أخر الأخبار

.

أصداف : الدراسات الجغرافية أسست للمخططات المائية


أصداف : الدراسات الجغرافية أسست للمخططات المائية



عراق العروبة
وليد الزبيدي




عندما تسبق الدراسات والأبحاث أي خطط في أي حقل من الحقول يقف التأسس على أرضية صلبة، ونظرا لقناعتنا بخطورة ورقة المياه وأنها ستبقى في الصدارة لا بد من الغوص قدر الإمكان في هذا الميدان، ولكي نتوصل إلىأهمية ورقة المياه، والجوانب السياسية التي سعت الصهيونية تحقيقها من خلالها، لابد من دراسة طبيعة الجهود التي بذلت منذ وقت مبكر . على صعيد الدراسات الجغرافية، والتي عبّر عنها بصورة واضحة ثيودور هرتزل في منتصف حزيران/يونيو عام 1895م عندما عكف على كتابة رسالة موجهة إلى عائلة روتشيلد، وأعاد كتابة تلك الرسالة ثلاث مرات متوالية، قال فيها (حالما تتألف جمعية اليهود، سوف ندعو لمؤتمر يضم عددا من الجغرافيين اليهود لكي نقرر الشكل التالي، بمساعدة أولئك العلماء المخلصين لنا بصفة كونهم يهودا) .

ويضيف هرتزل في رسالته قائلا (يجب أن نأخذ بعين الاعتبار شتى أنواع العوامل الطبيعية الجيولوجية منها والمناخية للإحاطة بها كليا وبالنظر إلىأحدث البحوث) .

ورغم أن هرتزل امتنع في ذلك الوقت عن تحديد أرض فلسطين بصورة نهائية، لظروف كثيرة، كانت تحيط بالموضوع، إلا أن الجولات الاستطلاعية والبحوث التي قام بها العديد من المهندسين والمختصين قبل تلك الفترة، ركزت على فلسطين بصورة خاصة والمنطقة العربية برمتها .

ويرى د.أسعد رزوق أنه يرجع الفضل في إتاحة مجال التفكير لدى أحباء صهيون لفلسطين الكبرى إلى الجهود التي بذلها (صندوق اكتشاف فلسطين)Palestine Exploration Fund منذ إنشائه عام 1865م، حيث عكف الأوروبيون بصورة عامة والبريطانيون خاصة منذ عدة قرون على إبراز اهتمام عجيب لفلسطين أو الأرض المقدسة كما عرفوها في القرون الوسطى .

ومما لا شك فيه أن اهتمام لندن بموضوع فلسطين منذ وقت مبكر قد جاء نتيجة لتمركز المنظمات اليهودية إضافة إلى وجود المحفل الماسوني هناك، وفي عام 1804 م تأسست في لندن (جمعية فلسطين) Palestine Association وتهدف هذه الجمعية إلى جمع المعلومات التي من شأنها أن تقدم توضيحات عن الأراضي المقدسة وخاصة ما يتعلق منها بالشعب والمناخ والتاريخ . وعمدت هذه الجمعية إلى نشر تلك المعلومات عام 1810م في كتاب ضخم ، وتم التركيز على وصف المناطق الملاصقة لبحيرة طبريا ونهر الأردن والبحر الميت ، واعتمدت في ذلك على المعلومات المتوفرة إضافة إلى الوصف الدقيق الذي قدمه العالم الألماني (اولريخ سيتزن) .

وفي عام 1852م قام (ارثور ستانلي) بزيارة إلى فلسطين وتجول في المنطقة وأصدر كتابه (سيناء وفلسطين) عام 1856م الذي أعيد طبعه أكثر من مرة، واهتم في دراساته بالأراضي المصرية وقربها من فلسطين واعتبرها بمثابة المقدمة الضرورية لكل من سيناء وفلسطين ، وضم كتابه خريطة اعتبر فيها سيناء ضمن الأراضي المقدسة ، إذ لم تتضمن تلك الخريطة أي حدود بين سيناء وفلسطين .

وإذا كان اليهود يمتلكون المعرفة التفصيلية بنهري دجلة والفرات من المنبع إلى المسار والمناطق التي يمر بها النهر وطبيعة السكان والمناخ ، بسبب التاريخ البعيد للتواجد اليهودي في العراق منذ زمن نبوخذنصر، ونجد أن نهر النيل قد أخذ من اهتمامهم الكثير لدراسته تفصيليا ، ففي عام 1790م نشر الرحالة (جيمس بروس) كتابا بعنوان (رحلات لاكتشاف منابع نهر النيل) ومع أن الباحثين اليهود اعتبروه النافذة الأولى التي أطلوا من خلالها على يهود (الفلاشا) القاطنين في إثيوبيا، إلا أن الحقيقة ليست كذلك ، إذ إن الذي قادهم إلى دراسة منابع نهر النيل، هو ذات الدافع الذي حفزهم لدراسة جغرافية المنطقة، وكانت أهداف الدراسة سياسية أكثر من كونها استطلاعية أو بدافع المعرفة وحب الاطلاع . وقد اهتم اليهود كثيرا بهذا الكتاب، ويقول الدكتور أسعد رزوق في كتابه (إسرائيل الكبرى) كانت تلك الدراسة الخاصة بمنابع نهر النيل موضع اهتمام الكتاب اليهود ومنهم (م.ل ماركوس) في فرنسا و(لوزاتوLuzztto ) في إيطاليا إضافة إلى اهتمام الصحافة اليهودية في ذلك الوقت .

0 التعليقات: