أخر الأخبار

.

مناشدة الى اللجنة التنسيقية للتظاهرات



مناشدة الى اللجنة التنسيقية للتظاهرات


عراق العروبة
علي الكـــاش




الطعنة الأولى التي تلقاها المتظاهرون السلميون بخنجر الصدر، أعقبتها طعنة أخرى شديدة من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح، أن كان أي من المتظاهرين بما فيهم وفدهم الذي التقى بالرئيس برهم صالح إعتقد بأن صالح سينفذ مطالبهم فهو على جهل يقين وإستغفال مبين، برهم صالح كما هو معروف ساخت إيران، وحزبه الإتحاد الوطني مع نظام الملالي وهذا غير مخفي على أحد، ولا يمكن لصالح في أي حال من الأحوال أن يخرج عن إرادة الولي الفقيه الذي نصبه رئيسا للعراق، ولقائه بوفد المتظاهرين كان لإسقاط فرض ليس إلا، بل انه غشهم عندما طرح لثلاث مرات إسم رئيس المخابرات العراقية الكاظمي ولم يشر الى محمد توفيق علاوي البتة. بل أن صالح عندما كلف الأخير لم يحترم إرادة المتظاهرين وفرض علاوي رغم أنف الجميع، بمعنى ان يقول للمتظاهرن ان الدماء التي سالت في ساحات الوغى لا قيمة لها ولا أي إعتبار في منظوره. 

العارف بالأمور يدرك ان صالح كان يعمل على كسب الوقت ليس من خلال التفاوض مع الكتل العراقية فحسب، وإنما بإنتظار ما تسفر عنه إرادة الولي الفقيه والشيخ كوثراني. تصوروا لبنان الذي هو أصغر من محافظة عراقية صار له الباع الطويل في تقرير مصير العراق ونصب رئيس الوزراء، أين وصل العراق من الضعف والتهميش والتبعية والخزي والعار!!!

أن حضور أبو مجاهد الهاشمي مراسم تكليف علاوي في قصر السلام، وهو لا يمتلك أي منصب رسمي بعد إستقالته من مكتب رئيس الوزراء المخلوع عادل عبد المهدي، فيه إشارة واضحة بأن علاوي هو مرشح ايران، وهذا الأمر سبق أن وضحه عدد من نواب كتلة الفتح بأن ايران هي التي سترشح رئيس مجلس الوزراء القادم، وكانت اللعبة الخبيثة للجوكر الصدري قد تكللت بالنجاح من خلال إعادة أنصاره الى ساحات التظاهر قبل يوم من اعلان تكليف علاوي لغرض خداع الرأي العام العربي والعالمي بأن علاوي هو مرشح المتظاهرين عامة وليس الصدريين فقط، وقد رفعت اللافتات والصور والهتافات من قبل المتظاهرين الصدريين بموافقتهم على تكليف علاوي في وقت قياسي أي مهيأ له مسبقا، وسيطروا على المطعم التركي والإذاعة المحليه، وعدنا الى المربع الأول، وذهبت دماء الشهداء والجرحى سدى مع الأسف الشديد. 

سبق أن حذرنا الأخوة المتظاهرين بأن صالح لن يكون الى جانبهم، وان مجلس النواب سيرفض أي مرشح يوافق عليه المتظاهرون، وان الحل الوحيد هو الضغط على رئيس الجمهورية لحل البرلمان، ولم يكن لتحذيرنا صدى. اليوم بانت الأمور بوضوح فرئيس الجمهورية ومجلس النواب وكتلتا الفتح والإصلاح هم من أتباع ولاية الفقيه علاوة على الزعماء من أهل السنة أخزاهم الله، وان الكتل السياسية لم تحترم إرادة مرجعية النجف التي طالبت بمرشح غير جدلي، والمجرب لا يجرب، إذا وافقت المرجعية على علاوي فهذا يعني تراجعها عن مواقفها السابقة بشأن المرشح، وإنها ايضا تابعة للولي الفقيه، رأيها سواء كان سلبا أو ايجابا،او سكوتها سيبين موقفها الحقيقي من هذه المهزلة السياسية، والسكوت يعني ضمنا الموافقة على المرشح الجدلي، والتبعية للولي الفقيه الخامنئي.

في الخاتمة نقول للجنة التنسيقية لقد ضيعتم الفرصة الذهبية عليكم وعلينا، من خلال المراهنة على موقف رئيس الجمهورية، فقد كنتم الأمل الوحيد المتبقي لنا، ولا أظن ان الرفض الحالي من قبل المتظاهرين سيحقق نفس الزخم السابق، وأخيرا نصارحكم القول: لا توجد ثورة في العالم نجحت وهي تنتهج السلمية فقط في ظل حكم دكتاتوري عدواني مجرم لا يحترم شعبه ولا يراعي حقوقه

على اللجنة أن تعيد النظر في حساباتها من جديد وتعري رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان وزعماء الكتل والاحزاب بلا إستثناء عن غدرهم وطعنهم بالظهر، وتتخذ خطوات تصعيدية سريعة وقوية، وإلا ستفقد الكثير من بريقها وزخمها الجماهيري كلما مر الوقت، وسيفرض الأمر الواقع نفسه على الجميع. 

لا يزال هناك أمل وان كان أضعف من السابق، لكن من خلال موقفكم التصعيدي القادم، يمكن أن يكبر، نسأل الله التوفيق، وتحية إجلال واكبار لشهدائنا الابرار، والشفاء العاجل للجرحى، والعودة السالمة للمختطفين والمعتقلين في دهاليز الحكومة وميليشياتها الارهابية، ومن الله التوفيق.

0 التعليقات: