أخر الأخبار

.

كيف تنتصر الانتفاضة الوطنية العراقية ؟




كيف تنتصر الانتفاضة الوطنية العراقية ؟ 




عراق العروبة

 صلاح المختار 



تلقيت اليوم مكالمة هاتفية مؤثرة جدا من مجاهد عراقي من الاعظمية الصامدة ، انقل لكم اهم ما قاله وهو من شباب الانتفاضة الوطنية العراقية المباركة : ـــ

1 – ان الجيش الحالي احتل الاعظمية احتلالا كاملا ، كما احتل العامرية وكل مناطق بغداد الثائرة والتي تستعد للصلاة الموحدة بين السنة والشيعة يوم الجمعة رغم اعلان تأجيلها لتجنب مجازر جماعية بعد ان تسربت معلومات اكيدة ان ايران اصدرت اوامرها للمالكي والاحزاب العميلة لها بقمع التظاهرات وانهاءها بالقوة .

2 – اكد بان قسوة جيش الحكومة الصفوية اشد بكثير من قسوة القوات الامريكية التي كانت تسير دورياتها في العراق .

3 – اكد بان قوات الامن تنتشر بشكل مكثف في كل زاوية ومكان وتعتقل وتغتال المواطنين بلا رقيب او تردد . بالاضافة لانتشار عصابات وفرق اغتيالات تحت اشراف فيلق القدس الايراني وضباط من حزب الله اللبناني في الازقة والمحلات الشعبية في الكرخ والرصافة . 

4 – ان عدد المعتقلين الذين اعتقلوا بعد بدء الانتفاضة الوطنية يفوق عدد من اعتقلوا قبلها ، خصوصا من النساء . ويقول لقد تأكدنا من ان عدد النساء اللواتي حملن وولدن نتيجة لعمليات الاغتصاب المنظمة وهن في الاعتقال تجاوز ال500 امراة عراقية . 

واختتم كلامه بالتساؤل : اليس هذا الجيش جيش احتلال اخطر واسوأ من الجيش الامريكي ؟ وما قيمة ان يكون بعض منتسبيه من العراقيين وهو يخدم مباشرة الاحتلال الايراني للعراق ؟ 

هذه المكالمة وما يجري في العراق منذ بضعة ايام يضعنا امام حقائق لابد من التعامل معها بجدية ودقة ، ومن ابرزها ما يلي : ــ

1 - ان هستيريا الرعب في صفوف الحكم الصفوي في العراق قد وصلت مرحلة فقدان السيطرة على التصرفات الارادية لرجال الحكومة واصبحت تصرفتهم تصرفات من يقترب من النهاية ، فاطلقوا لخوفهم العنان ليتخذ شكل هجمات هستيرية فاشية ودموية ضد ابناء العراق الاصليين لمنعهم من التعبير عن احتجاجاتهم على اغتصاب المستعرقين الفرس للعراق وثرواته وابادة مئات الالاف من ابناءه ، والذين استوردوا الى العراق بعد الغزو في عام 2003 فاستولوا على بيوت العراقيين واموالهم ووطنهم ومساجدهم واهانوا عمدا مقدساتهم الوطنية والاخلاقية بدعم قوات ايرانية متمركزة في اكثر من مدينة . 

2 – تتصرف ايران ، وفي الاسبوعين الاخيرين تحديدا وبعد ان فقدت الامل في بقاء النظام السوري ، على اساس ان معركتها الحاسمة في العراق لذلك بدأت بالظهور صفقة امريكية ايرانية جديدة حول سوريا تتنازل فيها عن نظام الاسد مقابل حكومة سورية غير معادية لايران ومواصلة عملية اطلاق يدها في العراق التي بدأت مع الاحتلال ومرت بعملية تسليمه رسميا لايران بعد سحب القوات الامريكية في نهاية عام 2011 . والسبب في تخلي ايران عن نظام الاسد ليس فقط استحالة بقاءه بل ايضا ادراكها العميق ان الشعب السوري بكامله يكره ايران والايرانيين لانه يعتقد بصواب انه لولا ايران لما نجح نظام الاسد في تدمير سوريا والتسبب في الكوارث لشعبها خصوصا وان الشعب السوري رأى ويرى بام عينيه العسكريين الايرانيين وضباط حزب الله اللبناني وبعض الميليشيات الصفوية من العراق تقاتل ضد الشعب السوري وتقتل المئات اسبوعيا دفاعا عن نظام الاسد . 

وهذه الحقيقة تفسر سر الصمت الامريكي والغربي سياسيا واعلاميا والخرس الذي اصاب منظمات حقوق الانسان الغربية على ما يجري في العراق منذ شهرين والتعتيم الاعلامي عليه رغم انه يشكل اكبر انتفاضة شعبية عربية منذ الانتفاضة الملايينية المصرية ، وسقط فيها – اي الانتفاضة العراقية - عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين واعتقل او اغتيل متظاهرين ومحتجين بصورة سلمية باعداد اكبر مما سقط في تونس ومصر اثناء الاحداث فيهما . 

3 – علينا الانتباه الى حقيقة جوهرية وهي ان ايران المتورطة في اكثر من ازمة والتي تتعرض لاستنزاف كبير وتقلص الموارد لا تستطيع خوض حرب داخل العراق لفترة طويلة ، نعم تستطيع البدء بشن هجمات شاملة على المدن العراقية الثائرة ولكنها ستصل الى نقطة ميتة ، اي الفشل في تحقيق اختراقات كبيرة ودائمة ، لانها عاجزة عن دحر المقاومين العراقين البواسل والذين يدافعون عن شرفهم ووطنهم ونساءهم واطفالهم وبيوتهم وهويتهم الوطنية والقومية من جهة ، وانهيار عملاءها باسرع مما تتوقع لانهم بغالبيتهم جيش مرتزقة وقوات احتلال وميليشيات وعصابات من جهة ثانية . وهذه الاحتمالات تعرفها ايران وتؤرقها الان ، وتضعها امام خيارات تعرف انها انتحارية في العراق .

4– اذا وقع هجوم قوات المالكي الكبير ضد الانتفاضة فان الرد الصحيح المنسجم مع سلمية الانتفاضة يتمثل في استيعاب الهجوم وايصاله للفشل الذريع ، ثم تبدأ عمليات الرد العراقي الوطني المضاد المتمثل في مواصلة الانتفاضة الشعبية السلمية وتوسيعها وتصعيدها تدريجيا لتشمل كل العراق مع حمايتها باسلحة الجيش الوطني العراقي وفصائل المقاومة العراقية كافة ، ولذلك فان بقاءها انتفاضة سلمية تتجنب شن هجمات ضد العدو الصفوي وتكتفي برد الاعتداءات العسكرية الكبيرة هو الضمانة الاساسية لتفكك حكومة المالكي وتشتت الجماعات الصفوية التابعة لايران . 
والسبب هو ان ذلك الجيش وتلك العصابات بغالبيتها الساحقة ليست قوات عسكرية حقيقية ولا مجاميع عقائدية مستعدة للموت بل هي عبارة عن حثالات من المنحرفين والاميين واللصوص ، اما العاديين منهم فهم من اضطروا للالتحاق بهذا الجيش العميل للحصول على لقمة العيش ، وكل هؤلاء سوف يكون الهرب خيارهم عندما يبدأ ( الطك ) – اطلاق الرصاص - ويتواصل وتظهر اول مظاهر عجزهم عن تحقيق اي تقدم ملموس ، وهذه الظاهرة بدأت تتبلور الان متمثلة في الرعب الذي اصاب قوات المالكي الصفوية . 

ان مفتاح النصر الحاسم هو تواصل الانتفاضة بصورة سلمية وحمايتها بالسلاح من الهجمات العسكرية وعدم المبادرة بشن هجمات على قوات جيش الاحتلال الصفوي الا في حالات خاصة ومحددة تقررها القيادة العسكرية ، وذلك سيوصل الشعب العراقي الى النصر الحاسم في القادسية الثالثة دون اشتعال فتنة طائفية تريد ايران وعملاءها اشعالها لحرف الانتفاضة عن طبيعتها الوطنية والعامة .

وهنا من الضروري الانتباه للاهمية البالغة لتجنب استخدام المنتفضين للعنف ويتمثل ذلك في مسألتين حاسمتين : ــ

المسألة الاولى ان الذي لجأ للعنف ليس المتظاهرين بل الحكومة الصفوية ، والتظاهر السلمي مقبول عالميا ، ومهما كانت امريكا متواطئة مع ايران فانها عاجزة عن الوقوف امام راي عام عالمي يرى دبابات ايرانية او تابعة لحكومة تقودها ايران تقصف مدن وتدمر احياء وتقتل مدنيين فيدين تلك الجرائم ويطالب بمعاقبة القتلة وتلك هي بداية كسر الطوق الامريكي المفروض على الانتفاضة العراقية ونقلها الى مستوى قضية عالمية ساخنة . 

المسألة الثانية هي ان جيش الاحتلال الصفوي وكافة التنظيمات الصفوية وهي ترى انتفاضة سلمية تتسع وتستمر رغم الهجمات لان قوات شعبية تحميها ، دون المبادرة بشن هجمات على الجيش الصفوي سوف يزرع ذلك عوامل تفكك التنظيمات الموالية لايران بسرعة من جهة ، كما انه سوف يشجع من لم يدعم الانتفاضة من العشائر وشيوخها ورجال الدين في الجنوب لتغيير مواقفهم الحالية والانضمام للانتفاضة لانها ناجحة والحكومة فشلت في قمعها ، وهنا يلعب العامل الانتهازي دوره في تفتيت قوات المالكي وعملاء ايران ، من جهة ثانية ، واخيرا وليس اخرا فان رؤية المنتفضين ان هناك جيشا وطنيا وفصائل مقاومة تحمي انتفاضتهم وتحميهم من هجمات جيش الاحتلال الصفوي سوف يزيد حماسة المنتفضين ويدفعم للمزيد من الصمود والاصرار على توسيع نطاق الانتفاضة جغرافيا . وهكذا تبدا عملية الانتصار بالتكامل تدريجيا وباقل الخسائر وبدون اشعال فتن طائفية تريد ايران اشعالها . 

وعند الوصول الى هذه المرحلة فان الامر يخرج من سيطرة امريكا وايران كليا وتصبح المبادرة بيد ابناء العراق وعندها ستبدأ عملية تحرير العراق من الغزو الفارسي المباشر والصريح . 

5– ان تدخل ايران علنا والذي ظهر بلا لبس الان في سوريا حيث تفاوضت ايران مع الجيش السوري الحر لاطلاق سراح الاسرى من الجيش الايراني وليس النظام السوري ، ثم تطالب امريكا بجدول اعمال لمفاوضات معها يتضمن سوريا والبحرين ، وهذا امر غريب بالمعايير الدولية ، واخيرا فان تصريحات المسؤولين الايرانيين وفي مقدمتهم رئيس البرلمان الايراني ووزير الخارجية اللذان اخذا يتحدثان نيابة عن الصفويين في العراق وسوريا والبحرين وغيرها ، ويطرحان شروط حل الازمات ، كل ذلك يشكل استفزاز مباشرا وكبيرا لقوى عربية واقليمية ليس من مصلحتها رؤية ايران تعربد وتتجاوز كل الخطوط الحمر وتهدد مصالح تلك الدول وامنها الوطني مباشرا ، لذلك فان الازمة لن تنحصر داخل العراق بل ستتحول بسرعة الى ازمة اقليمية وعربية ومن ثم ازمة دولية تجر كافة الاطراف رغما عنها اليها والى مخاطرها ، وعندما يتحقق ذلك ستجد ايران نفسها انها بمواجهة عدة دول واطراف وليس شعب العراق وحده الامر الذي سيعجل بفتح جبهات ساخنة في داخل ايران ذاتها .

هذه الحقيقة هي ما يخيف النظام الايراني وترعب المالكي وعصاباته الاجرامية ، لذلك فان ايران تجد نفسها في حالة دفاع يائس عن مكاسبها الستراتيجية التي حققتها منذ عام 1980 وحتى الان ، خصوصا التوسع والتمدد في لبنان وسوريا والعراق واليمن والخليج العربي والمغرب العربي والسودان ، كما ستجد نفسها بمواجهة عصيبة مع ثورات شعبية للقوميات المستعبدة من قبل الشوفينية الفارسية والتي تمثل القومية الفارسية وهي اقلية في ايران لا تزيد نسبتها عن 30 % من مجموع سكان ايران . 

6 – ومما يزيد من رعب المالكي وقادة ايران هو ادراكهم ان شعب العراق ، خصوصا بعد صد موجة الهجمات الاولى لجيش الاحتلال الصفوي ، قد تجاوز مرحلة التردد وتقدم لحسم مسالة استعباده واستعماره من قبل ايران وقرر تحمل كافة التضحيات من اجل استعادة حقوقه المتغتصبة وكرامته وسيادته وهويته ، وهذا تطور حاسم وعظيم سوف يكون له اثر حاسم في تشكيل موجة شعبية هائلة في كل اجزاء العراق لا يمكن ردها او ردعها وستتقدم لتحطيم العقبات التي وضعها الحكم الصفوي امام انتفاضتها الوطنية .

 واخيرا علينا ان نتيقن بان جيش العراق الوطني بفرقه والويته المقاتلة وفصائل المقاومة العراقية كافة متحدة ومتفقة على الرد على الهجمات العسكرية الكبيرة وليس على الاستفزازت العادية ، فلا رد عسكري الا على هجوم عسكري كبير ومباشر ، لان المحافظة على سلمية الانتفاضة هو اهم شروط كسب معركة التحرر العراقية امام العالم .

 فاحذروا الاستفزازت وتجنبوا الانجرار الى استخدام العنف ردا على العنف المحدود لجيش الاحتلال الصفوي وانتظروا اوامر قيادتكم العسكرية . وحينما يتدخل الجيش العراقي والمقاومة ضد جيش الاحتلال الصفوي سترون كيف تتطاير العقبات وتنزاح السواتر ولن تتوقف المعركة الا بتحرير اخر نقطة في البصرة . اما ايران فانها ستكتشف ولكن بعد فوات الاوان انها حفرت قبرها بيدها لتدفن في ارض العراق المقدسة في ختام القادسية الثالثة . 

لنتحد جميعا لطرد الغزاة المستعمرين الايرانيين من العراق .




0 التعليقات: