أخر الأخبار

.

الحلبوسي ضلّ الطريق واعتذر للمالكي الصفيق



الحلبوسي ضلّ الطريق واعتذر للمالكي الصفيق!


عراق العروبة
هارون محمد




عندما يحمل رئيس مجلس النواب محمد ريكان الحلبوسي نفسه، ويذهب إلى نوري المالكي، ويطلب العفو منه، ويعتذر له عن تصريحات أدلى بها، النائب عبدالله الخربيط، عن قضية المغيبين، عدّها زعيم حزب الدعوة، الخائن العميل، مساساً به، وانتقاصاً من الحكومات الثلاث، التي شكلها حزبه، خلال السنوات (2005 ـ 2018)، فانه أثبت مرة أخرى، أنه رقيع بالفعل، ومن الظلم ان يُحسب على السُــنّة العرب في العراق، وهو الذي سكت عن المجازر، التي تعرضوا لها، وتفرج على حملات البطش بهم، وصمت صمت القبور، على ما حل بهم، من قتل وتنكيل، وتشريد وتهجير، وما زال الملايين منهم يعانون من النزوح، ومئات الآلاف يرزحون في السجون والمعتقلات، وعشرات الآلاف مغيبون لا يُعرف مصيرهم.


وليس دفاعاً عن النائب عبدالله الخربيط، الذي لو احترم نفسه، وثبت على كلامه، لما بقى يوماً واحداً، في كتلة الحلبوسي، لأن ما قاله في اللقاء التلفزيوني، هو جزء يسير، من معاناة السنة العرب، وما لقوه من قتل وترويع، وقهر وقمع، واغتيال وتغييب، وزج في سجون سرية، ومحاكمات صورية، وملاحقات أمنية، على امتداد سلطة حزب الدعوة الطائفي الارهابي، ابتداء من حكومة المخبول إبراهيم الجعفري، مروراً بحكومتي الجلاد نوري المالكي، وبعدهما حكومة الخبيث حيدر العبادي، وانتهاء بحكومة الرديف، التي قادها اللص القاتل عادل عبدالمهدي، وجميع الجرائم والانتهاكات موثقة بالأحداث والوقائع والتواريخ، وهي لا تسقط بتقادم الزمن، ومرور السنوات، ما دام هناك أيتام وأرامل، ولابسات سواد، وصوائح ونوائح، والأيام دول، وسيأتي وقت الحساب، ولو بعد حين.
كان على ابن ريكان، قبل ان يحمل حاله، ويشد رحاله، لمقابلة نوري المالكي، وطلب الصفح منه، ان يستعيد مشاهد الدم والخراب، في مدينته ومسقط رأسه الفلوجة في الأقل، ويستذكر صور آلاف الشهداء والمعوقين، وأعداد فيهم من عشيرته وأقاربه، وكان عليه لو كان رجلاً، وصاحب ضمير، ان يؤيد ما قاله الخربيط، ويضيف إليه، ما بحوزته من ملفات بالاطنان، وهو الذي طلبها، أيام حملته الانتخابية الأخيرة، من ذوي الضحايا، مدعياً انه سيطرحها إذا انُتخب نائباً، وها هو قد فاز، وأصبح رئيساً للبرلمان، من دون ان يحرك ساكناً، أو يعرض ملفاً، وبعد هذا وذاك يطلع علينا، عضو كتلته، النائب فالح العيساوي، ويقول: ان تحالف الحلبوسي، هو الممثل الشرعي الوحيد للسنة العرب، ويُبريء هذا التحالف الـ(لملوم) من الأفاقين، وطلاب المناصب على حساب دماء أهلهم، من حديث الخربيط، ويصف ما قاله الاخير: إنه رأي شخصي، لا علاقة لـ(تحالف القوى) به، ويعطي دليلاً على مصداق كلامه ويعلن: أن رئيس التحالف، الآن، في طريقه إلى مقابلة المالكي، لتسوية الموضوع، مسجلاً بذلك سبقاً صحفياً، عن اعتذار، واحد صغير، إلى عار كبير.


ويبدو ان صاحب صيحة (ما ننطيها)، قد استبشر بمقدم الحلبوسي، معتذراً وتائباً، (وما تصير بعد)، وخصوصا ان (حجي) الرذيلة، يعيش، الان، في عزلة، وبات كـ(المجذوب) يهرب منه الناس، تحسباً من عدوى إصابتهم، بعديد أمراضه، التي داهمته، وضربت قلبه المليء بالغل والاحقاد، ولم تنفع معها الأدوية والمهدئات، وعمليات (البالون) وتنشيط الاوردة والشرايين، وكلها من (حوبة) المظلومين في عهده، وضحايا جرائم حزبه، لذلك نراه يعمد، في محاولة لكسر عزلته، الى افتعال لقاءات مع المحافظين، والتلويح برئاسة حكومة ظل، باعتباره ديمقراطي (للكشر).


ان اجتماع المالكي والحلبوسي، لا يمكن وصفه بانه سياسي، لافتقار الاثنين إلى المكانة والحضور والتأثير، فالأول انطفأ نجمه، وتشظى حزبه، وتفرق الاصحاب عنه، من حيدر العبادي وعبدالحليم الزهيري وطارق نجم وعلي الأديب، إلى وليد الحلي وعلي العلاق وغيرهم، ولم يعد معه غير ولدي صخيل، زوجي بنتيه، والمتصابي حسن السنيد، والقصاب القديم في منطقة (الشويخ) الكويتية، كاطع الركابي، الذي (يجاهد) في سوح العقود والصفقات، وقد انخفض مستواها، بعد أن استحوذ سيده على ( لبتّها)، في سنوات الموازنات المليارية، بينما محمد الحلبوسي، مجرد (ولد) لم يُكمل تحصيله، في مدرسة المراهقين، وغادرها ولم يتعلم منها، غير الخفة في تصرفاته، والسهر على ملذاته، وارتداء البدلات الإيطالية، والاربطة الباريسية، والأحذية الألمانية، وهو (نشاز) عليها، وشوّه بريقها، حتى يُخيل لمن يتطلع إلى(جهرته)، أنه أمام (كومبارس) مبتديء في الشغل، لا يُحسن غير التقافر، على طريقة الماعز، وكلاهما يتشابهان في (السكسوكة)، ومعهما أبو (اللنكات) محمد الكربولي، صاحب الطلعة المنحوسة، والخلفية (المتروسة).

0 التعليقات: