لإيران مشروعها .. فماذا عنا ؟
لإيران مشروعها.. فماذا عنا؟
عراق العروبة
اياد الدليمي
تعالت التصريحات والبيانات المنددة بالتدخل الإيراني في سوريا ومشاركة طهران وأتباعها في المنطقة، حكومة نوري المالكي ببغداد وحزب نصر الله في لبنان، في قتل الشعب السوري، وبات الصوت عاليا لاتخاذ إجراءات عاجلة بحق إيران وأتباعها.
خرجت تظاهرات على خجل هنا وأخرى هناك، تندد بهذا التدخل السافر، ودعا البعض إلى حملة لمقاطعة البضائع الإيرانية في حين بدأت دعوات أخرى لمنع مصالح حزب الله في المنطقة الخليجية، وهكذا، وكلها ردود أفعال، وإن كانت إيجابية إلا أنها لا ترقى إلى مستوى التحدي الذي يواجه العرب خصوصا والمسلمين بوجه عام.
ليس من باب التخويف، أو محاولة إثارة الفزع، إلا أن الحقيقة المرة يجب أن تقال، هناك مشروع إيراني ضخم، يسعى للتمدد، ويسعى لتكوين بؤر توتر تساعده على انتصار مشروعه الرامي إلى إعادة أمجاد إمبراطورية غابرة، وأيضا استحصال ما يمكن الحصول عليه من مكاسب مادية مباشرة من خلال تلك البؤر التي يمكن أن تثير القلاقل في أي وقت تشاء.
نعم مطلوب منا أن نتنبه للمشروع الإيراني، ليس لأنه مشروع شيعي يسعى لنشر المذهب، فهو أعجز من استمالة مليار و300 مليون سني حول العالم للإيمان بهذا المذهب، ولكن لأنه مشروع تدميري، لا يتوانى عن فعل أي شيء مهما فدح أو كبر في سبيل الوصول إلى غاياته.
ليس تجنيا على إيران، بل هو جزء من حقيقتها، فلقد شاهدنا كيف فعلت بالشيعة العراقيين قبل السنة في سبيل الوصول إلى غاياتها، وكيف أنها حولت العراق إلى بؤرة صراع ما إن تهدأ حتى تشتعل من جديد، وكيف تمكنت من مساعدة حتى أعداءها الأيديولوجيين، وأقصد هنا القاعدة، في سبيل أن تصل إلى ما تريد.
يحدثني زعيم أحد أكبر الأحزاب السنية في العراق، يقول إنه وبعد احتلال العراق شارك ولأول مرة في مؤتمر القدس الذي تعقده طهران سنويا، وكنت أتحدث مع بعض الإخوة من أقطار عربية وإسلامية عن قلة التمويل الذي يعانيه حزبنا، يقول «فوجئت في مساء ذات الليلة بأحدهم على باب غرفتي يستأذن بالدخول، وما إن دخل وجلس حتى أخرج من جيبه دفترا للصكوك، وقال تفضل أستاذ ضع المبلغ الذي تريد» يقول محدثي: «عرفني ضيفي الثقيل هذا بنفسه، كان أحد ضباط المخابرات الإيرانية ممن وصلت إليه شكواي من قلة ذات اليد».
ليس هذا فحسب، بل إن إيران وخدمة لمشروعها، لم تتوان عن تسهيل عبور مقاتلي تنظيم القاعدة من أفغانستان عبر أراضيها إلى العراق عقب الاحتلال الأميركي، بل الأكثر من ذلك فتحت معسكرات على حدودها مع العراق لتدريب مقاتلي القاعدة من المجاهدين العرب، وهذا ليس تجنيا على أحد بقدر ما هو حقائق مثبتة كشف عنها رئيس جهاز المخابرات العراقية عقب الاحتلال اللواء محمد الشهواني.
وشاهدنا أيضاً ماذا فعلت إيران بسوريا من أجل ديمومة برنامجها وبقاء حليفها بشار الأسد، وكيف سخرت الغالي والنفيس خدمة لنظام دمشق، حتى صار البعض يتساءل هل الولي الفقيه ونظامه موجود في طهران أم في دمشق؟
ببساطة هذا هو المشروع الإيراني، فأين نحن من هذا المشروع؟
في إيران كما في الجنوب العراقي وأيضا في لبنان، يجاهر الجميع بالتدخل والدفاع عن نظام بشار الأسد، بينما إذا ما فكر شاب عربي في الذهاب إلى سوريا لنصرة الشعب السوري والالتحاق بمقاومته الباسلة، فإنه إذا قدر الله له أن يعود سيجد السجن بانتظاره.
هذا الفرق بيننا وبين إيران، ولهذا لا نستغرب إذا ما تمكنت إيران التي لا تشكل شيئا قياسا بالوجود الإسلامي السني عبر العالم، من هزيمة أمة المليار، ببساطة لأنهم يخططون وينفذون ويضعون كل مقدراتهم في خدمة مشروعهم، أما نحن؟!!
0 التعليقات: