكل الذي بات يؤثر سلباً في سلوك الجيل ، ويفضي به إلى الضياع ، واللامبالاة ، والتمرد .
ولذلك يتطلب الأمر من الاسرة ، والمدرسة ، والكتاب ، والمفكرين ، والدعاة ، وأعمدة القوم ، وكل من يعنيهم امر التربية ، والتعليم ، الإنتباه إلى ضرورة التعامل مع الجيل الجديد ، بعقلانية تامة ، واستيعاب شامل لمعطيات التطور، وبالشكل الذي يهذب تعامل الجيل مع مصادر التغذية ، بوعي مستنير ، يمكنه من الانتفاع من كل ماهو إيجابي من معطياتها ، وطرح كل ما هو سلبي منها جانباً .
وبذلك نضمن الحفاظ على إعداد جيل متوازن الوعي ، وقادرا على التواصل مع روح بيئته ، ومرتبطا بجذور اصالته ، ومتفاعلا بإيجابية ، في نفس الوقت ، مع معطيات عصره .
0 التعليقات: