أخر الأخبار

.

المالكي مصاب بداء الطائفية والاقليم العربي هو الحل


المالكي مصاب بداء الطائفية والاقليم العربي هو الحل

عراق العروبة

هارون محمد



عندما يصبح إذلال السنة العرب، وتطويق وعزل الشيعة العرب في العراق، منهجا يوميا في أجندة زعيم حزب الدعوة ورئيس الحكومة العراقية الحالية نوري المالكي، وسلوكا عدوانيا لن يتخلى عنه رغم النصائح والتحذيرات التي قدمت اليه بضرورة التخلي عن إجراءاته البغيضة التي ستقود البلاد بالتأكيد، الى حافات خطرة ونتائج وخيمة، فان من حق الملايين من العراقيين البحث عن خيارات تتيح لهم العيش الآمن والحياة الحرة الكريمة بعيدا عن الهوان والتنكيل والتقتيل والفتنة والتخلف وهي ابرز سمات السياسة التي يتشبث بها هذا الكائن الفاقد للاهلية، البعيد عن القيم الانسانية .

لقد بات من المستحيل، تعديل مسار المالكي وتغيير توجهاته الطائفية والسلطوية التي اصبحت تهيمن على شخصيته وطبيعته وممارساته وتصرفاته، فهو متمسك بالحكم مع انه يدرك تماما أنه لا يصلح له وغير مؤهل لقيادته، ولكنه العناد الذي يعمي البصر والبصيرة ويجعل من صاحبه مهووسا لا يقوى على الانسجام مع الناس والتآلف مع الآخرين، خصوصا وان المالكي يعتقد بان امريكا وايران لن تتخليا عنه، ما دام المستر بايدن موجودا خلف اوباما ويعطيه الزخم الامبريالي، وما دام خامنئي حيا وقادرا على منحه بركاته الباطنية والعلنية، وبالتالي فانه يتوهم بان وقوف الادارة الامريكية والقيادة الايرانية الى جانبه سيحبط جهود ومساعي السنة العرب واشقائهم الشيعة للانعتاق من سطوته والتخلص من بطشه، على اعتبار ان سياسات البيت الابيض والبنتاغون والسي آي ايه موجهة منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001 ضد ما تسميه واشنطن بالحركات والتيارات التي تطلق عليها اسم الراديكالية تارة او السلفية تارة اخرى وعرب العراق جزء من هذه المنظومة في الاذهان الامريكية الحاكمة كما هو واضح منذ الحرب العدوانية التي شنها بوش الابن وتمر هذه الايام ذكراها العاشرة وهي ذكرى يحتفل بها المالكي وحلفاءه والمتعاونين معه على اساس انها عيد يضاف الى البدع والضلالات التي يتمسك بها ويعدها عناوين لما يسميه بانتصار حزب الدعوة، أما ايران فموقفها من عرب العراق لا يحتاج الى شرح او ايضاح فهي ما زالت مأزومة وتشعر بمرارة الهزيمة من الفعل العربي العراقي التي ركعها واجبر إمامها وقائدها على تجرع السم حسب اعترافه.

والمالكي مستبشر في هذه الايام ايضا بمناسبة سعيدة على نفسه، تضاف الى فرحته العارمة في احتلال العراق وتدميره، فقد عاد الوفد الذي ارسله الى واشنطن محملا بالوعود الامريكية الوردية التي ابداها للوفد نائب الرئيس الامريكي جو بايدن وأكد من خلالها ارتياح الادارة الامريكية لسياساته في التصدي لانتفاضة السنة العرب في العراق كما اعترف عضو الوفد النائب سامي العسكري، وها هو اليوم يتخذ قرارا ليس من صلاحياته بتأجيل انتخابات مجالس المحافظات المقررة في العشرين من نيسان المقبل في اكبر محافظتين عربيتين (الانبار ونينوى) في محاولة لمصادرة خيار وارادة أكثر من خمسة ملايين انسان عراقي، في حين حشد جهدا هائلا عسكريا وميليشياويا لكسر عرب بغداد، والسيطرة على محافظتي صلاح الدين وديالى وتحويلهما الى مستوطنتين يتحكم بهما المرتزقة والخونة والعملاء.

وعندما نقول ونعيد القول ان المالكي يتمنى الموت والفناء لعرب العراق بسنتهم وشيعتهم ومسيحييهم وصابئتهم والفئات الملتحقة بهم ويحلم باليوم الذي يقضي عليهم ويبدهم عن بكرة ابيهم، فاننا لا نبالغ لان الوقائع والحقائق تؤكد ذلك، وهو للعلم لا ينكر تمنياته ولا يكتم رغباته بهذا الشأن، وينقل عن وزير في التيار الصدري انه جلس مع المالكي وحاوره ونبهه الى مغبة استعداء السنة العرب واطرافا شيعية عربية ضده خصوصا في هذه المرحلة التي تشهد ازمة متصاعدة مع الاكراد، فكان جوابه: (شغلة الاكراد سهلة) ولكن هؤلاء – يقصد السنة العرب – انتظر ماذا سافعل بهم ، مستخدما مثلا شعبيا ضدهم يقول: (راح أخلي طشارهم ما له وجود) بمعنى سأمزقهم وأفرقهم ، اما هؤلاء الذين تسميهم اطراف شيعية فهم ليسوا شيعة وانما بعثيين وعروبيين، وخرج الوزير الصدري من عنده مرعوبا واتصل الرجل وهو في غاية الالم بنائب سني عربي لينقل له تهديدات رئيس الحكومة.!

وكمثال على كراهيته لكل شيء عربي سواء كان انسانا او مكانا، اما الفكرة والعقيدة والهوية فمحرم عنده ، انه ارسل قبل ايام ست طائرات مروحية (هليكوبتر) وقوة انزال عسكرية لخطف وزير المالية المستقيل رافع العيساوي في محافظة الانبار التي عاد اليها واستقر فيها، وكان يدرك سلفا ان اعتقاله بهذه الطريقة المذلة وسط اهله وعشيرته لها تداعيات خطيرة ليس في الانبار وحدها وانما في العديد من مناطق ومحافظات العراق، غير انه لا يأبه لانعكاسات مثل هذا الحدث، لانه لا يتحمل ان يطلع شخص عربي مهما كانت صفته او وضعه ويوجه اليه انتقادات باي شكل من الاشكال، فالعربي في رأيه يجب ان يكون خادما له ولحزبه، مطيعا لاوامره، هذا هو قانونه وهذا هو موقفه وهو لم يتوان في القول للصحفية الامريكية التي قابلته في نهاية عام 2011 ونشرت ذلك ، انه شيعي اولا وعراقي ثانيا ومسلم ثالثا وعربي رابعا، أي انه وضع العروبة والاسلام في المرتبتين الاخيرتين وقدم عليهما طائفيته المقيتة، واخر ما نشر عنه، انه اتخذ قرارا بعقد مهرجان شعبي في ملعب الشعب الدولي دعاية لائتلاف دولة القانون الذي يستعد لخوض انتخابات مجالس المحافظات، واختار موعده في التاسع من نيسان المقبل ذكرى اليوم الاسود الذي سقطت فيه بغداد العباسية سيدة المدن والحاضرة العربية والاسلامية في ايدى الغزاة الامريكيين وكأنه يريد الحاق المزيد من الاذى بعرب العراق الذين يعتبرون هذا اليوم مشؤوما، وعندما فاتحه نائب من ائتلافه يعتقد انه عزة الشابندر وناشده بتغيير هذا اليوم لما يحمله من ذكرى أليمة تحز في نفوس الملايين من العراقيين، رد عليه بصلف: انت شلون شيعي! هذا اليوم اللي جنا نريده ونحلم بيه من الف واربعمئة سنة، والمعنى واضح ولا يحتاج الى تفسير حتى للقراء العرب.

نوري المالكي لا يخجل ولا يستحي عندما يقول في مؤتمر حزبه (الدعوة) الذي جدد انتخابه مرة اخرى أمينا عاما له، ان شهداء حزبنا هم الذين اسقطوا حكم الطاغوت وأعادوا لاهل البيت حقوقهم المستلبة ، طبعا هو يقصد المرحوم صدام حسين بالطاغوت ويعني بآل البيت شيعته بالطبع، دون ان يوضح من يقصد بالبيت، هل هو (الابيض) في واشنطن او (الاسود) في طهران، وايضا لم يفهم سامعوه كيف خرج شهداء حزبه وهم بضعة افراد من قبورهم ولحودهم وانطلقوا الى واشنطن وفرجينيا وكولورادو وتكساس وكاليفورنيا في الولايات المتحدة الامريكية وقادوا الآف الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ وعبروا القارات والمحيطات واسقطوا حكم (الطاغوت) ؟
انها العمالة بابشع صورها وهي الخيانة بأخس مواقفها!

ان الرد الذي يجب ان يتخذه عرب العراق في مواجهة حزب الدعوة ورئيسه نوري المالكي يجب ان يأخذ عدة سياقات ابرزها: تصعيد الحراك الشعبي في بغداد ومحافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك والانتقال من التظاهرات السلمية والاعتصامات المدنية الى المواجهة معهما ووضع احتمالات الصدام مع قواته وميليشياته، والاستعانة بضباط وجنود الجيش العراقي الوطني ومهندسي وفنييي التصنيع العسكري وعناصر الاجهزة السابقة، كاحتياط احترازي، والموظفيين الاداريين الحاليين، والمباشرة بانتخابات مجلسي محافظتي الانبار والموصل في موعدها المقرر دون الالتفات الى قرار المالكي بتأجيلها، والسعي الى تثبيت المجالس المنتخبة الجديدة وملاكاتها وهياكلها، والعمل على فصل المحافظات العربية الخمس عن سلطة المالكي كمرحلة اولى، بمعنى ان هذا الاجراء موجه ضد المالكي شخصيا وليس ضد الحكومة المركزية التي ستعود المحافظات الخارجة عن سيطرته بالارتباط بها عند استبداله او تغييره.

 أما اذا ظل في مناصبه العديدة التي يستغلها كعصا غليظة ورصاصات قاتلة ضد عرب العراق، فان التوجه لاقامة الاقليم العربي وليس (السني) كما كان يتردد اسمه سابقا، يكون مشروعا ولا يستطيع أي منا نحن الذين قاومنا هذا التوجه وخالفنا اصحابه منذ سنوات ان نعارضه اذا حصل بصيغته القومية الجديدة ، بعد ان صار مثل هذا الاقليم حاجة ضرورية يشكل ملاذا يحمي العرض والارض ويحافظ على هوية العراق العربية والاسلامية، ويجب الا تكون مناطق ومحافظات الاقليم مقتصرة على سكانها الاصلاء والاصليين (السنة العرب) فقط، وانما تفتح ابوابها مشرعة للشيعة العرب ينتقلون اليها ويقيمون ويعيشون فيها كأخوة أعزاء ومبجلين يأخذون حقوقهم كاملة بلا منة او فضل، لانهم يستحقون كل الرعاية والعناية بعد سنوات الضيم والاضطهاد والاجتثاث والعزل التي تعرضوا لها من التنظيمات والمليشيات الشيعية الطائفية والاجهزة الايرانية، وعلى البعثيين والقوميين والوطنيين الشيعة العرب ان يلتحقوا بالاقليم العربي ويمارسوا مسؤولياتهم وفعالياتهم بحرية دون خوف او وجل، وينخرط الجميع في هذا الاقليم لنيل حقوقهم من حكومة المركز على صعيد الموازنات والتخصيصات المالية وفق القوانين السائدة، وبعكسه فان الخيار الآخر لا بد من خوضه بالقوة وهي متوفرة ومتاحة الان اكثر من أي وقت مضى.

0 التعليقات: