بغداد تتعرض لمؤامرة خطيرة لتغيير هويتها وإبعاد سكانها الاصليين
بغداد تتعرض لمؤامرة خطيرة لتغيير هويتها وإبعاد سكانها الاصليين؟!
عراق العروبة
خالد القره غولي
بغداد اليوم تتعرض إلى مؤامرة خطيرة جدا بدأت تلوح في الأفق، حيث أشارت تقاريرإلى أن أجهزة الدولة بأوامر من الحكومة العراقية تفسح المجال أمام مواطنين من دول مجاورة تتصدرها للسكن في العاصمة بلا شروط وتمنحهم حق التمليك المقنع لجميع المناطق التي تقع ضمن خارطة المدينة، مشيرا إلى أن أهل بغداد الأصليين يذوبون في محيط من الفوضى والتخطيط المتعمد لاستبدال هويتهم بسكان من محافظات ودول أخرى , أصاب أبو جعفر المنصور حين اختار بغداد عاصمة للدولة العباسية، بدلا من الأنبار العاصمة الأولى للعباسيين بعد إسقاط الدولة الأموية، المنصور استمع إلى مقترحات عدة لبناء عاصمة جديدة لدولته المترامية الأطراف كان من بينها واسط وكربلاء والكوفة والبصرة وتكريت والمدائن، حتى استقر رأيه أخيرا على بغداد وبناء أول عاصمة مدورة في التاريخ عام ١٤١للهجرة ٧٥٨ ميلادية ! وبغداد عاصمة العراق منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا لكنها هل تبقى عاصمة للعراق؟ العباسيون حولوا بغداد كما أجمع المؤرخون العرب والأجانب إلى مركز علمي وثقافي واقتصادي أثار حفيظة الكثير من المتآمرين والمتربصين داخل الدولة وخارجها، أعداء الداخل وجد لهم خلفاء بني العباس حلا تمثل في القضاء عليهم وسجنهم وتهجير من بقي منهم إلى دول أخرى كي ينظم لاحقا أحفادهم لجحافل الجيوش التي أسقطت بغداد في خلافة المستعصم بالله ! ورغم ماحدث من خراب وتدمير وسلب ونهب وقتل للأبرياء في بغداد حاول المحتلون تغيبر ومحو بغداد من خريطة الحواضر على اعتبار أن لهم عواصم أخرى آنذاك في عدد من دول شرق وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى ( لم أذكر أسماء الدول المحتلة بتعمد) وشجعوا الناس على هجرتها وقدموا تنازلات كثيرة لتغيير عاصمة العراقيين والعرب لكنهم لم يفلحوا، فعادت بغداد عاصمة للعراق وقبلة الإنسانية ورمزا شامخا رغم اتخاذ عشرات المدن البعيدة والقريبة من بغداد عواصم لدول وخلافات وإمارات وإمبراطوريات لعل أطولها كان للدولة العثمانية واختيارها القسطنطينية ( استبدل إسمها في عام ١٩٣٠ إلى إسطنبول) عاصمة لدولتها للمدة من عام ١٢٩٩ ميلادية وحتى عام ١٩٢٣ بعد إنهيار الدولة العثمانية وتأسيس الدولة العلمانية الأتاتوركية في تركيا، وليس من قبيل الصدف أن يعيد الإحتلال البريطاني تسمية بغداد عاصمة للعراق بل تخطيط متعمد كان هدفه إبعاد النظر وعدم التفكير مستقبلا بعواصم أخرى غير بغداد قريبة من مواقع الأطماع الإقليمية في المنطقة !
واليوم وبعد عام ( ٢٠٠٣ أ) أصبح الخطر يهدد بغداد أكثر من أي وقت مضى فهناك مؤامرات محكمة وستراتيجيات تنفذها بإحكام كتل سياسية وأحزاب متنفذة داخل العراق، نجحت في إسقاط أهم الأسس التي من المفترض أن تتمتع بها العواصم وهي إتخاذ القرارات، فجميع القرارات المتخذة في العراق تهيأ وتصنع وترتب في محافظات أخرى ويبقى مايعرض على الشعب من أكاذيب وتمرير لتخطيط أحبك بدقة لتغيير واستبدال عاصمة العراق واختيار واحدة من ثلاث مدن كعواصم حقيقية للعراق في المستقبل القريب، كربلاء عاصمة العراق الدينية أو الموصل عاصمة العراق الأمريكية أو البصرة عاصمة العراق النفطية، أما بغداد ستبقى عاصمة شكلية فقط لمطاعم الدرجة الأولى وشوي السمك المسكوف !
وآخر إحصائية موثقة لعدد سكان بغداد تشير إلى أن أكثر من سبعة ملايين مواطن يسكنون في العاصمة بشكل ثابت، ومايقرب من مليون نازح توزعوا بين كرخها ورصافتها ، وتُبين الأرقام أن أكثر من نصف مليون مواطن عراقي يدخل بغداد ويخرج منها في اليوم نفسه، والسبب معروف لأن بغداد المقر الثابت للوزارات وكبرى الدوائر والجامعات والأندية الرياضية والمنتديات الثقافية والفنية والمؤسسات الأمنية والعسكرية والتبادل التجاري والمؤسسات الصحية الكبرى والسفارات وأكبر مطار مدني في العراق ومعظم القنوات الفضائية العراقية.
وأشارت الإحصائية باستغراب إلى موضوع يلفت الإنتباه كثيرا وهو عدم أو إختفاء وتلاشي تواجد البغداديين أو البغادّة في الصفوف الأولى من الدولة والحكومة مع بعض الاستثناءات غير المؤثرة في هذا المجال، فرئيس الجمهورية وأغلب الوزراء والوكلاء والمدراء العامين ليسوا من أهل بغداد.، وهؤلاء يضافون إلى رؤساء الجامعات وعمداء الكليات الرسمية والأهلية فمعظمهم من محافظات أخرى، أما القادة العسكريين والأمنيين فجميعهم بدون استثناء من محافظات العراق الوسطى والجنوبية، ليس هذا فحسب وإنما أجزاء من مدن كاملة داخل بغداد يقطنها مواطنون من محافظات أخرى كمناطق العامرية والشرطة واليرموك والدورة والشعلة والمنصور ومدينة الصدر ليسوا من البغداديين، هذه التقسيمات وتواجد عدد كبير من العاملين الأجانب في بغداد أضاع تماما الهوية الحقيقية لسكان بغداد،وأوضح التقرير أن سكان مناطق محيط بغداد هم ليسوا أيضا منها بل من المحافظات القريبة من حدود بغداد !
وأظهر التقرير بصورة لاتقبل الشك تعمد استمرار أجهزة الدولة بأوامر عليا من الحكومة العراقية لفسح المجال أمام مواطنين من دول مجاورة تأتي إيران في مقدمتها تليها سوريا للسكن في بغداد بلا شروط ومنحهم حق التمليك المقنع لجميع المناطق التي تقع ضمن خارطة المدينة!، أما أهل بغداد الأصليين فهم لاحول لهم ولاقوة وذابوا في محيط من الفوضى والتناقضات والتخطيط المتعمد من أحزاب لاستبدال هوية سكنة بغداد بسكان من محافظات ودول أخرى”.
وأكد : للتذكير فقد سعت قوانين الدولة قبل عام ٢٠٠٣ للحد من هذه الظاهرة والسماح بتمليك الدور والأراضي السكنية لمن حصل على هوية الأحوال المدنية حتى عام ١٩٥٧ !
ومجمل القول .. بغداد تتعرض إلى مؤامرة بطيئة لكنها خطيرة جدا وأفقها بدأ يلوح قريبا من سماء الفوضى والاضطراب والمعاناة المتكررة والمستمرة لمواطني بغداد الأصليين، فبين ضياع الهوية وانحسار المطالبة بوضع شروط للتمليك في العاصمة وضواحيها للحد من تدفق سيول المهاجرين إلى بغداد، لابد من التساؤل عما ستقوم به الحكومة عن قريب في التمييز بين الساكنين في بغداد أو البقاء مكتوفة الأيدي كي يصبح الانتقال من الكرخ إلى الرصافة بموافقات أمنية كما هو الحال في جرف الصخر .. ومناطق أخرى .
0 التعليقات: