أخر الأخبار

.

مجازر عراقية متنقلة.. وصمت دولي؟



مجازر عراقية متنقلة.. وصمت دولي؟ 


عراق العروبة

 داود البصري




ما كان مخفيا أضحى علنياّ!، وما كانت بعض الدوائر السياسية والطائفية في العراق تعتبره سرا مكينا، بات فعلا فضائحيا مشاعا ومعروفا للجميع!.

 فمعارك الفلوجة ومحيطها وأهوال ما جرى فيها وحولها، وردود الأفعال التي تراكمت بعد تراكم الخسائر للميليشيات الطائفية التي وصلت لأرقام فلكية سرعان ما تحول رد الفعل لعمليات انتقام طائفي مريعة معبأ بأحقاد وتصورات عنصرية وروح كراهية، وغطرسة دموية مرعبة، تمثلت في انفلات عقال الحقد والانتقام، ولجوء قادة الميليشيات الوقحة لممارسات عدوانية فظة تمثلت في حجز واعتقال وتعذيب ثم قتل العشرات من شباب المناطق التي كانت واقعة تحت هيمنة تنظيم الدولة! .

 لقد مورست جرائم بشعة وشنيعة ضد الإنسانية اعترف بها جميع الأطراف بدءا من القائد العام ورئيس الحكومة حيدر العبادي الذي أقر بممارسات عدوانية بشعة لجماعات قال إنها من خارج إطار الحشد الطائفي!!، ووعد بمحاسبة المسؤولين عن ذلك الفعل الشنيع!، إلا أنه كالعادة لم ولن يحاسب أحد بالمرة!، فميليشيات الطوائف أقوى بكثير من الحكومة وسلطاتها الميدانية أقوى وأكثر شمولية من سلطات القائد العام نفسه! .

 فمن ارتكب جريمة الصقلاوية وتسبب بمصرع مئات الضحايا وليس العشرات فقط كما اعترف محافظ الأنبار صهيب الراوي معروفة أسماؤهم وعناوينهم ورتبهم ومسمياتهم ودوافعهم؟، كما أن قيادتهم معروفة للجميع وهي رغم ارتباطها الرسمي المعلن بمجلس الوزراء العراقي! إلا أن أوامرها ونواهيها ومنطلقاتها النظرية والعملية منبعها من قيادة وزارة الحرس الثوري الإيراني في طهران! وبالتالي فإن قيادات من أمثال هادي العامري أو جمال جعفر (أبو مهدي المهندس) وقادة فرق العصائب والكتائب والنجباء والخراساني وأبي الفضل.. وغيرهم لا تقبل أن تتلقى أي أوامر أو نواهي من حيدر العبادي!، فهؤلاء هم النواة التأسيسية والتنظيمية لمؤسسة (الحرس الثوري العراقي) التي أعلن رسميا وصراحة وزير الحرس الثوري الإيراني السابق محسن رفيق دوست عن المخطط الإيراني الرسمي لإعلانها! .

 وطبعا ليس أفضل من فرصة المعارك الساخنة الدائرة والتي يخوضها الحشد في مدن العراق الغربية والشمالية لتكريس وتأسيس تلكم النوايا وترجمتها لواقع ميداني معاش، فإدارة المجازر جزء مهم من ملف إدارة الصراع الدائر في العراق اليوم بدموية رهيبة ومدمرة!، مبعث استغرابنا لم يكن كما أسلفنا من المجازر لكونها متوقعة ومعروفة سلفا وتلمس العالم أجمع إرهاصاتها وطبيعتها وخلفياتها وسوابقها من خلال ما حصل من مجازر طائفية سابقة في ديالى وتكريت والأنبار وجرف الصخر ومناطق حزام بغداد التي شهدت فوضى عارمة وتغييرا ديموغرافيا يتحدى العالم أجمع وتقف أمامه قيادة حيدر العبادي عاجزة وغير قادرة على الفعل المضاد؟.

المصيبة إن العالم ومن خلال منظمات حقوق الإنسان قد وثقت كل جرائم الميليشيات كما أكدت الأمم المتحدة على جرائم الإعدامات العشوائية والكيفية للميليشيات الإرهابية الطائفية! ووثقت الولايات المتحدة أيضا التي تراقب تلكم الميليشيات من مقر سفارتها العظمى في بغداد!!، ولكن للأسف لم يتم أي إجراء دولي أو إقليمي لمواجهة جبروت تلكم الميليشيات المتفاقم والمتصاعد والمتحول بطرق ووسائل رهيبة، فما حدث في الصقلاوية من جرائم بشعة هو إدانة حقيقية لصمت المجتمع الدولي الذي يصل لحد التواطئ المفضوح! .


 الشيء المؤكد واليقيني يكمن في كون المجازر الطائفية في ظل تصاعد الموقف العسكري ستشهد تصاعدا مريعا خلال الأسابيع القادمة وبما سيكون امتحانا لإرادة المجتمع الدولي... وفي الامتحان يكرم المرء أو يهان!. أيام صعبة تنتظر العراقيين!.



0 التعليقات: