أخر الأخبار

.

الثامن من شباط العروس التي اغتيلت


الثامن من شباط العروس التي اغتيلت

عراق العروبة
عبدالكريم الخزرجي




يومها كنت في السابعة عشر من عمري، طالب،نزلت لنا التوجهيات الحزبية بان نعلن الاضراب في مدرستنا تضامنا مع زملاءنا الطلاب المعتقلين وانا القي كلمة الاضراب القي القبض علي نقلوني الى سجن الموقف في الباب المعظم، من كان هناك؟ المرحوم ابو هدى المرحوم عطا محي الدين ومسؤولي الحزبي انذاك احمدعبد المنعم وغيرهم من قادة الحزب، صادف الثامن من شباط شهر رمضان اي الرابع عشر من رمضان، كنا صائمين، نهضت صباحا على ازيز طائرة تدك وزارة الدفاع، الطائرة التي كان يقودها المرحوم منذر الونداوي، ايقضت الجميع وصرخت باعلى صوتي، ثورة، ثورة استيقظ الجميع على هدير صوتي وكان معي علي حسون، كان قسم من الشيوعيين معتقلين معنا ولكنهم في عنابر اخرى،، هاجوا وثاروا وحملوا السكاكين وماموجود لكي يهجموا علينا لان الثورة بعثية، تصدينا لهم وبعد لحظات جاء عدد من الضباط الى الموقف واخرجوا عطا محي الدين ومجموعة من الرفاق وسمعنا من الراديوا البيان الاول للثورة التي كانت المرحومه هناء العمري قد القته بكل حماسة ، في المساء جاء الينا الضباط الاحرار واطلقوا سراحنا وقادونا الى نادي الاعظمية الرياضي وسلموا كل واحد منا سلاحا لكي ندافع عن الثورة لان الشيوعيين نزلوا الى الشوارع يساندون عبد الكريم قاسم .


كانت ثورة شعبية بكل ماتعني الكلمة من شعبية حيث شباب البعث في الشوارع والازقه والمحلات والمدن سيطروا على كل شيء ، نجحت الثورة وتنفس الناس الصعدا للخلاص من الحكم الدكتاتوري الذي اعدم خيرة الضباط وعلى راسهم الشهيد ناظم الطبقجلي ورفاقه ومجازر الموصل وكركوك حيث علق البشر على اعمدة الكهرباء . 

ماذا حصل بعد ذلك ؟ انشغلت الثورة بتصفية اعدائها وكثرت عليها المؤأمرات والفتن من جميع القوى السياسية وعلى رأسهم الشيوعيين والناصريين وغيرهم لم يفسحوا لها المجال لتطبيق برامجها السياسية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية وتطبيق شعارات البعث الى واقع ملموس . 

بدأ الصراع داخل القيادة الحزبية والعسكرية، اضمر عبد السلام عارف الذي لم يكن له علم بالثورة ولم يشارك بها ومعروف ان عدنان القصاب هو الذي اتى به من منزله لكي ينصبوه رئيسا للجهورية ، انشق الحزب الى مايسمى يسار ويمين وهذ الطامة الكبرى، استغل عبد السلام عارف واعوانه، بل ان عددا من العسكريين البعثيين شاركوه نواياه الخبيثه فأطاحوا بالثورة وغدروها وهي لم تبلغ التسعة اشهر من
عمرها وعاد البعثيون الى نضالهم السري من جديد وهكذا هم اليوم يناضلون من جديد للقضاء على الاحتلالين الامريكي والصهيوني،، هكذا هو قدر البعثيين دائما مشاريع استشهاد من اجل الوحدة والحرية والاشتراكيه .


0 التعليقات: