أخر الأخبار

.

أصداف : ملجأ العامرية أولى الجرائم


أصداف : ملجأ العامرية أولى الجرائم


عراق العروبة
وليد الزبيدي



قد يكون العنوان الاكثر دقة لهذا المقال ” جريمة ملجأ العامرية ببغداد”، ولمن لم تطرق سمعه تفاصيل هذه الحادثة الأليمة، نقول أنه رغم بشاعة جميع الجرائم الأميركية بحق العراقيين منذ أن دفع اولى القنابل والصورايخ صوب المدن العراقية فجر السابع عشر من كانون الثاني من العام 1991 وحتى هذه اللحظة، إلا أن تلك الجريمة تنطوي على اصرار يتوافق والعقلية الأميركية وسياساتها ازاء الشعوب، فقد تم التخطيط لها بعناية كبيرة، ونفذها الطياريون الأميركيون بهمجية واجرام لا مثيل لها إلا تلك الجريمة المشابهة التي ارتكبها الأميركيون بحق المدن اليابانية في العام 1945، حيث لجأ البيت الأبيض إلى استخدام سلاح الجبناء بعد فشلهم في تحقيق نصر عسكري على اليابان في الحرب العالمية الثانية، وفي جريمة ” ملجأ العامرية” استهدف الطيران الأميركي احد الملاجيء الذي تم تشييده لحماية المدنيين من الشيوخ والنساء والاطفال، وكما هومعروف فأن الملاجيء الخاصة بالمدنيين تكون معروفة لجميع الاطراف المتحاربة، وكان هذا الملجأ الذي يقع في اطراف جانب الكرخ من العاصمة العراقية معروفا للجميع، كما أن الطيران الأميركي قد راقب المكان، وكان المشهد التقليدي في مساء كل يوم يتمثل في ذهاب العوائل القاطنة في المنطقة للاحتماء بالملجأ، بعد أن فتك الطيران الأميركي بالعوائل في الكثير من مناطق العراق، ولم يخطر ببال احد من تلك العوائل أن يتحول هذا الملجأ إلى هدف تقصده الطائرات المقاتلة الأميركية .

من التسريبات التي نشرت في وقت لاحق لارتكاب الجريمة أن الطائرات الأميركية راقبت الملجأ عن كثب، وهذا يعني أن تلك الطائرات قد رصدت الاهداف التي تدخل الملجأ في كل ليلة، وهوما يزيد عن الاربعمائة شيخ وأمراة وطفل، يتوجه هؤلاء عند غروب الشمس واحيانا قبل ذلك نحوالملجأ، وغالبا ما تكون عوائل باكملها قد اجتمعت في داخله، وهذا ما زاد من حجم الجريمة وزاد من بشاعتها بعد أن احترقت عوائل باكملها ما عدا الاباء الذين كان اغلبهم في جبهة الحرب، وبعد المراقبة والرصد وجمع معلومات تفصيلية عن بناء الملجأ، فقد تم صناعة عدة قنابل خاصة لهذه الجريمة، وصممت القنبلة الاولى التي اطلقها الطيارون الأميركيون لتتكفل باحكام اغلاق جميع منافذ الخروج، ولأن ابواب الملاجيء تكون ثقيلة جدا ومصصمة لحماية الابرياء بداخله، فقد تم اغلاقها باحكام تام نتيجة تلك القنبلة، وبعد ذلك تم اسقاط قنابل متفجرة حارقة احدثت حريقا داخل الملجأ، بحيث تواصل الحريق الذي يلتهم جثث الاطفال والنساء والشيوخ من الساعة الخامسة فجر الثالث عشر من شباط – فبراير 1991 حتى السابعة صباحا، وكانت اصوات الضحايا تتعالى ثم بدأت بالخفوت والتلاشي بعد أن تحولت الاجسام الى جثث متفحمة .

لقد كانت جريمة بشعة بكامل ما تحمل هذه الكلمة من دلالات .

0 التعليقات: