أخر الأخبار

.

الخروج من الشرعية البعثية إنتحار أخلاقي


الخروج من الشرعية البعثية إنتحار أخلاقي 


عراق العروبة
صبيح حمادي




بات واضح أن ذات النفوس الضعيفة قد خلطت الأوراق بمرض نفسي في داخلها لذلك فأن مرحلة بيع الوطنية قد انتهت ولم يعد لهذه المفردات وجود ولا لهذه الأدوات مكانٌ ، وفشل المستفيدون والمنتفعون، ولم يعد من السهل انبعاثهم مرة اخرى من جديد، أو تكرار ما حدث منذ ٢٠١٦ من اجتثاث نخبة من الرفاق في غفلة من الزمن تحت إشراف حسن بيان ومساعده همندر بإيعاز مخابراتي ليس في أوربا وأمريكا وحسب ولكن ايضا في لبنان وباقي الدول العربية . 


بعد كل هذا التدهور في صفوف البعث أبعدت القيادة حسن بيان من قيادة خارج الوطن ، هنا اطمأنت النفوس مرةً أخرى . 

كما ان هذا التدهور الذي حدث وفسح المجال لعدد من الصبيان في التهجم على المناضلين واستمرار الإساءة اليهم بإطلاق الاتهامات الباطلة أضحى واضحٌ للعيان ، فكانت مظاهره قاسية وتداعياته خطيرة فأفرز نتائج وخيمة من الصعب قبولها وتحملها ، فجاء قرار الرفيق الأمين العام كردة فعل حتميه لأنقاذ التنظيم وإنتشاله من الواقع البائس والمزري الذي وصل إليه ، ولا شك ان إعلان القيادة وَلَدّ حالة فرح ورضا وتفاؤل واستبشار، بأن الغد أجمل والقادم أفضل ، والمستقبل أكثر أملاً وإشراقاً ، وأن العقوبات الإرتجالية على الرفاق سترفع والإقصاء والتحجيم والتحريض سينتهي . 

إلا ان ذلك كله لم يتحقق بسبب عدم وجود الإرادة الحقيقية والرغبة المخلصة لدى العناصر التي مازالت تُهيمن على هياكل ومفاصل الحزب وتستغل الظروف الإستثنائية العصيبة التي يمر بها حزبنا المناضل ، بالتالي لم تتحقق المصالحة الفعلية، ولم تخلق الوحدة العملية، ولم تنتهِ التناقضات والاختلافات، ولم يُقضى على ازدواجيات القوى وتنازع المسؤليات والتصادم ولم يساعد في رحيل الطارئين المستفيدين والمنتفعين الوصوليين والساعين لتحقيق منافع ضيقة كما لم يحدث تقارب في وجهات النظر، ولم يذاب الجليد المتكلس ، ولم تخلق قناعاتٍ حقيقة بالتقارب والاتفاق والتعاون والتنسيق، والقبول بالشرعية والاحتكام إلى النظام الداخلي فصُدمَنا وبُهت الرفاق وخاب ظنهم، وخيم الركود والخدر مرة اخرى ... الأمر الذي دفع العديد من المناضلين البعثيين المخلصين الى إعتزال العمل في انتظار قرارات ثورية إصلاحيّة جديدة تُعيد للهيكل التنظيمي هيبته ومكانته بين الجماهير العراقية والعربية التي مازالت أنظارها شاخصه تتطلع الى يوم الخلاص والتحرر . 

الحقيقة التي يجب أن نعترف بها ولا نكابر ولا ندعي ولا نحاول أن نتجمل كذباً ونخدع بها ونضحك على الآخرين ونحبطهم، أننا قد غادرنا هذا المربع وتناقضاته إلى مربع خفض التوتر والتي تفرض على الجميع مفاهيم تقوم على إدارة النضال ما بعد مرحلة حسن بيان السيئة الصيت وتسييره نحو الأفضل خدمةً لتأريخ البعث وقيادته المتمثلة بالرفيق المجاهد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي . 

لذا أعلن انا صبيح حمادي ان تجمع العراق أولاً منظمة مدنية وتحالف بين القوى الوطنية العراقية المناهضة للإحتلال وإفرازاته من داخل العراق وخارجه غايتها المساهمة في تحرير العراق ليس الا ، على أسس متينة ورجال أقوياءٌ ولكن بحكمةٍ وتعقل وان هذا التجمع ليس بديلا عن اَي حزب او مكون وانا بعثي ولايستطيع احد انتزاع إيماني بمبادئ البعث العظيم . 

لا نزاحم احد في الشارع العراقي ولانحرض على احد وببعثيتنا بقيادة الرفيق المناضل عزة إبراهيم متمسكين بفخرٍ وإعتزاز وإكبار . 

صبيح حمادي 
بتأريخ اليوم 18 / 9 / 2019

0 التعليقات: