أخر الأخبار

.

الحقد الفارسي الدفين؟؟


الحقد الفارسي الدفين؟؟

عراق العروبة
بلقيس الحلبي



تحتفل اليوم دولة ايران بدفن قتلاها في حرب العراق في عهد صدام ؟؟؟

مما يظهر مدى الحقد الفارسي على العرب والأمه الأسلاميه بعد مرور كل هذه السنوات وبعد تسليم العراق إلى ايران وبمساعدة الأحتلال الأمريكي لتضمن تواجده في العراق وحتى تضل العراق في حروب دائمه يضمن للأمريكان الحفاظ على مصالحها هناك وإيظآ أستنزاف ثروات العراق تم تسليم العراق لشيعة ايران لتجعل منها ساحه للأنتقام من الشعب العراقي وإيظآ لأحتلال أراضي عراقيه .

وهذا مانشهده اليوم من صراع دائم وقتل وتدمير ممنهج من قبلهم وإيظآ بمسانده أمريكه وهنا يتضح القاسم المشترك بين ايران وأمريكا فتقوم ايران بزعزعة أمن المنطقه وتقوم أمريكا بنشر قواعدها وبيع أسلحتها بحجة الحفاظ على أمن المنطقه العربيه ؟؟ وهنا يكمن مدى التعاون الأمريكي الأيراني في تمزيق العرب والدول العريبه .

ومانراه في ايران اليوم من احتفال على جثث العراقيين يكشف مدي الحقد المجوسي الايراني على العرب ومايجري في العراق واليمن اليوم هو أكبر دليل على التعاون فيما بينهما فكلآ منهم له دوره المزعزع للمنطقه وأكبر دليل وقف تحرير الحديده بحجة السلام لتسمتر في دعم عصابة الحوثي مما يساعد العصابه في تقويتها لتبتز دول الجوار في حرب لاتنتهي وحتى تستمر في الأستثمار في بيع الأسلاحه غير المنح المقدمه للامم المتحده بأسم المساعدة الأنسانيه غير نهب ثروات كلنا من اليمن ودول الجوار وهنا تكمن المخطط بأستهداف دول الجوار ولكن للاسف أن حكام العرب أصبحو في غفلة عما يدور حولهم ولايستوعبون المخطط الخطير في تمزيق العرب والأمه الإسلاميه بينما هناك قواسم مشتركه بين ايران وأمريكا وأكبر دليل تسليم العراق الي الشيعه وبمباركه امريكه 
ومايجري في العراق يكشف التعاون الخفي الغير معلن 
ولكن بعض العرب صم بكم عمى ؟؟

ولن أبالغ بأن أصفهم بحمير العرب الذي يمتطيها صاحبه دون أن يعرف وجهته وهو حال اليوم الدول العربيه للاسف في تصديقها لمعادة ايران ومساندتهم واريد اذكر بعض حكام العرب بحديث الرسول محمد (ص) ستتكالب على أمتي في اخر الزمان الفرس والروم
بمعنى الفرس ايران 
والروم الدول العظمي ؟؟ 
لانه لم يكن يوجد في زمن الرسول عظمي غير الروم ؟؟ واليوم هم يمثلون الروم ؟؟واذكرهم بقول الله تعالى في رسوله الامين مصدق على كلامه قال تعالى وماينطق عن الهوى أنما هو وحي يوحى صدق الله العظيم في هذه حديث دليل على التعاون ضد الامه العربيه من قبل ايران وامريكا وغيره ولكن العرب لايتعلمون حتى من رسولهم ؟؟

0 التعليقات:

صديقي الذي أجهل اسم أبيه


صديقي الذي أجهل اسم أبيه !


عراق العروبة
مهدي شاكر العبيدي



قد يكون اليوم مريضا ً ومقعدا ً وملازما ً بيته لا يبرحه إن لم يغادر هذه الدنيا ويعفي ذاته من كروبها وأوصابها ، فقد تعرفت عليه وارتبطت أسبابي به قبل ما يزيد على ستة عقود ، منذ كان موظفا ً بسيطا ً يدير مكتبة دار المعلمين بالأعظمية ويغري الطلبة بالإقبال عليها والاستعارة منها ، وكنت واحدا ً منهم حين أوشك العام 1950م ، أن ينقضي دون أن يهمني التعرف على اسم والده ـ وهذا أمر مدهش في تكوين الصداقات والصلات الحميمة – وحسبي مناداته بالسيد شوقي حين أبغي استعارة كتاب ما ، وكان على ما يبدو مشغوفا ً بالقراءة ، عارفا ً بما تنطوي عليه الكتب من الحقائق والأسرار ، وأذكر مرة ً أنـه نهاني عن تداول أي أثر لميخائيل نعيمة مدعيا ً أن نتاجه الأدبي آخذٌ بقدر من التجريد والابتعاد عن هموم الناس ، فهو من أشياع نظرية الفن للفن بدلا ً من تطويعه في سبيل الحياة ، الطريف أنـي بعد سنوات وقفت على هذه الملاحظة النقدية لأدب الكاتب من لدن باحث مصري يتبنى المذهب الواقعي ، ويدعو لتسخير الأدب في سبيل محو الفقر والجهل والمرض ، وإزالة هذه الأدواء من وجه الحياة ومن حياة الناس .

اعتدت خلال السنوات التالية وحين ألم ببغداد وافدا ً إليها من خارجها أن أزوره بين آونة وأخرى حين يتسع الوقت وتفرغ النفس من تمضية بعض الأشغال ، وفي إحدى المرات علمت أنـه أوقف صيف 1953م ، لاشتراكه في تظاهرة وطنية اخترقت شارع الرشيد استنكارا ً لقدوم شاه إيران ولياذه بحكام بغداد في ظروف تأميم الدكتور محمد مصدق لثروة بلاده النفطية ، والظاهر أنـه واجه في التوقيف الذي استغرق أشهرا ً أنماطا ً متباينة من الناس ، لا عهد له بأطوارهم وأمزجتهم ، أو تعلم من هذه التجربة العارضة درسا ً عن تواني من يعرفهم من الأناسي في إغاثته وعونه ، وربما خشي عواقب المستقبل وما يجر وراءه من نوائب أفدح وأجسم ، فخاف وآلى على نفسه أن يقطع صلته بالنضال ، واضعا ً حدا ً لعلائقه بالموسميين والمكابرين والثراثرة من المشتغلين بالسياسة وهواتها ، وأحسبه كان مصيبا ً ومنصفا ً حيال ذاته ما دام في أول الدرب وله أسوة بالشيخ عبد الحسين الجواهري الذي حكى عنه نجله الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري أنـه كان يغني ثم خاف وترك الميدان .

وكذا توالت استعاراتي من المكتبة العتيدة للدوريات والمؤلفات التي يغلب عليها الطابع التقدمي بتوجيه وإرشاد منه ، وبحسب مواصفات ذلك الزمن كمجاميع مجلة (المجلة) التي صدرت في الموصل أيام الحرب العالمية الثانية ، ودأبت على التنديد بالفاشية والحرب ، وأخطرها كتاب (تاريخ الحركات السرية الهدامة) لمؤلفه محمد عبد الله عنان تناول فيه على شاكلة المستشرقين الروس حركات القرامطة والزنج والحشاشين في التاريخ الإسلامي ، وثورة الأقنان والعبيد المسماة في تاريخ الرومان بثورة سبارتكوس ، وحين تعينت معلما ً في إحدى مدارس قصبة الهندية ، فإن أول ما وجهت نظري له مكتبة المدرسة المتواضعة ، وسألت عما إذا كانت تحتوي على مؤلفات لمحمد عبد الله عنان ، حملق بوجهي الشيخ المدير وهو رجل مستنير وشاعر مقل ، و لاهج دوماً بحمد من أسدى إليه صنيعة ذات يوم ، و من ذلك ثناؤه و اطراؤه شخص الدكتور محمد فاضل الجمالي استاذه بمعهد اعداد المعلمين عام 1927م ، و من رأيه أن لو قنع بتحصيله من علوم التربية من وراء بعثته إلى جامعة أمريكية و لم ينجر إلى العمل السياسي لأسدى لبلده من الآلاء و الأفضال ما يجانب به الانكار و الجحود ، فلا غرو أن أبدى دهشته لإحاطتي بحياة هذا الكاتب وآثاره والذي يعده ـ بحسب تعبيره الذي أتذكره جيدا ً ـ أول من شتم فيصلا ً ، وحذر العراقيين من تنصيبه ملكا ً وإيلائه الثقة ، ولم اتقر هذه الحقيقة في مصدر ثبت بعد ذلك ، وجل ما أعرفه عن محمد عبد الله عنان ـ من خلال كتابات سلامة موسى ـ أنـه تقدم هو ونخبة من المتنورين ـ وعلى رأسهم هذا المفكر الحصيف ـ إلى الجهات المسؤولة بطلب إجازة حزب يساري متوق للابتلاء بمرض الطفولة اليميني ، فصدموا بمعارضة سعد زغلول ورفضه الطلب ذاك ، وسوى أنـه ترجم إلى العربية رسالة طه حسين العلمية عن فكر ابن خلدون ، ثم تحول وانقلب إلى باحث تراثي متعمق في نشأة الأزهر والآثار الأندلسية وحضارة العرب بعامة ، وانـه أقام بالمغرب زمنا ً منقـبا ً في مكتباته وخزائنه العلمية كعالم ومصنـف ، لكن لعنة التأسيس ظلت تطارده من لدن هذا الحزب أو ذاك من الأحزاب التي ظهرت في الساحة بعد حزبه المجهض بعقود ، مما لا يحيط به الحزبيون من كل صنف ولون ، وحين مات محمد عبد الله عنان في عام 1986م ، وقد شارف التسعين عاما ً نعاه كالعادة الراحل عبد القادر البراك إلى الوسط الثقافي مؤرخا ً وعالما ً ومحققا ً ومترجما ً ، وما ذاك إلا لأن للبراك الصحفي اتصالا ً بمصادر الأدب الحي ، قبل أن تسف الصحافة العراقية ويتهافت عليها الطارئون !.

وآخر لقاء لي بشوقي هذا المتنبئ بحوادث المستقبل وما تفرضه في حياة الناس من متغيرات كان في عام 1980م ، قبل أن تندلع شرارة الحرب مع إيران وفي مدخل شارع المأمون ، ونحن بانتظار الحافلة كل لوجهته ، قال مقسما ً ووجهه يرنو لتمثال الرصافي :ـ”وحق هذا الذي ظلمه الزمان ، وشرع ذوو الشأن يمجدونه بالتمثال ، وكأنـهم يعتذرون منه ، إنـنا في السنوات العشر القادمة سوف نجوع ولا نجد الأكل في السوق”، هكذا بلهجته البغدادية ذات البلاغة البسيطة بعد أن أبصر بأم عينيه توافد الأيدي العاملة المصرية التي تشتغل بأي شيء وسط ادعاء هذا بأنـه انتظم في الأزهر زمنا ً ، وازدهاء ذاك بأنه يحمل بكلوريوس تجارة ، وما عهدنا بمصر الثورة والنضال والصدق والحقيقة أن ينزل نفرٌ من بنيها لهذه الدرجة من الكذب والتدليس ، وهذه هي المرة الوحيدة التي أخطأ فيها شوقي بحدسه ، فقد شهدت سنوات الحرب التي أعقبت هذا اللقاء وفرة ً وانتعاشا ً في الأقوات والأرزاق لصرف الناس عن الاحتجاج على الحرب ، وكان يصدق لو علـقه بسنوات العقد التالي حيث فرض الحصار القاسي ، ولقي الناس منه ما لقوا ، سوى الانشغال ببناء مساجد الله ، وعناية المسؤولين بصحة الناس ، وإيصائهم بشرب العرق المختوم وتحديد أوقات بيعه .

0 التعليقات:

الأديب إبراهيم المحجوب..موهبة متوقدة وحس مرهف


الأديب إبراهيم المحجوب..موهبة متوقدة وحس مرهف


عراق العروبة
نايف عبوش




في دردشة أدبية على الماسنجر، تلتها مكالمة هاتفية، أعلمني الأديب المبدع إبراهيم المحجوب، انه كان اليوم ، عند احد الاصدقاء الاطباء.. وقد صادف أن جاءوا إلى الطبيب برجل مسن مكسور الساق.. فعاينه الطبيب ولكن دون فائدة.. فسمع الختيار المسن يدندن مع نفسه بصوت خافت( آني ودليلي.. آني ودليلي)..فألهبت دندنته وجدان الأديب إبراهيم المحجوب، وفجرت عواطفه.. وارتجل من فوره، على مسامعه، هذا البيت من الزهيري :

آني دليلي فلا عنات ترهملو
أسهر ليالي ولاكو حبوب ترهملو
مثل الكسير المالگولو علاج يرهملو

يرجى طبيبو والأمل محدود
والعمر مهما عبر عدنا معاه حدود
ظنتي الليالي گوطرن متجاوزات حدود

إسمعت بطفيخ العشگ هم علاج يرهملو ..

وعندها اجهش الختيار المسن بالبكاء، متفاعلا مع اثارته إيحاءات هذا الزهيري في نفسه، من شجون، وما هيجته في دواخله من أوجاع .

ولا غرابة في ذلك، فالزهيري، بما نص إبداعي، يتطلب موهبة فطرية متوقدة، وخيالا خصبا ، تمكن القائل من استيلاد النص في لحظة انقداح ومضته في وجدان المبدع ، ليقوم عندئذ، بنقل أحاسيسه المرهفة التي عاشها في تلك اللحظة عبر نصه المنثال عنها، الى وسطه المتلقي ، لكي يعيش تلك المشاعر التي عبّر عنها المبدع، بتفاعل وجداني،وحس عاطفي،باعتبار ان الشاعر القائل، بحاجة الى من يشاركه تجربته الوجدانية ، ولأنه لا يكتب لنفسه فقط، بل وللآخرين في نفس الوقت.

فلا ريب أن النص الإبداعي بخصائصه المعنوية، والفنية ، ما هو الا خاطرة منسابة من مبدعها الى المتلقي،وذلك بغض النظر عن مستواه الثقافي، وحسه الذوقي، وقدرته الذاتية على الفهم، والاستيعاب، واستجابته لتوليد دلالات مضافة، لما يرسله إليه المبدع في نصه.

ولاشك ان جودة النظم الإبداعي التي امتاز بها الأديب إبراهيم المحجوب، بما أوتي من موهبة إبداعية، وحس مرهف ، تشكل عنده فيضا انسيابيا، يخترق عوالم المتلقي، فيداعب دواخله بقوة ، ويحرك وجدانه بحرارة ، ويثير أشجانه بوجع، وهو ما جسده اجهاش المسن المكسور الساق بالبكاء، عندما تفاعل مع مضمون نص الزهيري، الذي ألقاه على مسامعه، وهو يدندن بأوجاعه، وهمومه، مع نفسه .

0 التعليقات:

أصداف: النائب “الأقوى”


أصداف: النائب “الأقوى”

عراق العروبة
وليد الزبيدي



يوصف نائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني بأنه “أقوى نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة”، وتم تثبيت هذه المعلومة في التعريف بـ”فيلم النائب” الذي يتناول حياة تشيني، للمخرج آدم مكاي، وما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع أن غالبية التحليلات التي تتحدث عن هدف المخرج من وراء هذا الفيلم، الذي أراد القول، إن ضعف الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش منحت تشيني فرصة دفعه لشنّ الحرب على العراق وغزوه في ربيع العام 2003، وإن النتائج كانت كارثية نتيجة لذلك، وتدور المرآة نحو جميع الزوايا من خلال هذا التصور الذي أجده في غاية القصور، لأن تصور الرأي العام الأميركي والغالبية العظمى من القيادات والنخب الأميركية والبريطانية وغيرها لم يكن ضد الحرب، ولم تعترض تلك النخب على “مشروع غزو العراق”، وأن القلة النادرة منهم الذين شاهدوا “صورة العراق بعد الغزو”، وهنا بيت القصيد، على سبيل المثال ما قاله الصحفي والكاتب البريطاني روبرت فيسك بعد عدة أيام من احتلال العراق، وهو القائل، لقد انتهت حرب أميركا على العراق وستبدأ قريبا حرب العراقيين على الولايات المتحدة، أما البقية فقد هللوا ورحّبوا وتحدثوا عن المستقبل المشرق لأميركا في العراق.

إن الحديث عن شخصيات أميركية منفردة أو جماعية ورمي نتائج ما حصل في العراق على عقلياتها وسلوكياتها متسببة بـ”الأخطاء الكارثية” التي ظهرت في العراق دون التوقف طويلا، وأقول طويلا جدا عند “القوّة” الحقيقية التي حولت الاحتلال من صورته “البهية” في العقول الأميركية إلى كارثة حقيقية في الواقع الأميركي، أن أي نوع من هذا التجاهل إنما يراد منه ذر الغبار في العيون لكي لا تظهر الصورة الحقيقية لهذه القوة، التي رددها كل من يقرأ هذه السطور الآن وقبل أن أذكر المقاومة العراقية، ويعرف الجميع أن مسار الغزو في مرحلته الاولى سار وفق ما مخطط له، حيث تمكنت القوات الأميركية والبريطانية من احتلال العراق في ثلاثة أسابيع فقط، وحتى يوم العاشر من أبريل ـ نيسان من العام 2003، يمكن وصف القيادة الأميركية بالمتميزة في خططها وفعلها العسكري، رغم الاختلاف الهائل في ميزان القوة بين العراق وطرف العدوان، ويمكن وصف ديك تشيني حتى ذلك الوقت بأنه “أقوى نائب للرئيس في تاريخ أميركا”، لكن المقاومة في العراق التي انطلقت في أول يوم من احتلال بغداد؛ أي العاشر من نيسان ـ أبريل 2003 حتى طرد آخر الجنود الأميركيين في أواخر تشرين أول من العام 2011، تستحق أن توصف بأسرع وأقوى مقاومة شهدها العصر الحديث في العالم .

والسؤال الذي نطرحه: من كان يستطيع الحديث بالضد من بوش وتشيني ورامسفيلد وغيرهم لو لم تطلق طلقة واحدة من المقاومين العراقيين ضد الجيش الأميركي الغازي المحتل؟

0 التعليقات:

مشاريع قوانين عنصرية إسرائيلية جديدة


مشاريع قوانين عنصرية إسرائيلية جديدة


عراق العروبة
مصطفى يوسف اللداوي



لا ينفك المجتمع الإسرائيلي ينحو نحو مزيدٍ من التطرف والتشدد، ويجنح نحو عنصريةٍ مفرطةٍ وكراهيةٍ فيه متأصلة، وعدوانية فيه تاريخية، وحقدٍ لديه موروث، إذ تلجأ حكومته إلى تطبيق قوانين صارمة ضد السكان الفلسطينيين، تضيق الخناق عليهم وتجعل حياتهم صعبة وقاسية، ويقوم جيش الاحتلال وقوى الشرطة والأمن بفرضها بالقوة، وإخضاع السكان لها تحت التهديد بالسلاح والاعتقال أو القتل .

وتعمل مؤسساتها التشريعية على اقتراح وسن المزيد من القوانين العدوانية التي تستهدف المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، وتتطلع تدريجياً ولكن بسرعةٍ أكبر وبصورةٍ ممنهجةٍ عنيدةٍ إلى تجريد الفلسطينيين من كل حقوقهم، وطردهم كلياً من أرضهم، والاستيلاء على جميع ممتلكاتهم، والسيطرة التامة على مقدساتهم وممتلكاتهم وموروثاتهم المادية والمعنوية والفكرية والثقافية والتراثية والتاريخية.

الكنيست الإسرائيلي الحالية والقادمة تنتظر مشروعاتِ قراراتٍ خطيرةٍ وكبيرةٍ تمس الحق الفلسطيني العام، وتستهدف وجود الفلسطينيين كلياً وجذرياً على المدى الحاضر والمستقبل، فقد أعدت لجانهم القانونية وهيئاتهم التشريعية على اختلاف غرفها، مجموعةً من مسودات القوانين المفصلة بدقةٍ، كمشروع قانون سريان السيادة الإسرائيلية الكاملة على مستوطنات الضفة الفلسطينية، مستوطنة غوش عتصيون غربي مدينة بيت لحم، والمستوطنات المشادة في مدينة نابلس وحولها، ومستوطنة معاليه أدوميم شرق مدينة القدس وغيرها، ولعل تصريحات السفير الأمريكي في الكيان الصهيوني حول مشروع ضم الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، يتوافق مع التشريعات الإسرائيلية القادمة، وربما يعتمد عليه ويستأنس به.

كما توجد على طاولة القانونيين الإسرائيليين مشاريع قوانين أخرى من شأنها حماية جنود الاحتلال والمستوطنين والحيلولة دون إدانتهم أو محاكمتهم، وإعفائهم من أي ملاحقة قانونية في حال تسببهم في مقتل فلسطينيين في حال تعرضهم للخطر، فضلاً عن السماح للمستوطنين عموماً باستخدام الأسلحة النارية لحماية أنفسهم وأفراد عائلاتهم، خاصة خلال تنقلاتهم بين المستوطنات التي تطل على المناطق الفلسطينية، والتوصية بعدم توجيه اتهاماتٍ لهم بالقتل العمد، والاكتفاء بأخذ شهاداتهم لدى الشرطة، وفي حال إدانتهم لا ينبغي إصدار أحكامٍ قاسيةٍ بحقهم.

كما تعد غرف التشريعات الإسرائيلية مجموعة من القوانين العقابية، التي تعاقب كل من يقوم بأي أعمالٍ أو أنشطةٍ سياسية أو إعلامية أو جماهيرية، من شأنها أن تضر بأمن الكيان، أو تشوه صورته وتسيء إلى سمعته، ومنح جهاز الشرطة الحق بمنع قيام أي أنشطة جماهيرية في ظل المناسبات الفلسطينية، التي يتوقع منها أن تتفاقم إلى أعمال شغبٍ وفوضى وعامة، فضلاً عن الموافقة على قرار منع دخول الأجانب المنتسبين إلى هيئاتٍ ومؤسساتٍ تلحق ضرراً باقتصاد البلاد وأمنه.

ولا يستثني المشرعون الإسرائيليون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من تشريعاتهم الجائرة، إذ يقترحون حرمان المعتقلين الأمنيين الخطرين من حقوقهم، وعدم السماح لهم بالشراء من كانتينة السجون، وفرض سلسلة من العقوبات ضدهم، منها منع الزيارة، وتقنين العزل والزنازين الانفرادية، والحرمان من مواصلة الدراسة، وتجريدهم من كثيرٍ من الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها، ويصر المشرعون على وجوب إبقاء مسودة مشروع تنفيذ أحكام الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين المدانين بعمليات إرهابية.

أما المحكمة العليا الإسرائيلية التي يظن البعض أنها ملجأ الفلسطينيين وحصنهم، وأنها تستطيع أن تقف في وجه تغولات الجيش والحكومة، وهي في حقيقتها عكس ذلك تماماً، إذ أنها غالباً ما تؤيد قرارات الجيش وتوجهات الحكومة، ونادراً ما تقبل اعتراضات الفلسطينيين أو توافق على شكواهم وتؤيدهم في مطالبهم، ورغم ذلك فإن المشرعين الإسرائيليين يتطلعون إلى شطب حق الفلسطينيين في التوجه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، وإبطال صلاحية المحكمة في النظر في اعتراضاتهم أو قبول شكواهم، وبذا تصبح الطريق أمام المتشددين ممهدةً جداً، إذ أن القانون والتشريع معهم، والقضاء بين أيديهم، الأمر الذي من شأنه أن ييسر تنفيذ مشاريعهم، ويسهل عليهم الوصول إلى غاياتهم .

يتفنن المشروعون الإسرائيليون في تمكين الأحزاب الدينية واليمينية المتشددة، وزيادة حصتهم في المشهد الإسرائيلي العام، وتقوية حظوظهم في التمثيل البرلماني والحضور القضائي، فهذه القوانين تعبر عنهم وتلبي رغباتهم وتحقق أمنياتهم، ولعلها تمهد الطريق أمامهم ليكونوا جزءً من الائتلاف الحاكم الجديد الذي ينوي الفائز في الانتخابات القادمة تشكيله، سواء كان نتنياهو أو بني غيتس أو غيرهما، ولعل الدورة الجديدة للكنيست القادمة ستكون مثالاً صارخاً على التطرف، ونموذجاً جديداً على العنصرية الإسرائيلية السافرة، التي لا تراعي قيماً ولا تحترم حقاً ولا تلتزم قانوناً .

0 التعليقات:

إلى متى نبقى نتشبث بالفعل… كان… ؟


إلى متى نبقى نتشبث بالفعل… كان… ؟ 


عراق العروبة
مصطفى قطبي



ما أبلغها لغة الضاد وما أغناها وما أدق قواعدها وأحكامها، وما أكثر أفعالها وحركاتها وصورها ومفرداتها وجملها وتعابيرها. لم يكن عبثاً أن قيل في البدء كانت الكلمة ومن الكلمة (كن فيكون)، فالبلاغة لم تعد في الإيجاز وكفى، لا، بل غدت في تطابق الوعود مع ما يمكن إنجازه على أرض الواقع، فالهذر اللغوي والخطابات الطنانة الرنانة التي تبدو كأنها سراب وغيوم بلا مطر، هي في المحصلة ثرثرة قاتلة، تبدو نتائجها على الأرض حسب مطلقها... 

وكم هي الحكمة في لغة الضاد ومنها أن تتعدد حروف الجر، وتوجد حروف العلة والضمائر المستترة تحت العباءات والعمامات والمنفصلة عن الواقع، ولغتها وأخلاقها وقيمها وقواعد إعرابها الممنوعة من الصرف، إلا في قنوات الصرف الصحي، لقد تمرّدت ضمائر على حركات اللغة بالضمة التي تقول لسان الضاد يجمعنا، وتنكرت لفلان وعلان وكسرت الضمة وفرّقت بدلاً من الجمع وتاجرت بالفتحة وأغلقت قلبها وعقلها لكنها فتحت ذراعيها وغرائزها لكل معتدٍ أثيم، ولم تؤمن يوماً بتاء الفاعل المتحركة المتحررة من الجهل بل سكنت وانتابها سبات أهل الكهف حيال ما يجري من خطب للأمة وإن تحركت مجازاً فمسكت خنجر أبرهة الحبشي بيد أبي لهب التي تبت لتطعن به بلداناً آمنة وشعوباً مستقرة... 

فكم نحتاج الآن إلى أحرف الجر لتجرهم من كروشهم وعروشهم إلى مزابل التاريخ كأحرف علّة وأحرف مشبهة بالفعل وتكسر أواخرهم وقوالبهم لكيلا يتكرروا وتتطهر لغتنا وبلداننا الذين دنّسوها، وأرواحنا ويبقى أبجد هو المبتدأ وصحيح اللغة هو الخبر، هم ''الأعراب'' الضمير المستتر تحت القلنسوة الحاخامية الذين سفكوا دماء السوريين والعراقيين والفلسطينيين واليمنيين والليبيين... والعرب الأقحاح، ويتعاملون مع دماء أطفالنا الرضع والخدج كما يتعاملون مع براميل النفط والغاز ويملؤون عبوات الدم المعتق الطاهر من غزة إلى حلب والموصل وطرابلس وصنعاء... ويطرحونها في بازاراتهم وريعها للمساكين اليهود وأبناء عمومتهم الدواعش في التلمود. 

و(الأعرابيّة) حالة بدائيّة، تُنتج مفاهيمها، ولقد نبّه الرسول العربيّ الكريم (ص) إلى هذه الناحية، فنهى عن التّقهقر إليها، وساند حالة التطوّر المتقدّمة، فقال صلوات الله عليه وآله وصحبه: ''ثلاث من الكبائر، منها (التعرّب) بعد الهجرة''، أي العودة إلى الأَعرابيّة ـ وما يفعله الآن (الأعراب) الذين يضعون أيديهم على المال العربي، والنفط العربي، هو أردأ حالات النكوص، والتردّي، والتنكّر للقيم العروبيّة الإسلاميّة، إذ ليس أكبر من التعاون مع العدوّ الذي غزا البلاد، واحتلّ الأرض، ومنع تقدّم الأمّة قروناً طويلة، سواء أكان الاستعمار الإسرائيلي أو الإستعمار العثماني، أو الإستعمار الغربيّ الحديث... الآن الأمور مفضوحة، فبعد أن اشتغلوا سراً لصالح قوى الإستعمار النّهّاب طوال عقود من القرن العشرين، هاهم في زماننا، يتعاونون معه علناً، ويأتمرون بأمره جهراً، ويقيمون العلاقات العلنيّة الفاضحة مع (إسرائيل)، فأيّ افتضاح بعد هذا؟! 

في العربية يرفع الفاعل وهذا من حقه، فهو يستحق الرّفعة والرّفع والتكريم لأنّه يتعب ويشقى ويجتهد ويقوم بفعلٍ من شأنه أن يغيّر به ما حوله.. يضيف به إلى الدّنيا ما لم يكن فيها... الفاعل يستحق الرّفع والرّفعة والتكريم لأنّه يعبّر بفعله عن إرادة وقدرة على تحمّل ما يترتب على ذلك الفعل من نتائج... الفاعل يستحق الرّفع والرّفعة والتكريم لأنّه يمارس بفعله معنى الحريّة حين يختار ويفاضل بين الأفعال. 

وأفعال الفاعل إمّا (ماضية) قام بها في وقت سابق، فهي تستحق الذكر والتّذكير بها... أو هي أفعال (يضارع) بها أقرانه ويريهم ما يفعل في الحاضر وما سيفعل في (المستقبل) فيستحثهم على المنافسة ويلفت انتباههم إليه وينتزع منهم الإعجاب والثناء... ولم لا وقد أعجبت به اللغة نفسها فرفعته، ووضعت رأس الحرف الأخير منه (ضمّة) فيها مهابة العمامة وقد تدّلت منها عذبة جميلة هفهافة... 

ولو تأملنا (الضمّة) سيسري في أرواحنا طعم الحنان والألفة والأنس والأمان... وفي معناها ما يشير إلى النزوع إلى الاكتمال بضمّ الأطراف في كيان واحد قوي ومتصالح... والضمّة شكلا هي حرف (الواو)... وفي حرف (الواو) ما يوحي بالتوالي والعطف والزيادة والسعي الدائم المتتابع نحو الاكتمال... وربّما لأنّها توحي بذلك كله كانت هي دون غيرها علامة رفع الفاعل إذا كان جمعا... فالجماعات والشعوب والأمم الفاعلة ترفع ويعلو شأنها ونضم شفاهنا ونحن ننطق أسماءها مع نطقنا لحرف (الواو) الموحي البديع... 

هذا حال (الرّفع) لمن أراد أن يرتفع ويعلو شأنه بالعمل والفعل وممارسة الحرية... أمّا من ارتضى لنفسه الذل وانحطاط الشأن فلا لوم على اللغة إذا نصبته وتركته نهباً لمن يريد أن (يُنصب) عليه ويستعبده... فهو بلا حول ولا قوّة... هو (مفعول به)... ينتظر الفعل عليه... يأكل ويشرب ويلبس من صنع غيره... لا يقوم بفعل يفتخر به... هو محسور، كظيم، بائس، على وجهه عبوس، وفوق الحرف الأخير منه (فتحة) هي علامة النصب... شَرطة كأنها الجرح... وإذا كان هذا حال (المفعول به) المفرد فحال الجمع أشدّ نكالا وعلامته أكثر إيحاء بحالة الاستهجان... علامته حرف الياء التي تذكرنا وتذكر من يلينا بالقول ''نعم'' إذا أردنا أن نعبّر عن الخيبة الثقيلة. 

وحالة (السّكون) هي الثالثة... فيها صمت يناسب الانصياع لفعل (الأمر)... علامتها دائرة مقفلة على الحرف الأخير... سيكون مطبق... كامل... مسيطر... ولا كلمة... 

أمّا حالة (الجرّ) فتصعب على الكافر... المجرور منصاع، تابع لمن يجرّه ولو إلى حتفه... مسلوب الإرادة... قعيد عن الفعل... مكسور النفس والأرجل والأطراف... راقد على كَسرة عبارة عن شَرطة تشبه الزحافة... تجره على الأرض ليسف التراب... 

للأسف المأسوف على شبابه، فحتى الضمائر أصبحت غائبة ومغيبة وليست مستترة، فعلاً ضمائر كثيرة غائبة منذ أكثر من نصف عقد من الزمن، أو هي في سبات أبدي. وليسمح لنا النحاة إذن بالجزم أنّ كل الضمائر لدينا هي منفصلة وليست متّصلة، مستترة... بل وأغلبها غائبة وليست مقدّرة كما ينبغي. 

ويبقى أبجد هو المبتدأ وصحيح اللغة هو الخبر، هم الفاسدون والمفسدون والانتهازيون والوصوليون... هم إذن، أفعال ماضية إلى حتفها وجمل راجعة من عزائها وأفكار لن تبارح محلّها. 

الجيوش الوطنية الآن تعلم من أوغل في أميته لغة، وحساباً أنهم ضمير الشعوب وهذه الأمة المعلن وضميرها المتصل بتاريخ وحاضر ومستقبل هذه الأمة وقيمها وقيمتها ولغتها وأعرافها وأخلاقها وهم الأحرف الصحيحة التي يصاغ منها النصر والفخر بأسماء وأفعال تُسقط أحرف العلّة وأشباه الرجال والأفعال وهم الرقم الصعب المستحيل الذي لا يقبل القسمة إلا على واحد ويطرح ويلفظ الكسور والفواصل ويجيب عن كل إشارات الاستفهام والتعجب بلغة الميادين وأبلغها إن الشهادة قدر والنصر قرار .

0 التعليقات:

هل الرجوع للفضيلة و التعاطي بمآلاتها واجبة ام مجرد وهم و خيال و آمال لا يمكن تحقيقها


هل الرجوع للفضيلة و التعاطي بمآلاتها واجبة ام مجرد وهم و خيال و آمال لا يمكن تحقيقها 


عراق العروبة
حميد العســكر



إن الثبات أمام الغلط الأشيع والأوسع يتطلب الفضيلة الأكثر زهداً»، قاصداً أننا لكي نتصدى لحالات الظلم والجور والاستغلال المتكررة والمنتشرة في زماننا، لا بدّ لنا أن نعود إلى فضيلتنا الأخلاقية، فضيلتنا العادلة والحكيمة، التي تخلى عنها معظم الناس، حتى أصبح الرجوع لهذه الفضيلة زُهداً..

وإن العلاقة بين الخطأ الأشيع والأوسع والفضيلة الزاهدة ينبغي أن تكون علاقة طردية، كلّما ازداد الأول تزداد الثانية..

