أخر الأخبار

.

الاشباح والخائفون.. للسياسة لا يصلحون



الاشباح والخائفون.. للسياسة لا يصلحون!


عراق العروبة
هارون محمد




شيء مُعيب، وعمل لا يليق، أن يُقدم واحد، واضح أنه وصولي وخواف، على كتابة مقالة ضد نواب من كتلة محمد الحلبوسي، وركّز على عبدالله الخربيط ويحيى المحمدي وهيبة الحلبوسي وفالح العيساوي ومحمد الكربولي، وذيلها باسمي، ونشرها في صفحات التواصل، وشخصياً فاني لا أعرف الثلاثة الأول، ولم ألتق بهم، أما الرابع، فقد تعرفت عليه، في مناسبة اجتماعية في العاصمة الأردنية ، قبل سنوات، هي الأولى والأخيرة، أما خامسهم الذي شتمني بسوقية سافرة، فمعرفتي به تكاد تكون عابرة، وسيجدني قريباً كيف أرد عليه بصفعات يستحقها، وملاحقات لا يتوقعها، وقد أصبت بالحزن، حقيقة، لأن المقالة، التي نُسبت اليّ، فيها أخطاء نحوية وإملائية فاحشة وكثيرة، وأنا الذي أنحت مقالاتي نحتاً، وأحيطها حرصاً وسلامةً.


وفي مقالة الكاتب المزيف، تناقض واضح، لا يقع فيه إلا المغفلون، فهو يتناول النواب الخمسة، بالسّب والتجريح، والنقد والتشريح، وهذه مسألة تخصه، بشرط أن يُفصح عن اسمه، ويسفر عن وجهه، ولكنه برز ملثماً يبغي التقرب إلى الحلبوسي، وكأنه يريد أن يقول له، سرحَهم وأنا أحل في مكانهم، لأنهم، في رأيه، خافوا من الصدريين، الذين فتحوا معركة معه، من دون أن يبادروا، وهم مساعدوه، بالرد والدفاع عنه.


وواضح أن من قرأ المقالة، من المتابعين لكتاباتي، لابد أن يكونوا قد اكتشفوا من عنوانها، انها ليست لي، وصياغتها غريبة عن أسلوبي ، وأنا الذي أحرص ان تكون مقالاتي، معززة بالوقائع والأحداث والتواريخ، التي تُضفي عليها مصداقية وموضوعية، ثم أني لست ممن يبحثون، عن مكان أو مكانة، إلى جانب الحلبوسي أو غيره، حتى أنصحه بالتخلي عن نوابه أو المحيطين به، وأنا أعوض عنهم، كما تُشير مقالة الشبح أو الخائف من ذكر اسمه، فأنا رجل خلفّت مستقبلي الوظيفي ورائي، ولن أفكر في يوم من الأيام، أن أحصل على جاه زائف، تأباه نفسي، أو أنافس أحداً، أو أن أتبوأ منصباً، فهذه مسألة غادرتها، منذ سنوات طوال، والحمد لله، وكل ما أطمح إليه، ان أبقى كاتباً وصحفياً، أعبّر عن رأي أقتنع به، بلا خشية أو تردد، ولن أحيد عن هذه المهمة، التي انخرطت فيها بصدق، ولا أبارح هذه المهنة، التي أحبها بعشق، ما دام في جسدي نبض عرق.


ان مزور المقالة اياه، يذكرني بقادة المعارضة السابقة، الذين كانوا يختفون وراء أسماء مختلقة، وألقاب مفتعلة، خشية من النظام السابق، وهو على بعد آلاف الأميال عنهم، وبرغم معرفتهم أنهم محميون من دول وحكومات وأجهزة تحتضنهم، أمثال جواد المالكي، وهو لا جواد ولا مالكي، وقد عاد إلى اسمه الحقيقي، بعد ان أصبح رئيساً للحكومة، وقبله كان أبو أحمد الجعفري، وتبين ان اسمه في دفتر النفوس، إبراهيم الاشيقر، وبعده بيان جبر، قبل الاحتلال، وباقر صولاغ عقب الاحتلال، وهناك العشرات منهم، عادوا إلى العراق في مرحلة ما بعد العام 2003، يتحدثون عن بطولات لم يقربوها، ومواقف لم يتخذوها، وأكبر رأس فيهم، كان يتلفت يمنة ويسرة، اذا مشى في شارع، أو وقف في تقاطع، لأن الذعر يملأ نفوسهم، والجزع يعيش معهم، برغم ان الأمان يُحيط بهم، ولكنهم جبناء في داخلهم، والقلق يرافقهم، وهؤلاء لا يصلحون للسياسة أبداً، ولكنهم ركبوها صدفةً، وجعلوها حرفةً، وانتفعوا منها ترفاً.
لقد صدق عمنا الجليل، وشاعرنا النبيل، المتنبي الجميل، عندما قال: الرأي قبل شجاعة الشجعان.. هو أول وهي المحل الثاني، ويبدو أن (صاحبنا) المتسلل، والذي هو من القّيم متحلل، ليس عنده رأي، يُظهره علناً، ويُجاهر به واقفاً، ولا هو يملك جزءاً من شجاعة، وبدا خائفاً، وأخزى ما فيه، أنه صار للحلبوسي مُنبهاً، والى خدمته ساعياً، من دون ان يُدرك أنه وقع في المحظور، وكشف عما في نفسه يدور، واختفى في الظلام بعيداً عن النور.

0 التعليقات: