أخر الأخبار

.

أشعر شعراء الشرق !


أشعر شعراء الشرق !

عراق العروبة
سامي مهدي


أمس ، وأنا أراجع مكتبتي ، عثرت في ركن منعزل منها على كتاب منسيّ فيه صدر قبل أكثر من قرن ، صدر عام 1913 ، هو ديوان الشاعر السيد محمد سعيد الحبوبي الذي " عني بتصحيحه وتذييله الشيخ عبد العزيز الجواهري " ونشر على نفقة " الحاج عبد المحسن شلاش ، وهو من كبار تجار العراق وله اليد الطولى في جلب الطلمبا والمحجة الحديدية إلى النجف " كما جاء على غلافه !

و" الطلمبا " هي " الحنفية " كما نعلم جميعاً ، أما " المحجّة الحديدية " فأظنها " القطار " .

ومما لفت نظري ، وأنا أقرأ ترجمة صاحب الديوان ، قول الشيخ الجواهري " لا أجازف في الحكم لو قلت إنه ( ويعني الحبوبي ) أشعر شعراء الشرق في فطرته الأدبية ، فإن جلّ شعراء العرب من جاهليين ومخضرمين ومحدثين ومولّدين ، وإن أبدعوا في أساليب الشعر وأفانينه ، إن من جهة اللفظ وإن من جهة المعنى ، إلا أنك لا ترى بينهم الجامع للجهتين ، الآخذ بزمام الشعر الحقيقي . فالنابغة وجرير والكميت وزهير وأبو نواس والأبيوردي وحبيب والمتنبي والمعري والصنوبري والصفدي وغيرهم من فحول الشعراء ، وإن تحركت روح الشعر في أناشيدهم وأهازيجهم ، إلا أنهم بين متبذل في اللفظ ومتعمّل في المعنى كامريء القيس والحطيئة وأبو تمام ( كذا ) والمتنبي وأبو العلاء ( كذا ) وبين قانع بزبرج اللفظ وزخرف المعنى كابن زريق وابن الأنباري والصفدي والقيراطي . فهؤلاء وإن كانوا أئمة الشعراء ما أن تقلبت أدوار الشعر التاريخية إلا أنهم أشاحوا بوجه الشعر الحقيقي في أغلب أناشيدهم وخرجوا به عن دائرة الفطرة الطبيعية .. إلخ "

فانظر يرحمك الله كيف أصبح الحبوبي " أشعر شعراء الشرق " و " الآخذ بزمام الشعر الحقيقي " دون غيره على مر العصور ، وكيف نجا الشيخ الجواهري رحمه الله وغفر له من " المجازفة في الحكم " !

0 التعليقات: