الفنون وأهلها
الفنون وأهلها
عراق العروبة
سامي مهدي
لدي انطباع بأن كل الفنون في بلادنا قد انحدرت وتخلفت بعد غزو العراق واحتلاله : أعني الفنون التشكيلية ، والفنون الغنائية والموسيقية ، والفنون الدرامية ، والفنون المعمارية ، والفنون الأدبية ، وغيرها . نعم . ثمة إيماضات قليلة هنا وهناك ، ولكن سرعان ما يلتهمها الظلام ويبتلعها . وثمة منشورات كثيرة جداً ولكن النوعي المتميز منها جد قليل حتى يكاد لا يبين .
أكاد أسمع من يقول : ألم تكن الفنون قبل ذلك نوعاً من الدعاية للإستبداد وأهله ؟
فأقول : نعم كانت ثمة دعاية ، وكانت دعاية سمجة خاض في وحولها كثيرون ، وانتفع منها كثيرون ، ولكن نفوس الأصلاء كانت تعفّ عنها ، وكانت طريقهم غير طريقها ، فازدهرت بالرغم من وجودها كل الفنون . وهذا ليس كلاماً مجرداً بل يمكن تعزيزه بالأمثلة والوثائق .
والمهم الآن هو المستقبل : ففي المدى المنظور منه لا يبدو ثمة أمل بنهضة فنية جديدة قريبة ، وخاصة في ظل نظام سياسي لايثق بها ، ولا يحبذها ، أو يعدها رجساً من أرجاس شياطين المثقفين .
ويبقى المعوّل على أهل الفنون وإخلاصهم لها وإصرارهم في الدفاع عنها .
نشرت هذا قبل أربع سنوات وذكرني الفيسبوك به صباح اليوم ، فهل تغير شيء طوال هذه السنوات ؟!
0 التعليقات: