أخر الأخبار

.

الكاظمي بلع (الطعم) وعليه تجرّع السم



الكاظمي بلع (الطعم) وعليه تجرّع السم!


عراق العروبة
هارون محمد




ثمة محاولات محمومة، يبذلها أقطاب البيت الشيعي، لتسويق عادل عبدالمهدي، من جديد، وتكليفه بتشكيل حكومة مُدورّة، (من التدوير)، وفقاً لسياقات حكومته المستقيلة، مع بعض التغييرات الطفيفة، وهذا ما وضح، خلال الاجتماع الثاني، في غضون 48 ساعة، الجمعة، بين المكلف مصطفى الكاظمي، وقادة الكتل الشيعية.


ووفقاً لمعلومات سربتها أوساط مقربة من الكاظمي، فإنه جاء إلى اجتماع الجمعة، وهو يحمل تشكيلة جديدة لحكومته، بعد ان استجاب لرغبات هادي العامري ونوري المالكي ونصار الربيعي، ممثل مقتدى الصدر، وعدنان فيحان، مندوب قيس الخزعلى، في شطب وزراء، وإدخال آخرين، كما طلب منه الأربعة، في اجتماع (الأربعاء) الماضي، ولكنهم اعترضوا، مرة أخرى، على أسماء، بعضها، وهنا المفارقة، كان (الرباعي) ذاته، قد اقترحها، على المكلف، في الاجتماع السابق، مما أدخل الكاظمي، في دوامة من الحيرة والارتباك، من دون ان يكتشف، لقلة خبرته السياسية، ان (الجماعة) يتلاعبون به، ويدفعونه إلى إعلان اعتذاره، مثل سابقيه، محمد علاوي، وعدنان الزرفي، ليصبح الطريق سالكاً، أمام عبدالمهدي، الذي وصفه الملا المعمم، جلال الصغير، أنه أعظم (عقل) في العراق!.


واذا كنا نعرف مسبقاً، دوافع قادة البيت الشيعي، في تجديد تكليف عادل عبدالمهدي، وهو واحد منهم، فان ما أثار التساؤلات، ان يصطف إياد علاوي معهم، ويطالب بإبقاء ابن عبدالمهدي، في منصبه، معترفاً بعظمة لسانه، انه تحدث مع رئيس الحكومة المستقيلة، وسعى إلى إقناعه بالاستمرار، ـ برغم رفض الشارع له ـ ولكن الاخير، وضع شروطاً لا تقبلها، بعض الأحزاب.


واضح تماماً، ان علاوي، وهو يعترف، بالاتصال مع عبدالمهدي، ودعوته للبقاء في منصبه، لم ينتبه إلى انه، أوقع نفسه في مأزق جمع بين الازدواجية والانتهازية، فهو صرح، أكثر مرة، بأحقية مطاليب ثوار الساحات، ودعا إلى الاستجابة لهم، وانتقد في المقابل، اجراءات حكومة عبدالمهدي، في استخدام العنف المفرط ضدهم، بل انه اتهم مسؤولين في مكتب رئيس الحكومة، بالتورط، في عمليات قنص المتظاهرين، وخطفهم وترويعهم، فكيف استدار مائة وثمانين درجة إلى الخلف، وراح يناشده ، وربما توسل به، ان يبقى في موقعه ؟.


والمفارقة أيضاً، ان بطل واقعة مصرف (الزوية)، وهو المسؤول الحكومي الأول، عن قتل سبعمائة شاب، وتغييب المئات، واعتقال الآلاف من المحتجين، لم يرفض العرض العلاوي فحسب، وإنما كابر في عناد سياسي، وصلف أخلاقي، ووضع شروطاً، للبقاء في منصبه، وكأن الأبرياء، الذين أمر بقتلهم، مجرد أرقام، لا تساوي شيئاً، من دون ان يُدرك، لضحالة تفكيره، وقلة أدبه، ان كل نقطة دم، أريقت في الشوارع والساحات، تتفجر الآن، احساساً ثأرياً، في نفوس الآلاف ممن فقدوا أحبتهم، وأعزاء لهم، وسيأتي اليوم، عاجلاً أم آجلاً، ويدفع ثمن جرائمه مُضاعفاً.


إياد علاوي، يمارس العمل السياسي، كـ(بزنس) تجاري، يضع مصلحته الشخصية، وتعزيز موارده المالية، فوق أي اعتبار آخر، وهو أول من فتح (بازار) المرشحين إلى الانتخابات، ونصب مزاداً علنياً وسرياً لهم، وخصوصاً في انتخابات العام 2010، عندما فرض مرشحين، على القائمة العراقية، مقابل أموال، بلغت حصيلتها ملايين الدولارات، ومنهم مرشح شيعي في البصرة، فاز في تلك الانتخابات، واسمه أحمد عريبي، راح يتهكم، في جلساته الخاصة، على من صوّت له وانتخبه، ويقصد سُــّنة المحافظة، بعبارات يتفوه بها، عادة، أصحاب المواخير، وعندما عاتبه أحد قادة القائمة، على كلامه القبيح، رد مستهتراً: انا اشتريت مقعدي النيابي بفلوسي !، وتبين لاحقاً، انه من أنصار حزب الدعوة، وتقدم للترشيح ضمن ائتلاف دولة القانون، ولكنه وجد اسمه في ذيل مرشحي الائتلاف، فانسحب منه مؤقتاً، وبفضل أياد، أصبح في مقدمة مرشحي القائمة العراقية بالبصرة، وعقب فوزه، عاد الى حضن المالكي.


وحتى في حكومة عادل عبدالمهدي (المستقيلة) فان علاوي قاد صفقة، مع عبدالرحيم الشمري، وآخرين، ورشح ضابطاً شيعياً، من الكوت، لوزارة الدفاع (نجاح الشمري) وقبض الثمن مقدماً، برغم ان هذه الوزارة مخصصة لـ(المكون السني) وفقاً لنظام المحاصصات، وقد تحدث في هذا الامر، النائب السابق، اللواء حامد المطلك، وكان مرشح أياد للوزارة، في باديء الأمر، ولكنه استبعد منها، كما صرح، عقب وليمة أقامها جمال الضاري، القيادي السابق في هيئة العلماء المسلمين، في بيته، وحضرها مع أياد، وفيها تعرّف ـ والحديث له ـ على العقيد أو العميد، نجاح الشمري، المدعو هو الآخر، الى (العزيمة) الضارية العلاوية الشمرية، وصار الذي صار. 
  

واستناداً الى هذه الوقائع والمعطيات، فانه ليس مستغرباً، من أياد علاوي، ان يأخذ حاله، ويذهب الى عادل عبدالمهدي، قناص الشباب، والملوث من قمة رأسه الى أخمص قدميه، بالسرقات والأتاوات، ويحاول اقناعه بالاستمرار، رئيساً لحكومة، خاضت في دماء الابرياء سفينتها، وفاحت روائح جيفتها، انها (مصلحة)، وتجارة مربحة. 
  

وعموماً.. فان مصطفى الكاظمي بلع (الطعم)، وصدّق قبول قادة الكتل والمليشيات الشيعية به، وموافقة مسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي واياد علاوي عليه، دون ان ينتبه، لارتفاع منسوب السذاجة عنده، انه وقع في الكمين المنصوب له، إما ان يكون (باش كاتب) حكومة، وليس رئيساً لها، يبصم على ما يُقدم له، وينفّذ ما يُطلب منه، وإما ان يشيل (غراضه) ويرجع الى لندن، متقاعداً، لان عودته الى منصبه كرئيس لجهاز المخابرات، باتت مستحيلة، بعد ان تحول من (مهني) الى سياسي، كما رسموا له، خصوصاً، وان المليشياوي ابو زينب اللامي، مدير الامن والاستخبارات في الحشد، فصّل (درزن) بدلات حديثة، كما يُنقل عن رفيقه في الذبح، وشريكه في (الخمط)، أبو جهاد الهاشمي، الذي أكد لعدد من النواب، أن مُسودّة أمر تعيينه (الديواني) على مكتب عبدالمهدي، ًوتحتاج فقط، الى النشر والإعلان.

0 التعليقات: