أخر الأخبار

.

الغباء الفاعل!!




الغباء الفاعل!!


عراق العروبة
د . صادق السامرائي




الغباء: عدم الفطنة والذكاء

الكثيرون يعزفون على ذات الوتر الذي ملخصه , أن ما يحصل لنا وما يصيبنا هو بسبب خطط وبرامج هذه القوة أو تلك , ولا جديد في الأمر سوى الغاية التنويمية والتوهيمية التي يراد بواسطتها الإمعان بتمويت الإرادة وشل الأجيال , ودفع الناس إلى التصديق والتعبير عن العجز والإستسلام والخنوع والتبعية , بينما واقع التفاعلات الأرضية محكوم بآليات غابية بموجبها القوي يأكل الضعيف.

وهذه الآليات تطورت في القرن العشرين وبلغت ذروتها في القرن الحادي والعشرين , بسبب الإبداعات الهائلة في التكنولوجيا والتواصلات الأرضية الخاطفة بأنواعها.

وأصبح العالم مقسوم إلى حالات ذكية وأخرى غبية , ووفقا لذلك , فأن القوى الذكية تستثمر في القوى الغبية , وعلائم الغباء لا تحصى ولا تعد مثلما هي علائم القوة.

فالفساد والطائفية والمذهبية والأحقاد والكراهيات والتناحر والمحسوبية والتبعية والتمسك بكراسي السلطة والحكم والإستحواذية والأنانية , وغيرها الكثير هي أمثلة على الغباء الفاعل في المجتمعات التي توظفها القوى الذكية لتحقيق مآربها.

فلا يمكن لأية قوة مهما بلغت من الذكاء أن تفترس قوة ذكية أخرى لأنها ستكون متأهبة ومتحفزة , ولديها قدرات الوقاية والمناعة ضد الغباء السلوكي العاصف في المجتمعات الغبية.

فأقوى قوة في الأرض لا يمكنها أن تفترس أية قوة ذكية أخرى مهما حاولت , ولهذا تجدها متحيرة أمام القوى الذكية الأخرى , وتحاول أن تراوغ معها على أمل أن تستغبيها وتخترقها وتنشب أنيابها في بدنها , لكنها تبوء بفشل بعد فشل.

أما المجتمعات البكائية المستكينة التابعة المرهونة بالتضليل والبهتان , فأنها برغم ما عندها من عناصر القوة والإقتدار , فأنها بكل وضوح وبرهان مجتمعات متمادية في غبائها السلوكي , مما يجعلها فرائس سهلة للقوى الذكية الفاعلة من حولها.

وينطبق هذا التوصيف على المجتمعات التي تتوالى عليها الويلات والتداعيات , وتقف عاجزة عن حل أبسط المشكلات , وغير قادرة على توفير مقومات الحياة المعاصروة لمواطنيها , لأنها تولي عليها أغبياؤها وتمنحهم مطلق الصلاحيات لتحويلها إلى فرائس على موائد القوى الذكية الفاعلة فيها والمُسخرة لها لتحقيق مصالحها وإنجاز أهدافها.

فهل ستدرك المجتمعات المبتلية بالكراسي الغبية أن المشكلة في سلوك الغباء الذي ينخر وجودها؟!

وهل ستتعلم أن الذكاء طوق نجاتها وبوصلة رقائها المعاصر؟!!

0 التعليقات: