الإنتفاضة السنية وإدارة الصراع _ 2
الإنتفاضة السنية وإدارة الصراع _ 2
عراق العروبة
بقلم / د . سامي الجنابي
القسم الثاني : اركان المعارضة ونظام ميدان الاعتصام
10.02.2013
تبتنى المعارضة المنتفضة على اركان يمكن اجمالها بالاتي:
اولا: وحدة القيادة :
وذلك بالانتخابات الميدانية التي تنتخب مجلس شورى تبثق عنه لجنة قيادية تمثله في الواجهة . وفي الحالة العراقية يتم ذلك في كل محافظة على حدة ثم تنشا اللجان التنسيقية بين الجميع مع التعهد بميثاق الايمان والحلف ( ميثاق شرف )على الالتزام التام بما يتفق عليه .
ثانيا :وحدة المبادئ والمطالب :
وحدة المطالب مهم جدا من اجل عدم التفرد بالتصريح بالمطالب التي ربما يكون تسلسلها الصحيح لم يات بعد .
ثالثا: التفاف الجمهور حول القيادة:
وانها تمثل مبادئه، والتزام الجمهور بالتوجيهات امر اساسي ولايمكن جمع الجمهور الا على مبادئ كلية ويجب ترك التفاصيل والنقاش فيها لوقت لاحق بعد الانتصار وتحقيق المطالب .
رابعا: القدرة على المطاولة والصبر في الميدان :
من اعظم اسباب الانتصار وتحقيق الاهداف هو المطاولة والمصابرة في الميدان واعتبار ان الوقوف في الميدان نوع من انواع العبادة والمرابطة لانه امر بالمعروف ونهي عن المنكر وهو بلاريب من الجهاد لان افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر وهذه العبادة لم تكن متاحة على المستوى الفردي الا للقليل الذين يضحون بانفسهم سابقا وهي اليوم متاحة للجميع لان المرء قوي باخيه وبالجماعة قال تعالى (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص) .
وقال عليه الصلاة والسلام (عليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ).
نظام الاعتصامات
اولا : تنظيم ميدان الاعتصام :
تنظيم ميدان المعارضة من حيث الضبط الميداني والامني والصحي والغذائي وتوزيع المهام على اللجان المتخصصة .ولا شك ان تاليف اللجان التي تعنى بالتنظيم والنظافة والامن والصحة والغذاء من اعظم الدلائل على وعي المعتصمين .وهو مايضمن استمرار الاعتصام وديمومته وتوسيع دائرته .
ثانيا: التطوير الثقافي والتعليمي :
استثمار الميدان للتطوير الثقافي والتعليمي والتربوي وذلك باقامة الدورات التدريبية لشتى العلوم من الفقه والحديث وحفظ القران وسائر العلوم الشرعية الفنون والمهارات من الخط واللغات والحاسوب والانترنت .واقامة المهرجانات الشعرية والدورات الرياضية . ولقد كان السلف الصالح يبنون المدارس والربط في مناطق الجهاد والرباط لتعلم العلوم الشرعية وشتى فنون الحرب والقتال والمناضلة .
ثالثا: حماية المنصة :
المنصة هي اخطر مكان في الميدان ويجب الا يصل اليها احد الا بعد قرار واضح من القيادة، ويجب على القيادة ايضا الا تسمح لكل من هب ودب ممن عنده بعض الكلمات او القصائد ان يتسلق المنصة الا بعد الاطلاع عليها حتى لانتفاجا بمطالب وشعارات غير متفق عليها .وحتى لانتفاجا بردود محرجة كقذف بعض الضيوف بالحجارة او القناني الفارغة .وهذا من تقصير قيادة المنصة فانها يفترض ان تكون اعرف الناس بجمهورها فاذا زارها بعض الضيوف يحمل كلاما او حديثا غير مناسب فلاينبغي لها ان تصعده الى المنصة بل تكتفي بالحديث معه في الخيمة الرئيسية .
رابعا: لجنة الشعارات والاهازيج :
وهذه هي الاخرى تدل على نضوج المعتصمين فلايجوز ان ترفع لافتة لم تخضع للموافقة من قيادة الميدان ولا ان يقال كلام غير مصرح به من القيادة . ولقد راينا عجبا في بعض الميادين فالخطيب يقول شيئا والجماهير تهتف بشئ اخر وهذا يدل على عدم التنسيق ومما يدخل في هذا الاطار التكبيرات التي لامحل لها من الاعراب بمناسبة وبغير مناسبة ، واحيانا تاتي التكبيرات من الجماهير للاعتراض على المتكلم ، وهو لايعلم انهم يعترضون عليه .واحيانا لايجد المتظاهرون شيئا يقولونه فيبادر احدهم ويقول (خيبرخيبر يايهود ) فينقل المعركة الى ميدان فلسطين ونحن في العراق وهذا يدل على عدم التنظيم وسمعت بعضهم يقول شعارات سابقة غريبة ( ودونا للجبهة نقاتل ) شئ مضحك .
خامسا: الاسواق :
لاباس من اقامة اسواق صغيرة مناسبة عائدتها للمنصة المنظمة للاعتصامات وفيها تباع مايحتاجه المعتصمون من الشراب والطعام والحاجات الاخرى المناسبة . فنحن نتكلم عن عشرات الالاف او عن مئات الالاف .
سادسا: لجنة قضاة :
وهي محكمة ميدانية خاصة لفض النزاعات التي ربما تنشا بين المعتصمين او افراد منه فيما يخص النظام والمشاكل الاخرى التي ربما تحصل بين هذه الجموع الحاشدة .
سابعا: لجنة المنشورات :
ومهمتها الاساسية توزيع المنشورات التي ترسم البرنامج اليومي بكل تفاصيله والتعليمالت الامنية وخارطة الميدان .
ثامنا : لجنة التدريبات :
ومهمتها تدريب الجماهير على الهتاف بالشعارات والاهازيج .
وكيفية المناداة بها بصوت واحد وهتاف واحد واشارة يد واحدة ولابد من تدريب كل مائة على حدة .ويمكن زيادة هذا العدد بحسب الامكان . ويجب ان يكون المتدربون وسط الجمهور وقسم اخر امام المنصة .واخر في طرف الجمهور الابعد.
تاسعا : لجنة حسابات :
من اجل جمع التبرعات وصرفها في شئون الممعتصمين .
وهناك كثير من اللجان والفعاليات يمكن استحداثها حسب الحاجة .
كل مامضى هو نوع من انواع الادارة الذاتية للانتفاضة وبقي الكلام عن الادارة الخارجية والتي هي راس الحربة في كل الادارات وهي ايضا راس النفيضة المتقدم الذي يحمل امانة الاهداف ويقود عملية الصراع مع الخصم السياسي ولا شك ان قيادة الميدان ومجلس الشورى ومجالس التنسيق مع المحافطات هي المعنية بادارة الصراع وتحديد البوصلة للوصول الى الاهداف النهائية .
وسياتي الكلام عنها في القسم الثالث ان شاء الله
يتبع.....
د. سامي الجنابي
0 التعليقات: