أخر الأخبار

.

ثورة الشعب والتحديات القادمة ( الجزء الثاني ) بقلم قصي المعتصم



ثورة الشعب والتحديات القادمة ( الجزء الثاني ) بقلم قصي المعتصم



عراق العروبة

قصي المعتصم


ثورة الشعب العراقي ، ثورة طال انتظارها ، بعد ان تدهورت الاوضاع وفقد العراقيون اية بارقة امل في مستقبل حلموا به لعشرات السنين.

اليوم ينتفض ابناء العراق ، بكل طوائفه وقومياته بعد ان تيقنوا أن مستقبل بلادهم بات في خطر اكثر من اي وقت مضى ، وعليهم أن يقفوا وقفة رجل واحد لدرء الاخطار وتصحيح المسارات الخاطئة التي أوصلت البلاد الى ماهو عليه الان ، وبالرغم من الظروف المعروفة التي اجبرت الكثير من القوى والشخصيات الوطنية والقيادات الكفوءة للهجرة خارج الوطن ، فان المسافة التي تربطنا بوطننا لم تكن يوما ما حاجزا يبعدنا عن آلام ومعاناة شعبنا وكانت مشاعرنا واحاسيسنا دوما حاضرة معهم تتألم لآلامهم وتسعى دوما للتواصل ودعم الاصوات المنادية بالتحرير ونيل الحرية الكاملة ، بالرغم من أن الغربة هي بعض من الموت ، نأمل جميعا أن نعود يوما لأحضان الوطن لننسى آلامنا ومعاناتنا ، وننعم بالعيش بامان دون خوف من أن يأتي يوما ما تضيع فيه حتى الهوية .

سنبقى نساند كل عراقي شريف في كل بقعة فوق ارض العراق مساندين وموجهين قدر استطاعتنا وعمق تجربتنا يدفعنا لذلك امتداد جذورنا في عمق هذه الارض التي رويت بدماء الابطال على مر التاريخ لتصنع وطنا يزهو بالامجاد والتاريخ العريق .

اشرت في الجزء الاول من مقالاتي لدعم اخوتنا في ساحات العز والكرامة عن صورة مبسطة وواضحة وقابلة لادراك حجم المخاطر التي ستواجههم وهم ساعين لتغيير الوضع القائم في العراق وايقاف حالة الانهيار الشامل والبدء بالنهوض واستعادة السيادة الكاملة على ارضنا وضمان العيش الكريم لكل ابنائه بلا تمييز أو تهميش ، ولنصحح الاتجاه الخاطيء الذي جرنا اليه حفنة من العملاء والخونة مدعومين من قوى خارجية لاتريد لهذا البلد الا ان يكون تابعا ذليلا لهم وياتي في مقدمتهم واكثرهم خطرا الفكر الصفوي الفارسي الحاقد على العروبة والاسلام وهذا بات واضحا طوال عشر سنوات من الاحتلال الأمريكي الايراني ولايمكن السكوت عليه بعد اليوم .

في هذا الجزء أحاول ان أضع بعض النقاط التي اتمنى على القائمين على هذه الثورة المباركة والمعتصمين في ساحات العز والكرامة أن يحاولوا قدر الامكان دراستها والاستفادة منها لادامة صمودهم وتواصل مسيرتهم وهو ابسط مااستطيع ان اقدمه اليوم ،مع عهد قطعته على نفسي أن استمر بدعم الشرفاء في وطني حتى اخر يوم في عمري واضعا نفسي جنديا فدائيا تحت اية قيادة وطنية هدفها تحرير العراق وانقاذ شعبه مما هو فيه. وتتلخص رؤيتي للاساليب والممارسات التي تساعد في دعم الثورة وادامة زخمها وتصاعدها في هذه المرحلة في الآتي :



توحيد القوى الوطنية تحت مسمى واحد ليس فيه مايسيء لطائفة أو دين أو مذهب ويكون جامعا لكل العراقيين .
توحيد الشعارات والمطالب وذلك بتشكيل هيئة عليا لادراة الاعتصامات ممثلا فيها شخصيات وقيادات من كل محافظات العراق ، ممن يشارك في الانتفاضة الان ومن لم تسنح له الظروف بالمشاركة كما هو الحال في بعض المحافظات التي تهيمن عليها الميليشيات الصفوية والاحزاب الدينية المتعاطفة معها والمرتبطة بايران وتكتم أفواههم وتعتقل وتغتال من لاينصاع لآرائهم الهدامة وكما لاحظنا عندما منع الجيش بقياداته الصفوية في جنوب العراق تحرك المؤيدين من جماهير تلك المحافظات البطلة لنصرة اخوتهم في الانباروأغلق الطرق ومنع العجلات التي تحمل المؤيدين بالقدوم الى ساحات الاعتصام ، وهنا ندرك ماهي الاساليب التي سيستخدمونها ضدهم اذا ماحاولوا الاعتصام في محافظاتهم ، علما ان شيوخ عشائر المحافظات الجنوبية اجتمعوا مرتين واعلنوا تأييدهم لمطالب المتظاهرين ووجهوا في مؤتمرهم الاول الى ضرورة توحيد الصفوف وذلك باختيار عدد معين من كل محافظة لتدارس الحالة التي وصل اليها العراق وتوحيد الرؤى واساليب التصدي والصمود .
انشاء مركز اعلامي يتم من خلاله التواصل مع المعتصمين في كل انحاء العراق ونقل التجاوزات التي تتم ضدهم مباشرة الى كل وسائل الاعلام وتكون بمصداقية عالية وبادارة وطنية كفوءة قادرة على التعامل مع المعلومة وكيفية نقلها لتحدث تأثيرا في الرأي العام العراقي والدولي .
تشكيل لجان متخصصة بجمع الحقائق وتوثيقها وعرضها على المحافل العربية والدولية توضع حجم معاناة الشعب العراقي جراء الاحتلال والحكومات التي نصبها وتوثيق جرائمهم وفضح اساليب التخريب التي حصلت منذ عام 2003 ولغاية الان سواء في البنية التحدتية لعموم العراق أو التخريب الذي طال النسيج الوطني في بنية المجتمع العراقي وساستعرض بعضا من هذه اللجان على ان يتم حذف او اضافة مايراه المعتصمون مناسبا وكالآتي :

آ. اللجنة القانونية:

تضم نخبة من رجال القانون المؤهلين والمؤمنين بوحدة الوطن وحرية الشعب ، حيث تقدم هذه اللجنة كافة النصائح القانونية والمشروعة التي تدعم صمود المعتصمين سواء المدرجة في القانون العراقي او ضمن القوانين الدولية التي يتم انتهاكها من قبل الحكومة وبذا تكون المطالب مدعومة بمستندات قانونية لاتقبل التأويل .

ب. لجنة التنسيق :

تقوم هذه اللجنة بالتنسيق بين كل تجمعات المعتصمين في كل انحاء العراق لتوحيد الرؤى والمطالب وتحديد اماكن التواجد وتوحيد الشعارات .

ج. اللجنة الاعلامية :

وهي ضمن المركز الاعلامي المقترح ولها ممثلين ومندوبين في كل انحاء العراق حيث تقوم بجمع المعلومات عن المخالفات والتجاوزات التي تقوم بها القوات التي تدعم الحكومة ضد الشعب والمعتصمين وتوثيقها ونشرها اولا باول ، ويفضل اصدار صحيفة يومية أو اسبوعية لنشر نشاطات المعتصمين وبيان الانتهاكات التي تقوم بها قوات السلطة ضد الجماهير ، وكافة النشاطات التي تصب في مصلحة المسيرة الجهادية نحو الحرية.

د. لجنة حقوق الانسان :

تعتبر هذه اللجنة من اللجان المهمة التي سيكون لها دور فاعل واساسي من خلال متابعة وتوثيق الجرائم التي ارتكبت وترتكب ضد ابناء الشعب العراقي وسيكون للجنة القانونية الادلة الكافية لرفع تلك القضايا امام المحاكم العراقية والدولية ولاهمية تلك اللجنة اقترح ان تضم لجانا فرعية لتسهيل العمل والتوثيق وتقليل الجهد والتركيز العالي مما يعطي نتائج جيدة وكالآتي :

أولا. لجنة السجناء والموقوفين

ثانيا. لجنة الشهداء والمغدورين( حقوق عوائلهم)

ثالثا . لجنة المفقودين

رابعا. لجنة المهجرين (داخل وخارج العراق)

خامسا. لجنة ضحايا جرائم الحرب

سادسا. لجنة حقوق المرأة

سابعا .لجنة التعويضات

ثامنا . لجنة الخدمات ( الصحة – التعليم – البلديات )

لجنة الامن والدفاع:

بالرغم من سلمية التظاهرات والاعتصامات ومشروعية المطالب ، لكن لابد من وجود جهة تكون مسؤولة عن امنهم وسلامتهم ، وذلك من خلال المراقبة المستمرة لأي تحركات مشبوهة سواء من الجيش او ميليشيات الحكومة ( الصفوية) أو من التنظيمات الارهابية المدعومة من خارج الوطن والمرتزقة ، والمندسين الذين قد يحملون شعارات تسيء لأهداف الاعتصام أو لتحويلها عن المسار الذي هم ماضون اليه، والتي تريد النيل من ابناء شعبنا وافشال الانتفاضة الوطنية ، وتقوم هذه اللجنة بالتنسيق مع القوى الوطنية والمقاومة الوطنية العراقية الباسلة وبالاستفادة من المتخصصين في هذه المجالات من المتقاعدين أو ممن رفضوا التعاون مع المحتل واذنابه .

لجنة الوحدة الوطنية :

هذه اللجنة تضم (ممثلين) عن شيوخ العشائر والاحزاب والتيارات الوطنية والشخصيات التي تحظى بتقدير الشعب ومن كل اطياف الشعب العراقي بلا استئناء وتعمل على توحيد الخطاب والتوجيه وادامة التواصل مع الجماهير كقيادات ميدانية لهذه الانتفاضة .

لجنة الدراسات والبحوث:

تضطلع هذه الجنة بدراسة وتقييم ردود الافعال وتطوير وتوعية وتوجيه القيادات الميدانية للمعتصمين وابداء الرأي في المسارات التي تضمن الصمود والمطاولة وتحديد مراحل الانتقال من مرحلة الى اخرى طبقا للمتغيرات التي تطرأ على الساحة العراقية وبالنظر لوجود كم هائل من الخبرات الوطنية ( أكاديميون وباحثون ستراتيجيون وقادة عسكريون )الكثير منهم خارج العراق نتيجة رفضهم التعاون مع المحتل وبالامكان التواصل معهم ومع من بالداخل ، كما أن وجود العديد من المواقع الالكترونية الوطنية والتي ساهمت وتساهم بفضح جرائم الاحتلال وحكوماته العميلة وتقوم بنشر الدراسات والبحوث والاحصائيات حول الانتهاكات الخاصة بحقوق الانسان وفضح الفساد المالي ونهب اموال العراق والصفقات والعقود الوهمية ، وساذكر البعض منها لغرض التوجيه لاخوتنا العراقيين بمتابعة الحقائق لتزيدهم ايمانا بحقهم في الحياة الحرة الكريمة .


موقع صقر للدراسات الستراتيجية
موقع المرابط العراقي
موقع كتاب عراقيون من اجل الحرية
موقع عراق العرب
موقع القادسية
موقع شبكة البصرة
موقع شبكة ذي قار
موقع كتابات
موقع شبكة المنصور
موقع تجمع عراقيون
موقع العراق فوق خط احمر
مواقع حركات المقاومة العراقية


وغيرها الكثير من المواقع الوطنية ، ممن يبذلون جهودا جبارة لدعم ابناء شعبنا وايصال صوت الحق لكل بقعة من بقاع العالم .

لجنة العلاقات العامة :

وهي التي تنظم وتنسق (اللقاءات والمؤتمرات) في داخل العراق.



لجنة العلاقات الخارجية :

مهمتها الاتصال بالقوى والشخصيات الوطنية العراقية أو العربية وكذلك المنظمات الدولية وان تعين مندوبين لها في الدول التي يتواجد فيها اعداد كبيرة من الجالية العراقية للاستفادة منهم في ايصال صوت العراق في كل المحافل العربية والدولية .

10.لجنة الشؤون الادارية:

وهي اللجنة التي تنسق مع العشائر الموجودة في مناطقها وكذلك الشخصيات الوطنية والمتبرعين لتوفير الشؤون الادارية( اماكن التجمع – الخيام – الماء والغذاء- الامور الطبية ) وكذلك متابعة المساعدات الانسانية التي تقدم لضحايا الاحتلال وحكوماته العميلة، ومد يد العون لعوائل الشهداء والجرحى الذين يسقطون في ساحات العز والكرامة برصاص ميليشيات الحكومة الصفوية والتي اصبحت الان ترتدي اللباس العسكري وتعمل بين صفوف قوات الجيش .

11.لجنة متابعة الفساد :

وهذه اللجنة تبحث في الفساد الذي ادى الى هدر مئات المليارات من ثروة العراق سواء كانوا أشخاص أو مؤسسات وتوثيقها ليطلع عليها الرأي العام العراقي والدولي وصولا الى المتابعات القانونية لمحاسبة المقصرين والسراق وبيان تقصير وتواطؤ حكومة الاحتلال في ضياع ثروات الوطن .



ان لكل من اللجان الرئيسية والفرعية مهام وواجبات ستتضح ابعادها واهميتها حالما يتم تشكيلها ، خاصة وان بلدنا يزخر بالكفاءات الوطنية ويجب الاخذ بنظر الاعتبار الكم الهائل من العلماء والخبراء الستراتيجيين والاكاديميين والمحللين السياسيين والقادة العسكريين والشخصيات الوطنية، والذين غادروا العراق بعد ان قامت ميليشيات ايران بتصفية الالاف منهم ، ولكن هذا الوطن لم ولن يتوقف عن الابداع والتطور ولدينا الالوف منهم ممن ينتظرون الفرصة لخدمة وطنهم ومستعدون لوضع كل امكاناتهم لدعم ثورة العراق ضد المحتل واعوانه حتى تحقيق النصر ونيل الوطن لحريته واستعادة كرامته .

ان الطريق لنيل الحرية والكرامة ليس بالسهل ويتطلب منا الكثير من التضحيات وبما يتناسب وحجم المؤامرة التي حيكت ضد بلدنا ، وما تلك اللجان والكم الكبير من الاعمال ماهو الا البداية الصحيحة لطريقنا نحو مستقبل مشرق . ولابد ونحن نتحدث عن كل ماورد اعلاه ، من وجود قيادة تكون الواجهة التي تتحدث باسم العراقيين وتطلعاتهم للمستقبل ومشروعية مطاليبهم ، واظن ، ومن تجارب الشعوب التي عانت مثلنا من قبل ، ان نسعى لتشكيل هيئة وطنية عليا تضم ممثلين عن كل محافظات العراق وشخصيات وطنية وشيوخ عشائروكذلك القوى والشخصيات الوطنية خارج العراق ممن رفضوا التعاون مع المحتل ، يجري من خلالها انتخاب مجلس وطني يحضى برضى الشعب وبالتالي نضمن وحدة العراق من خلال هذا التنوع في المكونات التي تنضوي تحت لوائه ويكون النواة لاعادة اللحمة الوطنية والوقوف بحزم ضد كل من تسول له نفسه الاستهانة بالشعب وحقوقه المشروعة في العيش حرا كريما آمنا .

انا لست الا مواطن عراقي بسيط ساهمت مع الملايين من العراقيين الذين دافعوا عن وطنهم طوال مئات السنين لنصون وحدته ونحمي ارضه ومانقدمه اليوم سواء ارضى البعض ام وجد من ينتقده فبنظري هو ايقاد شمعة بدلا من ان نلعن الظلام ، لحين ملائمة الظروف والعودة كما كنا جنودا لخدمة هذا الوطن الغالي.

لقد سبق هذا الجزء اجزاء اخرى ، ونتيجة الاتصالات التي وردتني من العديد من الاخوة المعتصمين، رأيت ان اقدمه على غيرة لكي يبدأ العمل المنظم حيث سيتمكن هؤلاء الشباب الثوار من أداء عملهم بشكل افضل....وسأستمر بهذه المقالات لدعم ابناء شعبنا قدر استطاعتي وهذا هو اقل مما أطمح أن أقدمه لابناء شعبنا الجريح في الوقت الحاضر، نصرهم الله وهو خير الناصرين.

سيكون الجزء الثالث بعنوان

من يقف مع الثورة لنيل الحقوق ومن يقف ضدها ، ولماذا ؟



قصي المعتصم






0 التعليقات: