أخر الأخبار

.

صورة "المنتج الأمريكي" في العراق



صورة "المنتج الأمريكي" في العراق



عراق العروبة
وليد الزبيدي




تحرص الجهات التي تطرح منتجا جديدا في سوق المال والسياسة والصناعة على تطوير منتجها، فتضيف التحسينات المطلوبة لتسويقه والترويج لما يشابهه من منتجات بسهولة ويسر، ولا يختلف اثنان أن الولايات المتحدة قد برعت في عمليات التسويق تلك، فتم توظيف مؤسسات في البحث والتطوير وعمالقة الصحف والتلفزيونات وقبل ذلك هوليوود بكل ما تملك من امكانات هائلة في السينما من إنتاج الافلام والبرامج وتسويقها في مختلف أرجاء العالم وبجميع اللغات الحيّة والضعيفة، لدرجة أن ماكنة أميركا في التسويق حتى للأكاذيب تقدمت على سواها في هذا الميدان الخطير والحساس .

 وتتوزع في الولايات المتحدة آلاف المعاهد ومراكز البحوث والدراسات المتخصصة بدراسة متطلبات السوق الداخلية والدولية، راسمة خريطة طريق وبالأحرى خرائط طرق للتسويق والترويج وإذا اقتضت المصلحة الأميركية فلا تتردد تلك المؤسسات لتشويه الآخر بمختلف الطرق الخبيثة والماكرة ليبقى منتجها يتصدر الواجهة .

أسٌوق هذه المقدمة قبل الدخول في صلب عنوان المقال الذي يحاول رسم صورة ﻟ "المنتج الأميركي في العراق منذ العام 2003 وحتى اليوم".

المقصود بهذا المنتج هو "العملية السياسية الكالحة المتهرئة والبائسة والفاشلة بجميع المقاييس" وبين ثناياها دستورها الخطير والمدمر الذي وضعه الأميركيون وادواتهم من اقطاب العملية السياسية بشقيها (القادمون مع المحتلين الأميركيين الغزاة والمطبلين لهم) واللاهثون وراء الغزاة ومشاريعهم من عراقيي الداخل، الذين تحولوا إلى مكملين للديكور الأميركي الخرف والبائس في العراق، فتسابق هؤلاء وأولئك في ماراثون يسير باتجاه واحد لخدمة مشروع أميركا في العراق، هذا يقدم الخدمات الكبيرة للغازي وذاك يوفر الحماية لقواته المجرمة واخرون يروجون لمشروع مذل ومهين في بلد الحضارات والتاريخ .

بعد ثلاثة عشر عاما من الصناعة والترويج والمداراة والدعم الأميركي والدولي والاقليمي والعربي المطلق لهذا "المنتج الأميركي في العراق"، وبعد أن تقلب بهذا المسار وذاك الدرب وفي جميع الاتجاهات، ماذا يقول صاحب المنتج عن "منتجه" وهل تتجرأ دولة الديمقراطية الاولى في العالم - كما هو متداول ومفترض- من قول الحقيقة الكاملة بهذا المنتج؟.

هل يستطيع منظرو السياسة الأميركية العجائز منهم والجدد من قول الحقيقة ومكاشفة الشعوب الأميركية بالنتائج التي حصدتها الولايات المتحدة من جراء بناء المصنع الخاص بالعملية السياسية وكم اغدقت على ادواتها في العراق من اموال ووقت وجهد، وما الاعداد الحقيقية للقتلى والجرحى والمجانين الأميركيين في العراق بسبب دعم الادارة الأميركية لهؤلاء السياسيين والدمى والادوات البائسة الفاشلة المتهرئة بجميع المقاييس؟.


بعد عدة سنوات على هروب القوات الأميركية أواخر العام 2011م، هل تجرؤ الإدارة الأميركية على بث جميع التسجيلات التي وثقت توابيت قادمة من العراق تحمل جثث القتيلات والقتلى الأميركيين الذين أرسلتهم المقاومة العراقية وبأعداد هائلة ، بعد أن منع الرئيس الأميركي جورج بوش الابن بث مشاهد وصول تلك التوابيت عندما أصبحت أعدادها مخيفة، وهل تتجرأ مؤسسات السلطان الأميركي على الافصاح عن اجزاء بسيطة جدا عن حقيقة منتجهم البائس المهترئ في العراق بعد كل هذه السنوات العجاف؟ .




0 التعليقات: