اليوم تحديداً، (وأنا خارج ألمانيا)، اتصلت بزوجتي في برلين، وطلبت منها أن تذهب إلى أكبر مكتبة في برلين وهي مكتبة عملاقة من عدة طوابق، لتبحث لي عن كتاب للبرفسور الأمريكي جوزف ناي من جامعة هارفارد، صدر عام 2004 في الولايات المتحدة بعنوان (Soft Power) والمؤلف هو الأستاذ هو جوزف س. ناي (Goseph S. Nye). وأنا إذ أمتلك نسخة من الكتاب باللغة العربية صادر في المملكة العربية السعودية عام 2007 وقد ترجمها إلى اللغة العربية الأستاذ د. محمد توفيق البجيرمي، والنشر العربي هو دار العبيكان في الرياض، ولكني كنت أرغب في الحصول على نسخة باللغة الألمانية .

وقد توقعت أن الكتاب، وهو مرجع في موضوع القوة الناعمة (Soft Power) أن يكون مطبوعاً في ألمانيا وباللغة الألمانية، ولكني فوجئت أن الكتاب لم يترجم للألمانية على أهميته (رغم صدوره منذ 14 عاماً، ومادة الكتاب مهمة، وشائعة في العلوم السياسية)، بل وأن الموظف الألماني في المكتبة نفسه أستغرب الأمر، وبحث في الانترنيت عله يجد نسخة ألمانية قابعة في مكتبة ما في ألمانيا أو في الدول الناطقة بالألمانية، ولكنه ويا للدهشة لم يجد. وأكثر من ذلك، آنذاك عرض الموظف في المكتبة مساعدتنا، بطلب الكتاب من الخارج بالإنكليزية وقال أن الأمر سيستغرق ثلاثة أسابيع على الأقل. ورغم أن قرأت الكتاب باللغة العربية، إلا أني كنت أريد أن أحصل عليه وأقرأه بالألمانية .

الدهشة دفعتني أن أكتب هذه الخاطرة ولأخبر أن حال الثقافة العربية والترجمة كذلك ليست في شر مستطير، رغم الصعوبات الموضوعية في الترجمة والنشر. وبتقديري إن كانت ثمة من أزمة، فهي في التوزيع والتسويق، وكلف الطبع والنشر، أما أزمة الكتاب الورقي المطبوع، فهي أزمة عالمية، والانتشار الواسع للغاية لاستخدام الكومبيوتر والانترنيت، أصبح صعباً في العالم كله بسبب التوسع الهائل وانتشار الكتاب الالكتروني وهذه عوامل مؤثرة لها دورها بالطبع في هذه المسألة .

المهم عملنا بجد وجهد في إنجاز بحث عن القوة الناعمة (Soft Power)، وهو مصطلح يتردد كثيراً في الثقافة الغربية، وسيكون هذا البحث بين أيدي القراء في وقت ليس ببعيد .

الصورة : غلاف كتاب القوة الناعمة