يبدو الخطأ الأشيع والأوسع في زماننا واضحاً في تسليم السلطة في سوريا لترسانتها الكيماوية برقابة دولية، عوضاً عن معاقبتها على التسبب بمقتل مئات المدنيين في ريف دمشق والشمال السوري بهذه الترسانة، هذا قبل أن تبين الأيام أن النظام لم يُجرَّد حتى من كل ترسانته تلك. ثم ما الخطأ الأشيع والأوسع في زماننا إلا أن نسمع مراراً وتكراراً عن قوائم جديدة لمعتقلين سوريين قضوا في سجون النظام السوري تحت التعذيب؟! وما الخطأ أكثر من اختطاف أربعة نشطاء مدنيين عاملين بالحقل الإنساني والحقوقي، والإصرار على إخفاء المعلومات عن مكانهم ومصيرهم؟! وغير هذه الأمثلة كثيرٌ كثير.

ربما كان الأديب سيدعو إلى إعمال الجانب الإنساني الذاتي داخل كل فرد منا؛ للعودة ربما إلى فضيلتنا الأخلاقية الأولى بغض النظر عما يحدث في العالم المحيط، علماً أن ما يحدث ما فتئ يُنبِئنا بغياب أي ضمير جمعي، مقابل وجود مجموع لضمائر الأفراد. ربما كان سيرى أن تحركنا كأفراد سيُنتج حالة من العدالة، ويؤثر على الظروف الموضوعية التي نمرّ بها، وأن حراكنا سيسعى بكل جهد إلى مواجهة الخطأ الأشيع والأوسع، وتسجيل موقف ضده بفضيلة أكثر زهداً. فكيف تكون فضيلتنا الزاهدة القادمة؟ وهو سؤال أطرحه في الوقت الذي نعيش فيه نحن السوريون حالة عامة من الإحباط والخسارات المادية والبشرية.

الاتجاه نحو الفضيلة الزاهدة والكاملة، على وصف ثورو، هو من أجل قطع الطريق أمام أنصاف الحلول، وأمام القبول بما هو مُرضٍ في الوقت الراهن، لنُفاجأ فيما بعد بآثاره السلبية والعكسية. وهو يشبه ما حصل في التجربة السورية، بعد تقديم بعض التنازلات والقبول بخيارات عنفية وبالارتهان لقوى خارجية، كما حصل من قبل بعض المعارضين لنظام الأسد.

إن الاتجاه نحو تلك الفضيلة يتطلب منا أن نقوم بعمليات مراجعة وتمحيص لتجربتنا السابقة، وفهمها بشكل موضوعي وعقلاني، وتجاوز العوائق التي واجهناها خلال السنوات الثماني المنصرمة، بالعودة إلى مسبباتها الأصل . الاتجاه نحو الفضيلة الزاهدة يتطلب منا كسوريين نهجاً فكرياً جديداً في عدد كبير من مسائل حياتنا اليومية. نهجاً يتخذ شكلاً نضالياً، ولكن بأشكال مختلفة تتوافق مع الظروف الجديدة المفروضة علينا في شتاتنا الخارجي، وفي غربتنا الداخلية. تتعلق هذه الأشكال المختلفة باتجاهنا للانفتاح والتعود على تقبل المختلف وسماع وجهات النظر المناقضة لخاصتنا، واللجوء إلى الحلول الحوارية والعقلية في معالجة قضايانا وإعادة النظر في طرق التربية والتعليم التي انتهجناها سابقاً، لتكون ثورة داخلية على النفس البشرية، ثورة مسلحة بسلاحي الضمير والأخلاق في وجه الظلم والسواد في هذا العالم وفي أنفسنا .

إن الاتجاه نحو الفضيلة الزاهدة يعني سلوكنا للطريق الصعب والوعر، وابتعادنا عن الطريق السهل لأننا ننشد أحلاماً مديدة وطويلة الأثر، أي أنه من الممكن أن يتغير نظام الحكم أو شكل الدستور أو طبيعة السلطة في سوريا في الوقت القريب، ولكن الأهم هو أن نتغير نحن كسوريين وأن نترك وراءنا كل الأسباب والآليات التي جعلتنا نفشل في محاولتنا الأولى.

سيتلقى الكلام السابق رداً بأنه صعب المنال، وأن ما سبق هي أشياء تخصّ الفرد وذاته ولن يكون لها انعكاس على الشأن العام والقضايا الكبرى، فيكون الجواب على هذا التساؤل بجملة بسيطة لا يكفّ الأصدقاء عن ترديدها: الحرية يصنعها أحرار، وكي نكون أحراراً لا بد أن نسعى بكل ما أوتينا من جهد للعمل على ذواتنا وإشغال عقولنا وكسر قيود مجتمعية ودينية تحول بيننا وبين ما ننشد.

ألم يكن صعب المنال خروج الناس للمطالبة بحقوقهم في سورية عام 2011؟ ألم يكن مجرد الحلم بدولة مدنية ديمقراطية هو ضرب من الخيال عام 2011؟ ألم يكن التفكير في نقل الحكم من القلّة إلى عموم الشعب السوري ضرباً من الخيال؟! 

إذن، هي دعوة لتجاوز أخطاء المرحلة السابقة والبدء في التفكير بحلول منطقية لتجاوزها وضمان عدم تكرارها في المستقبل القريب والبعيد، ولفهم طبيعة الصراع السوري على أنه صراع طويل الأمد، وأن نتائجه هي نتائج مديدة تحتاج لوقت كاف كي تظهر إلى العلن. وعلى الرغم من عدم تحقق مطالب الثورة السورية، ومن الخسارات الحاصلة على المستوى البشري والذهني والنفسي، إلا أنني أرجحَ وجهة نظر في ميزان الخسارة والربح للحراك السوري بأن ما حصل ليس خسارة نهائية لا رجعة عنها، لأن من ينشدون الحرية والعدالة في سوريا بدأوا حراكم، وهم خسروا جولة أمام القوة والبطش الذي واجه النظام السوري به الناس، لكن الصراع لم يقترب من نهايته.

لنطرح على أنفسنا سؤالاً جدلياً من الممكن جداً أن لا نجد له إجابة واضحة وصريحة، هل حقاً كنا في تحركاتنا أفراداً أصحاب ضمير، أم أننا اتكلنا على ضميرنا الجمعي غير الموجود أصلاً؟!
في سعينا نحو الديمقراطية والحرية، هل سمعنا وجهة النظر الأخرى؟ وعندما كنا نركض وراء نظم وصناديق اقتراع وناخبين وهياكل أخرى، هل حقاً كنا ديمقراطيين أحراراً في نضالنا؟! هل سمحنا لرياح التغيير بالتسلل والعبور إلى مخادعنا، أم أننا كنا متعنتين ورافضين لأفكار ومناهج تفكير جديدة؟!

تملك كل هذه الأسئلة برأيي مشروعية الطرح، وهي أيضاً ضرورية الإجابة، وفيها نوعٌ من إشغال العقل والمنطق، وإحياءٌ للضمير الإنساني الذي لا شك أنه مرتكزنا الأساسي كآدميين. وفوق هذا تأتي هذه الأسئلة من باب الأمل، الأمل المبني على وقائع وتجارب نجاح عديدة أنجزها سوريون كُثُر في أماكن تواجدهم خلال السنين الماضية .

0 التعليقات:

وفاة الرئيس المصري المعزول محمد مرسى أثناء محاكمته


وفاة الرئيس المصري المعزول محمد مرسى أثناء محاكمته


عراق العروبة
وكـــــــالات



أعلن التلفزيون المصري، اليوم الاثنين، وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي أثناء محاكمته.

وذكر التلفزيون في خبر عاجل، ان "مرسي توفي أثناء حضوره جلسة محاكمة في قضية التخابر مع قطر".

وأضاف أن "المتوفي طلب من القاضي بإدلاء كلمة، وقد سمح له بالكلمة وعقب رفع الجلسة أصيب بنوبة إغماء توفي على إثرها".

وأوضح أنه "تم نقل جثمان مرسي إلى المستشفى، ويجري اتخاذ الإجراءات اللازمة لدفنه".

0 التعليقات:

التضامن مع الممنوعين من النشر على الفيسبوك


التضامن مع الممنوعين من النشر على الفيسبوك


عراق العروبة
د. مصطفى يوسف اللداوي



شهدت الأيامُ القليلة الماضية حملةً قاسية شنتها شركة فيسبوك، على مجموعةٍ كبيرةٍ من النشطاء والمثقفين والكتاب الفلسطينين، فأغلقت صفحاتهم، وحظرت أسماءهم، وحفظت هواتفهم، وعمدت إلى إغلاق كل صفحةٍ جديدةٍ يلجأون إلى فتحها، سواء كانت بأسمائهم العربية أو الانجليزية، أو تلك التي تحمل صورهم وفيها بعض المعلومات الخاصة بهم، وكنت واحداً من بين مئاتٍ طالهم الحظر والشطب والمنع، فيما يبدو أنها حملةٌ مقصودةٌ وقرارٌ مدروسٌ، وكأن هناك من يحرضهم على الشطب، ويدفعهم على الإغلاق، ويزودهم بالأسماء والبيانات، ويجدد دورياً معلوماته الخاصة التي يقدمها للشركة، لتبقى يقظة وحاضرة، تقف بالمرصاد لكل حسابٍ جديدٍ تشتبه به.


لم يعد الأمر خافياً على أحدٍ، ولسنا بحاجةٍ إلى كبير جهدٍ أو عظيم عناءٍ، لنعلم أن السبب وراء إغلاق الشركة لصفحات مئات المثقفين والكتاب الفلسطينيين، هو نشاطهم الدؤوب، ولسانهم الحر، وقلمهم السيال، وفكرهم الوقاد، وصدق لهجتهم، وقوة حجتهم، وفصل موقفهم وبيان كلمتهم، الأمر الذي من شأنه أن يغضب العدو الصهيوني ويستفزه، ويقلقه ويستنفره، فكيانهم يشعر بخوفٍ ممن يفضح سياستهم، ويكشف حقيقتهم، ويظهر سوأتهم، ويسلط الضوء على عيوبهم، ويعرف العالم بمخازيهم، ويفند بموضوعيةٍ خرافاتهم، ويبطل بالعلم أساطيرهم، فهو كيانٌ يقوم على تجهيل الضحية، ويريد أن يحرمها من وسائل تواصلها مع المجتمع الدولي، ويتطلع إلى القضاء على آليات عملها وفاعليتها.

وفي المقابل فإننا نحن العرب والمسلمين نفتقر إلى وسائل بديلة وآليات عملٍ مشابهةٍ، واكتفينا بما قدمه الغرب لنا وسمح لنا باستعماله، لا كرماً وجوداً منه، ولا حسن أخلاقٍ فيه، وإنما ليستغلها في جمع المعلومات التي يريدها منها، وليحصل على ما لا يستطيع الحصول عليه من غيرنا، وليتمكن من اختراق مجتمعاتنا، والدخول إلى خصوصياتنا، وتسميم ثقافتنا وتغيير عاداتنا وتبديل قيمنا، ولعله نجح إلى درجةٍ كبيرةٍ في تحقيق أهدافه من خلال قبولنا بوسائله واعتمادنا عليها، وخضوعنا لشروطهم، التي لا تكف عن طلب المزيد من المعلومات الخاصة من مستخدميها، ولا يبدو أنه سيكون هناك بديلٌ عربيٌ أو إسلاميٌ آمنٌ، ينسجم مع قيمنا ويتفق مع ثقافتنا، ويحترم خصوصياتنا ولا يخترق حرماتنا.

ورغم أنه يستفيد من استخدامنا لأدواته، ويحقق مكاسب مادية من خلال خدماته التي يقدمها، إلا أن الغرب الذي هو المالك الحصري لهذه الشركات، والمتصرف السيد والوحيد فيها، فإنه يطردنا منها متى يشاء، ويشطب حساباتنا من شركته إذا أراد، ويلغي اشتراكاتنا عنده إذا رغب، فنحنُ عندهم لسنا أكثر من مستأجرين بشروطه، ونزلاء في نُزِلِهِ وفندقه، يسمح لنا بالإقامة فيه إذا إراد بعد أن ندفع له البدل الذي يريد، ويخرجنا منها إذا شاء ولو كنا ملتزمين بشروطه وخاضعين لأحكامه.

إنه لمن المعيب على شركةٍ عالميةٍ كبرى، متعددةِ الجنسياتِ وعابرةٍ للقاراتِ، يشترك فيها أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية، وتدعي أنها تقدم خدماتها للإنسان عامةً، ولا تفرق بين سكان الأرض على خلفية انتماءاتهم السياسية، أو أصولهم العرقية، أو ألوانهم ولسانهم ودينهم، أن ترتهن لكيانٍ وصفته الأمم المتحدة بأنه كيانٌ عنصري، وأنه دولة احتلالٍ واغتصابٍ، تخالف أنظمة الأمم المتحدة وتنتهك قوانينها وترفض الالتزام بقراراتها، إلا أنها رغم عنصرية هذا الكيان وحكومته، وظلمه وعدوانه وتمرده، إلا أنها تأتمر بأمره، وتنفذ سياسته، وتلتزم بتعليماته، وتطبق القواعد والنظم التي تخدم مشروعه، وتحظر كل من يقاومه أو يخالفه، أو يحرض على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني منه.

فهل نسمح لهذه الشركات ومن يديرها ويشرف عليها ويتابعها بتحقيق أهدافها من وراء إغلاق حسابات المثقفين والمفكرين والكتاب، وهم بلا شك إسرائيليون وصهاينة، أم نتصدى لهم ونتحداهم، ونقف في وجههم ونقاومهم، ونحاول أن نكون سنداً لمن أغلقت صفحته وتعطل حسابه، ونقوم مقامهم وننوب عنهم، فننشر ما يكتبون، ونعمم ما يريدون، ونسخر صفحاتنا كلها لهم، ونفتح منابرنا لكلمتهم، ونفسح المجال في صحفنا ومجلاتنا الورقية والاليكترونية لابداعاتهم وعطاءاتهم، فانشروا بكثافة، وعمموا بعنادٍ، واستمروا بعزمٍ وإيمانٍ.

وفي هذه المعركة التضامنية مع الحق يتساوى الفلسطينيون والعرب والمسلمون، وتشترك فيها المرأة إلى جانب الرجل، والشيخ والكهل مع الشاب والصبي، والطالب والعامل مع الأستاذ والموظف، فالكل مطالبٌ أن يساهم في معركة التنوير بجزءٍ من صفحته، وببعضٍ من جهده، وبزاويةٍ من موقعه، وبرابطٍ في حسابه، فبهذا نتضامن مع الممنوعين من النشر من كتابنا، ونفشل مخططات العدو، ونرد سهمه الذي أراد به لنا مقتلاً إلى نحره، ونثبت فعلاً أننا جميعاً في معركةٍ واحدةٍ، جنوداً في الميدان، ومقاومين في الفضاء الافتراضي، نتضامن معاً ونتآزر سوياً، لنستحق النصر ونستأهل الشرف والكرامة .

0 التعليقات:

العراق الغائب عن عروبته دولة افتراضية


العراق الغائب عن عروبته دولة افتراضية


عراق العروبة
فاروق يوسف



لن تخسر الولايات المتحدة شيئا إذا قرر العراقيون الاصطفاف مع إيران في حروبها، متعددة الجبهات.

حينها سيخسر العراقيون تعاطف المجتمع الدولي معهم، ويعودون إلى العزلة التي سبق وأن فُرضت عليهم بعد احتلال الكويت.

ولأنهم لن يربحوا شيئا من إيران فإن استعداءهم للمجتمع الدولي يمكن اعتباره نوعا من الجنون الانتحاري الذي لا يمكن علاجه .

لقد بلغت هستيريا العداء لأميركا في بغداد حدا لم تبلغه في طهران . وهو أمر يدعو إلى الحيرة والامتعاض، ولكنه الواقع الذي دفع الرئيس العراقي في القمة العربية إلى الاعتراض على قرارات تلك القمة المنددة بالسلوك العدواني الإيراني . 
الرئيس العراقي بدا كما لو أنه مبعوث إيراني إلى القمة .

لم يكن في إمكانه أن يلعب في منطقة رمادية. فالميليشيات الإيرانية هي التي تحكم في الحقيقة البلد الذي جاء ليمثله في القمة.

العراق الذي حضر القمة هو عراق الميليشيات الإيرانية. لذلك لم يملك برهم صالح سوى أن ينفصل عن الإجماع العربي ويضع العراق في مكان مهين، لا يتمناه له أحد.

ضمن الحالة العراقية فإن استعداء العرب هو المطلوب بالنسبة لرجل مثل برهم صالح. فلأنه من دعاة انفصال كردستان عن العراق وإقامة الدولة الكردية، فإنه لا يرغب في أن يستعيد العراق حضوره في محيطه العربي . إنه لا يريد عراقا قويا ذا حظوة وهيبة ووجاهة. يريد للعراق أن يكون مهمشا ومستبعدا ورثا في مواقفه . باعتراضه على مقررات القمة حقق الرجل رغبته الشخصية، إضافة إلى أنه استجاب لمطالب الميليشيات الحاكمة في بغداد .

قد يزعم يوما ما أنه كان مضطرا لاتخاذ ذلك الموقف من أجل أن يجاري الصوت الأقوى في العراق وهو صوت الميليشيات، ولكنه في تلك الحالة يقدم نفسه رئيسا مستلب الإرادة، ضعيفا، ليس له من الرئاسة إلا اسمها.

أما إذا ادّعى أن ما أخفاه من موقف هو نقيض ما أظهره فحريّ به أن يستقيل من منصبه ويعود إلى “السليمانية” أو إلى البلد الذي يحمل جنسيته. وفي كل الأحوال فإن الموقف العراقي في القمة قد فضح الصورة التي انتهى إليها العراق، بلدا تحكمه ميليشيات، نجحت إيران في أن تضع عددا من الشخصيات المدنية في واجهته من غير أن تملأ تلك الشخصيات المناصب التي تحتلها.

فلا رئيس الجمهورية ولا رئيس الوزراء ولا رئيس مجلس النواب يستحقون أن يُعاملوا بناء على صفاتهم التي تنطوي عليها وظائفهم الرسمية. سيكون من الصعب النظر إليهم بطريقة جادة.

صحيح أنهم يتمتعون بامتيازات لا يتمتع بها أشباههم في مختلف أنحاء العالم، وصحيح أيضا أنهم يحيطون أنفسهم بجيوش من الحراس الأمنيين، غير أنهم في حقيقة أمرهم مجرد دمى لا تملك من حركتها شيئا.

لقد أفقدهم سيدهم الإيراني الحق في أن يمارسوا وظائفهم بالأسلوب الذي ينطوي على كرامة أداء الواجب الوظيفي. ومثلما حولهم المحتل الإيراني إلى واجهات له فإنهم حولوا العراق إلى بلد افتراضي، لا أحد ينتظر منه شيئا بعد أن غرق في خوائه.

كانت تلك واحدة من أهم المشكلات التي انعقدت من أجلها القمة في مكة.

هناك دول في المنطقة لم تعد تحكم نفسها بنفسها. وهي بسبب الهيمنة الإيرانية فقدت القدرة على إدارة شؤون مواطنيها. تلك دول هي أشبه بدوائر هجرة تمنح جواز سفر لمَن يريد التخلي عن مواطنته.

أعلن الرئيس العراقي في مؤتمر مكة بطريقة مواربة أن دولته التي عاث فيها الاحتلال الإيراني فسادا ليست مؤهلة لأن تكون جزءا من العالم الذي ينادي بحرية الشعوب. إنها دولة تقودها الميليشيات الإيرانية إلى الهلاك .

0 التعليقات:

أصداف : في “وادي السليكون”


أصداف : في “وادي السليكون”


عراق العروبة
وليد الزبيدي



أخذتُ بنصيحة بيل جيتس مؤسس وصاحب مايكروسوفت وشاهدت غالبية حلقات المسلسل الذي أنتجته مؤسسة (HBO)، والذي يتحدث عبر مواسمه الخمسة وحلقاته التي اقتربت من الخمسين حلقة عن قضية نشوء وصعود أو انهيار الشركات الرائدة في عالم التقنيات، التي تتخذ من وادي السليكون في الولايات المتحدة مقرات لها.

جاءت نصيحة جيتس ضمن أحد مقالاته التي ينشرها بين فترة وأخرى وبطبيعة الحال تناقش قضايا محددة ضمن تخصصه في عالم البرمجيات والمشاريع التقنية الجديدة، ولأن جيتس رفع شعار تغيير أنماط الحياة البشرية، والتغلب على الكثير من المعوقات التي تواجه الناس وتقف عائقا أمام خطواتهم العلمية والعملية في حياتهم اليومية، فإن ما يقوله لا يأتي من فراغ، فقد حقق نجاحات منقطعة النظير، وبدون شك يقف في مقدمة الشخصيات التي لها الدور الأكبر في الانتقالات المهمة التي شهدتها البشرية منذ الربع الأخير من القرن العشرين وحتى الآن. وعندما يسدي نصيحة مثل قراءة كتب معينة ومشاهدة أعمال فنية تناقش قضايا مرتبطة بالتحولات الهائلة في التقنيات الحديثة، فإنه يعني ذلك، ويدرك أن خلف ذلك فوائد للمعنيين والمهتمين في قطاع التكنولوجيا الجديدة.

يعالج المسلسل ومن خلال مشاهد لا تخلو من الكوميديا العديد من المسائل الجوهرية التي تدخل في عالم شركات التقنيات الجديدة، وبقدر ما تبدو تلك المشاهد خفيفة وعابرة للمشاهدين، إلا أنها في واقع الحال تغوص في أعماق تلك الشركات، وتدور في زوايا غاية في الأهمية، على سبيل المثال، تبرز إشكالية اختيار الاسم المناسب للشركة الناشئة، وإذا كان حال الشركات التقليدية ينحصر في الدائرة المعنية بتسجيل الشركات في جميع الدول، فإن الأمر يختلف في عالم التقنيات، إذ تبدو الأمور وللوهلة الأولى في غاية البساطة، أي لمجرد أن يختار العنوان وينطلق في عالم بناء الشركة، إلا أنه يكتشف وبعد أن بذل جهودا كبيرة في بناء اسم شركته، أنه يحتاج إلى حجز المضيف (الدومين)، ويصطدم هنا بحجزه من قبل آخرين، وفي هذه الحال قد يتعرض للابتزاز، فقد أصبح أمام خيارين، إما أن يتنازل عن الجهود التي بذلها والأموال التي صرفها لتكريس اسمه التجاري، ويبحث عن اسم جديد، أو يقبل بما يفرضه الذي سبق له حجز الاسم في شركات حجز النطاقات ويدفع مبالغ طائلة كما حصل مع العديد من الشركات.

وفي واقع الحال يتعرض هذا المسلسل في حلقاته العديدة إلى مسائل جوهرية في كل حلقة يعرضها، ولا يقتصر على الفكاهة التي قد تبدو بارزة في حلقاته، بل يغوص في رسم الخطوات المطلوب اتباعها من قبل رواد الأعمال الذين يدلفون برغبة عارمة في عالم التقنيات الحديثة. ومن هنا جاءت نصيحة جيتس بمشاهدته خصوصا من قبل المهتمين في هذا العالم .

0 التعليقات:

فعل وفاعل ومفعول به بين ملا طلال والكربولي


فعل وفاعل ومفعول به بين ملا طلال والكربولي !

عراق العروبة
هارون محمد



في المدة، التي سبقت انتخابات 2010، تمنى عليّ عدد من مسؤولي القائمة العراقية، أن أتصل بشخصية عراقية وطنية واجتماعية وأكاديمية، لا أحد في القائمة يعرفها شخصياً، وإنما سمعوا بها، للترشيح الى الانتخابات النيابية ضمن القائمة، وخابرت الاستاذ الدكتور، وكان يعمل في جامعة إماراتية، لكي يوافق على ترشيح نفسه إلى عضوية مجلس النواب عن محافظة ديالى، وكانت المؤشرات والمعطيات لدى القائمة، تؤكد أنه سيحصل على أصوات تؤهله للفوز بمقعد نيابي بسهولة ومن دون عناء أو دعايات، لما يتمتع به الرجل، من منزلة محترمة في المحافظة وحضور شعبي، خصوصاً وأنه من أصول شيعية عربية، وسليل أسرة كريمة،
وعرضت عليه رغبة القائمة، في مسألة ترشيحه، وإذا به يعتذر ويقول لي كلمة، كبّرته في عيني، وما زالت ترن في أذني إلى يومنا الراهن : (استحي)، قالها بهدوء وإصرار، وأكملها بأدب وتهذيب قائلاً: مع احترامي للجماعة، أنا لا أصلح أن أصير جزءاً من مسرحية؟

تذكرت مفردة (استحي)، التي قالها صديقي الدكتور المغترب، وما تحمله من دلالات وطنية، وقيم أخلاقية، وأنا أشاهد النائب محمد الكربولي، وهو في ضيافة برنامج بـ(الحرف الواحد)، الذي يقدمه من قناة الشرقية الإعلامي أحمد ملا طلال، وتذكرت أيضاً مقطعاً مثيراً للأخير، ما زال يحتل مساحة كبيرة في شبكة (يوتيوب) عن فعلٍ وفاعلٍ ومفعولٍ به في جمهورية بلاروسيا، والحكاية معروفة.

ولسنا، هنا، في معرض تقييم الحوار، الذي دار بين مقدمه ملا طلال وضيفه الكربولي، برغم أن التوجس كان واضحاً على الاثنين، ولم تنفع الابتسامات المتبادلة بينهما، في تبديد قصة بلاروسيا، وما تضمنته من ايحاءات واضحة المعنى، وتهديدات وتحديات، ولكن يبقى السؤال: كيف لمقدم برنامج سياسي أن يستضيف شخصاً، قال عنه وبالفم الملآن، إنه طرف في فضيحة (فعل وفاعل ومفعول به) مع تشديده على الأخيرة، أن يحاوره من جديد، من دون إشارة، مجرد إشارة ولو عن بُعد، إلى تلك الحكاية، وصورها وأفلامها، التي هدد بها، وقال إنها بحوزته؟.

هل كانت الحكاية مفتعلة، وصاح ملا طلال بها، يومذاك، بتأثير من أولي الأمر، ورب العمل؟ أم إنها كانت صحيحة بالفعل، ولكن جاء زمان يستدعي القفز عليها، وطيّ صفحتها، وفي كلتا الحالتين، فإنها تُسجل عليه مهنياً، في الأقل، خطيئة لا تغتفر .

وفي المقابل، كيف سمح محمد الكربولي لنفسه، وهو المعني الأساس في قضية بلاروسيا، أن يذهب برجليه إلى ملاقاة ومصافحة، مقدم برامج، ألقى عليه حجارة من الوزن الثقيل، أدمت رأسه وجرحت رجولته؟

نعلم مسبقاً، أن الأداء السياسي والإعلامي في العراق، وصل إلى درجة من الانحطاط، بحيث اختلطت الأوراق، وتشابكت المصالح، وضاعت الحقائق، وزوّرت الوقائع، ولم يعد للمصداقية مكان، في بيئة فاسدة من فوق إلى تحت، وأبرز طبعتها الجديدة، أن يبلع الإعلامي كلامه في الأمس القريب، ويشرب عليه أكواب القهوة والشاي مع قطعتين من البقلاوة، لتسهيل هضم الحكاية إياها، في معدته الصائمة.

وواضح أيضاً، أن محمد الكربولي، بات غائباً عن الوعي، بحيث هانت عليه الشتائم وسهل على شخصه التجريح، وأصبح ينسى أو يتغافل عن الإساءات الموجهة إليه، حتى تلك، التي لامست شرفه، ومست عرضه، وهي حالة يصفها علماء النفس، بأنها مرض، ينخر العقل ويُضعف القلب، ويصادر الإرادة ويُخرّب الوجدان، ويُحيل المصاب به، إلى حطام وشبه رجل، منزوع الغيرة، يقبل بكل شيء ويرضى بأي شيء.

إنها مرحلة (اشتمني وأشتمك) تضاف إلى طريقة (شيلني وأشيلك) المعمول بها منذ سنوات، ولا تستغربوا إذا ما شاهدتم محمد الحلبوسي في أحد برامج (الشرقية) وهو في حالة استرخاء، يُكيل إليها المديح ويُثني على خطابها الوطني، ويُمّجد صاحبها الأستاذ سعد البزاز، ويلحس (زلة لسانه ) السابقة، عندما اتهم البزاز، بانه استضافه في قصره العبدوني بعمان، واختلى به على جنب، وحرضه على تأجيج الفتنة الطائفية، والعمل على تدمير العراق ! وبالتأكيد فان ابا الطيب، صاحب (قلب كبير)، يصفح عن المسيئين إليه، ويغفر سبابهم عليه، إذا جاءوا إليه نادمين، ومعهم حمولة الترضية راكضين، فيها شي؟ لا ما فيها..!

0 التعليقات:

في بلاغة الخطاب العلمي والأكاديمي


في بلاغة الخطاب العلمي والأكاديمي


عراق العروبة
باقر جاسم محمد



ينهض الدرس العلمي، سواء أكان ذلك داخل الجامعة أم خارجها، بمهمات معرفية وعقلية في الجوهر، وهي مهمات ذات طبيعة موضوعية تماماً مهما اختلف موضوع البحث: الفيزياء، الهندسة، الطب، التاريخ، الاقتصاد، العقائد، اللغة، الأدب، الفن، الفلسفة … إلخ. وإذا ما تأملنا هذا الوصف الموضوعي لطبيعة الدرس العلمي والأكاديمي، جاز لنا القول إن من الضروري أنْ تنعكس طبيعة العلم في لغة البحث العلمي نفسها. 

ومن هنا يمكننا القول إن للبحث والدرس في رحاب الجامعة، أو خارجها، لغة خاصة به، أو كلام مخصوصاً بحسب دي سوسير. 

وإذا كان من الضروري أن تتوفر لغة البحث العلمي على شروط السلامة النحوية، وهو ما لن نتطرق إليه في هذه المقالة لأن مثل هذه الشروط من قبيل المبادئ التي لا يجادل فيها أحدٌ، فإن لنا أن نؤكد على وجوب أن تتوفر لغة البحث العلمي على شرط آخر هو شرط بلاغة الخطاب العلمي والأكاديمي . 

إذ أن للغة الخطاب العلمي مزاياها، أو بلاغتها، التي ترتبط على نحو وثيق وعضوي مع طبيعة البحث العلمي نفسه. وهي بلاغة خطاب وليس بلاغة نص، بمعنى أنها تنهض على حقائق الخطاب ومناسبة المقال لمقتضى الحال أو السياق، وليس على اللعبة البلاغية التزيينية التي قد تكون لها أعظم الضرورة في الشعر والأدب والعقائد . ومن هنا تتحقق فرضية أن لغة الخطاب العلمي والأكاديمي ذات مزايا خاصة. ومن أبرز هذه المزايا أن لغة البحث العلمي يجب، ودائماً يجب، أنْ تتسم بالآتي:


1. أنها لغة ذات منحى موضوعي، فلا سبيل في لغة العلم للعبارات الانطباعية أو الذاتية أو التي تعبر عن مواقف أو عقائد شخصية.

2. أنها تتسم بالدقة في وصف الظواهر المدروسة وتصنيفها وتحليلها ثم بناء الاستنتاجات المستمدة من صيرورة البحث العلمي نفسه، وتستند على منطقه الداخلي.

3. أنها لغة تحتكم، أساساً، إلى الأدلة المستمدة من موضوع الدراسة ونصوصها قدر الإمكان، وتتجنب الأفكار غير المبرهن عليها، أو تلك المستندة إلى تصورات ذاتية، أو انتحاءات آيديولوجية.

4. أنها لغة تدعم مقولاتها من خلال الابتعاد عن الإفراط في التعميم. ويجب أن يستخدم الباحث العبارات الدالة على معرفته بحدود حريته في صوغ ما يريد التوصل إليه بلغة تناسب المقام العلمي الذي يقوم على الشك أولاً وصولاً إلى اليقين المرحلي أو النسبي.

5. إنها لغة تستثمر المصطلحات والمفاهيم الضرورية التي يستلزمها موضوع البحث، مع وجوب إيراد تعريف دقيق لكل مصطلح يستخدمه الباحث لتجنب الخلط بين التصورات والمفاهيم المختلفة للمصطلح الواحد. وهذا نابع من أن للمصطلح الواحد تصورات وتعريفات مختلة باختلاف الباحثين.

6. ويمكن الاستغناء عن ضرورة إيراد تعريف للمصطلحات إذا كان استخدامها في النص محكماً ودقيقاً على نحو لا يحتمل الغموض في فهم المراد منه، ولا يسمح بإمكانية نسبة مفاهيم مختلفة للمصطلح الواحد.

7. أنها لغة تتجنب المجاز والصياغات البلاغية قدر الإمكان لأن التعبير المجازي مما يفتح الباب واسعاً أمام التأويل وتعدد المعاني، بينما هدف لغة البحث العلمي هو التعبير عن معاني محددة بعينها، وبما لا يسمح بتعدد المعاني أو يفتح الباب أما التأويل.

8. أنها لغة تجنب الآراء الانطباعية أو التي ليس هناك من دليل مستمد من تجربة أو نص أو إحصاء أو إجماع علمي عليها، فهي لغة تستند إلى الحقائق لا إلى العقائد. ذلك أن العقائد يمكن أن تكون موضوعاً للدرس العلمي ولكنها ليست علماً بحد ذاتها.

9. وتتجنب اللغة العلمية الاطناب والتكرار في غير ما ضرورة لأنها تقوم أساساً على الاختزال والإيجاز والاقتصاد في اللغة.

قد يتفق معنا الكثير من القراء الكرام على انطباق مثل هذا الوصف على لغة البحث العلمي في مجالات معينة، كما في العلوم الصرفة (فيزياء، كيمياء، أحياء)، وعلى نحو أقل في العلوم الاجتماعية (اجتماع، اقتصاد، تاريخ)، ولكنه قد يتساءل عن كيفية انطباق هذا الوصف للغة العلمية على الدراسات والبحوث في الشعر والأدب محتجاً أننا جميعاً نعرف أن لغة الشعر والأدب تقوم، أساساً، على البلاغة والمجاز والانزياح وتعدد المعاني! فأقول إن لغة الشعر والأدب، وهما موضوع الدراسة الأدبية، هي غير لغة البحث في الشعر والأدب. ذلك أن اللغة في ستختلف في الحالتين باختلاف الغايات والوسائل بين الإبداع الأدبي والنقد. 

فإذا كان الشعر والأدب يقومان على التوسع في البلاغة والمجاز بحثاً عن تحقيق اغتناء النص الأدبي وتعدد معانيه وتوسيع آفاق تأويله واكتنازه بما هو غير شائع أو مألوف من الصيغ التعبيرية، فإن الغاية في لغة الدرس الأدبي هي، حصرياً، تكوين صورة علمية وموضوعية ودقيقة قدر المستطاع، ومن خلال لغة ذات بلاغة مخصوصة، عن الظواهر الماثلة في النصوص الأدبية، وليس مضاهاة لغة موضوع البحث أو النقد الأدبي، أعني الشعر خاصة والأدب عامة، في نزعتهما البلاغية والمجازية. لذلك نقول إن للغة البحث العلمي بلاغة خاصة بها هي بلاغة لغة الخطاب العلمي.

ومع وضوح هذه الفكرة وبدهيتها، فإننا نلاحظ، وفي أحيان كثيرة، أن اللغة أو الأداء الكلامي للباحث أو الدارس، وفي بعض الأحيان، حتى ما يصدر عمن يناقشونه ويعقبون عليه، لا يراعي هذه الفكرة الواضحة التي تمثل مسلمة علمية مقررة يصدر عنها كثير من الباحثين من ذوي المنزلة العلمية الرفيعة في كثير من الجامعات؛ فتجد أن لغة هذا الباحث أو ذاك، أو لغة من يعقب عليه، مغموسة بالانحيازات الذاتية، والعقدية، وهي غارقة في الأداء البلاغي، ومتورطة في التعبير عن مصادرات على المطلوب، ومتخمة بالإطناب، وتبتعد عن الدقة الاصطلاحية.

إن هذا الوضع يدفعنا إلى القول إن هذا النوع من اللغة تعاني من (ضعف) جسيم في بلاغتها لأنها لم تكن متناسبة مع مقتضى الحال. وأرى أن هذا الوضع المؤسف هو نتيجة متوقعة لحقيقة أن الدراسة الأكاديمية تفتقر، على نحو مطلق، إلى أية محاضرات علمية متخصصة في لغة البحث العلمي. وهي المحاضرات التي يمكن أن تسهم في تنبيه الطلبة إلى طبيعة بلاغة الخطاب المكرس للبحث العلمي في شتى حقول المعرفة، وإلى ضرورة مراعاة هذه البلاغة عند الكتابة . 

كما يجد هذا الوضع المؤسف بيئة مناسبة للشيوع والانتشار نتيجة صمت الكثير من المناقشين والمعقبين عن الإشارة إلى افتراق لغة البحث العلمي عما يفترض فيها من بلاغة خاصة، وأيضاً عدم الأخذ بمبدأ محاسبة الباحث، في المعارف والعلوم كافة، على سلامة لغة بحثه من الضلالات البلاغية والتعبيرية عند تقويم البحوث. أليس كذلك؟

0 التعليقات:

هواجس كئيبة


هواجس كئيبة


عراق العروبة
كفاح الزهاوي



كان يصف نفسه رجلا مبهما ,يطارد الظلال,يبحث بين طيات الأسفار ضياع ساعات العمر .

بحور من الجروح تسبح في عالم الانين, تتنفس نسمات من الهواء الشجن عبر جمرات المحن .
القطارات القديمة تتسابق مع الريح عبر تلك الغابات المنسية تصدر ضجيجا ثقيلا يصطدم بجدار الرأس فتسمع صدى يوحي وكأنما قادم من وعاء فارغ.

كان بحاجة إلى حضور الآخرين لكي يشرع في ابحاره. اتعبته مسالك الدرب و أنهكته مسلسلات الخيبة .. فقد بوصلة التحدي واصبح قانطا في اختراقه لأهوال الحياة.

كانت المشاعر المزدحمة تتهيج تحت ركام العزلة وتجعله فريسة الحنين لماضي لم يبق منه سوى أوهام تتناثر كندفات الثلج لا تشعر بوجودها.
كانت عناكب الرعب تنمو و تغزو جسده المرتعب في كل خطوة.

حدقاته المفتوحة على مصراعيها وهو يتفرس تلك اللوحة المشؤومة المعلقة على الجدار المتآكل وكأنما آيل للسقوط لتلك الطفلة البريئة وهي تمسك بنتوء بارز من قمة الجبل كقشة تحميه من الغرق.

كان يتخيل باحة البيت في هواجسه الوهمية, بدا له كبيت الاشباح تحيطه حديقة معتمة والزهور القاتمة والأسلاك الشائكة مع الاثاث المبعثرة.
كانت رياح الاهات تتغلغل عبر مسامات الوجه مخترقة عظام الجرح لتستقر في عمق الفؤاد فتشل قطار الفرح من حركته.
وفجأة وهو يبحث بين سقوط الكلمات الملغزة نقائضها.انه عالم غامض في معادلاته المعقدة, احلام ساذجة تتأجل الى مستقبل قاتم ذي طريق مسدود. فوضى عارمة أعدت لها بتفنن واتقان.كل قبح الزمان تجمعت في دائرة النفاق.

الشعور بالوهن الجسدي بعث في نفسه خريف قادم بسقوط وريقات الأشجار وهي تغطي المساحة الخضراء بألوان زاهية بلا حياة لتجعل من تلك الأشجار الباسقة جسد عاري تتحمل مثاقل الشتاء القارس.. إنها لحظات السبات القاتل في صمت طويل تتخللها أصوات وهمية غير مسموعة ووجوه كالحة تثير الرهبة والفزع في ليل اختفى القمر خلف مجمعات السٌحٌب الداكنة لبناء جدار عازل تحجب عن الأرض ضياءه.

كان ينتابه نوبات هيستيرية مشحونة برغبة البكاء, شعوره المتكرر بانه فريسة الزمن وضحية القدر.تلك الأفكار الرهيبة باتت ملازمة ومقيمة في زنزانته المعتمة.أفكار مقلقة تسللت الى تلك الخلايا كجرثومة قاتلة تكبح جماح عزيمته عن البحث في ثنايا آلامه.

كان يحاول الهروب الى خارج اسوار الزنزانة الرهيبة ويطمح أن يغمره شيء من الهواء والشمس ليعود الى حياته الحرية المفقودة . باتت خطواتها ثقيلة بسبب شعوره التام بالعجز وكأن الارض تمنعه من أن يخطو خطوة اخرى. خابت كل فرص الآمال في ترتيب تلك الجمل المبعثرة والمفككة ومحاولة نفخ روح الحياة فيها وإعادتها الى نصابها.

0 التعليقات:

متى تصوم وتفطر الأمة الإسلامية في يوم واحد...؟


متى تصوم وتفطر الأمة الإسلامية في يوم واحد...؟


عراق العروبة
مصطفى قطبي



أقبل العيد الصغير وعادت معه حكاية اختلاف بدايات الأشهر العربية، وهي ليست ـ كما يثار عادة فقط ـ موضوع خطوط طول وعرض أو مراصد فلكية ولا هي أقمار صناعية، لكن لعلها أيضاً السياسة أو لنقل العند السياسي الطفولي بين الدول الذي تدخل فيما لا يجب أن يتدخل فيه!

علماء الشريعة يتفقون على جواز الرؤية من خلال المراصد بينما يختلفون في الحسابات الفلكية، بحكم أنها ليست حديثة بل كانت قبل مجيء الإسلام ولم يعتبر الشرع لاعتبارات ظاهرة وأخرى قد نجهلها. إن تنبؤات الفلكيين في المدة الأخيرة اختلفت مع بعضها البعض وذلك لحدوث تراكم من حالة اليأس لدى هؤلاء الفلكيين من عدم إتباع أغلب الدول العربية لحساباتهم وتنبؤاتهم، فأصبح جزء منهم يحور هذه الحسابات لتتناسب مع الواقع، وأغلب الواقع يتم إثبات الشهر مبكراً مع حدوث الاقتران للشمس والقمر وليس مع رؤية الهلال.

المرء يتفهم جيداً أن تختلف بدايات أي شهر عربي بين بلد وبلد إسلامي بعيد مثل باكستان مثلا، ولكن العجيب هو هذا التخالف، ولا أقول الاختلاف بين الدول العربية المتلاصقة وأسأل:

ماذا يعني هذا...!؟ هل قوّة إبصار أهل غرب الأردن أقوى من شرق الأردن؟ أم أنّ القمر في دورته العربية العجيبة يمر بفلسطين أولا ثم يميل إلى العراق ويعود بعدها إلى الأردن؟! أم أنه يهلّ على مصر ثم يخطف رجله للجزائر ليعود في اليوم التالي للمغرب كالشمس التي كانت ـ تزاور ـ عن أهل الكهف في سباتهم العميق الطويل؟ ولعل الاختلافات العربية وحساسيتها الصغيرة قد فعلت المستحيل فأصابت دورة القمر الفلكية بالخلل الشديد...

هل وصل بنا العند والتفكير إلى هذا الحد...؟ 

وإن لم نتوحد في يوم عيد، فمتى نتوحد...؟

أما عجيبة العجائب فهي أنّ سنّة العراق يفطرون وبعدهم بيوم شيعة العراق، هذا إذن هو الانفصال القادم، وإرهاصات التقسيم الواقع لا محالة تبدو طلائعه المشئومة في يوم عيد.

والبعض يطلب قمراً صناعياً إسلامياً (بالذات) !لتحديد بدايات الأشهر العربية، وهذا عجيب، فالأقمار تحلق في فضائنا بالمئات وأصغرها قادر على أن يقدّم لنا بيانات ببدايات شهورنا القمرية لمدة خمسين عاما مقبلة! ولكن يبدو أنّ هذا حرام، فهي ليست أقماراً ''إسلامية''.

فما هو القمر الإسلامي؟! أقصى ما يمكننا هو جمع تكاليفه ولكن من اخترع وصمّم وأنشأ هذه الأقمار؟! هل هم إسلاميون؟ العلم يا ناس لا وطن له ولا دين ولكن لمن نقول هذا؟!

ورغم اشتراك جميع الدول الإسلامية في جزء من الليل، إلا أنّ هناك فتاوى بالصوم والإفطار حسب الطلب وتبعاً للعلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء بين الدول ولذلك لن يكون عجباً أن نرى بعد ذلك بعض الدول التي تصوم في ذي القعدة أو حتى ذي الحجة تبعاً لفتوى أو رؤية هلال... كل هذا الضياع والخلاف ونجد من ينادي بتوحيد المقامات الموسيقية على مستوى الدول العربية والإسلامية حتى يكون هناك وحدة في اللحن والنغم.

وربما ينجحون في هذا المسعى وقد نجحوا في تحديد مواعيد بدء ونهاية البطولة العربية وتصفيات القارات وكأس العالم في كرة القدم ولكنهم فشلوا في تحديد أول أيام رمضان وأول أيام عيد الفطر.

وممّا لا شك فيه أنّ هذا الضعف قد عانينا منه أهوالا وشدائد على مرّ التاريخ مثل الأندلس وشرق أوروبا وضياع فلسطين وتقسيم السودان وتمزيق ليبيا وما يحدث الآن في سوريا واليمن والجزائر... فيما بقية الدول العربية الإفريقية لا تنعم بالاستقرار كما يجب وأياً تكن الأسباب في كل بلد إلا أن حالة من الفوضى تسود تلك البلدان ومن غير المعروف متى تنتهي؟.

وكل هذه الأزمات والخلافات تحدث بسبب ضعف الخلق وحب الدنيا والبعد عن رجاحة العقل وسيطرة الفكر المتطرف الذي يقوده شيوخ ودعاة الفتن الذين يأتمرون بأوامر الغرب وأمريكا.

وإلى هؤلاء الذين باعوا دينهم بدنيا البترودولار الزائفة... أقول: 

أنّ الله حينما شرّع لنا الدين حذرنا من الفرقة والخلاف حينما قال عز وجل: ''أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه'' الشورى 13.

علينا أن نسرع الخطى لإزالة هذه الجفوة القائمة بين قادتنا وعلمائنا من أجل خير هذه الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس حينما نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.

نتمنى أن نرى اليوم الذي نصوم فيه معاً، ونحتفل بالعيد معاً وقبل أن يصبح شهر الفوازير ـ أقصد رمضان ـ مقتصراً على المسلسلات والبرامج والأفلام و الأغاني .

0 التعليقات:

مظاهرات بعد صلاة العيد في الأحواز للإفراج عن المعتقلين


مظاهرات بعد صلاة العيد في الأحواز للإفراج عن المعتقلين


عراق العروبة
وكـــــالات



خرجت مظاهرات بعد صلاة عيد الفطر في مدينة الأحواز العربية جنوب غرب إيران، الثلاثاء، تطالب بالإفراج عن مئات المعتقلين العرب الذين يقبعون في زنزانات المخابرات أو السجون الإيرانية.

وتداول ناشطون مقاطع تظهر مسيرات المحتجين في شوارع وأحياء مختلفة من المدينة وهم يهتفون "عيد مبارك يا خوي اللي بالسجن" تضامناً مع المعتقلين .

وذكرت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية، أن حملة الاعتقالات الواسعة المستمرة منذ شهرين من قبل أجهزة الأمن الإيرانية وجهاز استخبارات الحرس الثوري، طالت أكثر من 800 من الناشطين المدنيين الأحوازيين وعمال الإغاثة المتطوعين، بتهمة تشكيل لجان شعبية لمساعدة منكوبي الفيضانات.

ونشر ناشطون صوراً لسيارات الأمن والشرطة وهي تطوق الأحياء التي خرجت بها المظاهرات، وذكروا أن عدداً من الناشطين تم اعتقالهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة، من بينهم أحمد ثعلبي حساني، وكانت السلطات ألقت القبض خلال الأيام الماضية على عدد من الناشطين البارزين، بينهم أحمد دغاغلة، مدير جمعية "الهلال" الثقافية في مدينة الأحواز، وكذلك مهدي بحري، المصور الصحافي والناشط البيئي في مدينة الفلاحية.

كما اعتقلت قوات الأمن الإيرانية المعلم والناشط عادل عساكرة، في بلدة دار خوين، إثر توجيهه انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للحوزة الدينية وتخصيص الميزانيات الهائلة لها، رغم التهميش الذي تعاني منه المنطقة، خاصة في مجال انعدام الخدمات البسيطة للمواطنين .

كما تم اعتقال ثلاثة من المعلمين في الأحواز، وهم ناجي سواري وماهر دسومي وعلي عبيداوي، وهم من بين نشطاء الإغاثة في اللجان الشعبية لمساعدة منكوبي الفيضانات، بتهمة "تشكيل منظمات بشكل غير قانوني".

وتقول منظمة حقوق الإنسان الأحوازية إن الحرس الثوري الإيراني ومسؤولي الأمن غضبوا من عمل اللجان الشعبية لمساعدة ضحايا الفيضانات، وقام قاسم سليماني قائد فيلق القدس، بجلب مجموعات الميليشيات المدرجة في قائمة المنظمات الإرهابية، مثل الحشد الشعبي العراقي، و"حزب الله" اللبناني، وميليشيات فاطميون الأفغانية، ونشرها في المناطق المتضررة من الفيضانات بحجة مساعدة ضحايا الفيضانات.

ونقلت المنظمة عن الناشطين المحليين قولهم، إن الهدف الرئيس هو إشراك هذه الجماعات في قمع الاحتجاجات الشعبية .

0 التعليقات:

الأمن الإيراني يمنع إقامة صلاة العيد في مصلى أهل السنة


الأمن الإيراني يمنع إقامة صلاة العيد في مصلى أهل السنة


عراق العروبة
العربية نــت



أعلن النائب في البرلمان الإيراني، محمود صادقي، أن القوات الأمنية منعت إقامة صلاة عيد الفطر بمصلى أهل السنة في منطقة يافت آباد، الواقعة في العاصمة طهران رغم الموافقة السابقة.

وكتب صادقي في تغريدة على حسابه في موقع تويتر، "بعد الكثير من المتابعة صدرت الموافقة لإقامة صلاة عيد الفطر في مصلى أهل السنة في حي يافت آباد بطهران. لكن اليوم أخبروني أن قوات الشرطة منعت إقامة صلاة الصبح أيضاً".

وأشار صادقي إلى أنه يتابع الموضوع، وأضاف، "اتصلت بالكثير من المسؤولين، إما كانوا خارج التغطية أو لم يردوا على اتصالي أو قالوا إن الأمر لا يخصهم".

0 التعليقات:

سقوط نظرية بن سلمان والسبهان في احتواء الشيعة في العراق


سقوط نظرية بن سلمان والسبهان في احتواء الشيعة في العراق!


عراق العروبة
هارون محمد


لا ندري كيف كان ردّ فعل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؟ وأين توارى مستشاره الأثير لشؤون العراق، الوزير ثامر السبهان؟ عند اعتراض الوفد العراقي برئاسة رئيس الجمهورية برهم صالح، على البيان الختامي للقمة العربية في مكة، والاثنان: الأمير والوزير، أسهما بدفع الرياض إلى منح حكومة بغداد، مليار دولار، مساعدة لها، وأشرفا على عقد 13 اتفاقية تجارية بين البلدين، لإنعاش الاقتصاد العراقي، المنخور بالفساد والاختلاسات.

أغلب الظن أن ولي العهد السعودي صعق من الموقف الحكومي العراقي الذي كان سريعاً، بحيث وصلت مذكرة الاعتراض العراقية إلى الامين العام للجامعة العربية أبو الغيط، وهو يتلو البيان الختامي للقمة، كما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية العراقية، وكان واضحاً من نص المذكرة، أن الاعتراض العراقي كان على مضمون البيان بالكامل، وليس على الفقرات المتعلقة بشجب التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، كما أشارت بعض الصحف السعودية، التي حاولت التخفيف من وقع الاعتراض، الذي شمل النص الكامل للبيان، من البداية إلى النهاية، مع تثبيت عبارة استفزازية، وردت في آخر المذكرة العراقية المعترضة تقول: إن الوفد العراقي لم يسهم في صياغته، في تهكم واضح على البيان، وسخرية منه.

أما عرّاب العلاقات السعودية العراقية الجديدة ثامر السبهان، فقد حاول لقاء وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، كما نقلت الفضائيات الشيعية استناداً إلى (مصادر مطلعة) في الوفد العراقي، إلا أن الحكيم تهرب من اللقاء، ولم يُولِ اهتماماً لالحاح الوزير السعودي، في عقد اجتماع ثنائي لخمس دقائق فقط، الأمر، الذي أصاب السبهان بإحباط شديد، وهو الذي كان يعتقد إلى ما قبل يوم أو يومين، أن الحكومة العراقية، تقدّر مواقفه في منحة المليار دولار، ودوره في عقد سلسلة الاتفاقيات التجارية، التي من شأنها، إذا نفذت، سدّ حاجة السوق العراقية إلى كثير من المواد والسلع، وانتفاع العراق من المشاريع الخدمية، التي وعدت الرياض بإقامتها في النجف وجنوب العراق وتحمّل تكاليفها.

وهذا الموقف السياسي العراقي، الذي هو بالضد من السعودية، ليس الأول، فقد سبق لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي توهّم ابن السبهان، أنه صار في جيب دشداشته البيضاء، ودعاه إلى زيارة الرياض وسط حفاوة بالغة، أن طالب، ببيان رسمي، بتغيير النظام الملكي في البحرين، واستقالة الحكومة اليمنية برئاسة عبد هادي ربة، وهو يدرك تماماً أن هذا البيان يمسّ السعودية في الصميم، بصفتها الشقيقة الكبرى للبحرين، وقائدة مجلس التعاون الخليجي، وزعيمة التحالف العربي، وهكذا راحت المساعدات والمنح المالية السعودية إلى الصدر تندب حظها، مع أن الأخير اعترف بها، ولكن على طريقة (التقية) الشيعية، عندما وصفها بأنها مجرد صناديق (بخور) فاخر!.

وعندما قلنا وأكدنا إن السعودية، تسير في اتجاهات خاطئة في علاقاتها الجديدة مع الحكومة العراقية، فإننا انطلقنا، من أرضية موضوعية، وملاحظات سياسية ميدانية، استناداً إلى مواقف السلطة وسياسات أحزابها ومليشياتها، التي باتت جزءاً من المؤسسة العسكرية الرسمية من ناحية الرواتب والتجهيزات فقط، حتى وصل الأمر بكتل نيابية مؤثرة في البرلمان العراقي، إلى مطالبة المملكة بتعويضات مالية لمن سمّتهم (شهداء ومعوقي الحشد الشعبي) في مواجهة قوات داعش (الوهابية)، بل أن عدداً من النواب الشيعة أعلنوا في تصريحات موثقة، بالصوت والصورة، أنهم بصدد اعداد قانون في مجلس النواب العراقي وتمريره، يكون على غرار قانون (جوستا) الأمريكي، وتثبيت اسم السعودية، صراحة، كحاضنة ومصدرة للارهاب، على خلاف القانون الامريكي، الذي لم يسم السعودية بالاسم، وإنما لمّح إليها.

إن اللوبي الشيعي، الذي عمل ثامر السبهان على استحداثه في العراق، وخصص أموالاً طائلة لتوسيعه، كما كان يتوهم، وأقنع ولي العهد السعودي بتبنيه، على أساس أنه سيكون إلى جانب السعودية ضد إيران، ويعمل على تقليص النفوذ الإيراني في العراق، لم يقم على أسس صحيحة، واعتمد، منذ البداية، على مواصفات مزاجية وانتقائية، وقد سدّ ابن السبهان أذنيه عن نصائح سعت إلى تنبيهه الى مغبة نشاطه وتبصيره بسوء تحركاته، وأكدت له أنه ماض في طريق محفوف بالمخاطر على بلاده، فجميع الأحزاب والكتل والمرجعيات الشيعية في العراق، ترتبط مع إيران بخيوط متينة، مذهبية وتاريخية، لا يمكن اختراقها أو تحويل مسارها، ولكن الرجل الحالم، الذي كان يتصور أن المال السعودي سيفعل الأعاجيب في الوسط الشيعي العراقي، قد ركب رأسه بعنجهية، بل أنه رفض مناقشة شيخ قبلي عراقي، معروف بأنه محسوب على آل سعود، منذ سنوات طويلة، مجرد مناقشة، قضية إعادة اعمار مطار الموصل، الذي دُمّر تماماً، خلال العمليات العسكرية بين القوات العراقية والأمريكية وتنظيم داعش، بدلاً من تطوير مطار النجف، الذي انتشرت أمام بوابته الرئيسة، لافتات تحمل عبارة (لا نريد دعم الوهابيين لمطار النجف المقدسة)، إلى جانب لافتات أخرى تحتج على افتتاح قنصلية في المدينة، وحملت عبارات صادمة مثل (افتتاح قنصلية سعودية في مدينتنا المقدسة.. يعني وداعاً للأمن في النجف الاشرف)، ونشرت العديد من المواقع وشبكات الأخبار الشيعية في بغداد والنجف، صوراً لتلك اللافتات المذيّلة بتوقيع (أهالي النجف الأشرف) مع تعليقات جارحة.

إن منحة المليار دولار السعودية للحكومة العراقية، تعدّها الأطراف والكتل الشيعية، جزية واجبة الدفع، كما جاء في بيان لعصائب قيس الخزعلي، وتصريحات هستيرية للنائب الشيعي رحيم الخالدي، الذي اتهم السعودية بأنها مصدر جميع المفخخات، التي انفجرت في العراق، منذ عام 2003، وعدّ أيضا الانتحاريين كلهم الذين قُتلوا سعوديين، حتى لو كانوا من جنسيات ودول أخرى.

لقد سقطت نظرية ثامر السبهان في استقطاب الطبقة السياسية الشيعية إلى صف الرياض، وتحييد الحكومة العراقية، في قضية النزاع السعودي الإيراني، في أول اختبار جدّي، والمفارقة أنه وقع في داخل السعودية وفي مكة المكرمة تحديداً، عندما اعترض رئيس جمهورية العراق برهم صالح والوفد الرسمي المرافق له على البيان الختامي للقمة العربية، جملة وتفصيلاّ، وهذا يعني أن وزير شؤون الخليج السعودي والمسؤول عن الملف العراقي، شخص لا يعي ولا يفهم في الشأن العراقي، وصار عبئاً ثقيلاً على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي ما زال يلتزمه مع الاسف، برغم أخطائه المتلاحقة، وخطاياه المتعاقبة .

0 التعليقات: