أخر الأخبار

.

بيان رقم (43) جهاد المال

بيان رقم (43) جهاد المال




عراق العروبة
الأمة الوسط

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رقم (43)
جهاد المال

الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه.
أمَّا بعد: فبناءً على الأوضاع الراهنة في المناطق المعتدى عليها في العراق أودُّ أن أُبيِّنَ للمسلمين المخلصين ما يأتي:

إنَّ المُدافعين اليوم في ساحات الدفاع في الفلوجة والرمادي وديالى وغيرهما من الأماكن التي يحصل عليها الاعتداء الطائفي قد فَرَّغوا أنفسهم للدفاع عن النفس والمال والعِرض والأرض، فجزاهم الله خيرا عن النساء والأطفال والشيوخ والعجزة ؛ وذلك ابتغاءً لوجه الله تعالى.

وقد تسبَّبَ عن العداون الأثيم والقصف المستمر وإلقاء البراميل المُتفَجِّرة على العوائل الأمنة والأبرياء وإرهابهم وإفزاعهم تسبب في اضطرار العوائل والأُسر إلى مُغادرة منازلهم إلى موضع آمن، فتركوا ديارهم وأثاثهم ولوازم حياتهم من غذاء ونقود وخرجوا عزَّلا عن أموالهم وعن أعمالهم ورواتبهم ودخلهم، مِمَّا أدَّى إلى احتياجهم لمدِّ يد المساعدة إليهم ودعمهم ماديا ومعنويا.

فقد أصبحوا مشمولين بصنفين من أصناف الزكاة التي حدَّدها الله في كتابه العزيز مصرفا للزكاة بقوله: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة: 60.

1. العوائل المُشرَّدة مشمولة بقوله (وابن السبيل)، أي المنقطع عن ماله الذي لايسعه الحصول عليه، إضافةً إلى أنَّ بعضهم من الفقراء أو المساكين ولا مال له فتُدفع لهم الزكاة لسدِّ احتياجاتهم الضرورية.

2. المُدافعون مشمولون بقوله (وفي سبيل الله).

لذلك أدعو الغيارى من المسلمين عراقيين وغيرهم إلى إمداد الفريقين من أموال زكواتهم وغيرها لغذائهم ودوائهم وسلاحهم وعتادهم.
فإنَّ الجهاد بالمال قدَّمه الله على الجهاد بالنفس في عدد من الآيات القرآنية ، وقدمه –صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الشريفة.
فأغدِقوا عليهم الطعام والشراب ومستلزمات الدفاع بشكل مستمر ودوري شهري؛ ليُضاعِفَ الله لكم الثواب؛ فإنَّ درهما قد يسبق ألف درهم.
ولتفويت الفرصة على من يأخذها بالإكراه فلا يُثاب دافعها.
والله يهدي السبيل وحسبنا الله ونعم الوكيل ،،،
أ.د. عبدالملك عبدالرحمن السعدي
16/رجب/1435هـ
15/5/2014م

0 التعليقات: